أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد الحاج ابراهيم - أقذر اغتيال للديمقراطية في التاريخ














المزيد.....

أقذر اغتيال للديمقراطية في التاريخ


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1707 - 2006 / 10 / 18 - 11:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الديمقراطية هذا الحلم الذي عاشته الشعوب المقموعة بفعل أنظمة حاكمة متخلفة، جعلت من بلدانها مرتعا للهو تم بناؤه على خواء نفسي داخلي بالمعنى الشخصي وربما العائلي،خواء موروث من بيئة همها الجانب التعويضي لتاريخ كان ظالما، فحولته إلى عقد لدى هذا المسؤول أو ذاك بدلاً من حلحلته على أسس علمية اجتماعية حقوقية،هذه العقد التي شكلت الدافع الأساس في عملية الوعي وتطوره بدءاً من الأسرة والعائلة والقرية والمدينة نحو الوطن الجامع للفقر والغنى الذي يمكن معالجته بتحقيق العدالة ، هذا الوطن الذي تمت صياغته على ضوء المنفعة الشخصية، والأسرية، والعائلية، وربما الطائفية والقبلية والعشائرية كونها شكلت الحامي الوحيد في الوعي أو الواقع حسبما رأى أصحاب المشروع الثوري الطريقة المثلى لقيادة مجتمعها.
600.000ألف مواطن من شعبنا العراقي فارق الحياة منذ الاحتلال الأمريكي وحتى الآن، وذلك حسب التقارير الرسمية، بينما التقارير الميدانية تعلن أكثر من هذا العدد بكثير.
جزء كبير من هذا العدد تم قتلا،ً أما الباقي فكان بسبب افتقار المؤسسات الصحية العراقية للمواد الأساسية للخدمات الصحية.
مايدور في العراق ليس بين جيشين أحدهما يحمل لواء الديمقراطية والآخر يحمل لواء الاستبداد،بل بين العسكر القادمين من وراء البحار مع العسكر من داخل العراق الذين تم تجنيدهم لخدمة القادمين من جانب، وبين المجتمع العراقي ومقاومته من جانب آخر،المجتمع/الشعب/الذي يدفع الثمن ويموت يوميا دون ذنب،أما المقاومون فهم الذين يتبنون فكرة الدفاع عن الوطن والاستشهاد في سبيله، وهي ثقافة كل الشعوب التي ترفض الذل والاحتلال ديمقراطيا كان هذا الاحتلال أم استبداديا،وكل الضحايا اليومية المقتولة هم ممن كانوا يحلمون بالديمقراطية كطريق للخلاص من الاستبداد والديكتاتورية.
الديمقراطية في وعي الناس هي الحل الإنساني القائم على الحرية والعدالة والمساواة،لكن الأمريكيون شوّهوا هذا المفهوم ونفّروا الناس منه في العراق والعديد من البلدان الأخرى،وصار الناس يبحثون عن حل آخر يُحقق لهم تطلعاتهم نحو الخلاص من الاستبداد، فاختلطت المفاهيم في وعيهم بين رفض ديمقراطية القتل غير المحدود، وقبول الاستبداد ذو القتل المحدود المُقاس على ديمقراطية الموت اليومي، صار الناس يبحثون عن مشروع خلاص آخر بعد تجربة الديمقراطية الوافدة التي قتلت من الشعب العراقي الكثير الكثير،وتمضي الآن باتجاه التقسيم الجغرافي الطائفي،وكان هذا التحول الذهني للمواطن الحالم بالديمقراطية نتيجة طبيعية لأقذر اغتيال للديمقراطية فعله الأمريكيون في تاريخ هذا المفهوم.
هل يستطيع دعاة الديمقراطية الدعوة لها مُجددا بعد أن صار الناس يرفضونها نتيجة ما يحدث في العراق؟هل يُصدّق أحد أن مليون عراقي قُتل حتى الآن باسم الديمقراطية وما من سبيل على الإطلاق لانتصارها، بل الأكثر شناعة وبشاعة أن العراق اليوم أصبح ميدانيا بمواجهة التقسيم المناطقي الطائفي.
نحن نؤمن أنه لاخيارأمام بلداننا غير الخيار الديمقراطي،لكن أي خيار؟هل الخيار الديمقراطي الوافد،أم الخيار الديمقراطي المولود من رحم مجتمعنا وثقافتنا بعد نقدها،ومن وعينا بعد تطويره من الانغلاق والتحزب والأصولية الدينية والسياسية نحو المواطنة والسيادة الفردية والمجتمعية.
ليس للأمريكان مصلحة بقيام ديمقراطية تخدم شعوب منطقتنا المحتاجة للحرية بكل معانيها،لأن في ذلك يقظة لهذه الشعوب، فالأمريكان يتعاملوا مع منطقتنا على أساس المداليل التاريخية البعيدة والقريبة كبنية ثقافية، وكإمكانات اقتصادية فرضتها الاكتشافات النفطية في القرن الماضي،لذلك تُعتبر عملية تشويه الديمقراطية التي مورست في العراق ليست خطأً في الحسابات، بل عملية مدروسة بدقة، الغاية منها ضرب كل المشاريع الثقافية والسياسية التي يمكن لها أن تنهض بمنطقتنا وتطورها، وما الشكل الهمجي الذي مورس على لبنان في حرب ال33يوم إلاّ دليلا قاطعا على ذلك.
أمريكا ضد الأنظمة الاستبدادية التي لم توقع مع اسرائيل،وضد الديمقراطية التي تخدم شعوب المنطقة،فهي بهذا تسعى لإفشال الاستبداد والديمقراطية في آن معاً،وتكون بذلك قد حققت توازن الضعف الذي يُبقي المنطقة متعلقة بملهاة التوازن، ومثال على ذلك ما يحدث في لبنان من تجاذبات وصراعات تُبقي لبنان على هذا الحال حتى يشاء الله، ولاتتم خدمة المواطن اللبناني من قبل الدولة اللبنانية بشيء من حل لأزماته المتعددة، التي تأخذ البلد باتجاهات غير واضحة، بل وضوحها أنها ضبابية بامتياز،ومن هذا الضباب ينبت المجهول ذو السمة السلبية التي لاأتمناها لشعبنا اللبناني.
موهوم كل من يُفكّر للحظة أن الغرب يساعد شعوب المنطقة للتخلص من أنظمة الاستبداد،والشعوب التي تستعين بالغرب لتحقيق هذا الخلاص ستدفع ثمنا إمّا على الطريقة العراقية/الموت اليومي/، أو على الطريقة اللبنانية/نوم المشاريع/، لكن هناك حل ثالث لابد منه لحل هذه الإشكاليات، هذا الحل يرتبط بعمق كبيربخيار الشعب الذي تقوده نخب/إن وُجدت/ تتوفر على المصداقية الأخلاقية والمعرفية والمسلكية، وعلى فضاء الوعي الوطني لديها،ومتحررة من العديد من العقد الصغيرة والكبيرة التي تشكل عائقا أمام تقدمها بالمعنى الاجتماعي والفكري والسياسي، وهذا مرهون بوعي هذه النخبة/والناس حاملي مشروع النهضة/ لهذه المهام السلمية الحضارية........فهل ستوجد هذه النخبة..أو هل هي حاضرة ومُستعدة وتمتلك المقومات النظرية والعملية لقيادة مجتمعها؟؟؟...الواقع سيقول كلمته بعفويته وعذريته وبراءته ولايخجل من تحليل كل ماهو قائم بكل معانيه.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انتصرت المقاومة اللبنانية فعلاً،أم هُزمت؟
- بين حزب الله والأحزاب السياسية العربية
- الضامن الدولي لو تم نزع سلاح حزب الله
- أسطورةٌ تنسخ أسطوره
- شرق أوسط جديد!!..لكن.. لمن؟!
- أمّةٌ تتزلزل
- نتائج الهجرة المدنية اليهودية على إسرائيل
- هل يستمر حزب الله.. ؟
- شرق أوسط جديد مأزوم
- من الذروة إلى أين؟حزب الله × إسرائيل
- يابسطاء العرب اتحدوا
- نخوة الأمة بين الماضي والحاضر
- جندي مأسور-وشهيدة العراق اغتصاباً
- المعارضة السورية:أمر واقع، أم فقدان رؤيه؟!
- قراءة خاصة للعلمانية
- هزيمة أم سباحة فوق الرمال
- لكل شهم في الحياة
- البروليتاريا من الديكتاتورية إلى الديمقراطية
- الهدر بين الدم والحريه
- السيرورة المسلكية المباشرة للمسؤول المُكلّف


المزيد.....




- -حماس- تصدر بيانا بشأن تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار
- بعد مرور عام.. المئات يحيون ذكرى ضحايا أول حادث إطلاق نار في ...
- أمريكا تُقر بقتل مدني عن طريق الخطأ في غارة جوية بسوريا بدلا ...
- ما تأثير حرب إسرائيل وحماس على الأردن؟
- البيت الأبيض: بايدن يستقبل العاهل الأردني -الأسبوع المقبل-
- زعيم حركة 5 نجوم الإيطالية: ماكرون ارتكب خطأ فادحا بدعوته لإ ...
- بوريل يعلن أن الولايات المتحدة فقدت مكانتها المهيمنة في العا ...
- -حماس- تعلن توجه وفدها للقاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى صفقة ...
- -حزب الله-: ضغط بايدن على إسرائيل نفاق ومحاولة لتلميع صورته ...
- ردا على وزير الآثار الأسبق.. أستاذ فقه بجامعة الأزهر يؤكد وج ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد الحاج ابراهيم - أقذر اغتيال للديمقراطية في التاريخ