أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - نعزيك يا لبنان ونعزي أنفسنا بك














المزيد.....

نعزيك يا لبنان ونعزي أنفسنا بك


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1744 - 2006 / 11 / 24 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يقتل بيار الجميل لأنه مسيحي، ولم يقتل الحريري كونه سني، ولا حسين مروة لأنه شيعي، ولا كمال جنبلاط كونه درزي...ولحق بهم من تبنى العلمانية فكرا وطريقا فتقدمت طوابير الظلام وخفافيش الموت لتغتال الكلمة عند سمير قصير وجورج حاوي.ولتخرس الصوت المقاوم عند جبران تويني...لكن موتهم جميعا يصب في خانة واحدة...على اللبناني أن يكون أخرساً، وبهلوانا ..عليه أن يتحرك كلعبة الماريونيت..كما يُراد له وكما يُخطط لبلده...تَخنق أيدي الغدر الأصوات المنطلقة صاحبة الحناجر الحرة...من أجل أن يصمت لبنان كله..يخرس الصوت الحر فيصاب الجميع بعدوى الصمت ويجتاح الخوف والرعب قلوب أبناء لبنان...هذا ما يريده القتلة والمجرمون، هذا ما تريده أيدي الطاغوت...إما هذا أو بث العداوات وتلفيق الاتهامات لهذا الطرف أو ذاك...فالنتيجة في النهاية واحدة ..الموت سيبقى لبنانياً ، ليس مهما نوع هويته الطائفية ...ستختلط الهويات الصغيرة ببعضها ويعوم بحر من الدم اللبناني بهويته الكبيرة الجامعة....وهذا هو المطلوب!..
في يوم الاستقلال، خرج من بيته محملا بآمال الاستقلال وأحلام البناء والحرية، فما زال شاباً غضا بربيعه الرابع والثلاثين..لكن الخواء الذي يخلد التوافه ويقدس الموت...الخواء ، الذي يريد احتواء لبنان ولو ميتاً ...يريد ه جثة ليمتص دماءه ، فحياته مرهونة بالدم اللبناني وبقاءه مرهون بأرواح الشباب الضحايا..ووجوده مرتبط بالصمت .
لكن لبنان سمير قصير ، ولبنان جبران ولبنان بيار الجميل ولبنان الحق والمحبة والكلمة الحرة...يرفض الذل ويرفض الوصاية ...يرفض أن يطمر حقه وينام عليه ...يريد للحق أن يقهر الباطل...وتصدى هؤلاء للباطل..وكانوا ضحية وقفتهم ، ضحية صدقهم ...كانوا وقوداً للبنان وشموعاً في سماء حريته ...لكني متأكدة ...أن أياً منهم لا يريد للبنان أن يتمزق ، ولا يريد للبنان أن ينحني أمام العاصفة فما مر حتى الآن ...ما هو إلا زوبعة في فنجان بصارات السياسة ..التي تريد لأبواب جهنم أن تبقى مفتوحة وتبتلع لبنان بصورته غير المرغوبة في مسارح اللعبة الإقليمية ، ولا عبيها من أهل لبنان من منفذي حبكة الرواية ومن يحلمون بأدوار البطولة حتى لو ساروا فوق جثث أهلهم، بقلوب صنعت في غابات الموت والوهم بغد ينسج لهم موعداً مع أمطار السماء المقدسة...
هل سيسقط لبنان في لجة الموت المستمر؟..هل سينسى لبنان جرحه الغائر والنازف لأكثر من عقد ونصف؟ ...
هل نسي أهل لبنان وقفته الموحدة بوجه حرب تموز ؟
ربما يأتي البعض اليوم لينزع عن لبنان قوته الحقيقة ...قوته في وحدته ..لا في ضعفه كما قالوا ذات يوم..هذا الضعف يجمع ولا يفرق...هذا الضعف لا يُستَغل من قبل من يخطط لإنهاك لبنان وإنهائه بتصفية بعض مسؤوليه ، ممن يُعَول عليهم ...لماذا؟
كي تخلو الساحة للاعبين..فيصبح عدد الوزراء في الأكثرية ...أقلية لا تستطيع الإقرار ، أو البت في قرار ، وكي يضعف البرلمان بشغور مقاعده فيقل النصاب ويضعف ، فتضعف الحكومة وتسقط...ويخلو .." الميدان لحديدان" ...رحيل السيد فليحان ، ثم جبران تويني، ورحيل بيار الجميل...هو عملية مدروسة ومدبرة ومقصودة...وهذه الطريقة القذرة ..هي سلاح الجبناء دوماً..سلاح من لا يستطيع المواجهة وقبول القضاء العادل ...
من يعتقد ببراءته..لا يخشى المحاكم ..إن كانت دولية أم إقليمية أم محلية، بل عندما تكون مهنية بحق ويتكون أعضاؤها من قضاة قادرين وخبراء ..ستكون النتيجة على الدوام لصالح الحق ومن أجل إظهاره...
نعزيك يا لبنان..نعزيك ونعزي أنفسنا بك ..نبكيكم يا شباب لبنان الضحية ..نبكيكم ونبكي أنفسنا..لأن العجز يجتاح النفوس والقهر يقتلها، لأننا أمة تصوغ تاريخها بحجم الموت فيها وتصوغ تاريخها بنصل الغدر وسياسة الفتك بمن يختلف معي ويرفض سلطتي ويرضى بعبوديته...هل سيتوسع باب المسلخ؟ هل ستستمر حالة الرعب والترهيب؟
نعم ..أرى قطار الموت يقترب ويحصد في طريقه الكثيرين..لأنه قطار أعمى تقوده أيد حاقدة..رغم أوجاعكم ومصائبكم يا أهل لبنان..نطلب منكم الكثير ..من أجلكم ..من أجل لبنان تبصروا وتعقلوا ولا تدعوا الغضب يفقدكم جوهر ما تصبون إليه...

باريس 23/11/2006



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة ستكون صانعة القرارات الدولية في المستقبل القريب
- يا معارضة..الوطن يغرق، من سينقذه؟
- الموت العربي الرخيص
- أين أقف؟
- في كل الحروب.......المرأة ........هي من يدفع الثمن
- المواطن السوري بين قبضة النظام، والسياسة الدولية في المنطقة
- العراق بين المحتل والوطني!
- بيني وبين الشيطان...بينه وبين الله
- هل تقرر الانتخابات الأمريكية سياسة المنطقة في شرقنا الأوسط؟
- نعيش دفئاً ونموت اشتعالا
- كيف يرى العرب والمسلمون قضية الاندماج في الغرب؟
- من يقف وراء إشعال الصراع بين حماس وفتح؟
- أسألك ........ لماذا؟
- متى تبدأ السعادة الزوجية ومتى تنتهي؟
- كيف نفهم لغة الحوار في بلاد العرب والإسلام؟!
- ليس لي...............وليس لكم
- صرخة في وادي النوم السوري من أجل معتقلي الرأي
- الطوفان يغرقنا ونحن لا نجيد العوم ولا استخدام المجداف
- - النصر الإلهي بدون طيور أبابيل
- أتعود الإنسانية إلى حروب الأديان وعصور الظلام؟


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - نعزيك يا لبنان ونعزي أنفسنا بك