أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد علي مقلد - النصر الإلهي : أما آن أوان النقد الذاتي؟عن التسعير المذهبي في لبنان وتشويه الديمقراطية















المزيد.....

النصر الإلهي : أما آن أوان النقد الذاتي؟عن التسعير المذهبي في لبنان وتشويه الديمقراطية


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 1819 - 2007 / 2 / 7 - 12:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قراران أوحيا لي بعنوان المقالة : قراربالأمس قضى بتعليق الدروس في الجامعة اللبنانية ، وقرارمشابه قضى بتنظيم بطولة كرة القدم اللبنانية من غير جمهور . مدارج بلا جمهور ، وجامعة بلا جمهور . إنه الخوف من اقتتال الجمهور. وفي المرتين ، شيعيان على رأس الجامعة اللبنانية والاتحاد الوطني لكرة القدم .
نعم ، يمكن أن يكون وصول شيعي إلى الرئاسة علامة اعتزاز الطائفة بأحد أبنائها ، لكن الشيعي الرئيس يخجل من حضور طائفته إلى الحرم الجامعي أو إلى المدرج الرياضي ، فيقفل الحرم والمدرج في وجه شيعته . نأمل ألا يكون إقفال المجلس النيابي تعبيرا عن هذا الخجل !
نعم ! إنه لمخجل حقا مشهد المعارضة الشيعية في يوم الإضراب، الإضراب السلمي حتى الموت والدمار والقتل والتخريب ، حتى الاعتداء على الحرية .
مخجل مشهد انتفاضة الحجارة ضد الأبنية وواجهات المحلات وزجاج السيارات وإسفلت الشوارع ، وضد الهواء .
مخجل تحويل المقاومين إلى قطاع طرق ، وتحويل تنظيم المواجهات مع العدو الاسرائيلي إلى تنظيم غزو الجيران والأحياء القريبة والشقيقة .
مخجل منظر أولئك الحاملين فؤوسا وعصيا يضربون بها الأرض وما طالت أياديهم ، كالرعاة يهشون على أغنامهم .
مخجل أن تظهر صورهم المتلفزة على العالم وهم يخوضون حروبا كحروب الكوي بوي ، أو يشنون هجوما كغزاة الجاهلية . نعم كالكوي بوي ، هجوم صاعق ضد كل شيئ ، تهديم وتحطيم وتخريب ، كأنما ليلقنوا " العدو " درسا ، ثم يعودون . مرة مع السرقة والنهب ومرة بشهامة الفرسان الذين لا يريدون غير التباهي بفروسيتهم وبقوة جيادهم …
نعم كغزو القبائل وعودتها بالغنائم ، ينقصهم فحسب أنهم عادوا أمس بلا سبايا ، وأنهم لم يحتفلوا بالنصر في ربوعهم كالبدو أو الغجر . لم يرقصوا حول النار ، أشعلوها فحسب ثم انسحبوا .
لو سئل راشق الحجارة وحامل العصى ومشعل الدواليب وسائق الأتربة : ماذا تريدون ؟ لجاء الجواب صريحا : شحن مذهبي وغرائزي منفلت من عقاله ، ودفع الأمور إلى مرحلة اللاعودة .

آن وقت المحاسبة
آن لحزب الله ، ولكل المعارضة التي جرها وراءه ، أن يقوم بجردة حساباته وبعملية نقد ذاتي(وأن يجر المعارضة إليهما )، بالجرأة ذاتها التي خاض فيها حربه ضد إسرائيل وحربه ضد الشعب اللبناني ( ضد الحكومة حسب زعمه ) .
في حربه الأولى ، لم يعد جائزا أن يستمر حزب الله متمسكا بتقويم وحيد الجانب لنتائج المواجهة . لم يعد جائزا أن يستمر في الكلام عن نصر إلهي فحسب ، من غير الإشارة إلى خسائره المادية والبشرية ، فضلا عن خسائر المواطنين اللبنانيين . في هذا الصدد نعيد عليه اقتراح التقويم التالي ، باختصار :
1- واجه حزب الله آلة الحرب الصهيونية ببطولة وشجاعة غير معهودتين في المواجهات العربية الرسمية مع العدو ( قد تكونان معهودتين مع الشقيق والصديق ) ، ما جعل إسرائيل تدفع ثمن مغامرتها غاليا ، وآخر الأثمان التي دفعتها ، وقد لا يكون الأخير ، استقالة رئيس أركان جيشها .
2- بالرغم من كل الخسائر التي تكبدتها إسرائيل ، فهي لم تنهزم في المعركة ، بل أحرزت ، بالمقاييس العسكرية والسياسية ، انتصارا واضحا ، ولو مكلفا ، على حزب الله ، ففرضت عليه التراجع والانسحاب ( ولو لفظيا ) إلى ما وراء الليطاني ، وتجميد عملياته العسكرية ( قد يكون ذلك مؤقتا في مقاييس حزب الله ) ، وأرجأت النقاش حول الأسرى والمعتقلين ، أو نقلته إلى مستوى آخر ، بعد أن أسرت في المعركة عددا من المقاومين؛ كما فرضت نتائج المعركة عليه الموافقة على القرار 1701 وعلى دخول قوات الطوارىء والجيش اللبناني على جنوب الليطاني ، هذا فضلا عن الخسائر البشرية في صفوف الحزب وبين المواطنين ، والخسائر المادية المقدرة بمليارات الدولارات ، الخ .
3- دفعت إسرائيل بعض الأثمان بفعل البطولات اللبنانية ، وهو ما يمكن أن تعتز به المقاومة وكل الشعب اللبناني ، غير أن الوجه الآخر للأثمان التي دفعتها ينبغي أن يجعلنا نخجل من أنفسنا ، قبل أن نشمت بالعدو . فقد عرفت إسرائيل كيف تقرأ دروس هزيمتها فتستفيد من هذه القراءة ، في حين أننا نستمر ، منذ أول الهزائم معها ، في قراءة الدروس بالمقلوب .على سبيل المثل ، لا الحصر ، قررت إسرائيل معالجة ما حكمت عليه أنه سبب خسائرها ، ومنه قرارها باستبدال الميركافا بجيل جديد من الدبابات ، واستبدال بعض قادتها العسكريين . أما نحن فما زلنا نصر على أننا حققنا نصرا ، وأن هذا النصر إلهي ، وأن الحزب ليس حزبا آدميا ، إلى آخر معزوفة الكلام الذي لا يقبله عقل علمي في القرن الحادي والعشرين .
4- ساعدت هذه القراءة المغلوطة لنتائج المعركة على نشر وعي شعبي ، هو بالمقياس السياسي، وعي مزيف ، وقد لا يكون كذلك بمقاييس الإيمان .ففي غمرة المعركة وبعدها ، وفي موازاة الكلام عن النصر الإلهي ، انتشرت كتب ووزعت منشورات تعزز الجهل وتشجع التنجيم ، وتعالج أمور الدنيا ، وخصوصا السياسة ، بمنطق علم الغيب ، ما جعل الحوار بين عقل علمي وعملي من جهة ، وعقل غيبي من جهة أخرى ، أو بين العقل السياسي من جهة ، بما هو عقل مصالح ،وعقل القيم الدينية من جهة أخرى ، بمثابة حوار الطرشان . هذا هو بالضبط حوار المعارضة والسلطة اليوم .

دروس بالمقلوب
إن افترضنا أن حزب الله خرج منتصرا من المعركة ، فلماذا يطالب اللبنانيين أن يدفعوا فاتورة الحساب ؟ كان عليه ، مثلا ، أن يطلب من التسوية المجسدة في قرار مجلس الأمن أن تكون أكثر إنصافا . أما كونه وافق على القرار الدولي فلم يعد مبررا أن يعود إلى الداخل اللبناني ويشن حربا تخلو شعاراتها من أي منطق شكلي أو جدلي ، وأن يكرس ممارسة باسم الديمقراطية تخلو من أي أثر، نعم من أي أثر للديمقراطية ، وأدلتنا كثيرة ، منها .
1- المشاركة شعار تضليلي من طراز رفيع ، فقد طرحه حزب الله ، المشارك أصلا في الحكومة ، دون أن يقصيه أحد أو قبل أن يستبعده أحد . لقد اختار طوعا أن يخرج ليطالب بالدخول ، وكان أولى به ألا يخرج وألا يرفع شعار المشاركة . وإذا كان مقصده من ذلك إشراك الأخرين فذنب الآخرين أقبح من ذنبه ومن ذنوبهم ، ذلك أن حركة أمل بدت كأنها لا في العير ولا في النفير ، وأن حزب الله بات يقرر بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عنها ، وهي لا حول لها ولا طول ، فخرجت من الحكومة من غير علمها أو أنها لم تنتبه ، واعتقد قادتها أن المسألة لا تعدو كونها تكرارا للخروج الأول ، وأن العودة حتمية عندما تهدأ النفوس ، الخ . أما التيار الوطني الحر فقد نسي أنه هو الذي رفض المشاركة في الحكومة ، وله أسبابه ، فماذا لو تكررت الأسباب عند تشكيل حكومة جديدة ؟ ناهيك بأن قوى المعارضة المتبقية مطالبة ، بقوة المنطق ، لا بقوة المخابرات طبعا ، أن تستقيل من العمل السياسي استقالة نهائية قطعية ، لأنها ليست من الصنف الذي ينقذ الوطن في عصر الأجهزة ، ولا مما يشرف الطوائف إن هي رغبت في تمثيل طائفي ، ونحن نبني حكمنا القاسي هذا مستندين إلى لغة الشتم والسباب التي انحدر إليها خطاب المعارضات ( وربما كان هذا هو مستواه الأصلي )
2- تقضي آليات الديمقراطية أن تصوغ المعارضة ، لكي تكون معارضة ، برنامجا مختلفا عن برنامج الحكومة . أما أن تكون معارضة من غير برنامج ، فهذا هو بالضبط ما يجعلها تخبط خبط عشواء ، من غير دليل ولا مرشد ولا " من يحزنون " . حزب الله زودنا بحجة إضافية ، بتوقيعه على البيان الوزاري ، وموافقته على قرار مجلس الأمن ، وعلى مؤتمر باريس 3 . إذن علام يعترض ؟ على مساندة الحكومة العدوان ؟ فهو الذي أشاد بها ، كما أشاد بها سواه ، لا سيما الرئيس نبيه بري ، في أكثر من مناسبة ، منها مهرجان صور .
أما الكلام عن الفساد فهو سلاح ذو حدين ، يمكن أن يصيب كل المشاركين في السلطة السياسية ، أي معارضي اليوم وحكام اليوم والأمس ، أوالمشاركين بطريقة غير مباشرة كحزب الله . ذلك أن الفساد ، بالمعنى العام ، ليس إلا انتهاك القانون ، القانون المالي أوالضريبي أو العقاري أوالإعلامي أو حتى قانون السير ، والانتهاكات لا يسلم منها أحد .
من حقنا إذن ، نحن المواطنين ، أن نظن سوءا بطرح شعار الفساد ، فنعتقد أنه حق يراد منه باطل، بحيث يتحول ، إذا ما طرح في غير أوانه وبغير مضمونه الحقيقي ، إلى وسيلة للتستير على المنتهكين والفاسدين والمفسدين .
ديمقراطية تعليق الدستور
قد يكون أهل السلطة على حق إن هم نعتوا معارضة هذه الأيام بالانقلابيين . فقد عودتنا الانقلابات مع كل بيان رقم واحد ، أن تعلق العمل بالدستور وتطبق الأحكام العرفية . هذا بالضبط ما فعلته المعارضة منذ نزولها إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح ، لكن من غير أن تمتلك كل آليات الانقلاب وأدواته ، ما جعلها مخلوقا عجيبا تتصرف كأنها تقوم بانقلاب عسكري من غير عسكر رسمي ، وتتوهم أنها تمارس الديمقراطية ، ولكن بالقهر والعنف وانتهاك الدستور والقوانين .
أيها المعارضون ، لا تستفظعوا هذا الكلام !
نزولكم أنتم بالذات ، أهل سلطة الأمس ، إلى الشارع ، هو انتهاك فاضح لأصول اللعبة الديمقراطية . إنكم لم تقدموا الإثباتات اللازمة على كونكم معارضة ، أولا لأنكم من دون برناج ، وثانيا لأن الحدود بين السلطة والمعارضة باتت واهية جدا جدا جدا ، خصوصا بعد ثلاثين عاما من حكم الوصاية المخابراتية . وأنتم أكثر دراية من الجميع بآليات القهر المخابراتي ، وأنتم عانيتم منه قبل سائر المواطنين ، وأنتم خبرتم كيف كان يتصرف معكم ، وكيف كان يخاطبكم مسؤولو الجهاز ، وأنتم علمتم كيف أمكن أن تذوب الفوارق بين اليمين واليسار، بين السلطة والمعارضة ، بين علمانية الحزب الحاكم وطائفية وكلائه وزبانيته ، الخ .
أية سلطة ، أية معارضة ؟ وجهان لعملة واحدة ، أو قوتان من طبيعة واحدة . من هو المسؤول عن الدين العام ؟ رفيق الحريري ، حتى يرمى بعد استشهاده بكل تبعات الأزمة الاقتصادية ؟ أم كل الطاقم الحاكم ، ومنه كل معارضي اليوم ؟ الذين تربعوا على عرش الحكومات منذ الطائف حتى اليوم ، ومعهم حزب الله الذي تحاصص السلطة من غير حقيبة وزارية ، وحصته ، حصته التي طلبها لنفسه راضيا مرضيا ، هي سلاح المقاومة وحرية عملها تحت سقف الأجهزة ومصالح الحلفاء الإقليميين ، وقد نال الحصة حتى الثمالة، نال حقه في المقاومة باسم الشعب اللبناني واستخدمه على حساب سلطة الدولة وضد سلطة الدولة ( إنه في أدبياته يخلط بين السلطة والدولة ) ، أي ضد الشعب اللبناني ، ( سلطة الدولة هي سلطة الشعب الواحد ) ؟
نعم ! من منكم لم ينل حصته من نعيم سلطة المخابرات اللبنانية السورية ؟ ( المهزلة أن تتهم جريدة تشرين السورية سفير أميركا بالتدخل في أصغر الشؤون اللبنانية حتى في تعيين حاجب في الدولة أو على باب بناية ! كأن سعادة السفير اعتدى على صلاحياتهم ) . من كان منكم بلا خطيئة فليسمح لرعاعه برشق الحجارة ضد "العدو" ، وإلا فليعصم المقاومين من ارتكابات أولاد الأزقة ، فالمقاوم شيء والزقاقي شيئ ، وهما كالخطين المتوازيين ، ينبغي ألا يلتقيا ، وقد التقيا ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ! غير أن اللبنانيين يحرصون على ألا تزر وازرة وزر أخرى ، ويميزون بين القمح والزؤان . لكن ، في عالم السياسة ، لا شيء مقدس ولا أحد مقدس . في السياسة يحكم على برنامج الحزب وعلى أخلاق القادة أيضا من خلال سلوك الحزبيين! والمعنى واضح ، إنه ليس في قلب الشاعر . وقد لا يحتاج المستمع أو المشاهد إلى الحزبيين ليحكم على قادتهم، لأن معظم قادة المعارضة بل ومعظم القادة اللبنانيين بحاجة إلى دروس في آداب الخطابة ، بل في آداب التخاطب،لكي يشذبوا كلامهم ويهذبوه .
عمل الحكومة أوتشكيلها أو تبديلها له ، في الأنظمة الديمقراطية ، أصول . انتخابات ومجلس نيابي وبيان وزاري وثقة ومساءلة ومحاسبة ، الخ .ولا يجوز لطرف يعتقد أنه وقع ضحية خديعة تحالفية ، هذا إن صح اعتقاده ، أن يطالب بتشكيل حكومة جديدة وبانتخابات جديدة لكي يبين أنه لن ينخدع مرة أخرى . ما أغلى الدروس المغلوطة في بلاد التخلف السياسي ! أو ليستعيد بالقوة ما خسره بالخديعة ، أو ليأخذ حزب الله من الشعب اللبناني ثمن " انتصاره " على إسرائيل ، أو ليأخذ ثمن انتصار ليس له فيه فضل ، إن اعتبره انتصارا" إلهيا " . وإن كان غير إلهي فليأخذ ثمنه من الخاسر في الحرب ، إذ على هذه الحلبة وحدها يتبين خيط الحقيقة الأبيض من أسودها .
ديمقراطية ضرب المؤسسات
التظاهر حق ديمقراطي ، إلا أنه في حالة المعارضة الراهنة اعتداء على الديمقراطية . يقول أحد قادة المعارضة من التيار الوطني الحر : نحن ضد المشروع ( ورقة باريس 3)، ويمكن أن يكون ضد أي مشروع آخر، قبل أن نطلع عليه ، ولن نطلع عليه . ويقول حزب الله ، هذه الورقة لن تمر من دون تشاور . ونسأله ، من ذا الذي منعك من التشاور ؟ أنت خرجت من الحكومة ثم رحت تطالب بالتشاور .ثم يقول أنه سيسمح بباريس 3 الحكومي ، وسيصعد ضد المشاريع الحكومية الأخرى . ويتهم الحكومة ورئيسها بأشنع التهم ثم يطالب بالمشاركة معها ، ومع رئيسها ، في صنع مستقبل البلاد . وماذا لو قررت الأغلبية الحاكمة اختيار ممثليها إياهم في الحكومة المقبلة ؟ وماذا لو قررت الأكثرية الحاكمة عدم " الاستئثار " بالسلطة ، وأعطت المعارضة حق اختيار ممثليها ، فماذا ستفعل بأيتام المخابرات السورية ؟ هي لعبة رجال السياسة أم لعب أولاد ؟
النزول إلى الشارع ، في التظاهر والإضراب ، حق انتزعه المطالبون بالخبز والعلم والحرية . انتزعته النقابات والأحزاب المؤيدة لها . في لبنان هناك من ضرب العمل الحزبي والنقابات معا ، وتربع بديلا عنهما سعيدا على عرش البروليتاريا المذهبية والطائفية . فتولى حزبان علمانيان وبعض "رجال" المخابرات وزارة العمل و أشبعوا العمل النقابي تهشيما وتشويها حتى أبادوه . أما الديناصورات النقابية المتبقية فهي إما من تشبيحات الحرب الدميمة إما من حنين الذكريات الجميلة . بعد موت النقابات بات النزول إلى الشارع من قبيل التشبيح النضالي . من يناضل ضد من ؟ قد يتبرأ حزب الله من جرائم الإبادة النقابية التي حصلت بعد الطائف ، أو قد يدرجها في قائمة الإبادات المشابهة التي لم تبق من الحياة السياسية المحترمة شيئا . غير أن الوقائع ليست ببعيدة . فحزب الله ارتضى مقابل حصته ( المقاومة ) في نظام المحاصصة الشنيع ، أن يعطى سواه حق التفريخ والتفقيس والوأد في الجسم النقابي ، والمحاصصون يبايعون بعضهم بعضا ، ويبارك كل لسواه ، من غير تدقيق ، أن يفعل ما يشاء داخل الحرم التحاصصي الذي يخصه .
من عناصر الديمقراطية الشفافية . لقد بات من الثابت ، في ذهن المعارضة على الأقل ،أن القرار الحاسم في الحل ليس لبنانيا . هذا ما يرشق به كل فريق خصمه . إذن لماذا هذا الإصرار على أن ضعط الشارع هو السبيل إلى الحسم . الرئيس بري عبر عن ذلك حين رأى المدخل إلى الحل يكمن في تطبيع العلاقات بين سوريا والسعودية .هذا في المعلن ، أما المضمر من المؤشرات على تأثير العوامل الخارجية فهو أكثرمن أن يحصى .ألا تخشى المعارضة من أن تسأل عن سبب الإمعان في توريط مناصريها في هذه المعركة العبثية ، طالما أنهم يعترفون بأن الحوار هو الحل ؟
النزول إلى الشارع ضد السلطة التنفيذية هو ، في أحد معانيه ، لتعويض نقص في قوة المعارضة النيابية . غير أن الذين أختاروا لغة الضغط من خلال الشارع قرروا سلفا إلغاء المعارضة النيابية ودورها . ومهما قيل عن الإيجابيات في مبادرات رئيس المجلس النيابي الحوارية والتشاورية ، وهي إيجابية من دون شك ، لكن الحانب السلبي الأبرز فيها هو تكريس النهج الذي يلغي المؤسسات ويعطل قيام الدولة .
... بعد كل هذا الكلام ، كيف نصنف تحرك المعارضة ؟ أهو ضرب من النضال ، أم ضرب للديمقراطية ؟




#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي مقلد يقدم لـ-صدى البلد- قراءة شاملة لتقرير المجلس الوطني ...
- جورج حاوي: مقطع من وصية لم تكتب
- الماركسيون بين اضمحلال الدولة وبناء الدولة
- اليسار بين الأنقاض والإنقاذ - قراءة نقدية من أجل تجديد اليسا ...
- تجديد اليسار أم يسار جديد؟
- قراءة سياسية في نتائج مؤتمر الحزب الشيوعي اللبناني
- رسالة من شيوعي إلى السيد هاني فحص


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد علي مقلد - النصر الإلهي : أما آن أوان النقد الذاتي؟عن التسعير المذهبي في لبنان وتشويه الديمقراطية