أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - منال الشيخ - قصاصة وقاصة على طبق انسحاب














المزيد.....

قصاصة وقاصة على طبق انسحاب


منال الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 1510 - 2006 / 4 / 4 - 09:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


القصاصة :
تمارس في العادة أعمالاً روتينية ، كالتقاط كلمات غارقة في مجاري المطبخ لتبحث فيها عن كهوف شبيهة بكهفي أنف وتصغي إلى أنفاس حبيبات المطر البري وهو يتقافز فوق أوانيها الخزفية الآسرة ويمتلكها من حين لأخر هاجس عنيف ويدفعها إلى أن تكون كما أرادت أو حلمت . لم تعد تتخيل جريان صيرورتها في الاتجاه المعاكس لواقع تحياه ، فمن قال إنها كانت يوماً أميرة مثلاً برغم ما تؤكده المستندات والمستمسكات الرسمية جميعاً . ربما يكون لإحداث تغير ما في المسار جدوى ، في هذا الوقت في الأقل . فهي كامرأة تنتظر طفلاً لابد أنها في وضع يجرها ألف خطوة إلى وراء قبل أن تجرؤا على التفكير بما مضى .
لارغبة لديها البتة في استخدام مصطلحات مصفحة الوصف حالتها ، ولا ضير في أن تبقى جارتها تحلم بامتلاك بطن منتفخ كبطنها . تراودها أحلام ، كأحلام ربيع مراهق في امتلاك أكبر عدد من النبضات في كل دقيقة ، تمر عليها الدقيقة من الزمن محملة بقاطرات كثر تجر ورائها مقطورات طافحة بكل ما يمكن أن يسهم في تعقيد حياتها … هذا هو بالضبط ما تجيده تعقيد الأمور .
لم يغير الغزو الأخير الجزء الأكبر من وجهة نظرها ، إذ قد تخلت عن العبث بالمجاهيل برغم أسبقيتها في التنبؤ بالنتائج المفصلة . ليس لنسبها الملكي ثمة علاقة بهذه الموهبة … فما تعرفه عن أسلافها هو تقديم خسائر تصل حد التيجان أمام ابتسامة تنعمها عليهم امرأة ذات كبرياء سافر . بل إنها كانوا يلجون الموت من أضيق منافذه . وحين يتخوعون تملأ الأوراق عبارات سود تقذف إلى الخارج تلك الرغبات في العيش أمام الموت والمعاناة التي نحتتهم بعد أن بيعوا على متن سفن تجارية عبيداً يتمتعون بعرق ذي رائحة زكيه .. هكذا جيوب النخاسين انفتحت .
مقنعة إياه بامتيازها على الإماء الأخريات بمواهب فذة لا تريد التفريط بها لسواه ، إستزوجه فتزوجها … أما هي فلم تكن من ثمار ذلك الاستزواج فقد كانت تتلبط في أحشاء الأم تعلوها ثلاث طبقات سميكة تسبح في ماء ملوكي . كل قطرة من هذا الماء تمنحها مسحة جمال مكتملة . لذلك لم تولد مكررة … بل ولدت هي البداية .. والبداية هي .. دائماً متخمة بالأسرار ولا تنسى الأيام التي أمضتها في المدارس الداخلية ، حيث الاستيقاظ الصباحي على زعيق العوانس ، وابتلاع اللقمات تعقبه ركلة على المؤخرة .. وهبوا إنها نسيت كل شئ .. فأنها لن تنسى صديقتها الزنجية التي طلبت منها يوماً أن تدفنها حية عميقاً في حديقة المدرسة .. لم تكن غبية لذلك لم تسألها عن السبب . فهي أيضاً تحلم بامتلاك ماسة كبيرة بحجم صديقتها الزنجية . لكنها فوجئت بعد مرور سنوات وعندما عادت إلى المدرسة بصفة مدرسة لا تلميذة ، بأن خبيئتها صارت أساساً شيدت فوقه صافرة إنذار مبكر .
وتمر الطائرات فوق رأسها الناشط ، بينما هي تمضي في تأمل أنفاس الطيارين وتصغي إلى زعيق الصافرة المتقطع والذي يملأ فواصله غناء أفريقي نادر ينبعث في صمت ويلج فيها مع طلائع الشظايا تغادر الطائرة مطلقة تحية صوتية عالية تلكز لحظاتها لتنفتح عن مشهد التلميذ الصغير ، يخط فوق اللوحة بإصرار :
1+1 = II ونطلق اسمه عندما سألته بطريقة تنبئ عن افتخار . ثم تخاطب نفسها بأنها لما تزل صغيرة على تعليم الإغريقيين على هذا النحو . هي تهوي إغواء ما حولها وترغيب الأشياء فيها . منذ الصغر تعلمت كيف تقف على ساق واحدة بالمناوبة لتحفظ عمر أحذيتها إنكليزية المنشأ من الانزلاق إلى طور الهرم .
حتى رائحة الحي لم تتغير منذ سنوات . روائح الفحم نفسها ورائحة الظلام المنبعثة من البوابة السوداء لمدرستها الابتدائية .
تقف اليوم هنا بساقين نحيفتين تهبطان إلى زوج حذاء ذي كعب متوسط يشمخ بسواد زنجي.
اليوم مختلف عن سائر الأيام ، يتقدمها بطن منتفخ تحت فستان شفيف يكشف عن سرة ضامرة ، ويخفي آلام ولادة أولى إلى جانب مقص القابلة وأسرار ليل متلاصقة .
أذهلها بقاء بوابة المدرسة على حالها منذ عشرين سنة وذلك الإصرار على طلائها بالأسود ، ولكن هل هذا كله ذو أهمية لها اليوم ؟!
لا تريد أكثر من الحصول على وظيفة بأجر ثابت وما تستطيع المثول أمام واقع مكتوب وملغّم بذكريات بتارة .
يوم تاريخي آخر يمر عليها في الحافلة المنطلقة في أفق القرى المجاورة محملة بمهاجري حرب أثيرة . آلة تنتعل المسافة في صمت وتمضغ ماساتها هي تظن أن الجميع يراقبها وهم أيضاً ملّوا احتمال بعضهم بعض بالرغم من أن الشارع أوشك أن يلفظ آخر مسافة في اتجاه المدينة .
هي والكلمات في مراثون هدفه القلب أولاً ، إنه رهانها مع نفسها على لقائه مجدداً قد سرت فيه الروح كم يرهق فكرها إن بين كريات دمها كريات ذهبية حقيقية ترفعها على بنات جنسها عبر بريق العيون وبريق الأفكار . ربما هذه الملابس الفضفاضة لا تتناسب مع الوجه البريء الذي لا يدل البتة على أثر للدغة على الجسد الذي يحمله .
هي تذكر كل شئ من جديد لكن العين السحرية التي تقوم على حراستها دائماً لم تعد لتشعرها بأنها الدفق اللاحق لما سبق من أساطير أختزلها متحف الحزن الطبيعي هكذا البداية كانت بداية خلق إله الفقمة الموجودة وجوباً في المجموعة الثقافية وعلى حاشية الرصيف المرقط بصراخ وعواء أحذية فقدت أختام عذريتها بلدغات من مسامير صوت قدم ذات يوم من جنوب الرصيف هكذا كل شئ بدأ .. بلدغة ! تعودت الخروج من محترفي العطاس على الأقدار ولكن هذه المرة قررت الخروج مع رجل دون أنف ! وربما دون رأس ! ( قطع واجب) .
القاصة :
كانت قريبة مني هذه المرة …هكذا .. صرت أسطر تاريخها مبالغاً فيه عنها …وربما … بعد أن فقدت النكهة المميزة لعروة أخطائي وانحرفت عن منخفضة هويتي .. صرت كامرأة أقسمت أن تحد من منخفضاتها ومرتفعاتها لتعود مع أول طلوع لها أمام المرأة تخطف آخر رجفة من مشربية الحيرة كي تموت بشرف أنثى لم يسبق لها / له مثيل ……



#منال_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - منال الشيخ - قصاصة وقاصة على طبق انسحاب