أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - المطلوب حكم لا حكومة















المزيد.....

المطلوب حكم لا حكومة


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 1671 - 2006 / 9 / 12 - 10:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوارات وحوارات معظمها علنا وعلى شاشات الفضائيات حول احتمالات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية متناسين جميعا حقيقة أن حكومة الوحدة الوطنية بحاجة أولا لوطن تحكمه, بحاجة أولا للقدرة على ممارسة الحكم على ارض الواقع, وبدل أن تستمر الحوارات الداخلية وبدل أن ننسى الاحتلال الحقيقي على الأرض وان ننشغل كليا بمشاكلنا وصراعاتنا على حكومة لا تحكم, حكومة على ارض يحتلها الأعداء من أقصاها إلى أقصاها, وحتى قطاع غزة الذي احتفل الجميع بما سموه قسرا بالتحرير يعيش اليوم استباحة مطلقة من قبل الأعداء, ويوميا يقدم شعبنا الضحية تلو الضحية من جنين إلى رفح ويسترجل المستعربون على أعراسنا وبيوت العزاء والمقاهي والشوارع المزدحمة ويغتالون خيرة شبابنا, ونحن ملتهون كليا بحوارات عن حكومة الفضاء تلك, حكومة لا يملك حتى رئيسها حق التنقل من شارع لشارع إلا بإرادة أعداءه وتعتقل إسرائيل نصف أعضاء حكومتها وعدد كبير من مجلسها التشريعي ولا يتمكن رئيسها من مغادرة قطاع غزة ويختفي وزير خارجيتها, فأي حكومة هذه التي نختلف عليها سواء كانت حماس أو فتح وقد سبق لفتح أن كانت في الحكم فما الذي كان مختلفا عدى ثمن رغيف الخبز الذي دفعوه لنا وعدا أن أعضاء الحكومة لم يزوروا المعتقلات الإسرائيلية.

المطلوب حالة حكم, تستحق ان نختلف عليها, وان نتناقش ونتصارع حولها وان نبحث عن أفضل آلية لتشكيل حكومتها, فليس من المعقول أن نختلف ونتصارع على اللاشيء, فلا شيء هنا سوى الفراغ, ولا شيء هنا سوى التنازل, فللمرة الأولى يختلف شعب تحت الاحتلال على إيجاد آليات للتنازل لوحده ودون أن يطلب منه احد على الإطلاق ان يقبل بشيء ما, احد لم يقدم لنا عرضا لنقبله أو نرفضة واحد لم يعطينا حرية القرار واحد لم يترك لنا حرية الحركة فوق ارض ندعي زورا أننا أهل سلطتها, كيف وقوات الاحتلال تستبيح كل شيء بما في ذلك سلطتنا التشريعية, ووزاراتنا, والتي من المفروض أنها تملك حصانة وطنية ودولية بناء على كل الأعراف الدولية, البعض منا يطالب الحكومة بالاعتراف بقرارات الأمم المتحدة ويستغرب كيف لا نعترف بقرارات الأمم المتحدة ونحن عضو مراقب بها, وينسى هذا الجهبذي أن إسرائيل عضو كامل العضوية ولا تعترف بشيء من قرارات الأمم المتحدة, لماذا نطالب نحن بتنفيذ قرارات لا نملك القدرة على تنفيذها, ولماذا ننسى أن قرار مثل 242 مر على صدورة أربعة عقود ولا زال حبرا على ورق ولم يسعى المجتمع الدولي ولو لفظا على إلزام إسرائيل بتنفيذه, ثم أي قرار هذا الذي سنعترف به, ونحن لا نعرف حتى تفسيرة أو أي نص هو المعتمد الفرنسي أم الإنجليزي.

رئيس الوزراء البريطاني اليوم يتحدث بصفاقه عن استعداده لبحث امكانية التحادث مع حكومة وحده وطنية وهذا يعني انه سينتظر اولا هذه الحكومة وبرنامجها واسماء اعضائها ثم يقرر اذا كانت على مقاسهم املا, السيد رئيس السلطة الوطنية يعرف اكثر من غيره ان المشكلة ليست في حكومة تشكلها حماس ولا في برنامج الحكومة بل المشكلة لدى اعداء شعبنا الذين لا يريدون حلا ولا سلاما ابدا, والا كيف يفسر فخامة الرئيس عباس ان حكومته العتيده هو والتي جاءت بناء على طلبهم واعتبروها همهم الاكبر يومها سعوا جاهدين لافشالها, ولست اظنه لا يدرك ان مديحه المتواصل من البيت الابيض كان سببا لافشاله وليس العكس فلقد دابوا على مديح الرجل ليل نهار حتى جعلوا الجميع يتخالف ضده وهو ولا شك اكبر العارفين بذلك, وهذا يعني للماذا نطالب حماس بالتنازل عن الحكم ولا نطالب امريكا واسرائيل بتقديم عرض ما يقبل به شعبنا حتى نقول لحماس اقبلي او غادري, لاشيء امامنا ولا يبدو ان هناك شيء يلوح بالافق, هم لن يقدموا لنا شيء ولا يريدون ان يقدموا ودعاة الحكومة العتيدة يغرفون ذلك, كل ما ترغب به امريكا واسرائيل مواصلة الصراع الفلسطيني الفلسطيني عسى ان يصل الى درجة الاحتدام, احد لم يمنع الرئيس من التفاوض والاتصال فلياتي اولا ببرنامج, باتفاق , بمشروع حل ثم لنختلف على حقيقة لا على وهم.

المطلوب وطنيين موحدين لا وزراء, المطلوب وحدة في مواجهة مشروع التركيع والتجويع وحشد الجهود والطاقات جميعا في سبيل كسر ارادة الاعداء لا كسر ارادة الشعب, المطلوب مشروع وطني على الارض لا حكومة وهم في الفضاء, لا تختلفوا على ما هو غير قائم ولا تتوهموا ان اخراج حماس من الحكومة سيجعلها مقبولة لديهم فهم يريدون راس القضية وراس الوطن والشعب وذلك فقط الحل الذي سيقبلوه, المسالة ليست في الجوع ولا في الرواتب ولا في من يشكل الحكومة المسالة برمتها اقتناص الفرص للانقضاض على الوطن والشعب والقضية وتازيم كل شيء على امل الوصول الى حالة استحالة التوافق الوطني الفلسطيني.

أي حكومة تلك التي نتصارع عليها وأجور عامليها برسم قرار من أعدائها, ومنذ ستة شهور ونحن ننتظر قرارا أمريكيا بالسماح لنا بإحضار الأموال إلى موظفينا, ستة شهور وإسرائيل تحتجز حقوق السلطة المالية دون أن تفرج عنها وتترك أطفالنا دون قوت, أية حكومة تسعى للتحرير والاستقلال وخبزها بيد أعداءها, أية حكومة تقبل على نفسها أن تريح الاحتلال الجاثم على أرضها من استحقاقات احتلال الأرض وتصر على تسمية نفسها بالسلطة دون وجود لهذه السلطة على الأرض, وزارات وأجهزة ورئاسة وبروتوكولات موجودة فقط بشكل كاريكاتوري تؤكد أن ما نعيشه مهزلة حقيقية والمصيبة أننا نقتتل عليها لحد الاختلاف العدائي والتمترس خلف مواقف لا تتغير أبدا.

منذ مطلع الشهر والحياة الفلسطينية مشلولة فلا مدارس ولا مستشفيات ولا حلول فالكل متمترس خلف مواقفه, والمصيبة أن الجميع ينسون الجهة الحقيقة المسئولة عن الكارثة والمتمثلة بالاحتلال الإسرائيلي وأمريكا, البعض سعيد بالإضراب لأنه يبين عجز الحكومة المشلولة كليا بإرادة أعداء شعبنا والحكومة لا احد يدري ماذا تنتظر دون أن تقدم حتى مشروعا أيا كان يخرج الشعب من أزمته حتى لو كان هذا المشروع كفاحيا يعطي الشعب أملا بالخروج ليس من أزمته الوطنية بل وذلك اضعف الإيمان من أزمة الخبز.

على الرئاسة والحكومة أن تعترف بواقع الحال وان لا حكم حقيقي لها وان من الأجدر برئيس السلطة وأركانه ورئيس الحكومة وما تبقى من أعضاء حكومته بدل أن يقتتلوا على اللاشيء أن يبحثوا لهم عن آلية حقيقة للخلاص من أزمة الرواتب والاضرابات مدركين أن على المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولية صمته عن جرائم الاحتلالين الأمريكي الإسرائيلي, وبدل أن نترك هذا الإضراب يتفاقم تدريجيا حتى نجد أنفسنا ندفع راس القضية والوطن ثمنا للخبز, على هذه القيادة أن تمتلك الشجاعة فإما أن تحل السلطة كل السلطة نفسها وتعود إلى مواقع الكفاح تاركة الاحتلالين لتحمل مسئولياتهم عن قوت الناس وحياتهم,واما ان تتوجه الرئاسة والحكومة الى محكمة العدل الدولية او بواسطة بعض الاصدقاء والاشقاء للنظر في الحصار والعقوبات التي تفرضها دولة واحده بعيدا عن الامم المتحدة وخلافا لكل الشرع والنظم والقوانين الدولية فالجريمة التي نحاسب عليها هي ممارسة الديمقراطية التي لم تاتي ابدا على مقاسهم وإما أن يتحولوا إلى قيادة أركان عملية كفاحية على الأرض, فما الذي يمنع رئيس السلطة ورئيس الحكومة وطواقمهم من التحول إلى الأمم المتحدة للإضراب عن الطعام بديلا لأولئك الذين يجوعون منذ ستة اشهر, فلا يحق لمن يأكل ويملك أن يطالب الجائع بالموت جوعا ما دام قد قبل تحمل المسئولية, اذهبوا إلى مبنى الأمم المتحدة وجوعوا هناك أمام كل العالم حتى إحضار الخبز لأطفالنا, فعندها فقط سنتحمل جوعنا معكم وعندها فقط سيعرف أطفالنا أن قيادتهم تجوع في سبيلهم وعندها فقط سنملك صور قادتنا الجوعى وسيلة لإسكات جوع أطفالنا.

سؤال صريح أوجهه إلى الرئيس والحكومة وقيادات الفصائل جميعها وهي كثر والحمد لله, هل هناك مشكلة راتب لديكم, هل هناك مشكلة خبز لدى أطفالكم, وايا كانت الإجابة, هل هناك مشروعا كفاحيا لديكم أيا كان, هل هناك حلا ينتظرنا أيا كان, وإذا كنتم لا تملكون الإجابة فما الهدف إذن من مطالبة الحكومة الحالية المنتخبة وذات الأكثرية البرلمانية المطلقة أن تستبدل بحكومة ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية.

أيها السادة نحن باختصار شديد بحاجة للحكم قبل الحكومة, فاجلبوا الحكم أولا ثم اختلفوا, اصنعوا السلطة أولا ثم خذوها, ولا تقتتلوا على الفراغ من الفراغ فالأعداء هنا على الأرض يحتلونها وهناك يغلقون كل بوابات الدنيا في وجه قوتنا, فاخرجوا لهم فالعجب أن يقبل المرء بالجوع ويقاتل نفسه تاركا سارق خبزه حرا يمارس لصوصيته كيفما يشاء



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق الى المنسي...عود على بدء
- الايمان...مفاعل المقهورين النووي
- التربية المدنية..جتمعة المعرفة والفعل
- دارة ضعيفة لمعركة عظيمة
- المفدس..الوطن..الشعب ام التنظيم
- لارضاء العالم الاعور
- توافقوا..توافقوا..تزافقوا
- اللاعنف اداة مزدوجه
- اضراب عن الطعام
- من قتل سامر حماد
- كارثية فشل التجربة
- الآن وقبل فوات الأوان
- الماغوط...محترف الادهاش
- ِبصدد الطريق إلى الخلاص
- لننتصؤ بحماس لا عليها
- العرب بين شخصنة المسائل ومسألة الشخوص
- عملمة القوة
- خلافا لأمنياتهم
- ثورة في الثورة
- شكوى


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - المطلوب حكم لا حكومة