أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - من الخاسر الاول من افشال تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية؟!















المزيد.....

من الخاسر الاول من افشال تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية؟!


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1701 - 2006 / 10 / 12 - 09:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


نعم هذا السؤال من الأهمية بمكان بالنسبة لحركة فتح ولمستقبلها السياسي والشعبي والوطني , ذلك لأن الكثير من قيادات وعناصر ومناصري حركة فتح يظنون أن عملية التوافق والتساوق مع الحصار الدولي والاقليمي المفروض على الحكومة الفلسطينية المنتخبة من الممكن أن يؤدي إلى إسقاطها وفشلها وبالتالي التأثير السلبي المستقبلي على شعبية حركة حماس وعلى حضورها السياسي في المستقبل إذا أجريت انتخابات جديدة ، حيث أن نتيجة هذا الفشل الناتج عن التفشيل سيصب بالضرورة لمصلحة حركة فتح باعتبار أن الاخيرة التي قادت السلطة لفترة تزيد على اثنتي عشرة سنة كانت توفر الرواتب والاجور لقطاع الموظفين العريض والكبير جدا .

للأسف من هذا المنطلق يفكر عدد كبير ولابأس به من قطاع حركة فتح بمختلف مستوياته التراتبية والقيادية , هم يعتقدون أن علة ومأساة الشعب الفلسطيني هي في لقمة خبزه وعيشه ولتكن بأية طريقة اذن، بالذل بالهوان بالعزة بالكرامة , فالأمر بشأنها سيان , وبالتالي ومن خلال عملية التضليل التي تقوم بها بعض قيادات حركة فتح الشخصانية والفردانية ضيقة الافق والتي لايهمها إلا ملء الجيوب ونفخ البطون ، نرى كما يبدو أن هنالك عملية سكوت وقبول ورضى من قبل جماهير حركة فتح عن مخطط ومؤامرة إسقاط الحكومة وإفشالها، وهذا السكوت والرضى يعطي القيادات المتنفذة التي طلقت حركة فتح نفسها والوطن برمته المبرر لكي تمعن بالمزيد في رفض كل الجهود التي تبذلها حركة حماس من أجل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية لترك حركة حماس في معمعان المعركة وحدها حيث الحصار المالي والاقتصادي فضلا عن السياسي.

هذه القيادات التابعة لأولياء وأصحاب نعمها والتي يحكم تفكيرها وأفقها المعايير الذاتية والفردانية تفكر وبحق من منطلق هذه المعايير، وهي بهذا ترى أنه من الممكن تعميم هذه المعايير والمقاييس على عموم الشعب الفلسطيني ليصبح هذا الشعب عبدا لرغيف خبزه بأي ثمن ومهما كان هذا الثمن يعني الوطن والارض والقضية برمتها ، لكن هؤلاء نسيوا أن قضية هذا الشعب هي قضية وطنية وأخلاقية وإنسانية وأن هذا الشعب مهما تعرض لمختلف صنوف القتل والاغتيال والحصار والتنكيل لا يمكن أن يتخلى عن عزته وكرامته وعن أرضه وثوابته ، هؤلاء يناقضون ويتجاوزون عن كل الحقائق والقوانين التاريخية و ينسون أن العلوم الإنسانية وفي مقدمتها علم النفس الانساني وعلم الاجتماع السياسي والاجتماعي يتحدثان ويشيران إلى أن المعايير الاخلاقية والانسانية هي التي دوما في النهاية تسود وتنتصر ولو بعد دفع ثمن من الدم والاشلاء وتضييق في الاقوات والارزاق ، فالاخلاق والقيم الانسانية النبيلة وعزة النفس الانسانية واستعدادها للتضحية والموت في سبيل المعتقد والحرية والاستقلال هي التي تبني الامال والطموحات ، لأن النفس الشجاعة هي النفس التي تملك ذاتها وأما الذليلة فليس لها من الامر من شيء فضلا عن أمر نفسها ذاتها .

أنا لا أعرف لماذا لا يتحرك عدد من قيادات فتح المخلصين ، وبالمناسبة هم كثر لوضع حد لهذا الانحطاط الاخلاقي والوطني الذي تقوده مجموعة من جماعة أوسلو وتنسبه وتضيفه في الوقت ذاته إلى حركة فتح , لا أتصور على الاطلاق أن المخلصين من حركة فتح لا يعون ولايدركون حقيقة أن الشعب الفلسطيني ما يهمه في النهاية هو تحقيق حقوقه الوطنية السياسية والسيادية ، فحركة فتح جربت المسار التفاوضي وفقا للشروط الامريكية والاسرائيلية ولكنها في النهاية لم تحقق الحد الادنى سياسيا وسياديا للشعب الفلسطيني ولذلك عاقبها الشعب الفلسطيني على الفشل السياسي أولا قبل أن يلتفت إلى الفساد المالي والاداري المرتبط اصلا بالفساد والانحطاط السياسي الاخلاقي , لو أن الشعب الفلسطيني تكمن مشكلته بالمال وبالرواتب، وإن كانت مهمة ، لكان قد جدد البيعة لأزلام أوسلو في الانتخابات الاخيرة الذين كانوا يجلبون له المال المجبول بالخيانة والتنازل والتفريط , وأنا ربما أبالغ بدور هؤلاء لأن من حق الشعب الفلسطيني أن يحصل على حقوقه المالية والخدماتية والانسانية من الكيان المحتل وممن جاءوا بهذا الكيان إلى أرضه أرض الأباء والأجداد , لكن لطالما قبل هؤلاء النيابة عن الاحتلال في توفير هذه الخدمات والمتطلبات فليتحملوا ذلك , إذن الشعب الفلسطيني يدرك مدى أهمية حقوقه وقضيته العادلة وهو ليس على استعداد أن يقايض حقوقه بثمن بخس , بشهادة الاحتلال من كتابه ومفكريه يقرون أن الاعتراف بإسرائيل دون ثمن معقول هو ضرب من الجنون ويستشهدون بذلك بما حصل مع منظمة التحرير وياسر عرفات وحركة فتح اللذين اعترفوا بإسرائيل مسبقا ومجانا ودون ثمن ليجلبوا على انفسهم وشعبهم وقضيتهم المزيد من الانحطاط والدمار والاحتلال وتهميش القضية.

إن اللذين يتزعمون حركة فتح اليوم ماهم إلامجموعة ما عاد يهمها أمر هذه الحركة العملاقة فهم لا بوارد مصلحة فتح ولا بوارد مصلحة الشعب والقضية ، إنهم على استعداد للتحالف مع أي كان في سبيل مصالحهم ومصالح من يتبعون لهم ، ها نحن نراهم اليوم يوثقون أمتن العلاقات وأشدها مع أولئك اللذين شاركوا وتآمروا علانية على بيع القضية وجوهرها مسألة اللاجئين الفلسطينيين ، هؤلاءالمتنفذون أصحاب الملايين والأوداج المحمرة المنتفخة لايستحون ولا يتورعون عن أن يتحدث بإسم حركتهم صاحبة التاريخ النضالي العريق أشخاص منبوذون أخلاقيا ووطنيا ولا يمثلون إلا أنفسهم , فيا مخلصي فتح أنقذوا فتح!!


هؤلاء دليل انحطاطهم الاخلاقي والسياسي أنهم للأسف لايتعظون من تجارب ما سبق , فالرئيس أبو عمار رغم أخطائه السياسية التاريخية القاتلةإلا أنه حينما تبين له أن إسرائيل لاتريد سلاما وإنما تريد خداعا وتضليلا من أجل المزيد من تكريس الاحتلال والاستيطان , ولذلك فان أبا عمار رفض المزيد من الايغال في مستنقع تدجيلهم وكذبهم وخداعهم ولذلك رأينا كيف ان اصحاب الضمائر الوطنية الميتة حاولوا الانقلاب عليه وهو محاصر ثم لينتهي به الأمر شهيدا بسمه من قبل الاحتلال.

إن عدم انجاز تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في هذا الظرف الراهن يعني فيما يعنيه أولا ضرب القضية على الصعيد الوطني وثانيا ضرب شعبية ومستقبل الفصيل والحركة التي تقف عائقاأمام تشكيل حكومة الوحدة , فالشعب الفلسطيني يعرف ويدرك من الذي يحاصره ويجوعه ويعرف أيضا من الذي يعيق تشكيل الحكومةالوحدوية ويعرف كذلك من الذي يعمل لصالح الشعب والقضية ممن لايهمه إلامصالحه واستثماراته وعقاراته , فمرة أخرى وللمرة المليون لاتذبحوا فتح بسكين التآمر عليها وعلى الشعب كما ذبحتموها سابقا بسكين أوسلو ولقد رأيتم حالة ووضع حركة فتح في الانتخابات الاخيرة .

كل الخيارات والطرق التي يراهن عليها الانقلابيون فاشلة مئة بالمئة من قضية استخدام الصلاحيات وما إلى ذلك من مسميات تتعلق بحل الحكومة والتشريعي وإجراء الانتخابات المبكرة وحالة الطوارىء والحكومة الانتقالية , فهذه وغيرها ثبت عدم قانونيتها ودستوريتها بشهادة أكثر من خبير وبشهادة القانون الاساسي نفسه , إذن ما الذي بقي حتى تعولوا عليه , أهي الفتنة والحرب الاهلية التي جاءت بها السيدة رايس أم ذلك المطلب الحاسم من لفني إلى عباس بشأن الحسم مع حماس , فحذار من كل ذلك! ، فالتاريخ والمنطق يقول أن إرادة وعزة الشعوب هي التي ستقرر وبالتالي ستنتصر وليست بطونها وأرغفة خبزها هي التي تصنع البطولة والانتصار , اتحدوا مع أولئك اللذين خيارهم المقاومة ومرجعياتهم المبادىء والثوابت لأنهن حتما الخيار والمرجعية التي ثبت صحتها عبر التاريخ ، لاتفوتوا الفرصة لأن القادم من الايام وربما الاشهر سيكون هو الطريق لاثبات أن الحق لايستجدى استجداء وأن المقاومة والصبر والصمود والممانعة وعدم التفريط بالحقوق مهما تكن الظروف هن الطريق إلى النصر وبالتالي مقياس شعبية الحركات والفصائل أو عدمها , ولكم فيما جرى في الحرب الاخيرة وانتصار حزب الله على اسرائيل وماتمخض عنها عبرة يا أولي الألباب.

10 – 10 – 2006



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عباس بين لفني و رايس بشأن الموقف من حماس
- رسالة عاجلة الى الاخوان
- سر افتتان عباس بالاعتراف باسرائيل
- عباس وفتح لديهما الحل!!
- إنهم يبذلون كل جهد لاخراج امريكا واسرائيل من مأزقهما !!
- في استطلاعاتنا المسيسة : عبد ربه قد يفوق في شعبيته هنية
- امريكا واسرائيل والغرب حسموا الامر وعباس يناور داخليا!!
- ما السر في قبولهم الان بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية؟!!
- باختصار شديد : هم يريدون ان تعترف حماس باسرائيل
- عباس اذ يريد ان يقيل حكومة حماس
- في نقض مزاعم الذين يطالبون الحكومة الفلسطينية بالرواتب
- القضية الفلسطينية وتقصير الاخوان المسلمين بحقها
- على حماس ان تغادر السلطة
- السلطة الفلسطينية في ميزان التقييم
- أيتها الانظمة ....لاتضيعي الفرصة!!
- دراسة استراتيجية : الحرب الاقليمية في المنطقة باتت مسألة وقت ...
- قراءة سياسية تحليلية للمرحلة الراهنة من الصراع واتجاهاتها ال ...
- مدى ضرورة الشروع في اعادة بناء واصلاح منظمة التحرير الفلسطين ...
- حل السلطة بات حلا وطنيا مطلوبا
- الهجوم على غزة واستباحة الضفة ووهم الشرعية الدولية


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - من الخاسر الاول من افشال تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية؟!