أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - المعارضةالإيرانية وجحيم الديمقراطية الأمريكية في العراق















المزيد.....

المعارضةالإيرانية وجحيم الديمقراطية الأمريكية في العراق


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1834 - 2007 / 2 / 22 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ستهاجم أمريكيا إيران؟ إنني لست بصدد الإجابة على هذا السؤال. لكن ثمة كثر من الناس ، ومن منطلقات مختلفة، يجيبون بالايجاب ، ولهم أدلة في اجابتهم ، منها أن أمريكا قد اقتربت من الوصول إلى اتفاق مع كوريا الشمالية ما يعنى أنها ليست بحاجة الى عدد كبير من القوات على المسرح الكورى، سيوفرها للجبهة الإيرانية و دليل آخر أيضا أن أمريكا جعلت السعودية ومصرو الاردن وعرب سنّة بالاضافة لاسرائيل ينسقون لعمل جبهة ضد ايران فى اطار تهيئة الرأي العام العربى، على غرار التعبئة العربية إبان حرب القادسية . وثمة محاولات تحييد سوريا بالمساومة معها ، كذلك السعي لتسكين القضية الفلسطينية. كل ذلك يصب فى نفس الاتجاه ويعزز الإجابة بالايجاب على سؤالنا.
ومهما تكن الاجابة ، نعيش واقعا يفيد أن الحرب قد بدأت ولكن بالنيابة على الأراضي العراقية وبدماء عراقية.

ازدادت احتمالات هجوم الولايات المتحدة على إيران لتتعدى أهدافها الخاصة بالمنشآت النووية إلى معظم الهياكل الأساسية للجيش الإيراني، حسب اقتباس من مصادر دبلوماسية.
رغم أن الولايات المتحدة تدعي أنها تريد حلاً دبلوماسياً لمسألة البرنامج النووي الإيراني، إلا أنها ترفض استبعاد فعل عسكري إذا استمرت إيران على رفض إيقاف برنامجها النووي. وإن كل الوقائع تؤكد أن العدوان الامبريالي المرتقب والذي سيدمر البنية التحتية الايرانية سيقوي النظام الحاكم ، و يحطم حياة الناس الأبرياء و سيكون لهم نفس مصير العراقيين والعراقيات في حجيمهم .
من المفهوم أن أي هجوم وفق هذا التوجه سوف يستهدف القواعد الجوية والبحرية ومنشآت الصواريخ والقيادة المركزية في إيران.
والمسألة الخطيرة التي أتناولها هنا هي أن وكالات الأنباء نقلت أخبارا تفيد أن ميزانية تقدر بخمسة وسبعين مليون دولار أمريكي خصصت لما يسمى ب" حماية الديمقراطية وتنميتها في إيران" للعام 2008. وعززت الحكومة الأمريكية كذلك صلاتها مع قوى المعارضة ، ووضعت تحت تصرفها أموال وامكانات عسكرية واعلامية كبيرة، كما أقدمت على تشكيل وحدات مشتركة استخبارية و مفارز مليشياتية مع هذه القوى .
إن سيناريو الإتيان بالديقراطية من قبل الإمبريالية الأمريكية جربته جماهير يوغسلافيا السابقة ، و تجربه جماهير العراق ولا تزال منذ سقوط النظام البعثي . هذه الديمقراطية الأمريكية ليست سوى المذابح والقتل على الهوية والارهاب والتفخيخ وانعدام أبسط الخدمات الاجتماعية للمواطنين . هذه الديمقراطية والفدرالية تتجلى كحكومة طائفية وعصابات قومية ومذهبية و مرتزقة تعيث في العراق فسادا .
هذه الديمقراطية التي قدمتها أمريكا للشعب العراقي تقوم على مئات الآلاف من الجثث معلومة الهوية القومية والمذهبية والطائفية، أو فرضت عليها هذه الهويات القاتلة. هذه الديمقراطية التي أثارت هويات الكادحون العراقيون في غنى عنها حطمت حياة أجيال في العراق ، وستمتد تأثيرها لأجيال قادمة.
إن معظم المعارضة الإيرانية عدا حفنة من المرتزقة قد تعلموا من دروس العراق ، و لا يريدون أن تخلق أمريكا وحلفاؤها للناس الأبرياء في إيران ذات الجحيم العراقي .
فإن الجهات الإيرانية المعارضة الفاشلة من أمثال أجنحة من الحركة القومية الكردية ، وبعثيي الأهواز ، وجند الله و التي أعلنت استعدادها لكي تكون في خدمة القوات الأمريكية العدوانية إنما تبتغي من وراء ذلك أن ترمي بالجماهير الإيرانية في أتون هذا الجحيم العراقي الرهيب.
لقد تأكدت ُ خلال اطلاعي على الوضع الإيراني إن القوى المعارضة البرجوازية البوشية( من جورج بوش) معادية لمصالح الشعوب الإيرانية أكثر مما يعاديها النظام الاسلامي. وإنها لا ترمش لها عين حين تقدم على تدمير مصالح الناس الأبرياء وتجويعهم ، وتحطيم مقومات المجتمع ، وازالة أسس الحياة المدنية. كل ذلك في سبيل حفنة من الدولارات تستفيد منها البنوك الأوروبية ، والشركات الغربية الرأسمالية.

بالنسبة للإمبريالية الأمريكية ليس مهما أن يكون العمل المشترك مع القوى اليمينية الرجعية في سبيل الفدرالية القومية ، أو الفدرالية المذهبية ، أو معارضة نظام الملالي، بل المهم أنها في حاجة إلى قطعان عملاء ومرتزقة يحملون هويات إيرانية .
هذه القوى المستعدة للعمالة للامبريالية الأمريكية وحلفائها في سبيل قلب النظام الإيراني ، مهما حملت من هويات قومية ومذهبية ومهما ادعت أنها تمثل أقوام وجماعات وأنها تعمل في سبيل حقوقها القومية والمذهبية والاجتماعية ، إنما لا تتعدى كونها اصدارا ، أو ماركة تحمل هوية إيرانية للبنتاغون والسي أي آي والناتو.
إن العدوان "العسكري الديمقراطي" المباشر على إيران ، أو التنسيق " الديمقراطي العسكري" مع العصابات القومية والدينية وجهان لعملة واحدة.
ففي الوقت الذي تعارض الشعوب الإيرانية النظام الحاكم وتكافح طلائعها الشيوعية والاشتراكية والتقدمية في سبيل إزالته ، و تتطلع إلى يوم الخلاص ببديل إنساني تقدمي إنساني ، تبدي احتقارها و كرهها لمن باع نفسه للبنتاغون والسي آي أي .

لا يمكن للعداء والمعارضة ضد النظام الدكتاتوري ، مهما بلغت حدتها أن تجيز للمعارض التعاون والتنسيق مع الإمبريالية الأمريكية . فأن الدكتاتوية في منطقتنا بكل ألوانها لا تتجاوز اطار الرأسمالية التي تتحرك فيها الإمبريالية الأمريكية وحلفاؤها. إن القوى التقدمية العمالية لها حلفاؤها بين الطبقة العاملة العالمية والقوى الانسانية في كل العالم.
إن ذرائع من قبيل ضعف المعارضة وقوة النظام ، والتي تستوجب العمل مع القوى الخارجية إنما هي حجج واهية ودجل سياسي وتضليل.
إن القوى والأشخاص الذين تبنتها قوات الاحتلال في العراق كونها تمثل الكرد والشيعة والسنى و غيرهم قد أصبحوا مخرجين بائسين لهذا السيناريو الدموي في العراق. إنهم ، أي رجال أمريكا العراقيين، شركاء في كل جرائم قوات الاحتلال ، والبنتاغون.
هكذا ينظر معظم الايرانيين لمن يبيع نفسه، سواء عسكريا ، أو اعلاميا ،أو سياسيا، للامبريالية الأمريكية
فلا يختلف الذي يشارك النظام الحاكم جرائمه ، بعمله جلادا في السجون ، أو جاسوسا له، أو مطبلا له ، شيئا عمن يتعاون مع الإمبريالية الأمريكية عسكريا وسياسيا لقلب النظام . وإن من يتعاون مع أمريكا إنما يعمل ضد مصالح الشعب و ضد القوى المعارضة التي تناضل في سبيل ازالة النظام الحاكم واحلال بديل اشتراكي و حكم العدل والمساواة .
إن من يساهم في جرائم أمريكا من قتل جماعي وتجويع و اذلال واغتصاب بذريعة تحقيق أهداف جماعة معينة يكذب وهو مجرم مثل أسياده ، وفق ما أثبتته وقائع الجحيم العراقي، و لا مكان له في المعارضة الشريفة ويجب طرده شر طردة من صفوفها.

الاربعاء, 21 شباط, 2007
مالمو- السويد



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية الأمريكية تنهب فقراء أمريكا لتمويل حروبها
- النيوصفويزم عودة مأساة التاريخ وملهاته
- أزهار الخمسين
- جين العراق وينار* أمريكا
- اغتيال هرانت دينك جريمة تضاف إلى آثام القومية
- شعبوية خافيز وبدعته في الإشتراكية
- أزمة الصومال آفة تنشرها الإمبريالية الأمريكية في القرن الأفر ...
- البارجة بوتمكين - سفينة محركي التاريخ
- آيزنشتاين نسر سينما الثورة الإشتراكية
- من يضحك ْ لم يأتِه الخبر الفظيع بعد
- الديمقراطية لا تعني الحريّة والرفاه والمساواة
- ليلة يلدا
- مات بينوشت تاركا الغصّة في قلوب أحرار العالم
- تقرير بيكر_ هاملتون تأكيد على هزيمة النظام العالمي الجديد
- نوبل والحيل الشرعية في دعم الرأسمالية العالمية
- خمسة أعوام من نهش قلب الظلام
- منشار الإحتلال الإمبريالي
- اليسار الجديد في أوروبا.. يدا بيد مع القوى الرجعية الإرهابية
- عزرا باوند طالبانا
- نداء البراري_ صراخ المحرومين


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - المعارضةالإيرانية وجحيم الديمقراطية الأمريكية في العراق