أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب سلمان - لقاء أخير














المزيد.....

لقاء أخير


زينب سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 1674 - 2006 / 9 / 15 - 08:11
المحور: الادب والفن
    


ولد الفجر من رحم كلماته فوجدت نفسها أسيرة حروفه ومعانيها، أي احتلال عذب هذا الذي اجتاح مساحات فكرها حين سمعت صوته واستشعرت نبضات قلبه.
كائن خرافي أم فارس في زمن لم يعد للفرسان غير خلودهم في أساطير منسيه. فبعد ليالي طويلة من محاولاته لترتيب النجوم ليعرف خارطة طريقه لقلبها أعلن حبه لها .
"أحبكِ يا سيدة قلبي وروحي ". هكذا تردد صدى صوته في مخيلتها...أُحبكِ يال الله ... لما يمنحني الله كل أشياءه الجميلة متأخراً، الم يكن الأجدر به أن لا يمنحني إياها حتى يكفيني شر عذاباتها . ويجنبني الم حسرة فراقها، أم إن العذاب صار رفيقي الدائم. وأن فراق أحبتي أصبح المصير الذي خطه القدر على جبيني منذ لحظة ولادتي... إن لم يرحلوا هم أجبرت أنا على الرحيل عنهم ومن اجلهم . هذا ما كان يجول في خاطرها عندما كانت تنتظر قدومه في المقهى المنسي على قارعة الحلم البعيد .
أطلّ عليها بعد دقائق من تأخره على موعدها فأنهى تداعيات أفكارها وقادها إلى واقع لقياه المشوب بالشوق والشغف الشفيف، حمل كفها بين يديه كما يُحمل عصفور جريح سقط لتوه من عشه ولثمها بشفتيه فتمنعت وسحبت يدها وأومأت له بابتسامه خجلة بأن يجلس قبالتها
- صباح الخير حبيبتي أنا آسف لقد تأخرت عليك ... قاطعته وهي تبتسم بصعوبة شديدة
- لا تهتم فقد أصبح انتظارك هوايتي المفضلة وأنت تعرف هذا جيداً وتتلذذ به .. لكن هذا ليس موضوعنا .
- نعم حبيبتي ما هو موضوعنا المهم الذي شغل بالك وطلبتي أن نلتقي من أجله ؟
في هذه اللحظة قدم النادل ليسألهما عما يطلبانه فأحست انه أنقذها لدقائق معدودة لتستجمع فيها شتات نفسها وقواها لتخبره بما تريده، لم تنتبه لرحيل النادل فأتاها صوته قاطعا عليها ما كانت تفكر به ..
- حبيبتي ماذا أردت أن تخبريني.. لكن قبل أن تخبريني دعيني أخبرك أنا عن مدى شوقي إليكِ ... عن حنيني إلى عينيك .. وشغفي ب.... لم تدعه يكمل وقاطعته
- أرجوك لا تصعب الأمر عليّ أكثر مما هو صعب أصلاً .
- عن أي أمر وأي صعوبة تتحدثين حبيبتي ؟ سألها بخوف مما قد تنطق به
أطرقت برأسها لتتفادى نظراته المتسائلة ثم رفعته وسألته
- منذ متى ونحن نعرف بعضنا ؟ أجابها
- منذ شهرين .
- ما الذي تعرف عني غير أني أحبك حد الموت فيك ؟
- لا أعرف شيئا ولا يهمني أن أعرف أكثر من هذا .
- ماذا تعتقد أني أعرف عنك غير أنك تحبني ؟ سكتَ قليلا ثم أجابها بتردد
- كل شيء .
ولدت على شفتيها ابتسامة ساخرة عرف منها أن حياته كلها أصبحت أمامها كالكتاب المفتوح ولن يجدي نكرانه لأي شيء قد تواجهه به نفعا معها . فردت عليه والألم والإحساس بالخيبة قد قطع عليها أنفاسها فخرج صوتها متقطعاً
- كل شيء ... نعم ... عدا أنك متزوج ولك ثلاثة أطفال . أليس كذلك ؟
مرة أخرى أتى النادل لينقذ الموقف بوضعه فناجين الشاي قبالتهما مرت لحظات صمت صعبة قبل أن يجيبها
- من أخبرك ؟ أجابته وهي تتفادى نظراته المتوسلة إليها بأن تنظر إليه وأن تشفع له
- لا يهم من أخبرني ، المهم أني عرفت .
- تعرفي؟ أني كل يوم على مدى الشهرين اللذين عرفتك بهما كنت أقول أني سأخبرك اليوم لكن في كل مرة تخذلني شجاعتي وأتراجع خوفا من فقدانك بعد أن وجدتك أخيرا . قاطعته بعد أن فقدت سيطرتها على انهمار دموعها
- هل تحبك ؟ أجابها بخجل من سطوة حزنها
- اعتقد أنها تحبني .
- هل تحبها ؟ أجابها بتردد
- هي أم أطفالي لم يكن بيننا ما يمكن أن يسمى حباً لكني لا ... قاطعته بغضب
- هل تحبها ؟ أجابها
- أنا لا اكرهها .
صمتت وظل هو يراقب مليكته الحزينة لم يستطع أن ينطق بكلمة فمد يده ليمسك بيدها فتراجع بآخر لحظة خوفا من انهيارها أمامه . وبعد لحظات قالت له :
- أتعرف سيدي؟! لو كانت ورود الليلك تنمو على طرقات رحيلي ورحيل أحبتي لملأت طرقات الأرض والسماء بها...
- ماذا تعنين ؟! ماذا تعنين ؟ أترحلين عني
لم تجبه نهضت لتغادر المكان وتركته جالساً لوحده في المقهى منهاراً يراقب غيابها وأفولها وانكسارها .



#زينب_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزن الغياب
- قلبي والمطر
- عرس الانتظار الاخير/- تداعيات الانتظار الازلي للحظة فرح مؤجل ...
- فجر جديد


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب سلمان - لقاء أخير