أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - محمد سمير عبد السلام - أحلام الأم المقدسة عند نوال السعداوي














المزيد.....

أحلام الأم المقدسة عند نوال السعداوي


محمد سمير عبد السلام

الحوار المتمدن-العدد: 1849 - 2007 / 3 / 9 - 13:55
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني
    


في روايتها( الرواية) الصادرة عن دار الهلال بمصر 2004م تنطلق د/نوال السعداوي من البحث المعرفي المتواصل عن الأم المقدسة- داخل الذات و خارجها- كمفهوم ثقافي مضاد لأحادية المجتمع الأبوي .هذا البحث ينتج دلالة خفية تؤجل اكتمال الأنوثة مما منح النص قدرة على توليد أشكال مختلطة و متنوعة من الشخصيات الإشكالية التي تستعصي على تحديد النوع أو الثقافة أو الوجود الواقعي نفسه .إذ تخالطها المجازيات و التأملات الأنثوية بوصفها أجزاء من (رواية) لم تكتمل . كما يراودها الحلم الجمعي بحضور الأم المقدسة كبديل للكتابة يكمله الأبطال الأربعة الفتاة و كارمن و رستم و سميح.ويبدو هذا الموقف المتأخر من النسوية عند د/ نوال السعداوي مقاربا لتوليد الأنوثة من استعارات النص و أخيلته في المدرسة الفرنسية في كتابات (هيلين سيكسو) و (إيرجراي) و غيريهما.
.إن الفتاة/ البطلة هنا بلا اسم كأنها تنتظر ولادة جديدة أو توحد سحري ببزوغ الأنثى المقدسة في رحمها و لأجل هذه الغاية الموعودة كمجاز تنتقل إلي برشلونة لتضع طفلتها / روايتها/ أمها كأنما تفلت – بهذه الرموز – من قرارات الإدانة الثقافية في مجتمعها . إن الرحيل يحمل ولادة الذات من داخل شرنقة القهر التي أسهمت بدرجة كبيرة في محو الاسم أو الكتابة. إذ كانت سرا يستوجب الإخفاء و لا ينطق إلا في الحلم مثل الأم.
و تذكرنا بطلة نوال السعداوي بتيمة الهروب كبديل عن قهر الواقع الشمولي عند د.ه.لورانس ثم الطاهر بن جلون في ( ليلة القدر) أو الرغبة في تبديل ثبات الهوية عند( ألفريدي يلينيك ) في (عازفة البيانو ) . لكن الفتاة هنا ترجو تحققا جمعيا للأنوثة يشمل الرجل و ينتمي إلى الإبداع وحده . ووفق هذه النقطة تصير الأنوثة مجالا لتداخل الثقافات و من ثم اختراق عمومية مفهوم الثقافة . و بهذا الصدد يشير( رايموند ويليامز ) إلى أن الثقافة لا يمكن أن تتحول إلى خدمة عامة مثل التوجيهات الاجتماعية أو الشخصية فنتائجها متنوعة بقدر تعدد نقاط البداية التي ننطلق منها(راجع/رايموند ويليامز/الثقافة و المجتمع/ت وجيه سمعان /هيئة الكتاب2001). هكذا انبثقت الفتاة في شارع الرامبلا ببرشلونة كأسطورة أو نغمة ضمن لحن يعزفه مجموعة من الشباب فقد طار جسدها في الهواء ثم انثنت على الأرض كعجينه . هل هي لحظة التكوين الأولى يعايشها الوعي المبدع ؟ أم أن الولادة لم تكن أبدا خارج نطاق الكتابة ؟
إن المسار الاجتماعي للفتاة يبدأ من درجة إدراك المجتمع لما هو روائي و مجازي في صيرورة الوعي بالجسد و الواقع خارج الأيديولوجيا فبقدر ما يحمل وعي الفتاة و لا وعيها ألما مما هو سائد في مجتمعها نجدها تحلم بالاعتراف باسم الأم أو الابنة أو الرواية . يبدو هذا في السياقات السردية لأماكن مبدعة لهوية مزدوجة فالأزقة و الفوانيس المعلقة فوق البيوت العتيقة في برشلونة تشبه مثيلاتها في القاهرة . كما أن حلم (أناجيل) الأسبانية بالشاعرة (مارية مارسيه مارسال) يذكر الفتاة بمريم الشاعرة في مصر أو كارمن كرمز للدفاع عن قداسة الكتابة حتى يصل الأمر إلى استحضار منظور دالي من الذاكرة الجمعية لإعادة تكوين صور الماضي فمديرة المحضن الذي كانت تعمل به مثل الخفاش أو القنفد الأسود لقسوتها على البنت الساحرة صباح . فهل كانت هذه الرموز الأنثوية بديلا عن صورة (جالا ) المقدسة في لوحات دالي؟ هل تختلط الثقافات بالاسم و الهوية لتعلن حضورا جديدا وولادة مختلفة ؟ لقد منح (سان جوردي) –في عيد الحب- هدية الكتابة كأنه يدفعها لإكمال حلم كارمن المجهض و مواجهة الخوف اللاواعي بداخلها من قتل الجنين/ النص الحامل للحرية . من هنا شكلت الراوية حلما أسطوريا بالفتاة فذكرت أنها لم تفقد عذريتها رغم من عرفتهم من الرجال و هي الأم الخفية أو الرواية التي لم يكتبها رستم أبدا ففي لحظات الحب كان يقول لها خذيني كأنها الرجل و هو امرأة كما كان يختلط اسمها في نشوته بزوجته (كارمن) أو كريمة بطلة أولى رواياته .
إن بحث الفتاة عن الأم لن يكتمل لتعدد مواقع الأصل و الرغبة في التوحد به و تدميره معا من قبل الشخصيات. هذا التناقض يجسد مرونة الأنوثة و قدرتها على استيعاب الآخر و ثقافته. فالفتاة كانت تترك خانة الجنس خالية في بطاقتها.أما طفلتها المنتظرة فتحمل اسم أمها نورية و تقبع روحها في سميح و صباح . وتأتي كارمن كبديل قوي لأحلام الفتاة رغم اشتراكهما في حب رستم . فقبل أن تموت دفاعا عن روايتها تنادي الفتاة (يا ابنتي) لتبدأ الأخيرة في كتابة الفصل الأول من روايتها / ولادتها الأخرى دون نهاية لأنها تمثل مرحلة للتجسد المقدس و البحث عن الروح في النص.
إن رواية (الرواية) لا تحيلك النوع الأدبي بقدر ما تدعو إلى الإكمال المجازي و الثقافي لبداية تلك الولادة المنتظرة في عقل القارئ .
محمد سمير عبد السلام



#محمد_سمير_عبد_السلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسئلة الارتدادية للفن
- القصيدة التفاعلية ، أو الامتداد الكوني للقصيدة - قراءة في لو ...
- صخور السماء .. أنشودة الجسد
- الأنا و تمثيل الآخر / الثقافي
- نشوة التجزؤ .. قراءة في حالات الروح
- كتابة أورهان باموك .. و خروج الهامشي من هامشيته
- أولية التحول في الفوتوغرافيا و الشعر ... قراءة في شجن ل .. ع ...
- جماليات الغياب .. قراءة في رشحات الحمراء ل .. جمال الغيطاني
- نجيب محفوظ ... وهج بدء متكرر
- تناثر المرآة و اللعب بالقصيدة .. قراءة في ديوان فوق كف امرأة ...
- طفرة الخروج ... التجاوز و التجديد في قصيدة النثر المعاصرة
- نهاية النموذج .. قراءة في كسبان حتة ل .. فؤاد قنديل
- الاستباق و التحول - التفاعل المعاصر بين التراث الثقافي و الع ...
- أرشيف الكتابة .. قراءة في ديوان النشيدة ل .. علاء عبد الهادي
- مقاومة الهامش في ديوان المدخل إلى علم الإهانة ل ..مهدي بندق
- العقل يتجاوز إطاره
- ارتباك الواقع في مجموعة هشاشة عقول ل نبيل عبد الحميد
- جماليات الاندماج الكوني.. قراءة في الغزلان تطير ل محمد المخز ...
- هارولد بنتر .. و الاستعادة المقدسة لتموز
- فرح التفكيك .. قراءة في ديوان لك صفة الينابيع ل .. علاء عبد ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل / جهاد علاونه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - محمد سمير عبد السلام - أحلام الأم المقدسة عند نوال السعداوي