أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهر العامري - حصيلة إعدام صدام نبذ الشيعة !















المزيد.....

حصيلة إعدام صدام نبذ الشيعة !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1783 - 2007 / 1 / 2 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نأى الأمريكان بأنفسهم عن عملية تنفيذ حكم الإعدام بصدام ، فهم ما اعتادوا على تصفية عملائهم بالطريقة المفزعة التي شاهدها العالم من خلال شاشات التلفزيون . هذا النأي الذي أكده مستشار الأمن القومي الأمريكي في العراق ، كريم شهبوري ، الإيراني الأصل ، والذي أتخذ له اسما عربيا مزيفا ، هو محمد الربيعي ، وذلك حين قال : إن عملية الإعدام كانت عراقية مئة بالمئة ، ونسى شهبوري حقيقة جلية هي إن تنفيذ حكم الإعدام ذاك قد حُسب على الشيعة من العراقيين فقط بعد أن تمت الموافقة الأمريكية على ذلك ، تلك الموافقة التي سمعها العالم من فم الرئيس الأمريكي ، جورج بوش بشكل لا لبس به من خلال ترحيبه العلني بذاك الإعدام . هذا على الرغم من أن صداما كان عميلا لأمريكا على مدى سنوات طويلة ، وكانوا هم والانجليز يسمونه بـ ( حليفنا المفضل ) في الشرق الأوسط ، وهذا ما شهد عليه الأمريكان أنفسهم ، حلفاء الحكام الجدد في العراق ! ، وكذلك البريطانيون الذين تذكروا الشيعة مؤخرا ، وهم الذين اضطهدوهم على مدى أكثر من ثمانين سنة ، ومنذ اليوم الأول لاحتلال العراق ، وإسقاطهم للعاصمة العراقية في الحرب العالمية الأولى.
من الأمريكان الذين صرحوا بحلفهم الغير مقدس مع صدام ، هو مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة السابق ، القس ، جيسي جاكسون الذي قال : ( إن تنفيذ حكم الإعدام "لن يزيد سلطتنا الأخلاقية في العالم ".وأضاف جاكسون "جرائم صدام الشنيعة لا يمكن التقليل منها ، لكنه كان حليفنا عندما قام بها ", مضيفا أن "تحول صدام إلى تذكار حربي سيعمق فقط الكارثة التي ارتبط بها اسمنا بشكل لا يمحى".
ومن الإنجليز هذا هو الصحفي المعروف ، روبيرت فيسك ، يكتب في جريدة الإندبندنت أون صنداي ، تحت عنوان : ذهب بأسراره إلى القبر: تواطؤنا مات بموته ، كتب يقول: ( " لقد أخرسناه. فبمجرد أن أنزل الجلادون الملثمون كمين المشنقة صباح أمس، كانت أسرار واشنطن في مأمن." ويضيف فيسك قائلا إن الدعم " الشائن والمخزي والمتستر" الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا خلال عشر سنوات لصدام حسين، قصة فظيعة لا يريد قادتنا أن يتذكرها العالم . ويمضي فيسك معددا أوجه التعاون العراقي الأمريكي على عهد صدام حسين، ابتداء من "الدعم الشخصي الذي تلقاه من وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إيه ، للقضاء على الحزب الشيوعي العراقي" وانتهاء بالمؤازرة التي حظي بها خلال الحرب العراقية الإيرانية. ويشير فيسك في هذا الصدد، إلى اللقاءات التي جمعت الرئيس العراقي الراحل مع كبار المسؤولين الأمريكيين عشية اندلاع هذه الحرب. كما يذكر ما توصل إليه من معلومات عن صور لمواقع إيرانية التقطت بالأقمار الاصطناعية، سلمها البنتاغون للعراقيين بداية حرب الخليج الأولى. ويلمح الكاتب كذلك إلى الأسلحة الكيماوية التي استخدمها الجيش العراقي ضد الجنود الإيرانيين قبل ست وعشرين سنة. ويختم فيسك مقاله بالقول:" تنفس العديد في واشنطن ولندن الصعداء ارتياحا بعد أن أُخرس الرجل الشيخ إلى الأبد." )
نعم . حقيقة العلاقات الحميمة التي قامت بين صدام من جهة وبين أمريكا وبريطانيا من جهة أخرى قد قبرت مع صدام في قبره ، وهذا هو السبب الذي جعل الأمريكان أن يضعوا حدا للمحكمة التي نصبوها هم بأنفسهم له ، ولم يسمحوا له البقاء على قيد الحياة لمواصلة استجوابه فيما يتعلق بقضية الأنفال ، تلك الجريمة التي تعرضت بها مدينة حلبجة للغازات السامة التي حصل عليها صدام ، مثلما تشير الى ذلك أكثر من وسيلة إعلام في الغرب ، من حلفائه الغربيين ، وفي المقدمة منهم الولايات المتحدة الأمريكية وقت أن كان رامسفيلد ، وزير الدفاع الأمريكي ، يقضي معه سهرات مفعمة بالود الزائف على ضفاف نهر دجلة ، وهذا قبل أن يقود بنفسه الحرب الأخيرة عليه ، وقبل أن يلتف على رقبته حبل المشنقة ، ذلك الحبل الذي ينتظر رقابا من حلفاء أمريكا الجدد في العراق ، إن هم زاغوا عن طريق خيانة وطنهم الذي خطته لهم دائرة المخابرات المركزية الأمريكية ، تماما مثل ذاك الطريق الذي زاغ عنه صدام في سنوات حكمه الأخيرة . فما كان من أمريكا إلا أن سلمته بيد نفر من الشيعة ليتدلى هو بحبل مشنقة ، ولتظهر للعالم أن الشيعة ، وليس الشعب العراقي ، هم الذين قاموا بقتله ، وبهدف واضح تطمح له أمريكا ، مثلما تطمح له إيران حليفتها بالسر ، وهو نبذ الشيعة العرب في العراق ، ووضعهم في عداء مستمر ، مع السنة في عموم البلدان العربية والعالم ، وهذا ما أظهرته ردود فعل الشارع العربي من المغرب وحتى أقصى بلاد الشام ، وجنوبا حيث اليمن ، فقد أقام هذا الشارع سرادق العزاء على روح صدام في مدن عربية كثيرة ، ولم يمنعه قول عبد العزيز الحكيم من أن العرب على امتداد الرقعة الجغرافية التي تستوعبهم كان يعيشون على أموال صدام الذي هي أموال الشعب العراقي ، فكلام مثل هذا الكلام هو هراء في هراء ، ولا يركن الى الواقع الذي يقول : إن السنة كشعوب عربية لا يريدون إيران لا من قريب ، ولا من بعيد ، ويعتبرونه هو ومن على شاكلته خدما للفرس المجوس كما يسمونهم ، وهذه الحقيقة لمسها كل شيعي عراقي عربي وغير عربي عاش مكرما بين السنة العرب في البلدان العربية وقت أن أجبرهم صدام على الهجرة من العراق ، وإذا كان الحكيم لا يقتنع بهذا الكلام ، فهل يستطيع أن يقول لنا لماذا خرج المسلمون الهنود بالآلاف في تظاهرات شملت أكثر من مدينة هندية محتجين على إعدام صدام ؟ أليس لأنهم سنة ، وصدام سني ؟ أم هل مازال يعتقد أن صدام قام بتبذير أموال الشعب العراقي ، التي يبذر بها وزير ماليته الإيراني ، صولاغ ، الآن ؟ هذا الوزير الذي أعلن كذبا من أن إيران قدمت قرضا للعراق مقداره مليار دولار ، مع أن العراقيين يعرفون إن الحكومة الإيرانية لا تعطي كأسا ( كلاص ) من الماء دونما غاية ، على حد تعبير بعض العراقيين ؟ كان ألأولى بمن يدعي أنه يمثل الشيعة العرب في العراق ، وهو ليس منهم ، أن يتخذ نفس الموقف المتزن الذي اتخذه الكورد في العراق ، وذلك حين رفض جلال طلباني التوقيع على قرار الحكم ، وحين امتنع الشعب الكوردي في كردستان العراق عن القيام بأية مظاهر للفرح بإعدام صدام ، وفي جميع مدنهم ، رغم أنهم لاقوا من اضطهاد صدام أضعاف ما لاقى الشيعة في العراق ، فقد دمر صدام خمسة آلاف قرية لهم مرة واحدة ، وأعدم الألوف منهم على مرات ، ولكنهم مع كل هذا الدمار الرهيب لم يجبروا أطفالهم على رفع صورة لقائد منهم وقت إعدام صدام ، مثلما جُبل بعض الشيعة على رفع صورة الحكيم ، كما أن قادتهم لم يطالبوا مثلما طالب الحكيم بمطاردة العراقيين الفارين الى خارج العراق من ظلم حكام أمريكا الجدد في العراق ، وعلى ذات النهج الفاشي الذي كان صدام يتبعه مع كل معارض له ، وهم لم يطالبوا كذلك مثلما طالب الحكيم بحبس القنوات التلفزيونيه الفضائية عن العراقيين في الداخل ، وهي ذات الطريقة التي اعتمدها صدام من قبل ، هم لم يطالبوا بهذه المطالب التي جاءت في خطاب الحكيم في عيد الأضحى المبارك ، وبعد يوم من إعدام صدام ، وكأنه يؤسس بخطابه هذا ، الذي ألقاه من خلف زجاج مضاد للرصاص ، نهجا دينيا فاشيا في العراق بعد أن أسس صدام من قبل نهجا قوميا فاشيا .
أقول صار الشيعة بعد إعدام صدام هم الذين يتحملون وحدهم مسؤولية ذلك الإعدام ، خاصة وإن السنة في العراق ، وليس فقط في البلدان العربية ، قد استنكروا عملية الإعدام هذه جملة وتفصيلا ، وحملوا أمريكا وإيران مسؤولية ذلك ، فهل يعلم الحكيم أن صداما صار شهيدا عند أهل السنة في العراق ؟ هل ينكر أن أطول شارع في مدينة الفلوجة السنية ، والذي يمتد على طول كيلومترات ، صار يحمل اسم : الشهيد صدام ؟ هل استخلص الحكيم وغيره ، من الذين يدعون تمثيل الشيعة العرب في العراق زورا ، نتيجة مفادها هي أن أمريكا وبالاتفاق مع إيران عملتا على جعل الشيعة العرب في العراق منبوذين من محيط عربي يقترب عدد سكانه من ثلاثمئة مليون حين أظهرتا أنهم هم المسؤولون عن إعدام صدام ، وذلك من أجل أن يتعلق الشيعة العرب بإيران وأمريكا دون سواهما ؟ واعتقد أن هذه النتيجة هي ما يسعى إليها الحكيم ومن على شاكلته ، لكنه ينسى أن العراق محاط بأربع دول عربية ، وله حدود طويلة مشتركة معها ، بالإضافة الى الروابط الكثيرة التي تربط الشيعة العرب في العراق بالعرب الآخرين ، وهي روابط كثيرة ، منها على سبيل المثال لا الحصر ، اللغة ، الدين ، الدم ، التاريخ المشترك ، وهذه الروابط وسواها لا يمكن للحكيم وغيره أن يقفز عليها ، وعلى هذا توجب على الشيعة العرب في العراق أن يكونوا على حذر ويقظة من أحابيل عملاء أمريكا وإيران في عراق اليوم ، فأمريكا وإيران كلتاهما تطمعان بنفط الجنوب ، إذ ليس لدى أمريكا غير ديمقراطية رأس المال ، وليس لدى إيران غير المذهب الصفوي .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعدم أمريكا صداما ؟
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد . 8
- 7عرب الأهوار ، الضيف والشاهد
- ( الغزال ( 1
- تقرير جيمس بيكر- هاملتون : الفشل والانسحاب !
- (عرب الأهوار ، الضيف والشاهد (6
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد (5)ه
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد(4)ه
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد(3 )ه
- ( عرب الأهوار ، الضيف والشاهد ( 2
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد*
- أطلال الديمقراطية في العراق !
- اقرؤوا هذه المقالة ثانية !
- الشاعر الشيوعي يوسف أتيلا : 4
- الفيدرالية تصعد من وتائر الموت في العراق !
- وأخيرا بصق بوش عليهم !
- الفيدرالية شرذمت الكتل قبل أن تشرذم الوطن !
- الشاعر الشيوعي يوسف أتيلا:3
- العشائر العراقية ترفض الفدرالية الإيرانية !
- *في الطريق الى الشماعية


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهر العامري - حصيلة إعدام صدام نبذ الشيعة !