أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان الصباح - حدود الاسلام ... حدود الله















المزيد.....

حدود الاسلام ... حدود الله


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 1678 - 2006 / 9 / 19 - 11:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المنطلقات الحقيقية التي انطلق منها قداسة بابا الفاتيكان في هجومه على الإسلام لا علاقة لها البته في النقاش الذي حوته المحاضرة التي ألقاها ويكفي التذكير بان الملك البيزنطي سيء الذكر والذي تفوه بهذه الكلمات التي استشهد بها قداسته كان يقف على راس إمبراطورية أذاقت المسيحيين الأمرين وهو إذن كان عدوا لدودا ليس للمسلمين وحسب بل وللمسيحيين أيضا, وهذا يقودنا للبحث في المنطلقات الحقيقية والأهداف التي يسعى لها قداسته بتكرار الأقوال التي تخدم اليوم أكثر ما تخدم الأهداف المعادية للبشرية التي يمثلها زعيم البيت الأبيض وأعوانه, إنها خدمة مجانية يقدمها رئيس اكبر هيئة مسيحية في العالم لصناع الاستعمار والاحتلال الذين يمارسون الشر على الأرض الإسلامية والعربية وضد مسلمي ومسيحيي الشرق في فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان وضد إيران وسوريا وكوريا والسودان والصومال والقائمة متواصلة ما دامت أهدافهم الخبيثة متواصلة ومستمرة حتى تحقيق أهدافهم المعادية للشعوب وإرادتها ولرب البشرية وتعاليمه
غريب أن يتجرأ رجل الدين المسيحي الأول في الكون وهو قداسة البابا على الاقتراب من الإسلام وإلصاق تهم عديدة به هو منها براء فالإسلام دين التسامح والمحبة ودين الإقناع والعقل وأول كلمة نزلت على الرسول محمد"ص" في القرآن الكريم قوله تعالى " اقرأ باسم ربك الذي خلق" ويعلم قداسة البابا أن الدعوة للقراءة جاءت من الله سبحانه وتعالى لرجل أمي وتلك كانت معجزته ومعنى ذلك أن المقصود لم يكن أبدا المعنى الحرفي للقراءة بل دعوة لامعان الفكر والعقل في تجليات الله سبحانه على في الكون ومعطياته ولذا جاء قوله تعالى" ربك الذي خلق, خلق الإنسان من علق" وهذا بكل وضوح تقديم صورة حية للتفكير بها على وجود الخالق, فالإسلام هنا إذن دين عقل ودين فكر ودين واقع وهو أبدا ليس دين خرافي ولا دين مسلمات فوقية, فالله لم يقل للبشر آمنوا لأنني أريدكم أن تؤمنوا بل قال لهم ها أنا ذا فاقرأوا الكون واعرفوني منه وبذا يؤمن الذين يعلمون والذين يدركون والذين يستخدمون عقلهم.
لم يهاجم قداسة البابا الإسلام بل تعدى على حدود الله الذي من المفترض انه احد أولئك الأكثر إيمانا به, فالإسلام دين الأديان وهو جاء مكملا للرسالات السماوية بمعنى أن الإسلام أولا اقر بتعاليم سيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهما السلام ثم أتم على البشرية دينها وأي هجوم على الإسلام وتعاليمه هو هجوم واضح على اليهودية والمسيحية فالذين يجب أن يتصدوا للبابا ليس المسلمين وحدهم بل كل المؤمنين على وجه الأرض لأنه جانب جادة الإيمان.
هجوم البابا على الإسلام ليس قراءة عقلية للعلاقة بين العقل والإيمان فهذه ليست مهمة رجل دين بمكانة البابا بل مهمة باحثين وعلماء الفكر واللاهوت واللغة والمجتمع وما إلى ذلك ومهمة البابا هو رعاية شؤون المؤمنين الدينية من أتباعه وكان الأجدر به وهو يقول ذلك مهاجما تعاليم الإسلام أن تعاليم الإنجيل وتعاليم السيد المسيح هي جزء لا يتجزأ من تعاليم الإسلام, المعركة هنا إذن معركة سياسية ضد الشرق واستجابة للحملة الظالمة التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإسلام والمسلمين والمسيحيين في الشرق وتستخدم اليهود فيها أداة لتنفيذ مآربها, إنها معركة أصحاب الثروة ضد أهل الإيمان وأصحاب الأرض واستخدام الأديان هنا وأتباعها هو لتمرير مخططاتهم في الاستيلاء على الأرض وثرواتها.
هل كانت الحروب الصليبية عملا إنسانيا, وهل إعدام جاليلو وحرق جان دارك عملا من تعاليم المسيحية الحقة وهل بيع قطع الجنة وصكوك الغفران من تعاليم الرب الذي يؤمن به قداسته كما هو مفروض, هل الهجوم على الإسلام وإثارة النعرات وتأليب الرأي العام في أوساط المسلمين ضد كنيسته وأتباعها وغرس مفاهيم خاطئة عن الإسلام والمسلمين في أذهان أتباع كنيسته عمل إنساني, ثم لماذا اختار الهجوم على الإسلام واتهامه بان إرادة الله في العقيدة الإسلامية لا تخضع للعقل وهو نفسه هاجم أولئك العلمانيين في أوساط أساتذة الجامعات الذين يدعون لاستخدام العقل في الدين المسيحي والذين هاجموا ما يسمى بعلم اللاهوت معترضين على وجوده أصلا, فأي تناقض هذا الذي زج به قداسته بنفسه وبكنيسته.
الغريب أننا بدأنا هجومنا على قداسة البابا دون تخطيط أو تمحيص كعادتنا واجتاحت المسيرات الغاضبة كل أرجاء الوطن العربي والعالم الإسلامي وبدأت المطالبات لقداسته بسحب أقواله, أي كلام هذا وماذا يعني أن يعلن البابا سحب أقواله هل يعني هذا انه تنازل عن قناعاته أو انه غير رؤيته للإسلام, إن من المفروض أن نخوض معركة متماسكة مخططة واضحة المعالم ضد الحرب المعلنة على الشرق وان ندير معركة عقل مخاطبين كل المؤمنين من المسيحيين إن هجوم البابا على الإسلام هو هجوم على المسيحية قبل كل شيء وان على البابا أن يعتذر لأتباع كنيسته لا للمسلمين فتعاليم المسيحية هي جزء من تعاليم الإسلام والمسيح رسول المسلمين تماما كما هو رسول المسيحيين وإننا كتابيون وأي هجوم على الإسلام هو في الأصل هجوم على الكل فالإسلام هو الكل في الإيمان بالله وكتبه ورسله.
انقلوا المعركة إلى عقر داره ولا تدمروا كل شيء بغوغائية لا معنى لها أبدا, حددوا خطوط المعركة وأطرافها, البابا ومعه الإدارة الأمريكية والبريطانية وكل دعاة الاستعمار والاحتلال باسم محاربة الإرهاب, فهم يريدون عدوا يحاربوه ويستخدمون الحرب عليه في سبيل احتلال ارض الثروة والسيطرة على مقدراتها وشعوبها ولم يجدوا أسهل من الإسلام عدوا مفترضا لتحقيق غرضهم وها هو قداسة البابا ينضم إلى جوقتهم علنا ويعطي حملاتهم تغطية دينية تصدر عن أعلى مرجع ديني مسيحي في العالم وقد اختار ألمانيا ليشعل ناره منها بهدف دفعها قسرا للانضمام إلى الحلف غير المقدس ضد العرب والمسلمين علنا وضد كل المؤمنين على وجه الأرض في الحقيقة, فالحرب على فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان وإيران وسوريا وكوريا لا تستهدف المسلمين فقط بل كل ما هو شرقي وروحاني وحضاري من قبل حضارة الإثراء على حساب الشعوب المقهورة, حضارة القتل والنهب واحتلال ارض الغير, هل المشكلة اليوم عند قداسة البابا هي النصوص في الدين الإسلامي وهل نسي قداسته ما ذكره الإنجيل في الإصحاح الثامن عشر الآيات من22-24 " أفما كان ينبغي انك أنت أيضا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا, وغضب سيده وسلمه إلى المعذبين حتى يوفي كل ما كان عليه" فهل أوفت قوى الاستعمار والاحتلال التي يدافع عنها قداسته حقوق شعوب فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان ولماذا لم يذكرهم ما دام يناهض العنف والإرهاب حقا, وهل استعارة كلمة من التاريخ البعيد لملك بيزنطي تلصق تهمة الإرهاب بالإسلام وكل أفعال اولمرت وبوش وبلير تنتمي لعالم حقوق الإنسان على رأي قداسته.
ما جاء به البابا إشارة خطيرة على مواصلة نهج جديد يتنامى لاستعادة استخدام الكنيسة بوابة لاستعمار الشعوب ونهب ثرواتها وهي لغة جديدة جاءت بها الإدارة الأمريكية الحالية لخدمة أغراض كبار المحتكرين لصناعة وتجارة الموت في العالم والذين وصفهم انجيل مرقس الإصحاح العاشر آية 25 " مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله".
وهؤلاء هم الذين ينضم إلى جوقتهم اليوم قداسة البابا وهذا يكفيه.
واضحة هي رسالة قداسة البابا وهي باختصار موجهة إلى العرب والمسلمين" الثور النائم " رغم حجم وحدة التنازلات التي قدمها هذا الثور, في موضوع الصراع العربي الصهيوني أو في موضوع العراق أو موضوع أفغانستان, هذا الثور يملك من القوة الكامنة ما يخيف ولذا لا زالت تنازلاته أدنى من المطلوب, فرغم أن أمريكا وحلفائها موجودون اليوم علنا وبصورة شرعية إما بقرار الأمم المتحدة كما هو الحال في العراق أو أفغانستان أو لبنان اليوم أو بقرار من الدولة ذاتها كما هو الحال في قطر علنا والعديد من البلدان سرا إلا أن أمريكا تسعى لإحكام سيطرتها عبر الذهاب إلى السودان من ثغرة دارفور أو الصومال وعبر مواصلة التهديدات لكل من إيران وسوريا, وسنجد غدا إثارة جديدة لإشكالات في المغرب العربي, وبالتالي فان حكاية البحث الأكاديمي لقداسة البابا المتطرف ليس لها علاقة بالواقع بل البحث يجب أن يكون في هذا التلاقي الصدفي بين معارضته لمشاركة تركيا بحلف الأطلسي وتلاقيه مع دعوات بوش وبلير حول الإسلام والمسلمين فتصريحاته تأتي كغطاء ديني لسلوكهم تجاه العرب والمسلمين والأيام القادمة ستثبت أن الاعتذار وحده لن يكون ذا جدوى أبدا, وان الكرة الآن في ملعبنا والسؤال إلى متى سيبقى هذا الثور يغط في سباته اللعين هذا.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلوب حكم لا حكومة
- الطريق الى المنسي...عود على بدء
- الايمان...مفاعل المقهورين النووي
- التربية المدنية..جتمعة المعرفة والفعل
- دارة ضعيفة لمعركة عظيمة
- المفدس..الوطن..الشعب ام التنظيم
- لارضاء العالم الاعور
- توافقوا..توافقوا..تزافقوا
- اللاعنف اداة مزدوجه
- اضراب عن الطعام
- من قتل سامر حماد
- كارثية فشل التجربة
- الآن وقبل فوات الأوان
- الماغوط...محترف الادهاش
- ِبصدد الطريق إلى الخلاص
- لننتصؤ بحماس لا عليها
- العرب بين شخصنة المسائل ومسألة الشخوص
- عملمة القوة
- خلافا لأمنياتهم
- ثورة في الثورة


المزيد.....




- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان الصباح - حدود الاسلام ... حدود الله