أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - أما لهذا الليل ان ينجلي















المزيد.....

أما لهذا الليل ان ينجلي


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1831 - 2007 / 2 / 19 - 12:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يمر شعب بما مر او يمر به شعب العراق فتجربته فريدة، لم يمر بها شعب اخر تاريخيا ولا حاضرا، فريدة بقسوتها، فريدة بالكم الهائل من الغبن والجحود، وفريدة ايضا بالتباساتها والكم الهائل من المزايدات السياسية والدينية على حساب الانسان العراقي.
حين ذهب العراقيين لمكة لتدارس كيفية حقن الدماء، زمرت الابواق للتشويش ولاحباطهم وهم يزعقوا "بان مصير تلك البادرة الفشل" بل اتهموا بعض الفصائل بالخيانة, وبطبيعة الحال اصغى البعض ممن كانوا مثل المعيدي الذي شيموه ليسرقوا عباءته, كما نقول بالماثور الشعبي. بينما بوركت جهود الفصائل المتناحرة الفلسطينية وتمنوا لها النجاح حين ذهبت لمكة لحقن دماء الفلسطينيين؟!
وهؤلاء ذاتهم بالامس القريب اتهموا العقلاء ممن طالبوا القائد البائد، بالتنحي لانقاذ العراق وشعبه , بالعمالة لامريكا. وشيموا ذلك القائد وخدعوه بطبول العروبة والصمود الخاوية التي جلبت كوارث الاحتلال والتدمير للعراق. وجلبت الاعدام للقائد وعصابته!
بينما هؤلاء انفسهم دعوا عرفات حينها للترجل عن السلطة لفك الحصار عن غزة ورام الله!
فهل دم العراقي رخيص ليكون كبش فداء لشعارات مفرغة من كل معانيها؟ الم يكن الاحتلال واحد للطرفين؟
وبالامس احتجواعلى اسرائيل اذ منعت العمال الفلسطينيين من العمل لديها؟ بينما العراقي الذي يخدم بلده وشعبه يتهم بالعمالة للاحتلال! ويقتل بدم بارد بلا شجب ولاتنديد؟
العراقي سُجن بالامس ، بلا سبب ولا محاكمة، وهُجّر ورميت الاف العوائل على الحدود، واخفي المئات، الذين لااحد يعرف مصيرهم للان، وهل كانوا احد ضحايا المقابر الجماعية ام انهم مازالوا احياء يتعذبون؟ كل ذلك والعالم الغربي والعربي، صمّ اذانه، حتى حين بح صوتك وانت تشرح لهم ، استمع لك الاوربي، لما يتمتع به من تقليد جميل في الاصغاء، ولكنهم تناسوا ماقلت لهم في الحال، لانهم يؤمنون بالصورة، التي ينقلها تلفزيونهم، لا التي تجلبها انت، وبما ان تلفزيوناتهم كانت على علاقة جميلة بحكومة القائد (الضرورة) وسفاراته، اذن كل كلام تقوله هوغير مدعوم وغير موثق.
اما العربي ففي احسن الاحوال، استل سيف الاتهامات الجاهزة ليجهز عليك وعلى كل ماقلته او تقوله, وقد وجد في الامر فرصة لشتمك واتهامك بالعمالة، خاصة المتمتعين بمكرمات القائد، او المخدوعين بالشعارات القومية التي يلبسها البعض للتمويه!
وحتى الحروب التي فرضت على الشعب العراقي من قبل ذلك القائد لينفذ ماخططت له امريكا، لم يعترض عليها سوى اصوات هامسة من بعض اليساريين وبعض الاصوات الضعيفة ازاء زعيق الابواق التي غطت على صراخ الاطفال هناك، وعلى بكاء النساء الثكالى ومعاناتهم.
ومازالت تلك الابواق ذاتها، حتى بعد سقوط النظام! تمجد الجلاد وتدين الشعب, مما شجع الموتورين والمخدوعين لارتكاب ابشع الجرائم بحق الانسان العراقي.
فقد تضاعفت معاناة ابناء شعبنا على كافة المستويات، مع زيادة عمليات التخريب, الذي طال كل شئ هناك، والذي هو استمرار لمحاولة النظام سابقا بتخريب الانسان العراقي! بالرغم من ذلك عادت الابواق ذاتها للعزف على ذات النغمة تغض النظر عن معاناة الانسان العراقي، بل وتزمر لما يزيد من معاناته، اوتهلل لعمليات القتل المتواصل له، والتي تسميها جزافا (مقاومة) مرة او جهادا باخرى، وهي بذلك تشوه كلمة المقاومة، وتشوه الانسان العراقي النظيف، بل بعضها
خاصة من العراقيين الانتهازيين الذين ركبوا موجة الكتابة ليصلوا لغايات ومنافع شخصية، فسطروا كلمات النفاق ليدعوا معارضة النظام بعد ان فرغت خزائنه على حروبه الحمقاء. واليوم يركبوا موجة التحريض الطائفي ارضاءا لذوي النفوس الضعيفة من عرب واجانب، على حساب بلدهم ومواطنيه. وتلك هي الخيانة لايعادلها غير خيانة القائد السابق حين انهزم من ساحة المعركة.
فما يحصل بالعراق اليوم من بلبلة مقصودة، وعملية خلط اوراق، تشبه عملية حرق الوثائق وسرقتها وخلطها اثناء سقوط القائد البائد ودخول جيش المحتل بغداد. وهذا ماكانت تنتظره قوات الاحتلال, للهيمنة ولتهديد الدول الاخرى, والسيطرة على مقدرات العراق.
فلو عدنا قليلا للوراء، نذكر ماقام به النظام حين اطلق سراح المجرمين من قتلة ومهربين وسُراق، بالوقت الذي قتل كل الذين اختلفوا معه بالرأي، حتى لو كان ذلك الاختلاف مجرد وشاية لا اساس لها من الصحة!
فما يجري الان كأنه امتداد لما كان حاصلا بالامس، ولكن بشكل ابشع وامام الكامرات، دون ان تخرس تلك الابواق او تغير لحنها النشاز.
فمايحصل من قتل وتخريب لم يمس غير الانسان العراقي المتعب، وبالتالي يوفر على جنود الاحتلال جهدا ويوفر لهم سببا لاطالة بقاءهم.
يستكثروا على العراقي الهدنة لالتقاط انفاسه لاستعادة قواه ليقاوم الاحتلال الذي جلبه قائدهم المفدى, يستكثرون عليه فسحة الامان والعيش الكريم وقد اذله نظامهم الذي يحنوا له الان، ومارافقه من حروب وحصار. هذا جزاء الشعب العراقي الذي تناسى همومه ووقف بالامس القريب مع كل قضايا العروبة, متحديا النظام الذي منعهم حتى من التظاهر ضد اسرائيل او الاعتداءات على الفلسطينيين!
ليكون جزاء ذلك الشعب القتل اليومي وتخريب المنشآت الخدمية، من كهرباء وماء، ومستشفيات ومدارس واثار، بدل من مساعدة ابناء العراق، لاستعادة بلدهم وتعميره بل الكل يصر على جعل عملية العيش اليومي للعراقي العادي كأنها كابوس.
فضرب المساجد والجوامع عملية ليست غبية فقط ، بل كأنها مدفوعة من قبل عناصر الاحتلال انفسهم لما عرفنا عنهم من حقدهم الدفين علي تاريخ الشعوب ومعالمها التاريخية! او من قبل بقايا النظام ذاك سواء من الشيعة او السنة او غيرهم من القوميات الذين شوههم حزب البعث.
اذن متى تتوقف المزايدات السياسية التي يقودها بعض من حملة الاقلام، خاصة من الذين يغيروا افكارهم وفق مايرتضيه الدولار او الباوند. فالبعض لبس عمامة الوطنية ليبرر تعاونه مع النظام الذي لم يترك كارثة تعتب عليه الا وجلبها لذلك الوطن المبتلى، ثم بعد ان يأسوا من استمرار العطايا، لبسوا قبعة المعارضة. وعادوا اليوم يستفزون مشاعر العراقيين المعذبين بالتباكي على النظام!
لم يبقى لنا سوي التساؤل :متى تتخذ الحكومة العراقية (المنتخبة) زمام الامور وتضع حدا لهذا الكابوس، لتخرس كل الابواق؟
متي تضرب وبيد من حديد كل الداعين للتعصب الطائفي من كل الاطراف؟ متى تتخذ الوسائل الرادعة لانتزاع السلاح من كل الميليشيات؟ فهذا هو الكفيل بانجاح خطتها الامنية. ولتغلق الحدود لشهر او اكثر حتى يستتب الامن فعلا وتسيطر على الامور.
وعسى ان تعمل لاعادة الخدمات الاساسية, الطاقة الكهربائية, الماء , كما هو في كل البلدان او مثل تلك التي تعيش على معونات العراق على الاقل. لكي لاتستغل قوى الظلام ذلك الخلل لارتكاب جرائمها.

فبراير 2007



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الشاعر طه الطاهر ومسعود العمارتلي
- الحب مش حرفين, بل اكبر
- الارهاب يختطف مبدعا اخر, الكاتب د.عصام البغدادي
- بهائم مفخخة, ام الات مبرمجة للقتل
- العصر الصهيوني وسياسة التجويع
- ارض الضوء
- ..يا أمة ضحكت من جهلها الامم
- الحجاب بين السياسة والتقاليد
- لابد من التخلص من الافعى, لطرد الحاوي
- المكالمة السرية، بين العراب والقائد الشِفيّة
- البعث الصدامي: راس صدام لو راس الوطن
- الحزب الجمهوراطي والدكتاتورية الامريكية
- .... شر البلية
- ما الفرق بين شارون وصدام حسين؟
- هنيئا لاسرائيل بالقاعدة
- الحاضر غرس الماضي
- احلام مشاكسة
- وطنية مدفوعة الثمن
- قصة قصيرة جد
- انما للصبر حدود- نوافذ خاصة على محاكمة صدام


المزيد.....




- بايدن لـCNN: ترامب لا يعترف بالديمقراطية ولن يتقبل الهزيمة ف ...
- البنتاغون: أمريكا ستبدأ بإرسال المساعدات لغزة عبر الرصيف الع ...
- البيت الأبيض: عملية عسكرية كبرى في رفح ستُقوي موقف -حماس- في ...
- رئيس الوزراء البولندي يعترف بوجود قوات تابعة للناتو في أوكرا ...
- إسرائيل تسحب وفدها من مفاوضات القاهرة لوقف النار مع حماس ومس ...
- بالفيديو.. -سرايا القدس- تستهدف جنودا من الجيش الإسرائيلي مت ...
- مشاركة النائب رشيد حموني في برنامج مع ” الرمضاني” مساء يوم ا ...
- -محض خيال-.. تركيا تنفي تخفيف الحظر التجاري مع إسرائيل
- RT تستطلع وضع المستشفى الكويتي برفح
- رئيس الوزراء: سلوفينيا ستعترف بالدولة الفلسطينية بحلول منتصف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - أما لهذا الليل ان ينجلي