أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - عودةٌ لقراءة أورول














المزيد.....

عودةٌ لقراءة أورول


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1776 - 2006 / 12 / 26 - 08:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كتبنا في مقالة سابقة عن كتاب جورج أورول ( مملكة الحيوان ) . دولة تأسست بثورة قامت من قبل الحيوانات ضد مالك المزرعة بعد أن توحّدت جهودها في إطار خطاب سياسي مبني على ( مبادئ الحيوانية ) ، ثمّ كيف إستحوذت الخنازير على السلطة بعد إحداث إنقلاب أستُخدمت فيه قوة الكلاب الشرسةّ وإستغلال الخنازير السلطة لأغراض فئوية ضيقة مما أدى إلى ضعفهم وإنعزالهم عن الحيوانات الأخرى وفي النهاية إعادة تسليم المزرعة إلى المالك المستغل المُزاح الذي كان يتآمر للعودة إلى المزرعة .

كانت قراءةً أولى لهذا الكتاب القيّم الذي صدر في الأربعينيات من القرن العشرين ، وأشرنا في مقالتنا كيف كانت الأمور تسير في ساحة بلدنا الحبيب بالتناظر مع نبوءة ذلك الكاتب الفذ الذي يعتبر أحد أعلام الباحثين والمنظرين في النظرية العلمية لتفسير التاريخ ، ولذلك أدعو الجميع إلى إعادة قراءة هذا الكتاب القيّم لتعلم درس ثمين في الحياة .

بعد أشهر من صدور مقالتنا السابقة ، ومن مراقبة سير الأحداث نلمسُ وضوحاً أكثرفي رؤيتنا ، فالمسيطرون على قمّة السلطة ما زالوا يتوسّلون بنفس الأسلوب ليس في الإدارة والكسب غير المشروع للمناصب والغنائم فحسب بل في الإهمال التام لمصالح الشعب الذي كان يتوسّم منهم الخيرعندما ذهب بمجاميعه المليونية ليدلي بالأصوات وينتخبهم عبر صناديق الإقتراع . إنّ الأحداث تشير بدلائل بارزة أن الجرائم المروّعة من القتل على الهوية والتهجير والإقصاء إنما تتم من قبل قوات نظامية أو قوات ميليشيات محسوبة على النظام ، وكأنّ الشعب قد أصبح لا يواجه الإحتلال و ( القوات المقاومة للإحتلال ) وقوات التكفيريين والإرهابيين فحسب بل إختلط الحابل بالنابل ، وأصبحت عمليات القتل مباحة والقنص والقصف شيئاً غير معروفة المصدر . وإستفحلت الأمور والحكومة لا تجد لها مخرجاً يمكنها الجمع بين البقاء في السلطة بأي ثمن وبين الخلاص من الحراجة التي هي فيها .

جاءت دعوة رئيس الوزراء للمصالحة الوطنية بعد تشكيله لحكومة الوحدة الوطنية ( وهي في الحقيقة حكومة تتميز بكل عيوب التفرقة الوطنية وتكريس الطائفية ) وخصوصاً أن رئيس الحكومة قد طرح في البداية شروطاً لها . ولكن بسبب أن هذه الدعوة جاءت من فراغ سياسي فقد قوبلت من قبل جميع الأطراف بالقدر الذي يفهمها كلّ طرف من وجهة نظره فقط ، وبالتالي فإنها فشلت وستفشل كلّ الدعوات ما لم تبنى على أساس صحيح قد كتبنا عن شروطه العديد من المقالات . ولذلك نرى رئيس الحكومة يتنازل في كل يوم عن واحد من مبادئه ليجذب فئة أو شريحة معينة إلى ( العملية السياسية ) كما شاع إستعمال هذه العبارة ، ففي البداية طرحت الدعوة إلى فئة معيّنة من القوى السياسية ، ثمّ تمّ توسيع مساحتها لتتسع فئات أخرى كانت من التيارات التي إشتركت بشكل أو بآخر في أعمال العنف التي طالت أبناء الشعب الأبرياء ، وتمّ توسيعها ثاتيةً بأن مدّت الأيدي إلى الفئات التي إشتركت في المقاومة المسلحة والقتل والذبح والتفجيرات وتفخيخ السيارات ، وفي نفس الوقت جرى التضييق على فصائل أساسية من شركاء الأمس والتعتييم عليهم وإبعادهم ، وأخيراً ، ورغم تزايد تأثير ما قد تسرّب من أزلام العهد الدكتاتوري السابق في القوات المسلحة والمناصب العالية في الحكومة والسلطة فقد تمّ الفتق الأخيربإعلان رئيس الحكومة دعوته إلى ضباط القوات المسلحة في العهد السابق للعودة إليها .

إنّ مسيرتكم هذه ، أيها السادة ، عرجاءٌ . وقد تقولون أنكم حسنوا النية وحسنوا الظن بأولئك ( الضباط الغيارى ) لأنهم وطنيون عراقيون ، فبالتأكيد أنكم واهمون لأن أولئك ومَن هو وراؤهم ( وبعضهم في مناصب عليا ونواباً في المجلس ) لا يرضون بأقل من أن يرونكم معلقين على أعواد المشانق في ساحة الباب الشرقي ، ويومها لن تنالوا شفقة من الشعب الذي ظلمتموه ولا رحمة من رب العالمين .

عودوا إلى الشعب وأتركوا الطائفية فالعود أحمَدُ .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَودةٌ اقراءة أورول
- بطلٌ شهيدٌ
- نحنُ نفرّقُ أنفسَنا
- حوارٌ في القضيّة العراقيّة
- وجهتا نظر
- أمريكا والمزمار السحري
- ليس دفاعاً عن بوش
- الشّعب
- الظلمُ ليس أبيضاً في أيّ حال
- الظلمُ ليس أبيضاً بأيّ حال
- الديمقراطية
- الديمقراطية والفدرالية
- عارٌ جهلُكُم أيها السادة
- الديمقراطية في التربية والتعليم والثقافة العامة
- الطبقة العاملة في الصّراع
- النظرية وأورول
- الحرص على العرض
- في الظلام تلمعُ عيون القط
- المصالحة و المصالحة الوطنية
- فتقٌ جديد


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - عودةٌ لقراءة أورول