أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - منال الشيخ - لن اعشقك ثانية ..يا حرية














المزيد.....

لن اعشقك ثانية ..يا حرية


منال الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 1657 - 2006 / 8 / 29 - 10:04
المحور: حقوق الانسان
    


لستُ عاشقةً للحرية لأني لا اعرف طعما لها .. هذا الطعم علي أن أفتش عنه وأعثر عليه أولا ثم علي ثانيا أن أتذوقه حتى يكون منطقيا أن أعرف إن كنت سأعشقها أم لا . ولكن قياساً عندما أرى كل هذه الأرواح تستأثر الرحيل الى عالم مجهول في سبيل إطلاق عنان هذه المسماة بالحرية ، أكاد اجزم أنني سأعشقها ، إذ من غير المعقول ان تختار الروح ان تحترق غربة من اجل شيء لا يستحق. وإذا كنا نستحق الحرية فعلا، فلم نحن محرومون منها. وهل كتب على أمتي ان تكابد الأمرين في أمرين لابد منهما : الوطن والحرية !!
مأساتنا ليست لبنان وفلسطين فقط ، مأساتنا أكبر من هذه الحدود الدامية .. عندما لا نستطيع ان نمسح دمعة فارّة من حدقة طفل الى فم الغروب..
عندما لا نقدر على فك رموز البقاء والفناء ، وكيفية الرحيل دون استئذان او ختم خطواتنا على خارطة زمن ..
عندما تيأس من هذيان جرس دائم يهز قامة الصمت المريب، بينما تهفهف مناديل الرأس على خصور غانيات ..
عندما تحصل على خبز دون ملح ضرورته تكمن في أن يحرك حواسك الخمسة فيك..
عندما تقترب من الساعة الرملية لتعيد لكهفك تاريخاً حديثاً بعين زمن غابر ..
تمارس الكهنوتية في عودتك الى دارك ولا تبالي ان كان هناك صباح أو لا...
تنام متوسدا روحك ، متهيئا دائما للرحيل دون تخطيط لمسار الرحلة ...
تنفجر في وجه حلم : كف عن إقلاق غفوتي الأبدية فأنا الآن احتضن الموت ..
هذا حالنا وهذه تفاصيل يومنا العربي الغائم .. هل ابحث بعد كل هذا عن الحرية واعشقها .. وفي كفي مليون خط للفرار نحو السماء .. وربما لأننا نحن ، رحيلنا سيأخذ مساراً عكسياً ونكون مع من استلهم من الماس والفحم سماء ونجوما تحت تراب ارض ..
أيها العاشق للحرية حدثني عن جسد هذه الهاربة من أعين الناظرين إليها والمستقرة مثل غانيات ماركيز في أحضان من يهمس لنا بالموت
هل لها عينان جميلتان مثل وطني، هل يعترفون بها وبرائحتها وهل صار انتهاك حقوق الأجساد بندا من بنود الأنظمة ؟؟!!
على التخوم دائما يقف شرطي العالم وفي يديه خيوط محركة لدمى ذكية ..
وهكذا تقف هذه المرة أيضا، تراقب وتتأوه وتتحسر على قلة الدماء: أريد المزيد يا حرية
هذا لا يرضي ذائقة القلوب الكهلة لسيناتورات ولا يأتي ..
هكذا دائما، كلما حان موعد ضرب احد الخارجين على قوانينها، تجد لها في بقعتنا المسماة الوطن العربي كبش فداء تمسح به ودي الآخر
ولهذا كان العراق
ولهذا كانت فلسطين
ولهذا الآن لبنان
ااااااااه يا لبنان
لو علمت الحقيقة مثلنا، لما آثرت البقاء تحت علم الأرز وهي تنظر إليك منتصبة بعينين من الم واغتراب .. دمك دمي .. حربك حربي .. وان كنت قد اختلفت عن حماية ثروتك الوطنية في ذات دهشة .. وجِدَتْ اليخوت والطائرات الخاصة لتحمي ثرواتك الوطنية الراقصة داخل حلبات من يرتدون موانع التفكير. وأين شعبك الآن؟ في شعاب الجبال حيث النار تلتهم لحظاتهم الآسنة على كف موت .. وأين أنت يا لبنان لا أكاد أتعرف الى ملامحك من فرط احتلامي بك .
إذن قولي للحرية لن اعشقها ..
طالما هناك طفل ملتصق على جدار قانا ..
طالما هناك نفس لبناني يغادر دون أن يعرف من حمله إلى هناك ولماذا .



#منال_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كولومبس ثانية
- انا من قتل الملك
- بريد احمر
- هذا الاب الكبير لا يستحي
- بعيدا عن الجسد ، عماد فؤاد في عجاجة شعره
- انحراف التوابيت
- استمكانات غيمة عوراء
- انتهاك غيث الفردوس
- ثلاثية الاختلاس
- حتما نحن لا نشبه احد .. ولا يشبهنا احد
- انخساف ذاكرة رملية
- النشأة الثانية
- فرار من حرير
- سواقي الرسن
- قراءة شعرية في من يسكب الهواء في رئة القمر
- ورقة من هواجس جمانة الانطاكية
- قصاصة وقاصة على طبق انسحاب


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - منال الشيخ - لن اعشقك ثانية ..يا حرية