أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - الدور البريطاني في صناعة المستنقع العراقي (سياسة النملة العاقلة)














المزيد.....

الدور البريطاني في صناعة المستنقع العراقي (سياسة النملة العاقلة)


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 1710 - 2006 / 10 / 21 - 07:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


، واحتلال القوات الامريكية والبريطانية، نلاحظ ان ثمة نزوعاً باتجاه اهمال أو تهميش للدور البريطاني في هذه الحملة ، سواء من قبل الدولة القائدة لحملة الاحتلال هذه ، الولايات المتحدة الامريكية، أو من قبل بريطانيا نفسها ، او من قبل المحللين والمراقبين السياسيين ووسائل الاعلام على حد سواءوبغض النظر عن كون تأتـّي هذا الاهمال والتهميش من عدم بروز الدور البريطاني (ميدانياً) في عملية صناعة الحدث السياسي العراقي، أو بقصد تعتيمي من قبل الادارة البريطانية نفسها او من قبل الادارة الامريكية ، فإن الثابت في الحسابات الاستراتيجية البريطانية هو العمل في الظل وبسياسة (النملة العاقلة) القائمة على العمل بدأب صامت ودون ضجة … ولكن بتصميم منقطع النظير. في ظني ان بريطانيا ، وهي الخبيرة في الشأن العراقي - نتيجة لاحتلالها للعراق لما يزيد على الاربعين عاماً ، والتي صممت وحاكت خيوط دولته الحديثة عام 1921، بعد طرد القوات العثمانية عن أراضيه- تستغل عملية (احتلالها) الجديد للعراق، واضافة الى ما تبغيه من مصالح اقتصادية واستراتيجية للعمل على نخر العملاق الامريكي، الذي ازاحها ، مع نهاية الحرب الكونية الثانية، واحتل مكانها كمستعمر ومهيمن على (القرار العالمي) ، بعد ان كانت صاحبة الامبراطورية العظمى التي لا تغيب عنها الشمس . ان سياسة التابع الامين للادارة الامريكية، التي انتهجها الساسة البريطانيون ، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لا تناسب ما عرف - تأريخياً - عن عجرفة وتكبر المؤسسة السياسية- العسكرية البريطانية ، على الاقل انها لا يمكن أن تناسب أي اعتقاد باتجاه رضوخ البريطانيين للامر الذي فرضته الولايات المتحدة الامريكية، كقوة عالمية وحيدة - وان تظاهرت بقبوله تكتيكياً ، لعدم تناغمه مع الطموح البريطاني المحموم أبداً، وعدم تواؤمه مع الكبرياء و ( الحق الاستعماري الاول) المهدورين للمملكة المتحدة ، صاحبة اضخم تاريخ استعماري في العالم كله، منذ اكتشاف واستعمار امريكا نفسها ، اضافة الى اغلب دول آسيا وافريقيا واستراليا . اذن فالصمت البريطاني لا يمكن أن يعني سوى (سياسة النملة العاقلة) التي تعمل بدأب مستميت وتصميم أكيد على تحقيق هدفها ، ولكن ايضاً بصمت ودون اي ضجة يمكن أن تلفت الانظار ، في ظني ان سياسية ( النملة العاقلة) هي التي عملت وتعمل على صناعة المستنقع العراقي، الذي غرق فيه الرئيس بوش وعصبته من المحافظين حتى الاذنين، ولعدة اسباب لعل اهمها : اختبار القوة والكفاءة الحقيقية للجيش الامريكي اولاً، والتطويح بهيبتها الدولية - حيث تحول جيش اعظم دولة متبجحة بالقوة العسكرية الى (ملطشة) بيد المقاتلين العراقيين وأسلحتهم البدائية.
- ثانياً، اضافة الى زعزعة ثقة المواطن الامريكي بحكومته الفدرالية، كخطوة اولى على طريق تفتيت اتحاد الولايات المتحدة الامريكية وتهميشها كقوة عظمى والحلول محلها- العودة الى سطوة المجد الاستعماري البريطاني الغابر.
- ثالثاً:. ولا يفوت المراقب الحصيف للوضع الامريكي في العراق، أن يؤشر أن ثمة من يعمل على (توريط) الولايات المتحدة في المستنقع العراقي - بل ان الادارة الامريكية نفسها وجهت اتهامات صريحة بهذا الخصوص الى شخصيات سياسية ممن جاءت بهم الى العراق مع احتلالها - وما زال دائباً على ابتداع اشكال جديدة من هذا التوريط . وفي اعتقادي ، ان الثعلب البريطاني - الذي ارتضى لنفسه هذا الدور المهمش في عملية الاحتلال الامريكي للعراق - يفيدنا تأريخه الاستعماري الطويل، بأنه يملك حلولاً اكثر مما يملك من مشاكل دائماً ، وان الدور المهمش الذي قبله - تكتيكياً - لنفسه وصمته عليه لا يبيت الا على فساد ، كما يقول المثل العراقي الدراج.




#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة صناعة الأهداف
- !بلد يبحث عن زعيم
- ركود ثقافي أم ثقافة ركود
- لعبة صناعة الاهداف
- المشروع الامريمالكي يتارجح على قرن ثور
- المصالحة .. سياسية ام وطنية؟
- حكومة المالكي...المصيرالمجهول
- دور بريمر في تهميش القوى الديمقراطية والليبرالية


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - الدور البريطاني في صناعة المستنقع العراقي (سياسة النملة العاقلة)