أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسيب شحادة - ناديا حسن وزيارة الوطن














المزيد.....

ناديا حسن وزيارة الوطن


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 1777 - 2006 / 12 / 27 - 10:09
المحور: حقوق الانسان
    


في هذا الموقع قرأتُ ما يلي في التاسع والعشرين من آذار 2006 وارتأيت ترجمته لما فيه، في تقديري، من عبرة وفائدة.
ناديا حسن، لا تستطيعين الذهاب إلى البيت ثانية )لن يسمحوا لك(، أهلِن، أولا عذراً على إنجليزيتي، إلا أنني سأقص عليكم ما جرى اليوم. جئتُ البارحة إلى العقبة واليوم في الثامنة صباحا توجهتُ إلى الحدود. كنتُ عصبيةً وفي الوقت ذاته شعرت بارتياح، إذ أنني قادمة على إنجاز أمر انتظرته طويلا، عبرت الحدود الأردنية دون مشاكل، ربع ساعة لا غير وتراني أحمل حقيبتي ثانية وأسير نحو الجهة الفلسطينية. انتظرني هناك شابّان مسلحان طلبا مني جواز السفر، نظر الواحد إلى الآخر وسألاني من أين أنتِ؟”، حسنا، أمسك أحدهما الجواز بيده، جواز سفر تشيلي، لماذا سألاوني!
ذهبتُ إلى غرفة التفتيش وكان المسلحان هناك بمعية آخرين وسألوني الأسئلة الروتينية، حسنا روتينية بالنسبة إليهم. كل الأسئلة تمحورت حول اسم عائلتي، لماذا اسمي ناديا حسن، لمَ لا تبدلينه؟ حسنا، بعد ثلث ساعة سرّحت حتى قالوا لي: أهلا وسهلا إلى إسرائيل، تمتعي بمكوثك هنا! توجهتُ إلى فحص جوازات السفر ومجموعة كبيرة من السواح مصطفة وكل واحد منها تسلّم التأشيرة في غضون أقلَّ من خمس دقائق.
وحين جاء دوري رأيت وجها مألوفا، نفس المرأة التي كانت العام الماضي والتي أعطتني تأشيرة لشهر وأردفت قائلة ”إذا كنت غير راضية بذلك عودي إلى تشيلي، لا نريد فلسطينيين أكثر هنا”، كل شيء كان عاديا، سألتني عن جواز سفري وفحصت اسمي بواسطة الحاسوب وحملقت به أكثر من دقيقتين وفي تلك اللحظة علمت أن اسمي مخزّن هناك ولكن ما هي المعلومة التي بحوزتهم، لا أعلم و ...دعت شابا بعد امرأة وبعد شاب آخر، كلهم تكلموا بالعبرية، ألقوا من حين لآخر نظرة عليّ ثم أخذوا يقرأون تارة أخرى، لا أدري كم من الوقت قد انقضى، كنتُ عصبية جدا. شاب آخر تقدّم نحوي وشرع يحدثني بالعربية، أعلمته أني لا أفهم ما يقول إلا أنه تابع حديثه بالعربية...وبعد أن تمنى لي ”حظا سعيدا” وطلب إليّ التوجه ثانية إلى حجرة التفتيش، حسنا إنه لم يطلب إليّ، إنه أمرني، قال لي: تحركي الآن! دخلت الحجرة واصطحبني كل الطاقم الأمني الإسرائيلي أكثر من خمسة عشر شخصا والعدد الكلي هناك لا يزيد عن اثنين وعشرين شخصا، يلعبون لعبة هامّة بحياتهم ولديهم القوة وأمامهم إرهابي، رأيت عيونا مهتاجة منتظرة أوامر الأكبر سنا والذي يمتشق بندقية م ثمانية عشر بيده. فتحوا كل حقائبي ووضعوا محتوياتها على مائدة وأخذوا بتفتيشها كلها، ثم أعلمتني امرأة شابة عن وجوب فحص جسمي وأجبتها والابتسامة على محياي، أوكي، فش مشكلة، وعند تفتيشها قالت لي هامسة، آسفة، إن ذلك مهمتي، أتستطيعين خلع كل ملابسك؟ أجبتها بالإيجاب ولكن أريد أن أبقي على ”التي شيرت”، القميص بدون أكمام، لم أنو إظهار الوشم، حسنا، فحصت كل شيء، افتحي رجليْك، أغلقيهما، إجلسي هنا، انتصبي وافتحي رجْليْك ثانية، الخ. مثل السنة المنصرمة
وبعد أن سألتني نفس المرأة من السنة الفائتة فيما إذا كنتُ في إسرائيل من قبلُ، أجبت بالإيجاب. لماذا تعودين؟ لدي أصدقاء هنا، أصدقاء عرب، سألتني، لا، أصدقاء إسرائيليون، إسرائيليون؟ تغير وجهها، نعم أصدقاء إسرائيليون. سألتني عن أسمائهم وأعطيتها ذلك. بعد ذلك سألتني عن جواز سفر آخرَ لي ولا وجود له بالطبع، ثم سألتني عن غزة ونابلس وعن دول عربية وعن اسمي ثانية. مضى الوقت، كنت عصبية إلا أنني هادئة في نفس الوقت، أنتظر هذه اللحظة منذ أن مُنعتُ من رؤية وطني العام المنصرم، ستة أشهر طويلة وأنا ثانية هناك، متأهبة للزيارة
كانت الساعة الثانية عشرة والربع وطلبت استخدام الحمّام ولم يسمحوا لي بذلك، إجلسي وانتظري! بعد عشر دقائق جاءت النسوة إليّ، هممت بالبكاء، علمتُ أن أحلامي بين قبضتيها، أعادت لي جواز سفري وأخذت حقائبي بعد أن أرجعتُ محتوياتها إليها، وبدأت بالسير. سرت والدموع في عيني، مفعمة بالعواطف الجياشة داخلي، كل ذكرياتي من فلسطين في رأسي، في قلبي، وفي سحابة خمس أو عشر دقائق تذكرتُ كل شخص التقيته بنابلس، وكم تمنيتُ العودة وكم قريبةً منها كنتُ. أوقفني رجُل وأبلغني ما لم أرد سماعه، أمر كان في كوابيسي فقط، شيء سمعته من قبلُ، أهلا إلى الأردن!
إني في العقبة ثانية وفلسطين أمامي إلا أنها أبعد من أي وقت مضى. فُحصت ثانية على الحدود الأردنية، حملت حقائبي ومشيت، أحسست بخفة رجليّ، أخف مما كانتا من قبل، الدموع ما زالت في مآقيها، إلا أن قدميّ كانتا أقوى، أنا أقوى، هكذا شعرت، إنهم لا يعلمون إنهم في كل مرة يمنعون فيها فلسطينيا على الحدود من دخول الوطن أنهم يقرون بأن الفلسطينيين هناك، عليهم استعمال البنادق للحفاظ على ما لا يخصهم، إنهم خائفون من رؤيتنا مباشرة بالعين، إننا هنا، قريبون وسنكون قريبين على الدوام. إنهم يعلمون أن فلسطين حية ترزق
استأجرتُ غرفة أمام البحر، سأشتري قاروة نبيذ وسأحتسي هذه الليلة نخب فلسطين، إني فخورة بكوني فلسطينية، كلكم بلا استثناء ستكونون معي هذه الليلة” ناديا



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس في الشعر الوطني
- الصداقة الحقّة
- حُرّاسُ المدينة، ناطوري قارْتا
- خبز الشاودار الفنلندي? ?ذو القيمة الغذائية العالية
- التدريس الجامعي بالعربية، ضرورة التنسيق في التعريب بين كافّة ...
- عرض لكتاب حول تأثير الفكر الأفلاطوني السياسي على الفارابي
- فذلكة حول إعداد عربيّ المستقبل
- الساونا، الحمّام الفنلندي
- القدّيس توما الكمبيسي
- كُلثوم الناصرة، كلثوم نصر عودة فاسيليفا
- لقاء الله
- هرتصل واللغة العبرية
- حركة غوش إيمونيم
- آراء وأقوال في الثقافة والفكر
- حركة أمناء الهيكل وأرض إسرائيل
- قصة من صميم الحياة اليومية
- معرفة اللغة العربية أمر نسبي
- مون والحقيبة وشجرة الزيتون
- يلا خيرها بغيرها
- ليبرمان نادى بإعدام أعضاء كنيست عرب


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسيب شحادة - ناديا حسن وزيارة الوطن