أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثامر قلو - جلباب العراق أكبر من أن يلبسه المالكي !














المزيد.....

جلباب العراق أكبر من أن يلبسه المالكي !


ثامر قلو

الحوار المتمدن-العدد: 1662 - 2006 / 9 / 3 - 09:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مثلت التصريحات والمواقف المعلنة للسيد نوري المالكي رئيس الوزاراء العراقي من مجمل الاحداث في الازمة العراقية مصدر ارتياح كبير لدى فئات واسعة من الجماهير العراقية المتشوقة للتغييرعندما تسلم مقاليد الامور في العراق ، فقد أحتوى خطابه السياسي على نبرة وطنية ، هدفه لملمة جراح العراقيين ، وبعث الاستقرار في ربوع الوطن ، كما برز للعيان في حينه ، بعد أن بلغت مآسي العراقيين في عهد سلفه الدكتور ابراهيم الجعفري أوجها.
لم اشك يوما أن الرجل يتطلع لتحقيق وتنفيذ ما يعلنه ، كما لم يشك في الامر كثيرون ، فقد دخل المالكي الحلبة السياسية حامي الوطيس ، واطلق من التصاريح والوعود ما فاق وعود الجعفري التي كان يطلقها ، تلك التي امست محل تندر من المواطنين العراقيين في كل مكان .
ثلاثة أشهر مرت على استلام المالكي المهام العراقية المأزومة ، ولم يشع في أفق العراق بوادر خير مشجعة ، فالطاس هو الطاس الذي بلغه الجعفري أيام حكمه، والحمام هو ذلك الحمام عينه ان لم يفوقه ضراوة ومرارة .
الاشهر الثلاثة التي حكم بها العراق ، أظهر ت بجلاء أن المالكي ليس سوى نسخة اخرى من الجعفري ، لا يختلف عنه بشي فكلاهما نتاج مدرسة حزبية واحدة تثبت الايام عجزها عن مواكبة روح العصر ومقتضياته ، مع أن فشلهما المبين في ادارة أمور المواطنين وحلحلة معضلات العراقيين لا يعود كله لدوافع ايديولوجية يعتنقانها ، فأزمة العراق ان لم تكن أزمات ، صارت تستفحل يوما بعد يوم ، وهؤلاء السادة لا يكترثون للامر ، والا ما جدوى بقاء السيد المالكي رئيسا للحكومة طالما انه لا يقوى على التقدم ولا خطوة واحدة في في كل المهمات التى وكلها له العراقيون عبر مؤسساتهم المنتخبة ، معترفين في هذا الحين بهذه المؤسسات رغم انها لا تجلب للعراقيين غير الخيبة والخذلان !
ما الذي قدمه المالكي للجماهير العراقية في شأن توفير الخدمات الضرورية كالماء والكهرباء وغيرها كثير ، وما الذي قدمه المالكي للعراقيين في شأن توفير الامن والحد من مظاهر العنف والقتل العشوائي والتعدي على حقوق المواطنين من قبل مئات من العصابات الاجرامية التي يعرف المالكي قبل غيره دوافعها ، ويعرف القوى والاحزاب التي تقف خلفها ؟
عندما قدم المالكي لحكم العراق ، أعلن أن السعي لنزع سلاح المليشيات التي تعيث فسادا وتعديا في كل مرافق البلاد كما يعلم هو ضمنا ويعلم العراقيون وينشرونها على الملئ علنا ستكون من مهامه المقدسة، وليس ثمة ضرورة للمرور على بقية الوعود الزائفة التي اطلقها ويطلقها المالكي لايهام العراقيين جهلا أو عمدا ، طالما يخونه قدره ، أو يخونه عجزه عن تحقيقها .
وكما فعل الاخرون قبله ، طار المالكي مستنجدا بالسيستاني ، فهو أمر اعتاد مسؤولوا الدولة على القيام به كلما غطس حمارهم في الوحل ، وكأنما للسيستاني عصا موسى السحرية ، فكيف لا يعلمون أن فوضى العراق تصنع كل يوم سيستانيا جديد ، فما بالكم بالحسني واليعقوبي والصدر ، وعشرات غيرهم يتولدون كلما تستفحل الاوضاع ، فما الذي يستطيع السيستاني فعله ، أمام بروز العشرات من القوى والعصابات الكبيرة المتنفذة التي يؤمها عشرات الالوف من المرتزقة ، والمدعومة سرا أو جهرا من قبل قوى متنفذة في الحكومة .
ان كان السيستاني وفيا للعراق ، والامر ليس محل شك ، فان الدعوة لنزع السلاح من العصابات والمليشيات ، كان الاجدر ان تكون مهمته الاولى ، ولا يكفي اطلاق التصاريح الباهتة حول الامر وانما التشديد عليها ومتابعة تنفيذها .
على أية حال ، لا يقر المنطق في عصر الديمقراطية الذي ينشده العراقيون استجداء الرؤساء بركات رجال الدين وعطفهم للبقاء في مناصبهم أو طلب رحمتهم للمساندة في تغيير الاوضاع ، لان النتيجة هي فقدهم لروح القوة ، والقدوة ، التي يتطلبها الرجل الاول في العراق ، وتعني أيضا الاستهانة بالروح العصرية للدولة ، فالشعب العراقي لا يسعده الرئيس الذي يمثله أن يقبل أيادي رجال الدين ويتمسح بها كما يفعل نجاد ايران ، فهل فعلها المالكي ؟!

ثامر قلو



#ثامر_قلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حب في الجامعة ! / قصة قصيرة
- عشرون مصالحة وطنية أخرى لا تجدي نفعا !
- محكمة الثورة كما شاهدتها عام 1986
- عشيرة بني أسد تستنجد بالكاتب رشيد الخيون لمنازلة خصومهم !
- أزمة المثقف اليساري العربي!
- كتاب ومثقفون يساريون يدعون للطائفية ، يا للعجب !
- نريد حكومة انقاذ وطني ، نريد أتاتوركا عراقيا الآن !
- هل يخدم الشيوعيين العراقيين سياسة التحالفات الانتخابية ؟..
- قائمة اتحاد الشعب والاخرون ...!
- اصواتنا للشمس.... لك يا عراق !
- أيها الكلدوأشوريون لا تحرقوا أصواتكم ؟!
- توفيرمنطقة امنة للمسيحيين في العراق ضرورة ملحة لا تقبل التأج ...
- حكومتنا الموقرة .. يا علاوي .. المسيحيون في خطر .... 1من 2
- اصوليونا الشيوعيين ....... ما دهاكم ؟ حول صراع سلفيينا في ال ...
- ما هكذا يحارب الارهاب يا سادة ؟


المزيد.....




- الدوما يصوت لميشوستين رئيسا للوزراء
- تضاعف معدل سرقة الأسلحة من السيارات ثلاث مرات في الولايات ال ...
- حديقة حيوانات صينية تُواجه انتقادات واسعة بعد عرض كلاب مصبوغ ...
- شرق سوريا.. -أيادٍ إيرانية- تحرك -عباءة العشائر- على ضفتي ال ...
- تكالة في بلا قيود: اعتراف عقيلة بحكومة حمّاد مناكفة سياسية
- الجزائر وفرنسا: سيوف الأمير عبد القادر تعيد جدل الذاكرة من ...
- هل يمكن تخيل السكين السويسرية من دون شفرة؟
- هل تتأثر إسرائيل بسبب وقف نقل صواريخ أمريكية؟
- ألمانيا - الشرطة تغلق طريقا رئيسياً مرتين لمرور عائلة إوز
- إثر الخلاف بينه وبين وزير المالية.. وزير الدفاع الإسرائيلي ي ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثامر قلو - جلباب العراق أكبر من أن يلبسه المالكي !