أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جهاد نصره - حول التساؤلات المشروعة.. وغير المشروعة..!؟














المزيد.....

حول التساؤلات المشروعة.. وغير المشروعة..!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1653 - 2006 / 8 / 25 - 11:24
المحور: الصحافة والاعلام
    


يتساءل العديدون عن حقيقة استقلالية بعض الكتاب أو المثقفين وعن مدلولات هذه الصفة التي يتمسك بها البعض منهم.! ويتساءل الكثيرون: كيف يكون الكاتب مستقلاً وهو ينتقد هذا الحزب أو ذاك أو هذا النظام أو ذاك.! وقد يعود ليمتدح من انتقده من قبل وكل هذه التساؤلات مشروعة ومن الطبيعي أن تدور في خلد القراء أو المشاهدين أو غيرهم.!
مناسبة هذا الحديث بضعة رسائل وردتني تدور في معظمها حول هذه المسائل لكن في بعضٍ منها تساؤلات غير مشروعة إذ أن أصحابها ينظرون بعين المطلق والحياة لم تعد تحتمل غير النسبية في النظر إلى الأمور.!
الكاتب المستقل هو الذي يترك مسافة واحدة لا مسافات متفاوتة بينه وبين الآخرين إن كانوا أنظمة أو أحزاب موالية أو معارضة أو شخصيات اعتبارية أو غير ذلك حتى أنه يمكن اعتبار الكاتب نصف موالٍ ونصف معارض فيما يتعلق بالجميع..! أي أنه ناقد ايجابي في موقف معين وناقد سلبي في موقف أخر..!
الكاتب المستقل يتخذ هذه الصفة ( الاستقلالية ) لأنه لا يعمل بشكل مباشر ومنظم في السياسة، ولا ينتمي لفريقٍ بعينه، ولا يوالي السلطة بغضِّ النظر عن هويتها وشخوصها، وإن كان يمتدح بعض مواقفها في بعض القضايا، فهذا لا يحوله إلى كاتبٍ موالٍ لأن المسافة بين الكاتب المستقل وبين السلطة لا تختزل أو تتناقص وإلا فإنه يفقد استقلاليته، ويتماهى معها، ويصبح مجرد بوق سلطوي..!؟ وهو أيضاً لا يعارضها بالمطلق فيتماهى مع هذا المعارض أو ذاك و يصبح مجرد بوق معارض..! ولأنه مستقل، فهو لا تعنيه الأسماء، ولا الألقاب..! فأنا على سبيل المثال وككاتب مستقل أنحاز لقيم بعينها وما يعنيني بالدرجة الأولى هو مدى مصداقية الأخر في مقاربة هذه القيم التي أؤمن بها ولنقل إنها تتعلق بثلاثية الوطن، والحرية، والعدالة..! وهذه المصداقية لا تتحصل إلا من خلال الممارسة فما هو نظري ليس معياراً كافياً بحدِّ ذاته لأنه قد يظلُّ إنشاء جميلاً كما علمتنا التجارب.!؟ وإن كان من الطبيعي أن لا تحترم سلطة مثل هذه الاستقلالية فإنه من غير الطبيعي أن تفعل ذلك أحزاب معارضة تنادي بالديموقراطية فهي بذلك تقدم دليلاً ملموساً على عدم مصداقيتها..! إنه لمن المفترض أن تتدرب وهي بعيدة عن مركز القرار على تقبل النقد بكل أشكاله حتى الذي قد لا تستفيد منه صوناً منها لتكريس مبدأ حرية التعبير الذي تعاني هي منه، وتعتبره مطلباً حيوياً لحياة سياسية سوية تعمل من أجلها.!
الكاتب أو المثقف حين لا يكون مستقلاً يتحول إلى فقيه عند هذه السلطة أو تلك، أو عند هذا الحزب أو ذاك، وهذا يعني أن همه ليس الحقيقة بل الوظيفة والمصلحة..! ومن نافل القول إن مثل هذا الكاتب أوالمثقف لا ينتظر اعترافاً من أحد إذ أن ذلك سوف يعني اختزال القضية إلى مسألة اعتراف متبادل، ويفقد على أثرها دوره المفترض، وسيكون ذلك بالضرورة على حساب القيم التي يدعي الانحياز إليها وعلى حساب الحقيقة التي هي مقصد مثقف وكاتب.!
ما يجري على أرض الواقع بعيد عن كل ما تقدم فلا السلطة ترضى بهذا الحيِّز الذي يتمسك به المستقل.. ولا الأحزاب السياسية بكل أطيافها ترضى بذلك كما تدلل على ذلك طريقة تعاطيها مع الرأي النقدي..! وهكذا نرى الجميع ينظرون إلى المستقل الذي لم يسجل في خانتهم بروح العداء، وعقلية التعسف، وذلك ناجم عن غياب ثقافة الحرية والحداثة.. وتردي منسوب التحضر والتمدن..! فالكاتب المستقل ليس عدواً لأحد.!؟ والقضية، ليست قضية خصام ومناحرة فهو لا يبحث عن مقعد في قطار وإلا لكان تخلى عن استقلاليته وركب مع الراكبين، أو طبل مع الطبالين..!؟
صحيح أنه توجد معايير واضحة ومحددة لمقاربة هذه الإشكالية، غير أن ما هو صحيحٌ أيضاً أن لكل شخص أسلوبه الخاص، ولغته الخاصة، وتكنيكه الخاص، أما ما هو أكثر أهمية من بعض التفاصيل التي يقف عندها هذا أو ذاك، هو أن نتدرب على التعاطي مع مفردات الديموقراطية بالكيفية ذاتها التي نطالب بها فالديموقراطية ليست نشيداً يُغنى وحسب..!؟
بقي أن نشير إلى ما يحدث في الإعلام الالكتروني ويعكس مقدار حقيقة المصداقية التي تكلمنا عنها..! فما تقوم به بعض المواقع الإعلامية الخاصة أو الناطقة باسم أحزاب أو غير ذلك، والتي يدعي أصحابها تعلقهم بالديموقراطية والعمل في سبيلها، يلحق أشد الضرر بقضية الديموقراطية وتعزيز ثقافة الديموقراطية ، فمع أن هذه المواقع لا تقدم أي شيء للكتاب الذين يساهمون في تعمير مواقعهم ورفدها بما يعزز استمراريتها، تراهم يحجبون كل رأي لا يتوافق مع رأيهم أو سياستهم، أي أنهم يكشِّرون عن أنيابهم وهم لا يزالوا بلا أنياب فكيف لو ُقدِّر لمثل هؤلاء أن ( يستنيبوا ) أي أن تصبح لهم أنياب كالتي يتكلمون عنها، ويشكون من شراستها..!؟



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذن: ننام على عسل..!؟
- فرسان ( الشنق ) الأوسط الجديد..!؟
- القلاب غير الصالح في الشرق الأوسط..!؟
- حول الوسواس والاستئناس..!؟
- الليبرالية البدوية..!؟
- حاخامات آوادم ومشايخ أخر زمن..!؟
- المختصر في علم المساطيل.. وما يدهش الرعية..!؟
- هو السحر لكن من هو الساحر..!؟
- جماعة الإخوان الكلكاويين في جوهر..!؟
- حركة العدالة والغباء..!؟
- زمن الضفادع العربية..!؟
- والاعتقال أيضاً سنة..!؟
- العشق سنة شريفة..!؟
- قناة الآه أه..إني إني..!؟
- كوفي عنان وتصريف الأعمال..!؟
- مأزق العلمانيين العرب..!؟
- فاروق جود.. صورة البورجوازي الأصيل..!؟
- هل تنسحب موريتانيا متن الجامعة العربية..!؟
- تخزين الديموقراطية على الطريقة اليمنية..!؟
- خصيان الخليفة.. والخصيان الجدد..!؟


المزيد.....




- فندق فاخر في أبوظبي يبني منحلًا لتزويد مطاعمه بالعسل الطازج ...
- وفاة 61 شخصا في تايلاند منذ مطلع العام بسبب موجة حر شديدة تج ...
- زعيم الحوثيين يعلق على موقف مصر بعد سيطرة إسرائيل على معبر ر ...
- بعد صدمة -طفل شبرا-.. بيان رسمي مصري ردا على -انتشار عصابات ...
- المزارعون البولنديون ينظمون اعتصامًا في البرلمان بوارسو ضد و ...
- فيديو: ملقيًا التراب بيديه على التابوت... زعيم كوريا الشمالي ...
- تكثيف الضربات في غزة وتحذير من -كارثة إنسانية- في رفح
- باير ليفركوزن.. أرقام غير مسبوقة وأهداف في الوقت القاتل!
- من أين تحصل إسرائيل على أسلحتها ومن أوقف تصديرها؟
- مستوطنون يقطعون الطريق أمام قافلة مساعدات إنسانية متوجهة إلى ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جهاد نصره - حول التساؤلات المشروعة.. وغير المشروعة..!؟