أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - فيدرالية الحكيم مدخل للحرب الأهلية وتمزيق العراق















المزيد.....

فيدرالية الحكيم مدخل للحرب الأهلية وتمزيق العراق


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1636 - 2006 / 8 / 8 - 11:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مابرح السيد عبد العزيز الحكيم يردد في كل مناسبة متاحة دعواته المتحمسة لإقامة ما يسميه فيدرالية الجنوب والوسط ، ويعرب عن تصميمه لتحقيق هذا الهدف المشبوه ، في محاولة لإقامة كيان طائفي مرتبط بدولة ولاية الفقيه التي يقودها ملالي طهران ، و يهدف للتربع على عرش هذا الكيان المنشود، ويهيمن على أهم موارد العراق من ثروته النفطية ، ويسيطر على المنفذ الوحيد للعراق على الخليج العربي والعالم الخارجي ، تنفيذاً لأجندة إيرانية صرفة على الضد من مصالح العراق وشعبه .
هكذا إذا يريد السيد الحكيم تقسيم العراق على أساس طائفي مقيت كي يقود الشعب العراقي إلى حرب طائفية مفجعة ،حيث لن يسكت الشعب العراقي على تمرير هذا المشروع الخبيث ، وسيقاومه بكل ما أوتي من قوة .
إن الحرب الطائفية آتية لا محالة إن تسنى لعبد العزيز الحكيم ومنظمته الإرهابية بدر أن ينفذ أجندته هذه ، وهي إن اشتعلت فسوف لن يكن في وسع احد إطفائها ، في الوقت الذي يقاسي فيه من ويلات جرائم الإرهاب الذي يمارسه العفالقة من أيتام النظام الصدامي من جهة ، وميلشيات الأحزاب الطائفية الشيعية المتمثلة بمنظمة بدر وجيش المهدي وثار الله وحزب الله وغيرها من المنظمات المشبوهة والتي هي أدوات طيعية بيد حكام طهران .
ولا شك إن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة لما حدث وقد يحدث في العراق ، فهي التي سمحت لهذه المنظمات الإرهابية أن تهيمن على الشارع العراقي بقوة السلاح ، وهي التي أقامت مجلس الحكم على أساس طائفي ، وأعقبته بانتخابات قائمة على أساس طائفي كذلك ، وسن دستور طائفي ، وتشكيل حكومة طائفية .
لم يكن الشعب العراقي مهيئاً للإنتخابات ، وهو الذي حُرم من الديمقراطية طيلة عقود عديدة ، حيث سيادة الحزب الفاشي الواحد والقائد الدكتاتور الواحد ، والعنف الذي لا مثيل له ، الذي استخدمه في قمع حقوق وحريات الشعب ، وفرض الطاعة العمياء لسلطته الغاشمة عليه .
وهكذا جاءت الانتخابات على أساس طائفي من جهة وقومي من جهة أخرى ، واستغلت الأحزاب الطائفية الشيعية معانات الطائفة على أيدي عصابات صدام حسين وأجهزته القمعية لكي تضمن أصواتهم ، فيما صوت أبناء القومية الكردية لقوميتهم بعد كل الذي أصابهم من نظام طاغية العصر صدام وحزبه الفاشي ، ولم يكن لبرامج الأحزاب السياسية وخططها المستقبلية أي دور في نتائج الانتخابات التي جاءت بمجلس يكرس الطائفية ، ويخلق استقطابا خطيراً يهدد بصراع طائفي .
ومما زاد في الطين بله أن يجري على عجل تشريع دستور دائم على أيدي نفس القوى الطائفية ، فجاء الدستور طائفي المحتوى رجعي التوجه من خلال فرض العديد من المواد والبنود المتعلقة بالشريعة .
وتبعاً لنتائج تلك الانتخابات تشكلت حكومة طائفية لا يمكن أن تلبي طموحات الشعب العراقي في الديمقراطية الحقيقية وحقوق الإنسان ، وحرياته الشخصية والعامة ، بل لقد تمادت الأحزاب الطائفية وميلشياتها في الإعتداء على الحريات الشخصية والدينية للمواطنين من خلال عمليات القتل والتهجير للأخوة المسيحيين والصابئة ، ومن خلال فرض نمط الحياة المتخلف على المرأة العراقية بفرض الحجاب عليها ، وقد تعرضت المرأة التي خالفت هذا الفرض للقتل والخطف والإرهاب ، وتحولت مدارس العراق إلى حسينيات وجوامع لتعميق التخلف في المجتمع العراقي ، واتخذ الإرهابيون من الجوامع والحسينيات قواعد ومراكز للإرهابيين ومخازن للأسلحة التي تستخدمها في تنفيذ جرائمهم بحق المواطنين ، وكل ذلك جرى ويجري باسم الدين ، والدين برئ من أفعال هذه العصابات المتخلفة وقياداتها التي تسلطت على شعب العراق بقوة السلاح ، فلم يعد المواطن يأتمن على حياته حتى وهو في بيته ، وأعادت هذه العصابات شعب العراق القهقرى مئات السنين .

فهل هذه هي الديمقراطية التي وعدت الولايات المتحدة بها شعب العراق ؟
تخلف لا حدود له ، طغيان عصابات الأحزاب الدينية الشيعية والسنية، جرائم الاختطاف والقتل والاغتصاب الذي يجري على الهوية ، وجرائم السيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي تطحن بأبناء الشعب بالمئات كل يوم ، ناهيك عن فقدان سائر الخدمات الضرورية من كهرباء وماء صالح للشرب وصرف صحي ورعاية صحية ، وفقدان الوقود والغاز السائل في بلد الخزين النفطي الأول في العالم !!! .
لقد أوصلتم الشعب العراقي إلى درجة مخيفة من التخلف والوحشية والسادية حيث يقتل السني أخاه الشيعي ، ويقتل الشيعي أخاه السني بدم بارد
وكل ذلك يجري باسم الدين !!!
فأي اعتداء وتجاوز على الدين هذا الذي يجري بإسمه ؟
أي دين هذا الذي يقبل هذا السلوك المشين ، وهذه الوحشية التي جاوز وحوش الغاب ؟
هل رأيتم وحشا يأكل بني جنسه بهذه السادية والوحشية المفرطة حيث جثثت المواطنين بالعشرات تلقى في الطرقات والشوارع وفي نهر دجلة والفرات ومشاريع الصرف الصحي كل يوم وقد قطعت رؤوس أصحابها ومُثل بها ؟
أننا لو شبهنا هذه الوحوش البشرية بوحوش الغاب فإننا نظلمهم والله ، فالأسد أو النمر لا يهاجم الفريسة إلا عندما يجوع كي يبقَ على قيد الحياة ، لكنه لا يهاجم عندما يكون شبعاناً ، أما هذه الوحوش البشرية فلا تشبع من الدماء ، بل لا ترتاح ، ولا تتلذذ إلا بممارسة عمليات القتل بالجملة !!!.
كيف نفسر سلوك وحشٍ آدمي بفجر نفسه في فاتحة مقامة على روح ميت ليحول العشرات إلى أشلاء ؟
كيف نفسر سلوك وحش آدمي يختار أكبر تجمع بشري ليفجر سيارته المفخخة بهم ويحولهم إلى أشلاء تغرق ببركة من دماء ؟
لم اشهد في حياتي التي جاوزت ثلاثة أرباع القرن أبدا مثل هذا السلوك المتوحش والسادي الغريب على مجتمعنا تماما.
إن وراء هذا السلوك دوافع سياسية وليست دينية أبداً ، فالدين لا يمكن أن يرتضي بهذا السلوك المشين .
إن البعثيين يرومون من وراء أفعالهم المجرمة استعادة السلطة ، ذلك الفردوس المفقود الذي تنعموا بظله 35 عاماً على حساب بؤس وعذابات الشعب المهضومة حقوقه بالعنف والقوة ، والأحزاب الطائفية تسعى لقيام كيان طائفي في محافظات الجنوب والوسط كما يصرح عبد العزيز الحكيم ،تنفيذا لأجندة إيرانية خبيثة ، ولا تتوانى مليشياتهم عن القيام بكل الأفعال الإجرامية من أجل تحقيق هذا الهدف المشبوه ، والذي يتعارض ومصالح الشعب العراقي ووحدته الوطنية . إن كل من يسعى لتمزيق العراق يقترف خيانة وطنية ولا بد أن يحاسب عليها مهما طال الزمن .

أيها الأمريكيون المحتلون لعراقنا الحبيب إرفعوا أيديكم عن شعبنا ، فكل المصائب والويلات التي حلت بالعراق وشعبه من صنع أيديكم .
أنتم من خلق لنا حزب البعث ومكنه من السطو على السلطة عام 1963 وعام 1968 .
وانتم من أمر صدام بشن حرب الخليج الأولى على إيران ، تلك الحرب الكارثية التي أتت على الحرث والنسل ، ودمرت البنية الاجتماعية والاقتصادية ، واستنزفت ثروات ومدخرات البلاد .
وانتم من نصب الفخ لنظام الطاغية ليغزو الكويت ، وأشعلتم حرب الخليج الثانية لكي تجردوا الجيش العراقي من أسلحته بعد أن أنهى مهمته بحرب إيران نيابة عنكم .
وانتم من فرض الحصار المجرم على شعب العراق دون صدام وزمرته المجرمة ، وجوعتم شعبنا ، وحطمتم بنيته الاجتماعية ، وخلقتم هذه الوحوش الكاسرة التي تأكل أبناء جلدتها .
وأنتم من خرب العراق بحرب الخليج الثالثة ، وأوصلتم العراق إلى هذا الخراب المفجع مادياً وبشريا .
وانتم من نشر الطائفية والشوفينية بين أبناء الوطن الممتزجة دماءهم مع بعضها ، فعاد الشيعي يقتل السني والسني يقتل الشيعي ، أي عار لحق بكم وبديمقراطيتكم الطائفية المقيتة ؟؟
أنتم لم تأتوا بجيوشكم لتنقذوا شعبنا من براثن نظام صدام القمعي الفاشي ، بل جئتم من أجل احتلال العراق ، واستعباد شعبه ،ونهب ثرواته النفطية .
لقد استحقيتم وبامتياز صفة كونكم أعداء الشعوب .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان ضحية حرب إجرامية
- ينبغي رفع الحيف الذي لحق بالأكراد الفيليين وإنصافهم
- ثورة 14 تموز بين حامد الحمداني والدكتور فواز غازي حلمي
- ثورة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها واغتيالها
- إلى أي مصير تقودون العراق وشعبه ؟
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الرابعة والأخيرة
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الثالثة
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز-الحلقة الثانية
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الأولى
- حذار قبل أن يأتي الطوفان
- حكومة إنقاذ وطني علمانية مستقلة هو الحل
- تسييس الدين يفسد الدين والسياسة
- ماذا يريد الجعفري ؟
- تحية للحزب الشيوعي العراقي في عيد ميلاده الثاني والسبعين
- العراق والثروة النفطية والمطامع الإمبريالية
- مسؤولية الولايات المتحدة عن المأزق العراقي الراهن
- جريمة حلبجة ومسؤولية النظام الصدامي والمجتمع الدولي
- الأحزاب السياسية العراقية وسلال عنبها
- المخدرات وأخطارها على ابنائنا المراهقين
- واقع المرأة العراقية يتطلب نضالاً دائباً لتحقيق طموحاتها في ...


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - فيدرالية الحكيم مدخل للحرب الأهلية وتمزيق العراق