أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد هجرس - ألغاز إنجليزية














المزيد.....

ألغاز إنجليزية


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1641 - 2006 / 8 / 13 - 10:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أعلنت السلطات البريطانية أمس الأول، عن احباط مخطط ارهابى، قالت أنه كان يتضمن تفجير طائرات ركاب أثناء تحليقها فى الجو بين بريطانيا والولايات المتحدة، كما أعلنت عن اعتقال 24 شخصا من المشتبه فيهم من أصول باكستانية، "أى أنهم مسلمون"، وصفهم الرئيس الأمريكى جورج بوش بأنهم مسلمون فاشيون.
ولا أعرف اذا كان هذا المخطط الارهابى حقيقة أم فبركة.
وهذا التشكك ليس وليد التفسير التأمرى الذى أصبحنا نحن العرب متهمين بأدمانه (رغم أننا نعيش مؤامرة معلنة ومكشوفة).
وإنما هو نابع عن امرين أساسيين:
الأول خاص بالتوقيت، حيث تم كشف النقاب عن هذا المخطط فى اوج احتدام العدوان الإسرائيلى على لبنان، وافتضاح التواطئ الأمريكى البريطانى مع هذا العدوان الإجرامى، حيث لم تكتف إدارة بوش وذيلها الانجليزى بتوفير الغطاء السياسى لهذا العدوان، بل حاولتا – ولا تزالان – استخدام مجلس الأمن لكى تحصل إسرائيل بالدبلوماسية ما عجزت عن تحقيقه بالسلاح.
فى هذا الوقت بالذات يتم فرقعة هذه الأنباء المثيرة التى تؤلب الراى العام على المسلمين جميعا ومن بينهم حزب الله بطبيعة الحال، وتصويرهم على أنهم ارهابيون لا يستحقون سوى التدمير الجماعى.
الأمر الثانى: هو ان التجربة قد علمتنا ان معلومات أجهزة المخابرات الأمريكية والانجليزية فى مثل هذه الظروف ليست فوق مستوى الشبهات لأنها تصل إلى حد الفبركة والاختلاق المتعمد بهدف تضليل الراى العام المحلى والعالمى.
وهذا هو ما حدث أبان التخضير لشن الحرب على العراق حيث تسابقت أجهزة المخابرات الأنجليزية والأمريكية فى تزوير معلومات تؤكد وجود أسلحة دمار شامل فى العراق بوسع صدام حسين إطلاقها وتهديد العالم بأثره بها فى غضون 45 دقيقة.
فإذا كان قد ثبت الدليل القاطع كذب هذه المعلومات السابقة التى حاولت تبرير غزو العراق فما الذى يجعلنا نصدق المعلومات الحالية، خاصة وأن كل استطلاعات الراى العام فى انجلترا تبين أن الاغلبية الساحقة للشعب البريطانى رفضت انسياق رئيس وزرائه بلير وراء الإدارة الأمريكية فى تأييد العدوان الإسرائيلى على لبنان.
إذا : التشكك فى هذا المخطط الإرهابى له ما يبرره، ومع ذلك فإنه لا يجب ان يتم تسخير هذا التشكك المشروع فى أنه تبرير للإرهاب أو تغطية عليه.
الفارق كبير بين المقاومة الوطنية المشروعة التى تمارسها الفصائل المختلفة لحركة التحرر الوطنى ومنها حزب الله، وبين هذه العمليات الارهابية الاجرامية التى تقوم بها جماعات أما مشبوهة وعميلة لأجهزة مخابرات أمريكية وانجليزية، وأما جماعات متعصبة وعمياء سياسيا لا تستطيع أن تمير بين النضال الوطنى المشروع وبين القتل العشوائى الذى ينتمى إليه تفجير طائرات الركاب المدنية، لأن الضحايا فى مثل هذه العمليات الغبية هم مواطنون عاديون قد نكون أنا او أنت من بينهم، وقد يكون من بين هؤلاء الركاب مؤيدون لقضايا الشعوب، فضلا عن أغلبية المسافرين المدنيين أناسا لا ناقة لهم ولا جمل فى هذه الصراعات السياسية، وحتى اذا كانوا مواطنين انجليز وأمريكان فأنهم لا يتحملون مسئولية جرائم بلير وبوش بل أن الغالبية العظمى منهم يعارضون السياسات الاستعمارية لحكومتيهما، وكما رأينا مؤخرا بأن المظاهرة الحاشدة التى خرجت إلى شوارع لندن تندد بالعدوان الاسرائيلى على لبنان لم يحدث عشر معشارها فى العالم العربى.
وبالاضافة إلى افتقار مثل هذه العمليات الارهابية إلى أى معيار من معايير العدالة، فإنها تضر المقاومة الوطنية ولا تنفعها، حيث تستخدمها القوى الاستعمارية كذريعة لخلط الأوراق وتشويه خط الكفاح الوطنى.
من ناحية أخرى، وسواء كانت معلومات أجهزة المخابرات البريطانية حقيقية أم مفبركة فأنه ليس من الصعب توقع موجة جديدة من الارهاب الاعمى اذا ما أمعنى العدوان الاسرائيلى على لبنان وفلسطين فى تجاوز كل الخطوط الحمراء وارتكاب المذابح واعمال الابادة الجماعية ضد المدنيين واستمرار تذرع المجتمع الدولى بالصمت إزاء هذه الجرائم، لان هذا الصمت يعنى غض الطرف عن ابشع شكل من اشكال الارهاب الا وهو ارهاب الدولة، الأمر الذى يشجع على الارهاب المضاد، لأنه فى ظل غياب احترام القوانين والاعراف الدولية والانسانية نفتح الأبواب أمام شريعة الغاب.
فهل نجهل القوى الكبرى هذه الحقيقة البسيطة: أم أن هذا ما تقصده بالضبط خلال ترويجها لما تسميه بـ (الفوضى البناءة)؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 13ساعة أجازة من حرب لبنان.. فى -مصيف- أسيوط
- -العدوان الثلاثى- الثانى .. والصمت العربى المزمن
- القاع
- شافيز .. أكثر عروبة من العرب
- مجزرة قانا: أكثر من نذالة أخلاقية .. وأقل من استراتيجية ذكية
- لعنة قانا
- مذبحة قانا فى ماسبيرو
- صورة حية من العراق إلى المعجبين بالديموقراطية تحت سنابك الاح ...
- مقاومة العدوان الإسرائيلي أولى بالرعاية من -كاترينا
- نصف قرن علي تأميم قناة السويس
- مأزق المراهنين على قراءة نعى المقاومة
- حكومة .. هوايتها زيادة نكد المواطنين
- إسرائيليون.. أفضل من المارينز العرب
- العراقيون يختلفون فى القاهرة على كل شئ.. ويتفقون على طلاق أم ...
- الطابور الخامس
- مقاومة المقاومة!!
- حسن نصر الله يستحق اللوم
- -المغامرة - الإسرائيلية الجديدة.. تحلم بنهاية التاريخ وامتلا ...
- يفضلونها -جارية- .. ونريدها -صاحبة جلالة-
- من حق الجماعة الصحفية أن تفرح.. وأن تواصل مسيرة الأحلام


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد هجرس - ألغاز إنجليزية