أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو البقلي - حول التوريث و صراعات الشرق الأوسط















المزيد.....

حول التوريث و صراعات الشرق الأوسط


عمرو البقلي

الحوار المتمدن-العدد: 1708 - 2006 / 10 / 19 - 06:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يجوب مسرح الشرق الأوسط حاليا حالة من الضبابية، كتابع لنتائج حرب إسرائيل و حزب الله، و رغم كل المحددات الحالية و سخونة الملفات التي تتصاعد حرارتها مع تصريحات نارية من أطراف الصراع فإن حالة الضبابية المعتادة التي تفوح من سياسات النظام المصري الإقليمية تعقد الوضع أكثر و تجعل تحليل التحركات المصرية نوعا من ضرب الرمل و الودع .

خلال هذا الأسبوع فقط كان كم الأحداث المترابطة و المتباعدة في نفس الوقت يلقي بعلامة إستفهام كبيرة علي أوراق السياسة الأقليمية في الشرق الأوسط و بالتالي حالة أكثر إستفهاما و تعجبا لما ستنتج تلك التحركات علي الصعيد المصري داخليا و خاصة مع تصاعد نوبات الصرع "التوريثي" لدي النظام خلال مؤتمر الحزب الوطني الأخير الذي كان نجمة الأول بكل تأكيد نجل الرئيس المصري و تلك القنبلة الصوتية التي ألقاها خلال ذلك المؤتمر و عنوانها البرنامج النووي السلمي لمصر و أزمة الطاقة التي أصبحت بلا مقدمات مشكلة المشاكل و لابد من بديل نووي يوجد مخرجا لأزمتين هما أزمة الطاقة و أزمة التوريث .

لست من الغالبية المعتقدة بأن التوريث أصبح علي شفا خطوة من النظام، فأزمة الطاقة المختلقة في أروقة الحزب الوطني ليست سوي أزمة طاقة في عربة التوريث الراغبة لمزيد من قوي الدفع لكي تنطلق إلي الأمام في ذلك السباق المحموم نحو كرسي الرئاسة، و اعتقد أن تلك القنبلة الصوتية لم تكن إلا محاولة بائسة لإسترضاء قطاع معين في الدولة يملك عقائديا و وظيفيا القدرة علي تسهيل التوريث أو علي الأقل تمريرة مقابل صفقة ما .

كأغلبية الشعب المصري لم تهمني تلك القنبلة الصوتية التي أطلقها السيد جمال مبارك بخصوص أزمة الطاقة (و ليست الأزمة النووية)، و إنما ما شد إنتباهي هو تغيير تلك اللهجة المميزة لجمال مبارك عن أبية و التي كان يروج لها بعض الشخصيات السياسية في الحزب الحاكم و بعض النشطاء الذين ضاقوا ذرعا بحال المعارضة، فها هي المرة الأولي التي يتمترس فيها مبارك الإبن وراء مصطلحات مبارك الأب، فبعد أن كان يحدثنا عن الإصلاح و الإنفتاح و التطور و الليبرالية و الرأسمالية، أصبح جمال مبارك في لمح البصر يتحدث بلغة الماضي و بالأصح مصطلحات عسكر يوليو القائمة علي العروبة و الإسلام .

الصدمة لم تكن كبيرة لي شخصيا، لكن صدمتي كانت لهؤلاء الأصدقاء الذين توقعوا يوما أن جمال مبارك سيختلف عن الأب في صياغة المنطق الخطابي للدولة المصرية، لكن من الواضح أن تلك الخلفية السياسية للنظام الحاكم ستظل السائدة منذ 1952 و حتي اليوم، فقد أصبحت المرادفات الإسلامية و العروبية الحصن الأخير و الحصان الرابح دائما في حلبة الصراع الداخلي و الخارجي علي القيادة الأمنة لمصر، و ببساطة فإن الرهان علي جمال مبارك لقيادة مصر في الفترة المقبلة قيادة مدنية تنهي حكم العسكر لأول مرة بعد نصف قرن من العسكريتاريا لهو رهان خاسر، فمبارك الإبن لن يحتوي الجيش كما تخيل البعض و إنما العكس هو الصحيح و لهذا أسماها الإعلام المصري الحكومي البرنامج النووي المصري، رغم أن تلك الأزمة المخلقة كانت تقتضي الدراسة أولا و عرض البدائل و من ضمنها مشروع نووي و لا تعرض بالصورة التي عرضها الحزب الوطني فيضع الحصان أمام العربة، فيعرض الحل قبل أن يعرض المشكلة أصلا و يمرر علينا ذلك الحل السحري لأزمة لم نسمع بها سوي من جمال مبارك، لكن يبدو أن حالة الصرع "التوريثي" قد أفقدت النظام القدرة علي صياغة السيناريوهات بهدوء و حنكة، و ربما كان النظام لا يعبأ بتوجيه تلك الرسالة لعامة المواطنين، و إنما لفئة معينة و جماعة معينة داخل أروقة النظام .

ربما علي الصعيد الأقليمي كان هذا المشروع النووي السلمي هو ورقة من ضمن أوراق السياسة الخارجية و لم يكن مستهدفا به الداخل، و إنما ذلك المنافس التقليدي علي قيادة الشرق الأوسط و هو إيران، و ربما يكون التسارع في عرض الموضوع من جانب جمال مبارك هو نتيجة لأحداث طارئة جعلت النظام يضطر لعرض تلك الورقة علي عجل حتي لا تخرج الأمور عن حدود السيطرة و خاصة بعد أصبح الملف الإيراني علي مقربة من الحسم و ذلك بعد التحفيز الذي أطلقتة كوريا الشمالية كصفارة إنذار أولي من كوريا جديدة في الشرق الأوسط، و لكننا في نفس الوقت و مع عرض المشروع النووي المصري علي لسان جمال مبارك و غياب ذكرة في تصريحات مبارك الأب تظهر علامة إستفهام كبيرة في الأفق تسأل و بوضوح ما الذي يجعل مبارك الأب يتنازل عن تلك القنبلة الصوتية الدرامية و هو كعادتة من أشد مدمني القنابل و المشاريع القومية الكبري .

ربما كان من المفيد مراقبة الملفات السياسية التي تديرها قيادة المخابرات المصرية في أراضي السلطة الفلسطينية و السوادن و ليبيا وأخيرا سوريا، حيث زيارة عمر سليمان نحو دمشق، و زيارة مبارك نحو ليبيا و إتفاق أسمرة في السوادان و ما سبقها من تصريحات مباشرة من رأس النظام بأن أمن مصر من أمن السوادان، و حالة الهدوء علي الصعيد الفلسطيني بعد تصاعد دام لما يقرب من أسبوعين و عودة الحديث من جديد عن حكومة وحدة وطنية فلسطينية بعد أن كان الحديث في الأيام الماضية عن إنتخابات مبكرة و حل للحكومة من قبل الرئيس عباس .

الحدث الأهم في كل تلك الظواهر كان زيارة عمر سليمان الغامضة إلي دمشق و التي يتضح معها أن هناك تحولا هاما في العلاقات السورية المصرية و خاصة بعد وجود إشارات قوية من أكثر من جهه علي علاقة النظام السوري بشبكات تخريبية تعمل في الشرق الأوسط بالإضافة إلي إقتراب ظهور نتائج التحقيق الدولي في إغتيال رفيق الحريري، (و لا أعلم لماذا كلما اقترب موعد إعلان أي نتائج أو تقارير عن هذا التحقيق ظهرت زيارة بين القاهرة و دمشق و يتبعة إتصال ما بين القاهرة و الرياض؟؟ يمكن لمتابعي جريدة الأهرام المصرية أن يلاحظوا هذا بكل يسر) ما يزيد أهمية زيارة سليمان لدمشق حالة الغموض التي تحيط بنتائج تلك الزيارة، خاصة مع تزامن تلك الزيارة مع الدعوة التي سبقتها من قبل نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز للرئيس الأسد بزيارة إسرائيل و البدء في مفاوضات سلام، و ما تبعها من دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لبدء مفاوضات سلام مباشرة "بدون وسطاء" .

لا أريد أن أستبق التحليل و التفسير و التكهن حيث أنني لست من مدمني التنجيم و ضرب الرمل لكن لدي علامة إستفهام و حالة ترقب، و لعل الأيام القادمة ستظهر خطوط أخري بالأضافة إلي الخط العام و هو حائط الصد الحديدي الذي تنوي دول المنطقة السنية تحديدا إقامتة حول إيران، و بحيث تبقي القيادة المصرية هي اللاعب الحر الذي بإمكانة خرق هذا الحائط دخولا و خروجا في رداء المفاوض و الوسيط الإقليمي في نفس الوقت، و هنا يتم الإلتقاء بين ملف التوريث و ملف السياسة الإقليمية المصرية، فبدون دور إقليمي لا يوجد "طاقة" قادرة علي دفع عربة التوريث و لا حتي عربة النظام، و بدون دور إقليمي ستكون النهاية المحتومة للمرحلة "المباركية " كما كانت تلك النهاية الدرامية للمرحلة " الساداتية " .



#عمرو_البقلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد الحرب علي العراق: هل حقا كانت قطع دومينو ؟
- خمس سنوات علي أحداث سبتمبر: بين الحرب علي الأرهاب و الحرب عل ...
- حرب لبنان بين الجرائم البعثية و جرائم النخب المصرية
- الليبرالية المصرية ....غوغائيات
- هل نستحق إحترام العالم ؟
- حكومة حماس:عندما تتجسد الوقاحة في أجساد حكومات
- مسلمون .. مسيحيون ... عن أي إزدواجية تتحدثون ؟
- العلمانية بين الدفاع و الهجوم
- الدنمارك و المقاطعة و ثقافة القبيلة
- الأنهيار الوفدي الكبير
- أبو إسلام أحمد عبد اللة و بول البعير
- ماذا يريد الأخوان المسلمون؟
- سلفني ثلاثة مليار


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو البقلي - حول التوريث و صراعات الشرق الأوسط