أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - العائشتان : شاعرتان صوفيّتان بين دمشق والقاهرة 2 / 2















المزيد.....



العائشتان : شاعرتان صوفيّتان بين دمشق والقاهرة 2 / 2


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 1846 - 2007 / 3 / 6 - 09:50
المحور: الادب والفن
    


1 _ مستهل :
بعد قرابة أربعة قرون من بزوغ ِ نجم ِ عائشة الباعونية ، كانت سماءُ القاهرة ، هذه المرة ، مهداً آهَل َ إطلالة سميتها ؛ عائشة التيمورية . وكما سيحاول عرضُنا إجلاءه ، فإنّ خيوطاً خفية ، فضية ، من أشعة هذين النجمين ، تقاطعت هنا وهناك ، متعانقة في الكون الشعري لكل منهما ، فضلاً عن علامات مشتركة طيّ أستار سيرتيهما .
لم تكن مصر المحروسة موطناً نائياً ، غريباً ، بنظر أحفاد صلاح الدين . هكذا كان ، على الأقل ، شعور ُ تيمور بك ، جدّ شاعرتنا لأبيها ، لما حط ّ رَحله ُ في تلك الديار . فما فتئت أفواجٌ من أبناء قومه ، الكرد ، تسعى إلى " البلد الأمين " ، خلال مختلف الحقب التاريخية . على أن ّ أهم ّ قوافلهم إلى مصر ، كانت ولا شك ، تلك التي رَتعَت ْ في فيء ِ دولة بني أيوب : " لم يقض ِ الناصر صلاح الدين في مصر سوى ثمانية أعولم ، من سنوات حكمه التي إستمرت أربعة وعشرين عاماً . وبالرغم من هذه السنوات القصيرة التي قضاها في القاهرة ، إلا أن ّ أحداً ممن سبقوه من الحكام لم يترك فيها مثلما ترك هو من آثار " ، هذا ما يسجله الباحث ُ المصريّ حسن الرزاز ( 1 ) .
ولكن ما يمكن ُ إعتباره ُ ، مجتمعاً مدينياً للجالية الكردية في مصر ، كان قد إتخذ َ طابعه الخاص إعتباراً من مستهل القرن التاسع عشر ، وخاصة مع ظهور محمد علي باشا . إذ آنس َ الكرد ُ لدى هذا الحاكم المصلح عطفاً وتشجيعاً ؛ ومن ذلك إلحاقه طائفة من أعيانهم بخدمته ، ليرتقوا من ثم ّ علوّ المراقي في سلك الدولة والجيش والأسطول ( 2 ) . أما المَواطن التي صدّرت اولئك الوجهاء والمحاربين ، فكانت الإمارات الكردية العثمانية ، التي تساقط َ حكامها وكسرت شوكتهم بفعل السياسة الجديدة للباب العالي في إلحاق الأكوار النائية عن مركز قرار السلطنة ؛ مثل كردستان وجبل لبنان وألبانيا . وعلى هذا ، يمكن تفسير الحماس الذي أبداه آغاوات " الدالاتية " _ الفرقة الكردية المتمركزة في الشام وبرّها وجبل لبنان _ في الإنضمام لمحمد علي ، وقت َ خلافه مع الباب العالي . غير أن ّ عزيز مصر إستغنى ، سراعاً ، عن خدمات جلّ اولئك المحاربين ، بسبب ميلهم الجامح للشغب والنهب ؛ حيث وصفهم مؤرخ مصريّ معاصر ، بأنهم : " من أشقياء أكراد الشام ، كانوا شرّ من رأى أهل مصر " ( 3 ) .
في غمرة ٍ من تلك اللجاجة التاريخية ، غادر تيمور بك موطنه في ولاية الموصل ( كردستان العراق ، حالياً ) ، متوجهاً إلى مصر رِفقة ِ زميله الضابط شوقي بك _ وهو جدّ أمير الشعراء أحمد شوقي . كانا قد حُمّلا توصية ً من والي عكا إلى محمد علي باشا ( 4 ) : وبطبيعة الحال ، ما كان يدور بخِلد ِ هذيْن الوجيهيْن ، الكرديين ، وهما في الطريق إلى القاهرة ، أن ّ يوماً سيأتي ليطوّبَ فيه أسماءُ أحفادهما ، كنمارق ٍ من نور ٍ ، في قمة هرم الأدب العربي الحديث .
ولكن قبل أن يأتي ذلك اليوم ، كان على تيمور بك أن يشق ّ بنفسه دربه الوعرة ، سعياً لطموحه في الإرتقاء ؛ طموحه الذي دعاهُ ليؤطّر الجهدَ في سلك الجندية ، حتى تسنى له أن يغدوَ من قادة صاحب مصر ، منعوتاً بالباشوية ومنعّماً ببريق النياشين والأوسمة . ثمّ ورَث َ الإبنُ وجاهة َ الأب ِ ، على مألوف عادة تلك الأزمان . غير أن ّ إسماعيل باشا ، إبن تيمور ، ورغم تسنّمه لواحد ٍ من أعلى مناصب الدولة ( رئاسة الديوان الخديوي ) ، واستحواذه ثروة ً كبيرة ً، بدا نوعاً آخر من أعيان عصره ؛ بحلول الذائقة الأدبية الرهيفة في أعماقه ، كما في سلوكه وتفكيره المتسميْن بالنزاهة والحرية . وفيما بعد ، ستختارُ عائشة والدَها المحب ّ هذا ، ليكون أول إنسان تبثه باكورة درر مخيلتها الشعرية ، ولتجدَ فيه سنداً مَكيناً يصدّ عنها عَصْفَ التقاليد المتزمتة ، المتأتي من محيط أسرتها وخارجه . ( 5 )

2 _ حياة ُ شاعرة :
في دارة عائلتها المنيفة ، المسترخية في رخاء قاهرة النبلاء ، فتحت عائشة التيمورية عينيها على عين الزمان . وتشاء المقادير أن تكون سنة ُ ولادتها غاية ً في الحَرَج سياسياً ، وتقرر فيها مصير مصر ، لا بل والشرق برمته ، حتى نهاية الحرب العالمية الأولى . لقد أ ُجبر محمد علي عامئذ على إجلاء جيشه عن جنوبي الأناضول وبلاد الشام ، وبالتالي صرف َ النظر عن مشروعه الطموح لإزالة السلالة العثمانية عن سدّة الخلافة . عايَنَ مبلغ َ عزلته بمواجهة اوربة ، التي آذنته بالمحاربة خشية َ تربّع رجل قويّ ‘ مثله ، على عرش ِ " الرجل المريض " . بيْدَ أنّ عزيز مصر ، ورغم عوارض الكهولة التي فلت حيويته ، كان لايزال ُمصّراً على تجديد مصرِهِ وتخطّي ، أو حتى ردم تلك الهوة الحائلة بين المشرق المتخلف وبين الحداثة المراوحة في الغرب ( 6 ). وكمثال على عقليته ، فإنه وبدلاً عن استيراد الخبراء والمهندسين والعلماء الأجانب من اوربة ، فقد وجّه بعثات دراسية الى فرنسة بغية تحصيل العلوم والمعارف والتقنيات ؛ منها تلك التي ضمـت المتنوّر الشيخ رفاعة الطهطاوي ، حيث غدا خريجوها طليعة ما صار يُعرف بجيل النهضة : هكذا بَدت أحوالُ مصر عشية ميلاد شاعرتها الأولى .
إلا أنّ النهضة التي عَكفَ عاهل مصر على رعايتها ، كانت بمنأى عن مسّ نصف المجتمع ، المُشاكل ِ للرجل . فعِلّة المرأة ، بحسَب شبهة العقلية السائدة عصرئذ ، تكمُنُ في " قصورها " ديناً ودنيا ، وكما تكرّسهُ النصوصُ المنزّلة ، الأزلية ؛ النصوص المقدّسة التي لا يجوز بحال ٍ مجادلتها أو تأويلها . وحدها ، عائشة التيمورية ، من ستمتنع أن تكون ، فيما بعد ، إلاّ تلك المرأة المساوية للرجل ، مُتنكرة ً لأيّ مرجع سوى العقل ؛ أو " معدن الحقّ " ، كما تعرّفه الصوفية .
ما فتئنا في أربعينيات القرن التاسع عشر ، وشاعرتنا ما انفكت طفلة ً بعد . إسماعيل باشا ، بنباهته وحسّه المرهف ، يلحظ تميّز إبنته تلك عن شقيقتيها ؛ ميلها إلى العزلة والتأمل وانصرافها عن ملاهي أترابها إلى مكتبة الدار ، العامرة ، مُعتكفة ً لساعات تختلس نظرات فضولية نهمة ، من المجلدات المُرقشة بالرسوم والمنمنمات . إذّاك يُقرر الأب المتحرر ، متجاهلاً سُننَ التقاليد وإعتراضَ حَرَمه ، أنّ عائشته الأثيرة يجب أن تنالَ حصتها من التعليم . فيستقدمُ لها مدرسيْن خصوصييْن إلى المنزل ، لفقدان مدارس الإناث في ذلك الزمن ، مُحملين بمفاتيح اللغة العربية من نحو وصرف وفقه وخطّ ، إلى مباديء اللغات الأجنبية ، كالفرنسية والفارسية والتركية . وهاتان الأخيرتان إتقنتهما عائشة ، حتى أنها عبّرت بهما شِعراً في صِباها ( 7 ) .
كانت التركية ، وليست العربية ، هي لغة آل تيمور ، حال أغلب سُراة ذلك العصر . ولابدّ من التنويه ، بكون أم عائشة من أصل شركسيّ ؛ هذه الأم التي كانت مرآة ً لإمرأة زمانها ، بكل تقليديتها وحرصها على المظاهر الإجتماعية ، وإيمانها بضيق الدنيا على بنات جنسها وإتساع منزل الزوجية لهنّ. فلا غرو ، إذاً ، أن تصير هذه الأم بمثابة حجَر عثرة بسبيل الإبداع الذي همّت إبنتها الموهوبة أن تسلكه . ويبدو أنّ هيمان عائشة ، المبكر ، بمكتبة الأب ، بما فيها من كتب النثر والشعر ، وتجنّبها محافل الإستقبالات الأرستقراطية ، قد صار يُثير حفيظة والدتها ، لدرجة أن تنكر عليها ميولها الطبيعية تلك ، بوصفها شذوذاً لا يليق بفتاة من أسرة محترمة .
وتمضي الإبنة العنيدة إلى أبعد من ذلك في تأكيد ذاتها . هاهيَ تحضر مجلس سمَر الأب المسائيّ ، الأسبوعيّ ، والمحصور في دائرة ضيقة من أصدقائه المهتمين بالأدب ، فتروح معهم في مجادلات مستطرفة ، يختال لها إسماعيل باشا زهواً . عند هذا الحدّ ، المتطرف جداً بنظر الأم ، تخرج هذه عن طورها ذات مرة ، مُفجرة بوجه عائشة الثورة المكبوتة بداخلها . هنا أيضاً ، كان لابدّ من تدخل الأب المحب ، المتفهّم ، لصالح إبنته . وبقية الخبر ترويه لنا " التيمورية " بنفسها ، وكيف أنّ إسماعيل باشا بادرَ إلى صدّ زوجته بالقول : " إحذري من أن تكسري قلب هذه الصغيرة وأن تثلمي طهره . وما دامت إبنتنا ميّالة ً بطبعها إلى المحابر والأوراق ، فلا تقفي في سبيل ميلها ورغبتها . وإذا كان لي من عصمت ، كاتبة وشاعرة ، فسيكون ذلك مجلبة الرحمة لي بعد مماتي " ( 8 ) . وهذا الإسم " عصمت " ، كانت تنادى به من قبل أفراد عائلتها ، إلا أنّ عائشة ، ولسبب ما ، عرّفت به نفسها للقراء ، حينما تصدّرَ غلاف َ كلّ من ديوانيْها المكتوبيْن بالتركية والفارسية , وربما جلية الأمر ، أنّ هذا الإسم يوحي بالذكورة ، وحرصت عائشة ، في بدءِ دربها الأدبيّ ، ألا تصدم الجمهور بإسمها الحقيقي ، المؤنث ؛ تماماً كما ارتأت ذلك كلّ من " جورج صاند " الفرنسية ، وشارلوت برونتي ، الكاتبة الإنكليزية وغيرهما .
لم تحتفظ طويلاً بإنتصارها ، الصبيّة المتمردة على وسطها المحافظ . جاء الغوثُ للأم في شخص رجل ٍ معتبَر ٍ ، رفيع المقام ، أعلنَ رغبته في الإقتران بإبنتها المشاكسة . ثمة شبهة لدينا ، وهيَ أنّ لوالدتها هذه تصريفٌ في الأمر ؛ خاصة ً إذا ما عرفنا أنّ عمر عائشة وقتئذ ، بالكاد ناهز الأربعة عشر عاماً . ويبدو أنّ الخاطب َ شخصية ٌ مؤثرة لايمكن ردّها ، دون كثير من الإحراج لإسماعيل باشا . وبغض النظر عن التأويلات المختلفة ، فلا خبر يقين هنا ما دامت عائشة نفسها لم توفِهِ ، بأية مناسبة ، جواباً شافياً . على أنّ ما يهمنا في هذا الحدث ، هو مدى مساهمته في إنعطافة سِفر الشخصية الإبداعية لشاعرتنا ، والتي كانت في طوْر البدءِ . وهذا كتابُ " الدرّ المنثور "، الرائد ، لصاحبته زينب فوّاز ، معاصرة التيمورية ، يقول عن هذه الأخيرة ، أنها وإثر إقترانها بمحمد توفيق زاده الإسلامبولي : " إقتصرت عن المطالعة وإنشاد الشعر ، والتفتت إلى تدبير المنزل وما يلزم له ، خصوصاً حينما رزقت بالأولاد والبنات " ( 9 ) . في العادة ، أنّ النساء المنتميات إلى الوسط الراقي ، غير ملزمات بوجود الخدم والحشم ، بالإنهماك بشؤون البيت والأطفال . وهذه الصورة ، التي أضفتها كاتبة " الدرّ المنثور " على عائشة الزوجة والأم ، ترينا مدى إختلافها عن ندّاتها المنتميات الى ذات الطبقة الارستقراطية .
حديقة الشِعر ، التي تحوّطت زرّ زهرتها الأثيرة ، لم تبقَ بواراً أبداً . فهاهيَ التيمورية تؤوب ثانية إلى مشاغلها الأدبية ، مُمتحنة ً قبل كل شيء لسانَ الضاد ، المنسيّ في وسطها الإجتماعيّ . تُقرر إذّاك التعبير بالعربية ، وبغية إستكمال أدواتها اللغوية تستقدمُ إلى منزلها من " الأزهر " ، مسجد مصر الجامع ، فقيهتيْن لتأخذ عليهما دروس النحو والصرف والعَروض . وما عتمَ روضُ شاعريتها ، الزاهر ، أن أفغى بواكيرَ قصائده ، وجلّها ذات مشام ٍ غزليّ غامرٍ ؛ كأنما هي حنينٌ إلى مراهقة مُغتالة .
بيْدَ أنّ هذه الأناشيد الرومانسية ، الحالمة ، أفاقت على حين فجأة ، لما تعيّن على عائشة مرافقة زوجها إلى مقرّ عمله في الآستانة ؛ محط ّ العرش الهمايوني ، الذي كانت مصرُ ما تزال ، ولو إسمياً ، من حاشيته . وهذه المرحلة ، بمثابة صفحة مُبهمة في سِفر حياة ِ شاعرتنا ، لا نكاد نخرجُ منها سوى بإنطباع عام : إقامة مضجرة ٌ في دياجير حريم تلك الأصقاع ، الأكثرَ محافظة ؛ إقامة ٌ ربما قبَسها الوحيد ، بالنسبة لعائشة ، هو رفدُ لغتها التركية من أمواه منبعها ، لتبث ّ من ثمّ قصائدها بها ؛ القصائد التي سيتضمنها ، لاحقاً ، ديوانها الشعري " شكوفة " ، أي " وردة " بالتركية . (10)
كانت التيمورية في السادسة والثلاثين ، آن ترمّلت . بعودتها إلى مسقط رأسها ، من العاصمة العثمانية ، هالها حجم التغيّر الذي عاينته ُ في القاهرة ، وكما لو أنها لم تغادرَ استانبول . ولكن أين هذه الأخيرة ، المغرقة في معالمها القديمة ، من قاهرة إسماعيل : حيث دار الأبرا ، الباذخة ، الشبيهة بشقيقاتها الأوربيات ؛ الكباري الهائلة ، الحجرية ، المفترشة على النيل ؛ الحدائق الفسيحة ، الفاغمة أجواء البلد بأريج أزاهيرها وشجيراتها وتعريشاتها النادرة ؛ القصور والمكتبات وما فيها من أعاجيب .. تلك التي أضحت ،الآن جميعاً ، معالمَ تُبهر الزائرين . الحق أنّ هذا الخديوي المعجب بالحضارة الغربية ، كان قد آل على نفسه تقليص المسافة بين ضفتي ّ البحر المتوسط ، وأن يجعل من مصر بقعة زاهية من موزاييك اوربة . وإذا كانت قاهرة القرون الوسطى مُدينة ً بعظمتها لصلاح الدين ، فإنّ سميتها الحديثة ، تدين بمعظم معالمها المعروفة اليوم ، لهذا الخديوي الطموح ، إسماعيل .
نجمُ التيمورية ، الذي تغوّرَ أو كادَ ، في ظلمة الآستانة ، كان لا بدّ أن يغدوَ فرقداً يُهتدى به في سماء هذه الحداثة المنبعثة بموطنها . فبموت الزوج ، وقبْله الأب ، تنفض ُ شاعرتنا إرادتها من أيّ سلطة ذكورية ، وتصير فعلاً سيدة َ نفسها وقرارها. لا غروَ أن ّ هذه المحطة في رحلة حياة عائشة ، هي الأكثر أهمية إن كان لجهة عطائها الشعريّ الثر ، الأغرّ ، أو لجهة ريادتها النهضة النسوية بإضرامها على صفحات الصحف جذوة َ سِجال ٍ فكريّ عاصف ٍ ، حول حقوق بنات جنسها ، ما لبث لهيبه أن أتى على هشيم المُسلّمات والمحظورات ، الجاف . شمَسَ ، إذاً ، إسمُ التيمورية ولهَجَت به مختلف ُ أوساط المجتمع ، من النخبة المثقفة إلى الحاشية المترفلة في بلاط الخديوي . وكانت صِلة عائشة وثيقة ً بالقصر ، ففيما كانت تأتيه سابقاً كمدعوة إلى المناسبات ، صارت الآن تُستقدم إليه أثناء استقبال الزائرات الأجنبيات كوسيطة ترجمة لسيدة البلاط . (11)
هي ذي عائشة التيمورية ، في الذروة المنيفة لعطائها ، طائرٌ طليق ٌ يُدوّمُ بأجنحة ٍ من ريش الشِعر ِ الأخضر ، لمّا راشها القدَرُ بسهَم ٍ أصمّ ، هوَت ْ على إثره إلى مهاوي القنوط ِ والغسَف ِ والدّنف ِ . رُوّعت بموت إبنتها البكر ، التي كانت في ربيع العمر . فمن بين أولادها وبناتها ، كانت " توحيدة " مهوى فؤاد الأم والصورة المؤطرة لشخصيتها ؛ برهافتها ورقتها وميلها إلى قرْض ِ الشعر . لقد دأبت عائشة على الإهتمام بتربية هذه الإبنة الأثيرة وتطوير ثقافتها ومعارفها ، حتى أنها جعلتها بمثابة زميلة على ذات المقعد الدراسيّ ، لمّا إستأنفت هيَ إستكمالَ علومها اللغوية : " واستطاعت بسبب حداثة سنّها وتوقد ذهنها ، أن تلمّ بفن ّ العَروض أكثر من إلمامي به " ، تكتبُ عائشة ، فيما بعد ، في مقدمة طبعة ديوانها العربيّ " حلية الطراز " .
سبعة ُ أعوام ٍ عِجاف ٍ ، وعائشة في عزلة كابيَة ، تبكي تلك التي كانت سلوتها الوحيدة وأملها . ضاحت ْ حياتها من السلوان ، على الرغم من حَدَب ِ بقية أفراد عائلتها عليها . حتى هاجس الكتابة ، الذي كان يملأ حياتها وتملأ هي الناسَ به ، خسّت ْ شمسُهُ في الأفق المكفهرّ لأيامها . لا بل آيسَت ْ من جدوى شِعرها ، إلى حدّ أنها تعمّدت إحراق الكثير من القصائد ، وخاصة ً تلك الغزلية ، العائدة إلى مرحلة صَدر شبابها (12) . هذه الحالة ُ _ الظاهرةُ ، المُلغزة ، الشبيهة ُ بصرخة إحتجاج ٍ بوجه القدَر ، تحيلنا إلى مبدعة اخرى ؛ هي النحاتة الفرنسية الشهيرة " كاميل كلوديل " ، التي عَمَدت أيضاً طوال أعوام أزمتها النفسية ، إلى تحطيم ٍ منهجيّ لمنحوتاتها وتماثيلها . (13)
المحطة ُ الأخيرة في رحلة حياة رائدة النهضة الأدبية النسوية ، المشرقية ، تتناهى هيَ إليها واهنة ً ، مُتنسّكة ، شبه كفيفة . على أن ّ اليأس ما لبث َ أن أسحق َ عنها ، مولياً بوجهه أبداً . ها هي تتناهض ُ بمعونة إبنها البار ، الذي ندين له بكف ّ يد الإتلاف عمّا تبقى من شعرها العربيّ ودفعه ، من ثمّ ، إلى النشر . من جهتها ، تحتبي عائشة أخاها غير الشقيق ، الذي تكفلته طفلاً إثر وفاة والدهما ، ثمّ راحت بعدئذ ترعَى مواهبه الأدبية والعلمية ، وتسنى لها أن تعيشَ لتزدهي بإسمه ( أحمد تيمور باشا ) ؛ إسمه المنقوشُ ، جنباً إلى جنب ، مع إسمها في إفريز العمارة الأدبية / التيمورية . هذه العمارة ُ المُشادة ُ أيضاً بأسماء من سيكونا ، لاحقاً ، رائدَيْ المسرح والقصة في العالم العربي ؛ محمد ومحمود تيمور . حقاً ، هم أسرة رواد ، وعميدتها كانت عائشة ؛ المبدعة التي لا نجدُ ما نختمُ به رحلتنا عبْرَ حياتها ، غير ما سجّلتهُ مبدعة ٌ اخرى ، هي الكاتبة مَيْ زيادة : " خلال الذراري النسوية الخاملة المستعبدَة ، لمعتْ صورة ُ عائشة ، فكانت رائدة المرأة الجديدة. وسيظلّ شعرها يُذكرنا بنفحَة القصب الساذج يشدو أناشيد الحبّ القديم الخالد ، وستظل تلك الأناشيد لذيذة وإن تقادَمَ عليها العهدُ ، لأنها أناشيد الجدّة الصالحة الناهضة الحنون . (14)

3_ شهادات :
بعد مائة عام على رحيل التيمورية ، يمكنُ للمتأمّل معاينة حجم التجاهل الذي يلفّ ذكراها ، وكيف يُغمط فضلها من لدن الأجيال الجديدة ، المثقفة . وقد ينبري من ينحو هذا التجاهل والجحود ، إلى زعم ِ أنّ شِعر عائشة قد صار من سِقط ِ متاع الديوان العربي ، أو بأحسن الأحوال ، صفحة من تراثه الكلاسيكي . على أنّ ما يُفند هذه المسوّغات ، ليس فقط كون شعرها ما للشذر المتلأليْ ، الفاصل بين جواهر القديم والحديث ، بل وخاصّة ً ، ريادته على المستوى النسويّ . وبهذا المعنى ، يأتي قول مي زيادة : " إنّ عائشة ظهرت حين كانت المرأة في ليل دامس من الجهل ، فجاءت بارقاً يبشر المرأة المصرية ومستقبلها "(15). إنّ " أديبة الشرق " هذه ، كانت السبّاقة َ إلى استنفاض آثار التيمورية و إضاءة جوانبٍ من سيرتها الذاتية ، عبْر كتابها الرائد " عائشة التيمورية ، شاعرة الطليعة " ، الذي نشرته في عشرينات القرن المنصرم . وكان الكتاب واحداً من ثلاثة كتب عن أعلام نساء ذلك العصر ، حيث تعترف " مَيْ " للتيمورية بالتفوّق على معاصراتها : " تفرّدت صورتها أمامي ، إذ لم يقم على مقربة منها صورة تشبهها ولو شبهاً بعيداً".
لا بدّ هنا من التنويه ، بأنه قد وُضع عن مي زيادة منذ وفاتها في بداية الأربعينيات ، ما يزيد على سبعة عشر كتاباً ، وما يماثل من هذا العدد من كتب تناولتها جزئياً بالبحث . مع الأخذ بعين الإعتبار ، أنّ التقييم المعاصر لأعمال زيادة ، الأدبية ، تراجع كثيراً ؛ وهذا ما يؤكّده الكاتب عصام محفوظ ، المهتم بنقد مرحلة النهضة : " وإذا كان تأثيرها [ مَيْ ] المباشر في التطور الثقافي محدوداً ، فإن ّ تأثيرها في مجرى هذا التطور أعظم بكثير " (16) . فإذا كانت مي زيادة تعترف لعائشة بالريادة والتفوق على مجايلاتها ، تكتملُ إذاً لدينا صورة الظلم الفادح المقترن بذكرى هذه الشاعرة المبدعة ، الطليعية .
الواقع أنّ الإحتفاء بالتيمورية ، إنسحبَ إلى من عاصرها ، نساءً ورجالاً . لعلّ أول من أسجى أزاهير الوفاء على نعشها ، كانت زينب فوّاز ، الروائية الطليعية ، في كتابها الفريد " الدرّ المنثور في طبقات ربّات الخدور " ، الصادر بُعيْد رحيل شاعرتنا . لقد شفعَتْ زينب ترجمتها لفقيدة الأدب بشطحات من خيالها الخصب ، مغترفة ً من ثمار طبق ذلك الزمن الزاهي ، الرومانتيكي ؛ كما في تفصيلها الفانتازي _ والواقعي في آن ، لموكب عائشة العروس (17) . كاتبة اخرى ، من طبقة الطليعة ، هي ملك حفني ناصف ( الشهيرة بلقبها : باحثة البادية ) ، تنظم وهي طالبة بعد ، قصيدة َ رثاء في التيمورية ، كانت من بواكير محاولاتها الأدبية . وفي هذا الشأن ، تقول مي زيادة عن باحثة البادية : " تلقت فعلاً من التيمورية وراثة ً لم تكن باهظة بكميتها ، ولكن بما يجب أن يُضاف إليها وبالسبًل المحفوفة بالصعاب والأشواك التي كان عليها أن تتبعها " . (18)
في زمن ٍ تستهجّ الذكورة ُ بملامحه ، كان إسم ُ عائشة التيمورية بمثابة مسْرجة ٍ تستنير بها " المستضعفات في الأرض ". هذه الحقيقة ، فهمها روّاد النهضة المشغولون في حينه بالتجديد الرامي إلى تحرير الأدب ، كما المجتمع ، من قيود التقليد . ونظرَ هؤلاء بعين التقدير إلى هذه الشاعرة المبدعة ، ومحاولتها خرقلة المفازة المحرّمة على بنات جنسها ؛ الكلمة . ما كان بغريب إذاً ، أن تشغلَ التيمورية معاصريها من الروّاد ، مثل جرجي زيدان ، الذي ترجمَ لها في كتابه " مشاهير الشرق " ، أو ما تلى من جيل النهضة ، الثاني ؛ كالعقاد والزركلي ومارون عبود وعمر رضا كحالة .. وغيرهم (19) .
على أنّ الإهتمام بإرث عائشة التيمورية صارَ إلى التلاشي منذ العقود الأخيرة من القرن العشرين ، حتى أنّ إسمها باتَ مجهولاً بالنسبة للأجيال الجديدة . والمستغرب هنا ، أنّ باحثاً مجدداً في التراث ، بحجم الشاعر أدونيس ، أغفلَ إسم شاعرتنا في كتابه الضخم " ديوان الشعر العربي ". إنّ إحتفاءه ، بالمقابل ، بمن عاصرها من الشعراء الرجال ، كالشدياق واليازجي ، إنطلاقاً من الريادة المعرفية لا القيمة الفنية، يُضافرُ الأمرَ إشكالاً . وهذا ما كان، أيضاً ، من كتاب الناقدة خالدة سعيد ، المهم ، " المرأة ، التحرر ، الإبداع " ، الذي أفردَت فيه فصلاً وافياً عن قاسم أمين وعصره ، دون أية إشارة إلى التيمورية . في حين ٍ بات َ فيه معروفاً ، مدى تأثير هذه الشاعرة على ذلك المصلح ؛ حيث ربطتهما مي زيادة معاً ، بقولها : " وكما نتنسّم أخبار قاسم أمين لنسمع من الرجل أول صيحة بوجوب تعليم المرأة إنهاضها ، كذلك جاء من التيمورية أول صوت نسويّ تكلّم عالياً في مصر الحديثة فأنشد الحبّ ودعا في بابه إلى الإصلاح والنهوض ". فيما تؤكدُ الروائية اللبنانية أميلي نصر الله ، أنّ عائشة : " تقدّمت على قاسم أمين في الدعوة إلى تحرير المرأة ونهوضها ". (20)
كرديّاً ، جُلِبَ الإنتباهُ إلى عائشة التيمورية ، بفضل علاّمة عصره ، المؤرخ محمد أمين زكي ، الذي طوّبَ إسمها ضمن مدماك الأدب الكردي ، عبْر مؤلفيْه " خلاصة تاريخ الكرد وكردستان " و " مشاهير الكرد ". وبعده بنصف قرن تقريباً ، جاءَ صديق الأكراد ، الكاتب العراقي مير بُصري ، ليحتفي بذكر عائشة في كتابه " أعلام الكرد ". بينما نجدُ على مستوى الباحثين الأكراد المعاصرين أنّ أبرزهم ، روهات آلاكوم ، لم يأت ِ على سيرة التيمورية في مجلده الموسوعي " نساء الكرد " ، وربما بسبب عدم معرفته للغة العربية (21) .

4_ شذرات :
في مقدّمة ديوانها " حلية الطراز " ، تسجّل ُ عائشة التيمورية أنها إستهلّت بالكلمة المكتوبة وعيها ، وكانت تلك الصبية الشرقية التي : " كتبتْ الشعر الذي يُعبّر عن عواطفها ، تلك العواطف التي لا يليق بالفتاة أن تبوح بها في زمنها ، وإنما كان عليها أن تحبّ وتكره من وراء ستار ، أما أن تقول ما يجول بخاطرها أو تصوّر خلجات نفسها ، فهذا ما لم تكن تستطيعه ، فضلاً عن أنه لا يُقبل منها ". (22)
يا شهيّ الذات يا حلو اللّما ضاعَ عمري في عسى ولعلّما
إن عددت النوحَ مني طالما قد جرى دمعي بخدّي عندما

هذه الأبيات ، الساذجة ، المنسوجة على منوال الموشح ، من بواكير عائشة الصبيّة . فيما بعد ، وتحديداً خلال محنتها التي أعقبت وفاة إبنتها الأثيرة ، ستتلف الكثير من هذه القصائد الغزلية ، واصفة ً إياها في مقدمة ديوانها : " في غير إنسان ، والقصدُ منها تمرين اللسان ". من شذرات شعرها الرقيق ، ذي الصور المبتكرة :
وهذه كلمات ٌ قادها شغف ٌ إليك َ لولاه ُ لم تبرز من القلم
جاءت ومن خجل تمشي على مهَل تخاف عند لقاها زلة القدم

وإذ فجّرَ محمد تيمور ، في مستهل عشرينات القرن المنصرم ، مشكلة اللغة الأدبية، بنشر حوار مسرحيته الأولى " العصفور في القفص " ، باللهجة العامية ، فربما كان ذلك بتأثير من عمّته عائشة ، التي تجرأت في صباها وقالت قصائد بالمحكية الشعبية ، أنشدَ بعضها مطربو ذلك الزمن السعيد :
حياتي بعد بُعدك نوح ووعدي ضيّعك مني
وأنت إنتَ الغذا للروح وليه ترضى البعاد عني

كانت حياة عائشة التيمورية دوْرَقاً من نبيذ الفنّ ، وهبَت نصفه للدنيا ، والنصف الآخر غاضَ أو رشَحَ مع عبراتها الثكلى . فإثر الطارئة التي نزلت عليها بفقدانها " توحيدة " ، إرتدّت الشاعرة إلى دهاليز العزلة ، ناسِكة ً ، زاهدة ، لا أنيس َ لها سوى كتاب الله . هاهيَ ترثي إبنتها بقصيدة مطوّلة ، بالملحمة أشبه ، يقول مطلعها :
إن سال َ من غرب ِ العيون بحور فالدهر باغ ٍ والزمان غدورُ
طافت ْ بشهر الصوم كاسات الردى سحراً وأكواب الدموع تدورُ

مذّاك وحتى رحيلها عن الدنيا ، توارتْ التيمورية في هيكل الوحدة ، بعدما كانت صنّاجة ً يهزّ وقعها النفوسَ بقصائد : " كتبتْ لها إسماً بارزاً في الشعر العربي ، وكانت علامة واضحة في صفحة الشعر النسوي الحديث " (23) . وبخلوة عائشة ، إذاً ، تخلو ساحة أدب تلك المرحلة ، المهمة ، من صوت المرأة ؛ اللهمّ إلا الحضور الخجول ، للشاعرة وردة اليازجي ؛ والتي هي برأي الكاتبة أميلي نصر الله ، أقلّ مستوىً فنياً من معاصرتها التيمورية ، إن في نوعية شعرها أو في بنائه (24). وعلى أية حال ، كانت هاتان الشاعرتان ، الطليعيتان ، صديقتيْن تبادلتا فيما بينهما قصائد التقريظ والمودّة ، المُعبّرة عن إعجاب كلّ منهما بالأخرى (25) : فلم يكن بلا معنى ، والحالة هذه ، أن تبعثهما مي زيادة بعدَ رحيلهما ، في صفحات سيَرَها البديعة.
في السيرة المنذورة لعائشة التيمورية ، تهتمّ " مَيْ " بالمرحلة الأخيرة من حياتها الحافلة ؛ عزلتها وتصوّفها ، خاصّة ً. ومن مدار ٍ سحيق ٍ ، تحوّلُ ناقدتنا كوكباً دُريّاً ، مرتقيَة ً فيه طبقاً بعدَ طبَق ٍ وقرناً بعد قرن ٍ ؛ إلا أن يتبوّبَ في مدار شاعرتها الأثيرة : هكذا تضعُنا " مَيْ " أمامَ مُقارنة ٍ مُأوّلة ، بينَ التيمورية ؛ الناسكة المتصوّفة ، وبين شاعرة اخرى ، مكسيكيّة ؛ هيَ " ماريا دي كروز " ، الراهبة المتصوفة من القرن السادس عشر ؛ الشاعرة ُ المكتشفة ُ من لدن سميّتها " مَيْ " ( مُختصر إسم ماريا ) ، وقبل مواطنها الشاعر المكسيكي اوكتافيو باث، بعقودٍ عديدة (26) . نعبّ هنا ، من أنفاس ِ شعر ماريا المكسيكية ، هذه النسمة التي بها نطوي سِفرنا هذا :
أحيا دون َ أن أحيا في نفسي
وأنتظر حياة هكذا رفيعة .
حتى أني أموت لأموت لأني لا أموت
وإني ليزيد في كلفي أن أرى إلهي لديّ سجيناً،
حتى إني أموت لأني لا أموت.
أنظرْ كيف أذوبُ شوقاً إلى رؤياك، ولا طاقة لي على الحياة بدونك
ها إني أموت لأني لا أموت.
فمتى يتيسّر لي، با إلهي، أن أقول القول الفصل: بأني أموت لأني لا أموت. (27)

5 _ مراجعات التيمورية :
1_ حسن الرزاز، عواصم مصر الإسلامية _ القاهرة بلا تاريخ، ص 175 . 2 _ حلمي أحمد شلبي، الأقليات العرقية في مصر القرن التاسع عشر _ القاهرة 1993 ، ص18 . 3_ شفيق غربال، محمد علي الكبير _ طبعة القاهرة: نقلاً عن كتاب " حوادث دمشق اليومية "للشيخ البديري _ القاهرة 1959 ، ص 21 . 4 _ أحمد تيمور باشا ، ضبط الأعلام _ القاهرة 1995 ، ص 7 . 5 _ أميلي نصر الله ، نساء رائدات من الشرق والغرب _ بيروت 1986 ، ص 141 . 6 _ عصام محفوظ، ماذا يبقى منهم للتاريخ _ بيروت 2000 ، ص 10 . 7 _ عمر رضا كحالة ، معجم المؤلفين _ دمشق 1958 ، ج 5 ص 55 . 8 _ ديوان " حلية الطراز " لعائشة التيمورية، مع القصائد التي لم يسبق نشرها / تقديم الدكتورة بنت الشاطيء _ القاهرة 1952 . 9 _ زينب فواز ، الدر المنثور في طبقات ربات الخدور _ القاهرة 1312 للهجرة ( باب: عائشة التيمورية). 10 _ مير بصري، أعلام الكرد _ لندن 1991 ، ص 79 . 11 _ أميلي نصر الله ، مصدر مذكور، ص 148 . 12 _ المصدر نفسه ، ص 146 . 13 _ آن ديلبي ، إمرأة _ ستوكهولم 1996 (بالسويدية). 14 _ مي زيادة، نصوص خارج المجموعة _ بيروت 1993 ، ص 107 . 15 _ أميلي نصر الله ، مصدر مذكور ، ص 140 . 16 _ عصام محفوظ، مصدر مذكور ، ص 133 . 17 _ زينب فواز ، مصدر مذكور . 18 _ مي زيادة، مصدر مذكور، ص 105 . 19 _ تآليف عديدة أوردت سيرة عائشة التيمورية، أهمها: "شعراء مصر" للعقاد، "الأعلام" للزركلي ، "روّاد النهضة الحديثة " لمارون عبود، " أعلام النساء" لعمر رضا كحالة، و "شهيرات النساء في الإسلام " للكاتبة التركية قدرية حسين. 20 _ حول قاسم أمين، وأصله الكرديّ، يُراجع كتاب خالدة سعيد " المرأة، التحرر، الإبداع" _ الدار البيضاء 1991 ، ص 25 . 21 _ يُنظر على التوالي في مؤلفات : " الخلاصة.." لمحمد أمين زكي _ الطبعة العربية في القاهرة 1939 ، ج 1 ص 352 .. " أعلام الكرد" لمير بصري، مصدر مذكور، ص 77 .."نساء الكرد" لروهات آلاكوم _ الطبعة الكردية في ستوكهولم 1996 . 22 _ ديوان " حلية الطراز " للتيمورية، مصدر مذكور؛ وجميع الإستشهادات من شعرها، مُستل ّ منه. 23 _ سهام راشد عثمان، شعر المرأة المصرية _ القاهرة 1998 ، ص 19 . 24 _ أميلي نصر الله، مصدر مذكور، ص 147 . 25 _ دكتورة بثينة شعبان ، المرأة العربية في القرن العشرين _ دمشق 2000 ، ص 61 . 26 _ اوكتافيو باث ، سور جوانا _ ستوكهولم 1994 ( بالسويدية ). 27 _ الترجمة عن الإسبانية، لميْ زيادة ، من كتابها" عائشة التيمورية، شاعرة الطليعة ": نقلاً عن كتاب عصام محفوظ ، المصدر مذكور، ص 137 .




#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايتي مع الحجاب
- صورة وبقرة وقمر
- كلمتان أمامَ ضريح الحريري
- أمّ كلثوم ، مُطهَّرة أمْ مَحظيّة ؟
- العائشتان : شاعرتان صوفيّتان بين دمشق والقاهرة 1 / 2
- دايلُ القاريء إلى القتلة / 1
- دليلُ القاريء إلى القتلة / 1
- الكوكبُ والشّهاب : أمّ كلثوم في حكايَة كرديّة
- النغمُ والمشهَد : زمنُ السينما الرومانسيّة
- تاريخٌ تركيّ ، بلا عِبْرة
- شيطانُ بازوليني 2 / 2
- الطاغية والطفولة
- أفلامُ عطلةِ الأعياد ، المفضّلة
- السلطة والمعارضة : الإسلام السياسي واللعبة الديمقراطية / 2
- شيطانُ بازوليني 1 / 2
- نفوق الوحش ونفاق الإنسان
- نوتوريوس : هيتشكوك وتأسيس الأدب السينمائي
- حكاية باموك : إسمٌ بينَ الوردةِ والأحمَر / 3
- حكاية باموك : إسمٌ بينَ الوردةِ والأحمَر / 2
- السلطة والمعارضة : الإسلام السياسي واللعبة الديمقراطية


المزيد.....




- وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في ...
- -زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
- نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با ...
- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...
- بطوط الكيوت! أجمل مغامرات الكارتون الكوميدي الشهير لما تنزل ...
- قصيدة بن راشد في رثاء الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن
- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - العائشتان : شاعرتان صوفيّتان بين دمشق والقاهرة 2 / 2