أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى محمد غريب - الإدعاء بالمظلومية تجني وتسفيه الإستشهاد














المزيد.....

الإدعاء بالمظلومية تجني وتسفيه الإستشهاد


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1816 - 2007 / 2 / 4 - 11:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعتبر أيام عاشوراء أياماً مميزة لدى الكثير من العراقيين لما لها من معاني فريدة في الفداء ومقارعة الفساد والتسلط وقيماً للتضحية بالنفس حتى الشهادة في سبيل المثل النبيلة وبالضد من قوى الاستئثار والظلم .. هكذا كانت مسيرة الإمام الحسين حتى يوم استشهاده ولهذا نجد أن التذكير بهذا اليوم من اجل هدف سامي نبيل آخر وهو مقارعة الظلم الذي مارسه الحكام الظالمين وتعريف الناس بالقيم الحميدة للعدالة والمساواة ضروري للحاضر والمستقبل وليكون مثالاً ساطعاً للموقف المبدئي من اجل الحرية والعدل والتضحية من اجلهما ، لكن الذي تابع ما جري هذه الأيام في بعض الفضائيات الطائفية التابعة أو الطقوس العجيبة والحكايات الغريبة والممارسات التي تتنافى مع قيم الشهادة يقف متحيراً أمام حالة من التيهان والهذيان وتحريف الهدف الحقيقي للتضحية وبخاصة ما نسمعه عن " مظلومية الحسين " التي تُفَرغ نهجه من محتواه الصحيح وتجعله رجل دين لا حول ولا قوة ولا فكر او اتجاه وأُخذَ بجريرة انه ابن الخليفة الرابع علي بن آبي طالب " ع " وابن بنت رسول الله "ص" والخوف من مطالبته دينياً بالخلافة الإسلامية بعد موت أخيه وتسلط معاوية بن سفيان وبعده ابنه يزيد وتمسكهم بالخلافة وجعلها ورثاً عائلياً بدلاً من الاحتكام إلى الشورى التي كانت في زمن الخليفة الثالث والرابع وهو تحريف وتشويه بحق الحسين ومحاولة لتعتيم مواقفه التي اتخذها بإرادته ومعرفته ورفضه للظلم والوقوف بالضد من الفساد الذي ينتهجه الحاكم الظالم ، ولهذا فإن العويل والبكاء والصراخ " بالمظلومية " منافية لما كنا نتصوره عن القضية العادلة للاستشهاد والتضحية .
إن الطقوس التي حوّرت بشكل واضح عن السابق وبدت مغايرة لفكرة التذكير بيوم الطف وأصبحت عبارة عن تحريف عن الفكرة الأساسية وانتقلت إلى حملة دعائية تستعمل لخدمة أغراض ذاتية وسياسية مصحوبة بنوع من الطائفية الغريبة عن الدين الإسلامي وتجعل من الاستشهاد مفهوماً طائفياً وليس دينياً وهذه الحصيلة جاءت بتخطيط لهُ أهداف تسعى فئة معينة من أجل تمريرها على الأكثرية وهي تضر أكثر مما تنفع الناس ولا سيما ونحن نتابع الادعاءات والتشويهات للتاريخ ومحاولات لضخ نوع من الدعاية التشويهية لتضليل الوعي مما يساعد على توسيع الفتنة الطائفية بدلاً من المساهمة في رص الصفوف وتمتين الوحدة بين ابناء الشعب للتصدي والوقوف صفاً واحداً لجلاء الجيوش الأجنبية والجرائم التي تحاك ضد الشعب العراقي برمته وبدون تمييز فئة عن أخرى أو طائفة دون غيرها أو قومية أو دينية معينة.
لقد استشهد الحسين من اجل المبادئ النبيلة التي تمثل الحرية ومقارعة الظلم ، والحسين لم يكن " مظلوماً بطريقة ساذجة يحتاج إلى البكاء والعويل وشق الأثواب واللطم على الصدور وجرح الرؤوس بالقامات وضرب الظهور بالسلاسل حتى تسيل الدماء وكل ذلك محرم في الإسلام وبدع لصقت به " والادعاء بهذه المظلومية يكمن في جوهرها التجني عليه وتسفيه لمعاني الاستشهاد ، وكأن الحسين لا يعرف ما كان يجري ، ولا كيف يحكم يزيد بن معاوية وأتباعه، وأنهُ لم يفعل أي شيء وأتخذ بجريرة قضية أخرى مثلما أشرنا لها مسبقاً، وهذا لا يعني أن المقابل كان عادلاً بل ظالماً أراد تحقيق استبداده عن طريق القتل والتدمير ولم يسلم حتى عائلة الشهيد من ظلمه وجبروته وممارسة الاساليب الإجرامية بحقهم.
أما البعض من الخطباء والفضائيات الطائفية والمغرضة والمغرضين والمدعين " بالمظلومية وبدموع غزيرة " فإنهم كانوا يدسون بالوقيعة ضد فئة بالحديث عن قتل أتباع أهل البيت وآخر يدعي قتل أتباع المصطفى وجميعهم أساءوا وحرفوا لنهج واستشهاد الحسين وشوهوا ويشوهون مواقفه الحقيقية وهم يسعون لكسب مشاعر الناس وخداعهم وتضليلهم بذر الدموع واللطمم والزناجيل والقامات وبهرجة المواكب المستوردة التي لا تمت لأصالة الموقف الشجاع والنبيل بصلة وجعل استشهاد الحسين ودعوته للحق والعدل مجرد عداء شخصي عائلي من قبل الحاكم الظالم يزيد بن معاوية وليس الاختلاف الجوهري بين منهجين متناقضين مختلفين منهج يبتغي إشاعة العدالة الذي هو بالضد من منهج إشاعة الظلم والحكم المطلق.
كان من المفروض استغلال الذكرى لتقوية اللحمة بين الشعب لا تفرقته وتقسيمه إلى أتباع ذاك أو أتباع هذا ، وجعلها درساً مفيداً للأجيال القادمة عن طريق سرد السيرة والكتابة والحديث بشكل غير طائفي ومشوه ، عن التضحية من اجل المبادئ التي تراعي مصالح الأكثرية واعتبارها نبراساً من اجل مقارعة الظلم والطغيان ومن اجل الحرية والمساواة والعدالة والسلم الاجتماعي والمصالحة الوطنية الحقيقية ونبذ العنف والتطرف بشقيه السلفي والأصولي وفي النهاية تحرير البلاد م الجيوش الأجنبية .



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصلحة الوطنية في القضاء على الإرهاب والطائفية
- العللة في الصمت وفي العزلة
- العلة في الصمت وفي العزلة
- عنجهية حكام تركيا وتدخلهم في شؤون العراق الداخلية
- الخطة الأمنية الجديدة والتسلح -بالفالة والمكوار-
- هيئة دفاع طفيلية لعبتْ على الحبلين من أجل المال والشهرة
- زيارة الطلباني وتوطيد العلاقة الأخوية مع سوريا
- ضمائر في مهب الريح
- إيران والتدخل في الشؤون الداخلية للعراق
- التدخلات في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى
- تحريض ثابت الالوسي ضد نصب الحرية في ساحة التحرير ببغداد
- رجل خُلق وكأن حبل المشنقة حول رقبته
- العام الجديد والجديد في حياة العراقيين
- مؤتمر المصالحة الوطنية والمصالحة الحقيقية
- الأستاذ سفيان الخزرجي والنقد الموضوعي
- مقترحات من أجل انتظام انعقاد جلسات البرلمان العراقي
- الكورد الفيلية فقدان الحقوق وعدم رد الاعتبار كمواطنين عراقيي ...
- محنة الفلسطينيون والعراقيون في العراق محنة مشتركة
- الحوار المتمدن في انطلاقته الخامسة
- الأيدي المكتوفة.. وماذا بعد ذلك؟


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى محمد غريب - الإدعاء بالمظلومية تجني وتسفيه الإستشهاد