أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - الليبراليون ودعاة الحروب















المزيد.....

الليبراليون ودعاة الحروب


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1657 - 2006 / 8 / 29 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن الكتاب الليبراليين في حالة صراع محتدم وسباق المسافات الطويلة مع دعاة الحروب. وسبب هذا الصراع هو كما قال الصديق الرائع شاكر النابلسي: "... لأن الكاتب الليبرالي، ليس هو مطرب الحفل الساهر، ولا يسعى إلى تصفيق الجمهور، وباقات زهورهم، بقدر ما يسعى إلى كشف الحقيقة المُرَّة لهم، حتى ولو رجموه بالحجارة،... وشتموه، ورموه بأقذع الصفات السوقية كما نقرأ في ردود بعض القراء في بعض الأحيان." . ولأننا نكتب للمستقبل الأفضل، بينما خصومنا يركزون على الماضي ويعملون على إعادة مجتمعاتهم إلى الوراء، دون أن يدركوا مغبة أعمالهم ونتائجها الكارثية على شعوبهم. ولكننا واثقون من أن المستقبل القريب، وليس البعيد، سيثبت لهم كم كنا نحن الليبراليين على حق، وكم كانوا هم على خطأ قاتل. أنهم على خطأ لأنهم يطالبون بالمستحيل مثل قولهم (تحرير الأرض من النهر إلى البحر) وتحقيق الأهداف المرجوة بالحرب وحدها ويرفضون الحلول السلمية لهذه المشكلة المزمنة، كما إنهم يؤلهون المستبدين ويحاربون الحداثة والحضارة والديمقراطية، ويضعون شعوبهم في حالة مواجهة انتحارية مع العالم.

أما نحن الليبراليين، فخلاصة ما ندعو إليه هو أن تحل مشاكل الشرق الأوسط وخاصة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، بالوسائل السلمية وإقامة أنظمة ديمقراطية والعيش بسلام مع العالم المتحضر والاستفادة مما أتنتجه البشرية من حضارة وقيمها الإنسانية النبيلة. أما الحروب الستة التي خاضها العرب مع إسرائيل فكانت نتائجها كارثية عليهم. لذلك فنحن ندعو إلى تحرير العرب من عقلية التدمير أولاً ونبذ العنف ثانياً، لأنه (لا يغيِّر الله بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم)، ويركنوا إلى الواقع ويدركوا أن السياسة هي فن الممكنات، وإلى تبني الحلول السلمية مع إسرائيل لكي تعيش شعوب المنطقة بسلام وتستثمر طاقاتها للتنمية ولتلحق بالركب الحضاري السائر دوماً إلى الأمام.
بعد نشر مقالتي (آخر الحروب في الصراع العربي ـ الإسرائيلي ) انهال معارضو الحلول السلمية علي وعلى الكتاب الليبراليين الآخرين بالهجوم وتوجيه كل ما تبقى في جعبتهم من اتهامات جاهزة في العمالة للصهيونية والإمبريالية...الخ. أما الرسائل الشتائمية التي تصلنا عبر البريد الإلكتروني فحدث ولا حرج بما تحمل من مفردات سوقية بذيئة تعكس المستوى الثقافي والخلقي لهؤلاء. وهذا يعكس أيضاً مدى تأثير وفعالية مقالاتنا ودورها في إيلام هؤلاء. إذ كما يقول المثل الإنكليزي If it doesn’t hurt, doesn’t work . ولكننا نتحمل تهجم وبذاءات هؤلاء علينا لأننا واثقون من أن المستقبل لصالح أفكارنا ودعواتنا. فكافة المصلحين في التاريخ تعرضوا إلى أسوأ مما نتعرض إليه، ولكن في نهاية المطاف كان النصر حليفهم والخزي والعار كانا من نصيب خصومهم، وهذا هو منطق التاريخ في كل زمان ومكان.
أجل، التاريخ معنا، لأن بدأ المسؤولون العرب يتحسسون بصدق نوايانا وصحة أفكارنا ووطنية دعواتنا، لذا فقد تبنوا أفكارنا نحن الليبراليين، وليس أفكار ودعوات الذين يدقون على طبول الحرب. فهذا هو رئيس الوزراء اللبناني السيد فؤاد السنيورة أطلق دعوته لمشروع سلام الشجعان عندما أعلن للصحفيين يوم 20 آب الجاري إمكانية التوصل إلى "سلام حقيقي" قائلاً: (الحرب قد تمهد لسلام حقيقي مع إسرائيل) وقال السنيورة لصحافيين عقب لقائه الوزيرة السويدية المنتدبة للتعاون كارين يمتين "اعتقد انه في حال تصرفت اسرائيل بحكمة، ستكون هناك فرصة حقيقية" لتحقيق السلام. وأضاف إن "الفرصة هي كيف نحول ما حصل في لبنان، والنكبة التي حلت على لبنان، الى فرصة للتوصل الى سلام حقيقي". وتابع قائلا "القوة لا تحل المشاكل"، و"امن اسرائيل لا يمكن تحقيقه من خلال الاسلحة المتطورة التي تملكها". واشار الى ان "الامن والامان لا يمكن تحقيقهما الا من خلال الطريق التي تؤدي الى السلام العادل والشامل والدائم في هذه المنطقة". واضاف السنيوره "نحن دعاة سلام". (أ.ف.ب، إيلاف، 20/8/2006). والجدير بالذكر أن جاء هذا التصريح الشجاع بعد أن نشر الدكتور شاكر النابلسي يوم 15/8/2006 مقالاً بعنوان (لا خلاص للبنان إلا بمعاهدة سلام دائم). وهذا أول الغيث لتبني المسؤولين العرب لدعوة الكتاب الليبراليين للحلول السلمية. فالمطلوب من إسرائيل وكما طالبها السنيوره أن تتصرف بحكمة.
ليس هذا فحسب، بل طلعت علينا وكالات الأنباء العالمية بتقرير يفيد أن "الجامعة العربية سلمت مجلس الأمن تصور مبادرة عربية لمؤتمر دولي بإشرافه لحل الصراع العربي – الإسرائيلي" و تقترح مفاوضات مباشرة في إطاره قبل نهاية 2006 بين إسرائيل وسورية ولبنان ومنظمة التحرير ... وأكدت «اللاورقة» التي بعثها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ووزيرة خارجية اليونان التي تترأس مجلس الأمن لشهر أيلول (سبتمبر) ثيودورا باكويانيس، أن «العالم العربي مصمم على بذل قصارى جهده من أجل حل سلمي لنزاعه مع إسرائيل، وبهذا يساهم بمسؤولية في السلم والأمن العالميين». (رغدة درغام، الحياة، 27/8/2006). أليس هذا انتصار لنا نحن الكتاب الليبراليين ودعاة السلم وانتصار لشعوبنا المغلوبة على أمرها، وهزيمة لأفكار دعاة الحروب؟
كذلك ذكرت في مقالتي الأخيرة (آخر الحروب في الصراع العربي ـ الإسرائيلي ): " فمن المؤكد أن قيادة حزب الله نادمة على فعلها في اختطاف الجنديين الإسرائيليين يوم 12 تموز الماضي، العملية التي أشعلت فتيل الحرب المدمرة على لبنان، بدليل أنهم صرحوا بأنهم ما كانوا يتصورون أن يكون رد فعل إسرائيل بهذه القسوة والوحشية، والقوا اللوم على إسرائيل بأن اختطاف جنديين لا ييستحق أن يقود إلى حرب واسعة وبهذه الهمجية. وهذا يعني أن حزب الله نادم على ذلك وأنه سوف لن يكرر هذه المحاولة مرة أخرى.". وبعد يوم واحد فقط من نشر مقالنا هذا، صرح حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني قائلاً: إنه ما كان ليأمر باحتجاز جنديين إسرائيليين إذا أدرك أن الأمر سيؤدي إلى حرب. وأضاف قائلا في تصريحات لقناة المنار التابعة لحزب الله " لو كنا نعتقد، ولو بنسبة واحد بالمئة، أن خطفهما سيؤدي إلى ذلك لم نكن لنقدم بالتأكيد على هذا الفعل". وأشار إلى أن الجانبين لا يسعيان إلى "جولة ثانية" من القتال. (نصر الله "يأسف" لاشتعال الحرب، بي بي سي، 27/8/2006).
وماذا بعد، هل سيصر دعاة الحروب على أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك؟ فهذا "زعيم الأمة" نصر الله يعلنها على الأشهاد "أن الجانبين لا يسعيان إلى "جولة ثانية" من القتال"، أي أنه لن يسعى إلى إشعال حرب أخرى مع إسرائيل. فماذا يريد هؤلاء أكثر من ذلك ليتأكدوا من أننا نحن الليبراليين كنا على حق وهم على خطأ؟ فهل سيتهجم هؤلاء على نصر الله بعد أن أكد لهم أنه سوف لن يعيدها ثانية لأنه تعلم الدرس القاسي؟ انظروا إلى مدى الكلفة الباهظة التي دفعها الشعب اللبناني لكي يتعلم نصر الله هذا الدرس؟ أعتقد أن نصر الله وبعد هذه الكارثة قد تعلم الدرس القاسي، وسوف يسير على خطى السادات، أي أنه من الآن فصاعداُ، سينبذ الحروب ويتبنى الحلول السلمية لحل الصراع الإسرائيلي ـ اللبناني، إذا ما تحرر من سيطرة حكام دمشق وطهران وفضل مصلحة وطنه لبنان على مصلحة التحالف الإيراني ـ السوري.
والسؤال الأخير هو، هل سينهال دعاة الحروب إلى شتم الرئيس فؤاد السنيورة وعمرو موسى والجامعة العربية وقادة الدول العربية لأنهم تبنوا دعوة الليبراليين في حل الصراع العربي ـ الإسرائيلي سلمياً بدلاً من الحروب الكارثية؟ أيها السادة، أفيقوا من نومكم، فعصر العنتريات قد ولى إلى الأبد، وعالمنا اليوم ومنه شعوبنا العربية، يريدون العيش بسلام.
ـــــــــــــــــــــــ
مقالات وتقارير ذات علاقة بالموضوع:
1- فؤاد السنيورة: الحرب قد تمهد لسلام حقيقي مع إسرائيل
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2006/8/171107.htm
2-د. عبدالخالق حسين: آخر الحروب في الصراع العربي الإسرائيلي
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=73902
3- د. شاكر النابلسي: لا خلاص للبنان إلا بمعاهدة سلام دائم
http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2006/8/169832.htm
4- نصر الله "يأسف" لاشتعال الحرب
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_5291000/5291504.stm



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر الحروب في الصراع العربي الإسرائيلي
- حول لصوص الكلمة
- الإرهاب وسياسة بريطانيا الخارجية!
- القرار 1701 وانتصارات نصر الله!!
- الإسلام في حالة مجابه مع العالم
- الانتصارات، بين الوهم والحقيقة
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (14) الخلاصة والإستنتاج
- الإناء بما فيه ينضح
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (13) قالوا عن الزعيم عبدالكريم ...
- هل حقاً صار حزب الله قوة عظمى؟
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (12) موقف الجواهري من قاسم
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (11) من هو عبد الكريم قاسم؟
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (10) أسباب اغتيال ثورة 14 تموز
- النصر من منظور نصرالله!!
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (9) حوادث العنف في عهد الثورة!!
- الأهداف الحقيقية وراء تدمير لبنان
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (8) الثورة والحزب الشيوعي العرا ...
- لبنان يحترق ونيرون يتبجح
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم ..الفصل السابع
- السباق نحو الهاوية!


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - الليبراليون ودعاة الحروب