أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - ما الفرق بين شارون وصدام حسين؟















المزيد.....

ما الفرق بين شارون وصدام حسين؟


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1724 - 2006 / 11 / 4 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتناقل بعض الصحف العربية فكرة او احتمال عودة صدام للسيطرة على الحكم لان بمفهوم العرب الموالين لعروبة صدام ان العراقيين لاينفع بهم غير قائد من احفاد هولاكو او الحجاج. اما الامريكان الذين ناصروا الحرب على العراق يبررون ان العراقيين لايريدون الحرية ولا الديمقراطية المستوردة.
لذا يهلل بعض الموالين لصدام خاصة الفلسطينين المخدوعين به, لفكرة احتمال عودته للحكم, وهذا سيكون (لاسمح الله) بفضل الجهود الامريكية التي وفرت الحماية له منذ عقود وتواصل اليوم حمايته من خلال مسرحية المحكمة التي تسيطر هي على سيناريوا جلساتها واخراجها. كذلك مايفعله عملائها من المقاومين البعثيين وعصابات القاعدة من جرائم بشعة التي اجبرت العراقيين للترحم على بشاعة صدام.
لكن العراقيون بالرغم من كل العذاب اليومي الذي يعيشوه, يشكل لهم ذلك الهاجس كابوسا اخر وهم يعلمون جيدا ان عمليات الانتقام والقتل المتواصل, تقوم بها عناصر البعث الموالية لصدام بالتعاون مع الاحتلال وعصابات التكفيريين.
تذكرت حوارا مع احد الزملاء الفلسطينيين الذي كان غاضبا لانه سمع زميلا عراقيا يقول "حتى شارون افضل من صدام" ! وطبعا لم استطع حينها ان اقول له ان ذلك صحيح, لانه سيغلق كل ابواب الحوار وسيتهمني أما بالعمالة لامريكا او الخيانة للعروبة! او لانه لايريد ان يسمع أي حقيقة قد تكشف انه كان مخدوعا بصدام.
لايختلف اثنان على شخصية شارون العدوانية اتجاه الشعب الفلسطيني، او بخصوص غلاظته وقسوته واستهتاره بالقيم الانسانية وبالقوانين والاعراف الدولية، وقد عرفناه خلال حربه على لبنان حين كان وزيرا للدفاع.
واتضحت صورته بكل بشاعتها السياسية خلال فترة حكمه في حصاره للمرحوم ياسر عرفات ومحاصرته وهجومه على جنين وغزة وغيرها من المدن الفلسطينية التي تعاني منذ نصف قرن الى يومنا هذا بسبب الاحتلال الاسرائيلي وحصاره لها امام سكوت وتغاضي العالم عن مايجري هناك. فمن حق الفلسطيني ان يرى شارون وحشا كاسرا, ونحن العراقيون نراه كذلك, خاصة نحن الذين كنا ومازلنا نناصر القضية الفلسطينية اكثر من بعض ابنائها انفسهم، فقد منحنا دمنا لهم واستشهد الكثير من الشباب العراقي بالدفاع عن فلسطين حتى البعض منهم انظم الى فصائل المقاتلين وتشردوا معهم.
وقد سخر بعض الاخوة الفلسطينيين من فكرة مقاطعتي للبضائع الاسرائيلية التي تباع في لندن، او مقاطعة بعض الاسواق التي تدعم اسرائيل مثل اسواق (ماركس وسبنسر). وهذا الموقف مبدأي بالرغم اننا لسنا فلسطينيين, ولاننتظر منهم لاجزاءا ولا شكورا، ولا حتى نطالبهم بالوقوف معنا او مناصرة قضيتنا. فلا نريد ان يكون موقفنا مشابه لاحد الاعلاميين الفلسطينيين الذي اعترض على عتب العراقيين له لانه يقف بصف الدكتاتور الذي تسبب بتدمير العراق "انا لست عراقيا ولا انتمي للمعارضة العراقية" هكذا كان رده, دون ان يستوعب عمق مضرة صدام للقضية الفلسطينية ذاتها!
ولكن نتمنى فقط ان يعوا خطورة مناصرتهم لصدام وان يقارنوا بين شعاراته وبين افعاله ضد الشعب العراقي او ضد القضية الفلسطينية على الاقل. ولا يفرحوا ويهللوا للخراب الحاصل في العراق! فهل صدام افضل من شارون؟
لو قارنا بشكل مبسط بين شخصية صدام وشارون ، من منطلق ان الاثنان قادة لشعوبهم, لنرى مافعل صدام لشعب العراق بالمقارنة مع الاخر بما يخص شعبه. فالاثنان لهم معارضين في داخل السلطة وخارجها، ولكن ماذا فعل صدام بمعارضيه (العراقيين) على سبيل المثال, مقارنة بردود فعل شارون على معارضيه (الاسرائيليين)؟ الجنود الذين عارضوا غزوه للكويت شوههم وقطع اذانهم بشكل بربري بشع. بينما شارون لم يعاقب جنوده الذين عارضوا قصفه لغزة بتلك البشاعة، وقد رأيناهم من خلال لقاءات تلفزيونية ينعمون بالراحة والامان ويتحدثوا بحرية عن موقفهم الانساني ذاك.
وساترك الامر لكم لتحكموا. وقد رايتم وسمعتم بالصوت والصورة خلال العقود الثلاث الماضية عن مافعله صدام بالعراق وشعبه, وقد تطرق الكثير من كتاب وسياسيين وصحفيين لذلك بما يملأ مجلدات. منها على سبيل التذكر ان طلاب الجامعة, يتعرضون للاهانة والتهديد امام زملائهم واساتذتهم اذا لم ينتموا لحزب البعث, والاستاذ يهان من قبل طلابه البعثيين, اذا عرفوا انه لم ينتمي لعصابة حزب البعث, وهذه قطرة من بحر مكرمات البعث الصدامي في العراق.
وهنا لا أدافع عن شارون، فسيبقى شارون ومن تبعه اعدائنا طالما يعادوا الشعب الفلسطيني.

لكن من ناحية اخرى لننظر كيف استخدم صدام اموال الشعب العراقي؟ وكم من القصور بنى له ولاولاده خلال الحصار, الذي اضطر البعض لبيع حتى ابواب غرفهم لتامين لقمة العيش؟ برغم تكرار هذه المعلومة لكني اضطر لاكررها لعل التكرار يعلم ...
ولمن لايرى الا بعين واحدة, لينظر كيف صار العراق البلد الغني الذي يمنح الملايين للدول الاخرى، الى بلد تعجز ميزانيته من توفير لقمة العيش او توفير الخدمات الاساسية اليومية لابنائه. وديونه صارت بالمليارات؟
بلد النفط لايجد مواطنيه الوقود، بلد الوقود لايعرف اهله متى يمنوا عليهم بسويعات من الكهرباء! بلد النخيل يستورد التمور من امريكا! وهذا صار من الكماليات بالنسبة للعراقيين الذي تحولت حياتهم الى جحيم بفضل امريكا وعملائها من المقاومة البعثية او عصابات القاعدة السفاحين, الذين يواصلوا قتل العراقيين ويترصدوهم في الاسواق والمدارس والمستشفيات بعيدا عن قصور صدام التي تسرح وتمرح بها قوات الاحتلال.
بينما اسرائيل لاتملك غير بضع بساتين من البرتقال وشواطئ سياحية, لكنها صارت تضاهى الدول الاوربية عمرانا ورفاها واستقرار.

ولنسترجع معا موقف الاثنان بما يخص العلاقة بامريكا: صدام يرفع شعارات معاداته لامريكا منذ غزوه للكويت، واليوم كل رسائله التي تنفرد صحيفة (القدس العربي) بنشرها! يذيلها بشعار معاداة امريكا وتحية لفلسطين. لكنه كما يعرف الكل انه شنّ حربه على ايران نيابة عنها، وغزا الكويت بناءا على اقتراحها، وامتثل لكل كذبها واوامرها حتى كذبتها في امتلاكه اسلحة الدمار الشامل أيدها ولم يكذبها، بل هددهم بها! ليختبأ بالجحر الذي هيئوه له بعد ان فتح الابواب مشرعة لامريكا لتحتل البلد وتعيث به تخريبا وفسادا ولتبقي عليه حيا سجينا معززا ومكرما، لتلعب به ورقة تبتز بها الشعب العراقي والحكومة العراقية المنتخبة, بالوقت الذي تغتصب به قواتها وتعذب السجناء الاخرين الذين لانعرف ان كانوا سجناء مخضرمين من ايام صدام أم هم استكمالا لمهمته.
بينما اسرائيل التي تقوم على الدعم الامريكي اساساً، فهي ليس اكثر من قاعدة سياسية لامريكا وللدول الاوربية لتخويف وابتزاز الدول العربية, حقا انها لم ترفع شعار معاداة امريكا, لكنها لم تعلن الطاعة لامريكا يوما ولم تمتثل لاوامرها او اقتراحاتها، بل امريكا تأتمر بأوامر اسرائيل, ونذكر كيف ان شارون منع دخول كولن باول الذي كان يشغل منصب وزير خارجية امريكا، اثناء حصار شارون لعرفات ولبلدة جنين، ولم تفعل امريكا شيئا، لم تهدده ولم تعلن الحرب عليه ولو بالكلام.
اذن من الذي استفادت منه امريكا اكثر؟ من الذي حقق لها احلامها بانشاء قواعد عسكرية في عقر دارنا؟

من جانب اخر, شارون رغم عدائه الفاضح وقسوته على الفلسطينيين لم يفعل بهم (وهم اعدائه) مافعل صدام بالعراقيين (وهم مواطنيه)من ذبح وقتل واخفاء.

لكن يبدو ان البعض قد أغرتهم بضع المئات من الدولارات التي سرقها صدام من الشعب العراقي ومنحها عن كل رأس فلسطيني ينتحر! لشراء ضمائر البعض وخداعهم, فكان اولى بالعرب وبالفلسطينيين تحديدا ان يستنكروها ويرفضوا قبولها لان صدام وضع شرط الانتحار لمنحها لعائلة الفقيد المسكين. وهو بذلك قد ساهم مع شارون بتشويه القضية الفلسطينية وحرف الشباب عن الطريق السليم للمقاومة وتشجيعهم على قتل انفسهم مقابل جندي اسرائيلي واحد او بضعة مدنيين تستخدمهم اسرائيل للدعاية لها وللطعن بالعرب وبالاسلام. كما هو الحال اليوم باستخدام امريكا لعصابات القاعدة لقتل العراقيين ولتشويه الاسلام والمسلمين.

بعد هذا لا ادري كيف افسر سبب فرح البعض او املهم بعودة القائد الضال, واصرارهم على تخريب العراق وتشويه الحياة به لتحقيق املهم المشبوه لانجاح خطة امريكا لاعادة عميلها الافضل. الا اذا كانوا من نفس الطينة التي جبل منها صدام بكل الانانية والقسوة والخداع وخيانة الوطن التي امتاز بها عن كل عملاء امريكا الاخرين.



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنيئا لاسرائيل بالقاعدة
- الحاضر غرس الماضي
- احلام مشاكسة
- وطنية مدفوعة الثمن
- قصة قصيرة جد
- انما للصبر حدود- نوافذ خاصة على محاكمة صدام
- الاحتجاج الكاركتيري
- متى يكون الجهاد عدوا وأخطر من قوات الاحتلال
- المخرج ليث عبد الامير وأغنية الغائبين
- المسيار، المتعة، العرفي..ثلاث اسماء لمعنى واحد مرفوض
- رامسفيلد وخططه (الذكية) لاشعال حرب اهلية!
- الرجل الذي فقد صوته
- رهينة الحصارات
- الشجاعة في الاعتذار
- خراب العراق , قدرٌ ام مؤامرة؟
- السياسة بين التجارة والمبادئ
- عن اي انتصار يتحدثون؟
- فرشاة على الرصيف
- شارع الرشيد...ضحية الحصار ام الحروب ام الاهمال؟
- اليد التي تبني المحبة هي الابقى


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - ما الفرق بين شارون وصدام حسين؟