أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - نمر من ورق ..!














المزيد.....

نمر من ورق ..!


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1716 - 2006 / 10 / 27 - 10:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من يزرع الريح يحصد العاصفة ، وهذا ما يحصل لأمريكا وقواتها في العراق ، بعد أن أسقطت نظام صدام الفاشي ، اعتمدت شعارات سياسية مضللة وخادعة ، باسم الديموقراطية والحرية ، وجاءت بقوى سياسية ، دينية ـ طائفية ، وقومية عنصرية ، ما كانت تحلم بتبوء قيادة المجتمع العراقي ، وقبل أن يستقر الوضع الأمني والسياسي في البلد ، أجرت إدارة الإحتلال الأمريكية انتخابات مزورة ، عارضتها أغلب القوى الوطنية والديموقراطية العراقية ، وشريحة واسعة من خيرة المفكرين والكتاب العراقيين ، وأجانب مهتمين بالشأن العراقي ، حصيلة جولتين من هذه الإنتخابات دستور طائفي ـ عنصري ، يفرق ولا يوحد ، وحكومات هزيلة وضعيفة وفق مبدأ بريمر ، المحاصصة الطائفية والعنصرية .
تشكلت حكومة نوري المالكي ، وفق مبدأ حكومة وطنية ، كما وصفوها ، لتنهي حالة العنف والاحتراب الطائفي ، ووقف التهجير الذي شمل الكثير من الطوائف الدينية والأثنيات العرقية من محلات إقامتهم ، وللحيلولة دون القتل اليومي المتبادل ، للشيعة والسنة ، وللحد من نشاط قوى الإرهاب الإصولي ، ولإجراء المصالحة مع من يحمل سلاح المقاومة " الشريفة " وحل المليشيات الطائفية ، أداة الجريمة والإرهاب ، هذه بعض بنود من برنامج حكومة السيد المالكي ، وعلى الرغم من مرور أكثر من ستة أشهر على برنامجه ، لم يتحقق هدف واحد من هذا البرنامج ، وعلى الضد من هذا ازداد عدد الجثث الملقاة على قارعة الطريق ، كما كثر القتل على الهوية ، وازداد عدد المهجرين ، من الشيعة والسنة ، والمليشيات الطائفية تمارس إرهابا على قوات الحكومة وتتحداها ، في مناطق مختلفة من بغداد والمدن الجنوبية ، وكل الخطط الأمنية التي وضعتها الحكومة بدعم وأسناد من قوات الإحتلال باءت بالفشل ، وعلى الضد من كل الإجراءات الأمنية للتقليل من الخسائر تضاعفت ، ليس عند قوات الأمن العراقية ، من جيش وشرطة ، وإنما كذلك ازداد عدد القتول بين القوات الأمريكية ، وما عادت سيارات الهمر والدبابات الأمريكية المرعبة تشكل حصنا لجنودها ، ولذا كثرت الزيارات للمسؤلين الأمريكان ولبعثاتهم المتخصصة لدراسة الوضع العراقي ، وأسباب الفشل في الحلول والخطط التي أقدمت على تنفيذها حكومة المالكي بالتعاون مع الإدارة الأمريكية .
حتى اللحظة الإدارة الأمريكية ، والحكومة العراقية ، يتجاهلان عن عمد الأسباب الحقيقة لهذا التدهور ، الذي مرغ سمعة الحكومتين الأمريكية والعراقية في المستنقع العراقي ، فالسيد نوري المالكي يترأس حكومة قوامها ، من إسلاميين طائفيين ، وقوميين عنصريين ، لا يعترفون بمبادئ وطنية أو قوى وطنية وديموقراطية ، كما لا يعترفون بوطن عراقي موحد ، فالفدرالية بمفهومهم تجزئة وتقسيم ، يرون فيها العراق ، فطيسة عليهم تقاسم أشلائها وفق القوة التي يتمتع بها كل طرف ، وما تعلنه الحكومة من خطط أمنية ومشاريع إصلاح ومصالحة ، ما هي إلا من قبيل ذر الرماد في العيون ، فالحل بيد قادة المليشيات ، ممثلي " الشعب " في مجلس النواب ، وهؤلاء هم من يدير لعبة " الحرب الطائفية " ونهب ثروات العراق ، ولا خلاص للعراق من إرهابهم ولا استقرار للعراق دون الرجوع إلى معالجة الأزمة وفق ضوابط وطنية صادقة ومخلصة ، فالإنتخابات المتسرعة والمزيفة ، التي تمت بشحن العواطف الطائفية ، وتحت تهديد المليشيات وجرائمها ، أتت بمجلس لا يمثل إرادة الشعب ، شرعت دستورا يفرق ولا يوحد ، وكل ما يعانيه الوطن والمواطن في الوقت الحاضر ، من مآس وأحزان هو نتيجة لهذا الواقع ، والأدارة الأمريكية ، وقواتها ، تتحمل كامل المسؤولية في معالجة هذا الوضع ، الذي أصبح كابوسا يهدد بجرائم إبادة للشعب العراقي ، ليس بأقل مما أقدم عليه النظام الفاشي قبل سقوطه ، فحل المجلس النيابي وتعليق العمل بالدستور ، وتشكيل حكومة تكنوقراط قوية ، تأخذ على عاتقها حل المليشيات ، وتنفيذ برنامج حكومة إصلاح وطني ، تنشر الأمن والسلام ، وتعالج الفساد وتحل مشاكل الشعب ، هو الطريق المفضي إلى عراق ديموقراطي وفدرالي ، وبدون أن تقدم الولايات المتحدة على إصلاح ما ارتكبته من أخطاء بحق الشعب العراقي ، ستغوص أقدامها أكثر فأكثر في المستنقع الذي صنعته للشعب العراقي ، ولقواتها ، وستفقد .هيبتها وجبروتها بين دول العالم ، مبرهنة لشعبها ، ولشعوب الأرض أنها فعلا نمر من ورق .
25 تشرين أول 2006



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثائق مؤتمر الحزب الشيوعي العراقي ..جرأة وحياء / الفسم الثان ...
- وثاءق مؤتمر الحزب الشيوعي العراقي..جرأة وحياء ..!
- العلم العراقي ..والسيد مسعود البزاني ..!
- الصابئة المندائيون ..ومسؤولية الدولة ..!!
- - معا إلى الأمام -...إلى أين ..؟!!
- الأنفال مجزرة الحقد العنصري ..!
- نقد الذات ..وصراحة المسؤول..!
- عشتار وتموز ..وقصة الخلق العراقية ..!
- أمريكا عدوة الشعوب ..!
- الكورد الفيلية ..والمحكمة الجنائية العراقية العليا ..!
- من الذي شبك سيار الجميل ..؟؟
- في الذكرى الثامنة والأربعين لثورة 14 تموز ..!
- الكورد الفيلية ضحية حكم عنصري وفاشي ..!
- !...خاطرة / عن حسن سريع ..وقطار الموت
- ثورة العشرين ..وواقعنا الراهن ..!
- علمانية الدولة ضمانة للديموقراطية..!
- لحية العنزة ..والسروال الشرعي ..!
- الحكومة وخططها الأمنية ..والمليشيات ..!
- عن صراحة ابن عبود مؤتمر اتحاد كتاب السفارة العراقية في السو ...
- الزرقاوي والمتياسرون ..!!


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - نمر من ورق ..!