أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - نضال نعيسة - الحوار المتمدن في دائرة الاستهداف














المزيد.....

الحوار المتمدن في دائرة الاستهداف


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1710 - 2006 / 10 / 21 - 10:10
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


لأنه حوار، ولأنه متمدن، فإنه لا يروق لكل من لا يجيد فن الحوار، ولا يجد من ضرورة في التحاور، و لكل من لا يريد أن يسمع سوى صوته في وديان سحيقة ومظلمة ولا ترجع إلا صداه. ومن هنا، فقد آلت بعض العقول "العصملية" المغلقة ألا تتعامل مع كل نوع من أنواع الحوار سوى بلغة البتر، والتشفير، والحجب، وغلق الأبواب. إنها لحظة العجز بكل ما للكلمة من مضامين عدمية فاقعة. لقد راعهم، وهالهم هذا الكم الهائل من التجرد، والموضوعية، والحياد، والتصميم الرائع على فضح قوى الظلام، وألاعيبها، فامتدت إليه الأيادي العصرحجرية من كل حدب وصوب، في الممالك الطالبانية المظلمة، كما في المجتمعات التي بقي فيها بقية من رمق علماني سالف، لتغتال هذا الوليد العلماني الفريد الذي أخذ على نفسه عاتق مقاومة مد العمائم الكاسح، والتكاثر الفطري السرطاني لغربان الظلام الناعقة في محيطات الأساطير الغيبية الغامضة. وإنها لمن مفارقات الأقدار السياسية المؤلمة، أن تتفق الرؤى الموغلة في التاريخ الفكري الظلامي المغلق، مع تلك التي تحمل نفحات، ومشاريع نهضوية، وشعارات ثورية، في وأد هذا المشروع الفكري العملاق، ليضيع دمه، ويذهب هدراً بين قبائل الفساد والإظلام المتحدة.

إنها الهزيمة لكل من يؤمن أن بإمكانه أن يقاوم نور الفجر القادم، أو أن يحجب كلمة، أو يطوّق حقيقة، أو يسجن فكرة، أو يعتقل رأياً، أو يصادر مستقبلاً، أو أن يتحكم، في النهاية، بمسارات التاريخ الماضية نحو غاياتها المطلقة، وبدون توقف. وكم بدا أولئك الظلاميون الذين حاولوا الوقوف في وجه حركة التاريخ بؤساء، وسذج، وبسطاء، وهم يفرّون أمام وهج النور الإنساني الذي سحق ظلاميتهم إلى الأبد. فهذه اللحظات التنويرية الآسرة التي تعيشها المجتمعات البشرية حالياً، لم تتكون بيسر وسهولة، فقد تعرضت للكثير من العوائق الشديدة، والقاسية، وعاشت مخاضات الولادة الأليمة، إلا أن ذلك لم يمنع من أن تكبر، وتترعرع، وتتقدم لتصبح حقائق واقعة وملموسة تحياها الإنسانية، ولا مجال البتة للعودة بها إلى الوراء.

لنكن واقعيين، ونجزم بالقول إن هذا النوع من المواقع الراقية، وليس المواقع الرقيعة والوضيعة والفكرية الضحلة، هي مواقع من النخبة، وإلى النخبة، ولن تعدم هذه النخب الوصول للحقيقة بشتى السبل. إن العامل البسيط، والمواطن العادي، ورجل الشارع، قد لا يعني له هذا الموقع، وغيره، أي شيء. فهذه النخب الفكرية قادرة على التمييز بين ما هو غث، وما هو سمين، وقادرة أن تعلم ما هو التجني، وما هو الحقيقي، وما هو الخيالي وما هو الواقعي. بل على العكس إن الوسائل الإعلامية المختلفة التي لا تتحلى بالمصداقية، والشفافية، والمنطق سينصرف الناس عنها، حتماً، ولن يكون بمقدورها البقاء، والاستمرار. فلم الحوار المتمدن بالذات؟

ندرك تماماً أن هناك بعض المواقع المعارضة، في هذا البلد أو ذاك، قد تحولت إلى منابر للردح، والشتم، والسب، وانحرفت فيها الكلمة عن مسارها الأصيل، وهدفها النبيل، لتصبح تجريحاً شخصياً، وهراءً فارغاً، وتهجماً لفظياً، رخيصاً، ومفضوحاً. ومع ذلك فلا داعي لحجبها، أو تشفيرها، فقد أصبحت مادة للتندر، والسخرية من قبل النخب الفكرية الواعية ، وانصرف الناس عنها بطيب خاطر، ودون حاجة ليد الرقيب، أو العقل الوصائي الذي يرى في نفسه معصوماً، ومرشداً، ومالكاً حصرياً لناصية الحقيقة، والمعرفة المطلقة.

الوطن بحاجة لكل صوت حر أبي، ليكون رديفاً، ومعيناً لقولبة، وبلورة أية رؤية صائبة. وتلعب وسائل الإعلام في جميع دول العالم، دوراً في الكشف عن الحقائق، وتقديمها للرأي العام، وبدافع وطني خالص، لتبنى عليها القرارات السليمة، وليس طبقاً لنظرية المؤامرة السائدة، والمعمول بها حالياً. ومن هنا، يتوجب أن تـُشمل هذه الوسائل، بالكثير من الرعاية والحرص على استمرارها، لا حجبها، وبترها، وشلها، إلا إذا كان هناك من لا يريد للمصلحة الوطنية العلياً، وتحت ذرائع واهية شتى، من التوصل لبعض الحقائق، وفضح بعض الممارسات، وإماطة اللثام عن الفاسدين، والمفسدين. وهنا اللعبة الخطرة، وفيها يكمن الخطر الحقيقي على أمن الأوطان. وبهذه الحجج السخيفة تـُغتال الحقائق الكبرى ويتم التعتيم عليها، وإخفاؤها.

الشفافية، بدون إسفاف، والحقيقة بدون قناع، والكلمة بدون رياء، مطلوبة أكثر من أي يوم مضى. وهذا في صلب رسالة الحوار المتمدن، هذا الموقع التنويري العلماني الإنساني الفذ الذي استطاع أن يكون قبلة، وملتقى لنخب فكرية إنسانية وعلمانية، وأداة مشعة تريد أن تقدم الحقيقة المجردة بلا مواربة، أو استحياء، خدمة لهذه المجتمعات التي أدماها طول الحجب والنفاق، والرياء. نحن بحاجة لأي قبس من نور في وديان الظلام الكالحة، وقبسات الحوار المتمدن الكاشفة، وهي الضمانة لاستكمال هذه المهام العظيمة، ولن تهزمها، أبداً، محاولات قوى الظلام النافقة.

ولا عزاء للحوار المتمدن، لأن في هذا ولادة، واستمراراً، وقوة، وبقاء.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس مغتصب، و زير نساء
- لا، ........يا وفاء سلطان
- العرب بين فسطاطين
- الفبركة الأمنية، والأبواق السعودية، في محاولة تفجير السفارة ...
- وزارة الاتصالات السورية تكافح الإدمان
- هل ستصبح القومية إرثاً من الماضي؟
- قطر تمنع فضيحة عربية في الأمم المتحدة
- صعود التوتاليتاريات الدينية
- هل يصبح شافيز رائداً من رواد القومية العربية؟
- الغادري: حين يطقّ شرش الحياء
- للبيتِ ربٌّ يحميه
- الأمن الشمولي والأمن الديمقراطي
- تلفزيون المستقبل: برنامج الاستحقاق أم الاستظهار؟
- الغادري عارياً
- لِم لا تجعل الفضائيات العربية بثها كله بلغة الصم والبكم؟
- وسوى الروم خلف ظهرك روم: الغادري أنموذجاً
- أثرياء العرب، وآيات طهران
- أنقذوا إسرائيل
- إسرائيل تصنع الرأي العام العربي
- حاخامات بغترة وعقال


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - نضال نعيسة - الحوار المتمدن في دائرة الاستهداف