أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - توما حميد - في الذكرى الرابعة للغزو ، العراق إلى أين؟















المزيد.....

في الذكرى الرابعة للغزو ، العراق إلى أين؟


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 1878 - 2007 / 4 / 7 - 11:56
المحور: ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟
    


يعيش المجتمع العراقي اليوم بعد اربع سنوات من الاحتلال ما نسميه بوضع السيناريو الاسود. سقطت السلطة وانهارت الدولة ومؤسساتها مخلفة فراغ سياسي واداري وتفكك نسيج المجتمع واختفت ابسط الخدمات وسادت الفوضى و صراعات و اعمال عنف مسلحة مفروضة من قبل قوى قومية وطائفية وعرقية مغرقة في الرجعية واليمينية تؤدي الى خسار بشرية ومعاناة وتدمير هائل في ظل تراجع القوى العلمانية واليسارية. هذا هو السيناريو الاسود بكل حذافيره.

فهل من طريق لانهاء السيناريو الاسود؟ في كل الدول التي سادها السيناريو الاسود مثل البوسنة والصومال ورواندا و افغانستان ولبنان كان حل اليمين هو اما تقسيم المجتمع عل اساس القومية والدين والعرق او بناء الدولة على اساس هذه التقسيمات بحيث يبقى احتمال انفجار الصراعات القومية والطائفية والعرقية واردا في كل وقت. بالنسبة للعراق الوضع اعقد واصعب من كل المجتمعات التي رزحت تحت السيناريو الاسود نتيجة للتدخل المباشر لقطبي الارهاب، اي امريكا والاسلام السياسي ونتيجة تدخل عدد كبير من القوى المحلية والعالمية. ان فرصة اليمين في انهاء السيناريو الاسود و اقامة مجتمع مدني او حتى نظام مستقر ضعيفة جدا.
ان الوضع الحالي لم ياتي نتيجة صدفة ولم يكن وليد لحظة بل كان نتيجة لسياسات امريكا وحلفائها قبل الحرب على العراق بسنوات وحتى هذه اللحظة. ان الادعاء بان الوضع الحالي في العراق هو نتيجة فشل المشروع " الديمقراطي" الامريكي لاسباب خارج عن ارادة امريكا وحلفائها مثل ضعف الثقافة الديمقراطية والطبيعة العنيفة للانسان العراقي وتقديسه للقائد وغيرها من الادعاءات التي تروجها امريكا وحلفائها وبعض الكتاب والمثقفين السطحيين هي ادعاءات سخيفة ورجعية. ان هذه الادعاءات هي محاولة لوضع اللوم على الضحايا بدل من القوى التي خلقت الوضع الحالي. ان المجتمع العراقي ككل المجتمعات المعاصرة كان مفتوحا على مختلف الاحتمالات عند سقوط النظام ولكن البديل الحالي قد فرض من قبل قوى معينة بعد جهود عظيمة وسنوات من العمل المثابر.
ان ماتقصده امريكا بالبديل الديمقراطي في العراق كان القيام بتقسيم المجتمع الى طوائف وقوميات واثنيات وتنصيب قوى قومية وطائفية واثنية ممثلين لاقسام المجتمع هذه وترتيب مسرحيات انتخابية تشترك فيها هذه القوى وبالتالي يتم بناء دولة على هذا الاساس. لم يكن للرفاهية و لحقوق الانسان الفردية والمدنية والسياسية ووضع المرأة والطفل وحتى حقوق القوميات والاقليات اي مكانه في ديمقراطية امريكا. وليس لم يكن لها اي مشكلة مع اسلمة المجتمع وفرض دستور اسلامي وتكريس الهويات البدائية وترسيخ القيم والاعراف الرجعية واشاعة الخرافات والجهل فحسب بل ان كل هذه الامور كانت اجزاء مهمة من سياستها. ان اي قوة تتعقب بناء الديمقراطية في العراق سوف لن تعتمد وتقوى القوى التي اعتمدت عليها امريكا لحد الان.
ولكن مشكلة امريكا ومشروعها هو انها لم تعي انه ليس كل ما تريده يتحقق. ان نفس هذه السياسة والاعتماد على القوى الرجعية الى جانب الغطرسة والعسكرتارية المفرطة قد دفعت الامور لتصل للوضع الحالي وتخرج من ايدي امريكا نفسها. اذ ليس للتعصب القومي والطائفي للقوى اليمينية اي حدود في صراعها على السلطة ومناطق النفوذ.


اليوم حيث وصلت الامور الى ما وصلت اليه فان اي من القوى اليمينية بما فيها امريكا والقوى الموالية لها و المعادية لها التي شاركت في خلق هذا الوضع غير قادرة على انهائه. ان بدائل كل القوى اليمينية في تخبط وازمة عميقة. الوضع في العراق سوف يزداد سوءا. و بدلا من ان تتمكن من وضع حد للصراعات هناك خطر جدي من ان تتسع وتمتد الى مناطق هادئة نسبيا وحتى الى دول الجوار. اذ بدأ قسم من مفكري اليمين نفسه يحذرون ضد هذا الخطر.
ان امريكا بالذات كاكبر قوة يمينية في العراق ليس لها مجال كبير للمناورة للخروج من الوضع الحالي. ان استراتيجية امريكا التي استندت على العنف العسكري والاقتراب مع الاسلام السياسي الشيعي وابعاد الاسلام السياسي السني والتيار القومي العربي ومعاداة ايران وسوريا واهمال القوى العالمية قد فشلت فشلا ذريعأ. وقد اعترفت بفشلها السياسي والعسكري في العراق هذا، لذا تجدها اليوم تتحرك حسب توصيات تقرير بيكر- هاملتون الى جانب الاعتماد على المزيد من العسكرتارية كطريقة للافلات من الفشل النهائي.
وهي تحاول التراجع عن بعض السياسات القديمة واهم مظاهرها هي محاولة دمج قوى الاسلام السياسي السني والتيار القومي العربي في العملية السياسة في العراق وتحقيق بعض مطاليبها من خلال تغير الدستور والغاء قانون اجتثاث البعث وطلب مساعدة الانظمة العربية والتعامل مع ايران وهي عملية سيصيبها الفشل لامحالة. ان الخلافات والعداوة بين القوى التي تريد امريكا جمعها معا في "حكومة وحدة" وخاصة التيار القومي العربي والاسلامي السني من جهة وتيار الاسلام الشيعي اعمق من ان يتمكنوا من تشكليل هكذا حكومة. كما ان خلافاتها مع ايران اعمق من ان تفضي تعاملها مع ايران الى التهدئة في العراق.

مع تزايد الضغط على الادارة الامريكية في العراق و داخل امريكا نفسها سوف يجعل من الاستمرار في السياسات الحالية صعبا. ان البدائل القادمة هي اجراء تغير جوهري في تركيبة الحكومة العراقية او ترك العراق او تقسيمه. وكل هذه البدائل الحالية والمستقبلية المفتوحة امام امريكا تعني اشتداد الحرب والعنف والسيناريو الاسود الحالي. ان تأويل اكثر على امريكا ومشاريعها يعيني تدمير اكثر للمجتمع وانزلاق اكبر نحو الفوضى والحرب والصراع. ان اي قوة تبحث عن حلول ضمن اطار العملية السياسية التي طرحتها امريكا سوف تفشل. والاكثر من ذلك، بدون إخراج القوات الأمريكية وحل كافة مؤسساتها ليست هناك إمكانية للحل و لإعادة الأمان والمدنية.
من جهة اخرى فان القوى الاسلامية والقومية المعادية لامريكا وعمليتها السياسية ليست قادرة على طرح بديل لانها قوى مكروهة ومعزولة وباعثة على انقسام اعمق في المجتمع.

ان القوة الوحيدة القادرة على انهاء الوضع الحالي هو اليسار ومن خلال اطار خارج اطار الاحتلال وقوى الاسلام السياسي والتيار القومي ويستند على طرد المحتل وحل مؤسساته وتقصير يد القوى القومية والطائفية و بناء حكومة علمانية وغيرقومية تتعامل مع الجماهير على اساس مبدأ المواطنة و تتخذ التدابير اللازمة لتوفير الأمن وبناء المجتمع المدني وتوفير أوضاع تقرر الجماهير بحرية ووعي على نظام الحكم التي تريده. انه ليس بحل بسيط ولكنه الحل الوحيد القادر على الخروج من الوضع الحالي. ان انهاء الطائفية والتمييز الديني والقومي والارهاب وبناء الدولة والمجتمع المدني في العراق هي اليوم وظيفة اليسار.

ان البديل اليساري يجب ان يستند على اعادة ثقة الجماهير بنفسها وتدخلها بخلاف البدائل اليمينية التي تستند على تهميش الجماهير وسلب ارادتها وعلى تقوية الجبهة العلمانية ومعاداة كل القوى والمظاهر الرجعية.
وهذا البديل الان موجود، وهو مؤتمر حرية العراق الذي يسعى لفتح بيوت الجماهير وتشكيل قوة الامان والامساك بادارة الاحياء والمحلات وتوفير الامن والقانون. وهناك بالفعل قوى حوله داخل العراق وخارجه. ان نمو عمل مؤتمر حرية العراق وسيطرته على مناطق متزايدة في العراق وتحوله الى قوة اساسية هو السبيل لفرض انتخابات في العراق، غير المسرحيات التي رتبتها امريكا وبالتالي تشكيل حكومة علمانية غير قومية لانقاذ المجتمع من هذا السيناريو. لذا فان جميع القوى التي تود ان ترى نهاية للوضع الحالي مدعوة للالتحاق بمؤتمر حرية العراق و تقوية وتوسيع نشاطه والعمل على تجاوز العوائق المالية والبشرية التي تقف عائقا امام توسيع مناطق نفوذه ونمو قوته المسلحة، قوة الامان وامام تحوله الى قوة اساسية في العراق. ان الكتابة والنقد وفضح القوى التي خلقت الوضع الحالي ليس كافيا.
باختصار شديد، عراق اليوم امام بديلين احدهما للقوى اليمينية وهو تعميق الوضع الحالي والاخر يساري يسعى لبناء دولة علمانية غير قومية تعمل من اجل رفاه الانسان وتحترم حرياته وحقوقه الاساسية ويمثله مؤتمر حرية العراق. ان تحقيق البديل الثاني يحتاج الى جهود عظيمة من القوى التقدمية في العراق وخارجه.



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا
- ابشع جريمة وعمل ارهابي في التاريخ المعاصر!
- وجود يسار مقتدر هو السبيل لاقامة مجتمع مدني علماني
- الحجاب راية الاسلام السياسي
- المجتمع بحاجة الى حركة علمانية ملحدة وليس الى دين اخر
- يجب وضع حد لاستهتار شيوخ الاسلام بمنجزات البشرية
- امريكا تقتل صدام على الطريقة الزرقاوية
- مؤتمر حرية العراق بحاجة الى دعمك الملموس
- انضم الى مؤتمر حرية العراق
- وجهة نظر في التغيرات العالمية الراهنة ...1
- لماذا مؤتمر حرية العراق و قوة الامان؟
- انتفاضة السلطة والنفوذ بحجة الدفاع عن مشاعر المسلمين! - الجز ...
- انتفاضة السلطة والنفوذ بحجة الدفاع عن مشاعر المسلمين!
- قضية الكاتب كمال سيد قادر والبلطجة العشائرية للحزب الديمقراط ...
- حول محاولات امرار دستور اسلامي في العراق
- ما هو السيناريو الاسود ومن هي قواه وما هو دور الشيوعيين فيه؟ ...
- ما هو السيناريو الاسود ومن هي قواه وما هو دور الشيوعيين فيه؟
- الاعمال الارهابية ليست نتيجة اليأس بل نتيجة الايمان بعقيدة ا ...
- الغاء البطاقة التموينية يخدم الجريمة والارهاب والفلتان الامن ...
- هل يقف الحزب الشيوعي العمالي العراقي بالضد من العمل المشترك؟ ...


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - توما حميد - في الذكرى الرابعة للغزو ، العراق إلى أين؟