أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبدالله عبداللطيف المحامي - حجب الحوار المتمدن .. جريمة














المزيد.....

حجب الحوار المتمدن .. جريمة


عبدالله عبداللطيف المحامي

الحوار المتمدن-العدد: 1712 - 2006 / 10 / 23 - 10:51
المحور: الصحافة والاعلام
    


هكذا هي أنظمة الحكم المستبدة .. لا تطيق مساحة يتنفس فيها الناس الهواء بحرية !! ، ولأن الحوار المتمدن يعتمد الحوار منهجا ، والتمدن إسلوبا وغاية ، فلا الحوار ولا التمدن يصلح أن يتعايش مع أنظمة تتشدق بقيم الديمقراطية كمانشيتات صحف وإعلانات تليفزيون فقط دون جوهر حقيقي لتقبل الرأي الآخر ، علي ضوء ذلك يمكن أن نتفهم موقف النظام السوري مؤخرا من حجب الحوار المتمدن .
وهذا الموقف يمثل جريمة أخلاقية بالمقام الأول ، إذ أنه ليس من المروءة أو الشهامة في شيء أن أمنع بالقوة غيري من إبداء رأيه حتي لو كان مختلفا معي ، إنه التسلط ، والتسلط صفة تنفي عن المرء قيما أخلاقية ينبغي أن يتمتع بها الإنسان .
كما أن هذا الموقف يمثل جريمة يرتكبها نظام حكم في ضوء المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تؤكد بلا شك علي حق الإنسان في حرية الرأي والتعبير بكافة السبل المقروءة والمرئية والمسموعة ، .
كما أنه يمثل جريمة في حق المواطن بحرمانه من حرية تلقي المعلومات والآراء ، وسد كافة المنافذ والنوافذ التي لا يرضي عنها النظام المستبد وحصر تلقي المعلومات علي قنوات بعينها يرضي عنها النظام وترضي عنه .
في تقديري هذا الموقف وهذه النتائج لا تنطبق علي النظام السوري فحسب وإنما علي كل الأنظمة العربية التي تفتقر إلي أبسط قيم وقواعد الحوار والديمقراطية ، وكأن الديمقراطية وباء نصحنا حكماءنا بالبعد عنه إتقاءا للعدوي ، والملاحظ أيضا أن قوي المعارضة لأنظمة الحكم العربية تتمتع بنفس الصفات فهي تفتقر إلي البعد الديمقراطي بين صفوفها أيضا ، الأمر الذي يدعو إلي الإستغراب والدهشة .
هل نستكثر الديمقراطية علي شعبنا ؟ !!!
بالفعل نحن بحاجة إلي إعادة النظر في كل دعاوي الإصلاح السياسي التي ينادي بها الجميع سواء من داخل أروقة أنظمة الحكم العربية أو من صفوف المعارضة ، أو التي تهب مع رياح خارجية من هنا أو هناك ؟ وكأن الحديث عن الإصلاح السياسي وإحترام حقوق الإنسان أصبحت موضة هذا العهد !!
إذا كنا جادين في المناداة بإصلاح سياسي ، فلماذا نخضعه للتنظير والتأويل والتفسير ؟ وتعقد جلسات الحوار – اللا ديمقراطي – من أجل تأطير هذا الإصلاح ؟!!!
إن أولي خطوات الإصلاح والتي لا تحتاج وقتا أو زمنا أو لجانا ... الخ هي حق الفرد في التعبير عن رأيه بحريه ، وله أن يعتنق ما يشاء من أراء أو أفكار ، وله الحق في التعبير عن ما يعتقد بحرية كاملة .
إذا كان هذا هو معيار الخطوة الأولي إذا كانت هناك نية جادة لما يسمي بالإصلاح السياسي ، فأبشركم جميعا وفق هذا المعيار بسقوط كافة أنظمة الحكم العربية في الإختبار الديمقراطي سقوطا مبينا ، ومعظم فصائل المعارضة العربية أيضا ، وكذا تيارات الإسلام السياسي التي لا تقبل الآخر وفق أيدلوجيتها المستبدة بطبيعتها .
ويتقدم النظام السوري ببرهان عملي ودليل لا يقبل المناقشة علي أنه أول الرافضين لعملية الإصلاح السياسي ، كيف يقبله وهو لم يحتمل مساحة في الفضاء الإليكتروني تناهض سياساته وإتجاهاته بالكلمة ليس غير ، علينا أن نثمن للنظام السوري جرأته في الإعلان نفسه مناهضا لقيم الحرية والديمقراطية ، إذ إنه قد سارع لإقامة حفل تأبين الديمقراطية وحرية الكلمة وحق المواطن في تداول المعلومات بحرية ، وعلينا نحن أيضا أن نفضحه بما قدمت يداه .
يبدو أن الطريق لازال طويلا أمامنا لنحظي بمناخ ديمقراطي حر ..



#عبدالله_عبداللطيف_المحامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة الإفطار في رمضان
- لماذا نناهض ختان البنات ؟ .. ورقة للمناقشة
- جرائم خلف النقاب
- حرية الرأي والدين والتعبير .. إلي أين ؟
- رئيس جمهورية .. الأسانسير
- العلمانية بين الدولة الدينية والدولة المدنية
- لحظة ميلاد
- دلالات صعود تيار الإسلام السياسي
- بين الذبابة والخنزير في الفقه السلفي والتفسير ..
- علي هامش إعتقال الكاتب عبدالكريم نبيل سليمان ... شرعية إعلان ...
- شرعية إعلان وإستمرار حالة الطواريء في مصر علي هامش إعتقال ال ...
- تقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان حول أحداث الأسكندرية
- حول إعتقال عبدالكريم نبيل سليمان بسبب أرائه .... حرية الرأي ...
- لحن الخلود
- الإخوان المستبدون .. ديكتاتورية بإسم الدين
- قبل الرحيل
- زرعتك في قلبي .. سوسنه
- الإستبداد في فكر الإخوان المسلمين
- الإسلام هو الحل .. الإخوان المسلمون وإنتهازية الشعارات
- إعترافات ثريا حمدون .. قراءة في إعترافات آذار الأخير


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبدالله عبداللطيف المحامي - حجب الحوار المتمدن .. جريمة