|
الفرق بين: من ضيع الذهب ومن ضيع الوطن
جاسم الرصيف
الحوار المتمدن-العدد: 1636 - 2006 / 8 / 8 - 07:20
المحور:
كتابات ساخرة
كشكول عراقي : أغنية الفنان العراقي سعدون جابر : ( أللّي مضيّع ذهب بالسوق الذهب يلقاه !! بس اللّي مضيّع وطن وين الوطن يلقاه ؟! ) جنحت مفرداتها القديمة على واقع الحال الجديد في سوق الذهب العراقي وحال الوطن بكل أجنحته القديمة والجديدة في آن ، كما لو كانت نبؤة مبكّرة بما نراه ألآن على شارع عراقي فرشه الدم البرئ المستباح على رحلات البحث عن ( الوطن الضائع !! ) في إجتماعات دول الجوار الحسن وغير الحسن ، على أطراف حكايات كان آخر رواتها السادة جواد ، أو نوري ، المالكي ومحمود المشهداني وهوشيار زيباري ، وهم ممن ضيّعوا ذهبا ً للعراقيين لايمتلكون حق تضييعه ، وضيّعوا وطنا ً فقدوا الحق في تمثيله .
وظفت الحكومة الحالية ، ومعها متعددة الجنسيات التي تتناقص جنسياتها شهراً بعد آخر ، كل التسميات ذات المعاني الرنانة الطنانة ( لحفظ ألأمن !! ) في وطن ( ضاع !!؟؟ )بين بساطيل الجنود ألأجانب والسواح الذين دخلوه دون تأشيرات دخول ، وكانت آخر التسميات ( معا إلى أمام !! ) على وقع طبول أكثر من ( 70 ) ألفا ً من الجنود ، متعددي الجنسيات ، مدججين بأفضل أنواع ألأسلحة في العالم ، في بغداد وحدها !! ولكن قوات حفظ ألأمن هذه أثبتت ، حالها حال خططها ألأخرى ، أنها عاجزة عن حماية رجل دجاجة في ( دار السلام ) وأنها ( تتقدم ) حقا ً ( إلى ألأمام ) في طريق البحث عن وطن مازال مفقودا ً ، بدلالة 1595 جثة لمواطنين عراقيين أبرياء حصدتهم ألأحقاد ، أيا كانت تسمياتها ، خلال الشهر الماضي ، في ظل الخطة الجديدة التي وصفت بالأكبر !! .
قديما ً قالت العرب : ( درء المفاسد أولى من جني النعم ) ، ولكن مانراه على ماتبقى من معالم بغداد ( دار السلام ) ، التي عرفناها في زمن وشكل آخر ، هو أن الحكومات ( الوطنية ؟! ) التي ورثت العراق شكلا ً وفقدته مضمونا ً قلبت الميزان ، فصارت ألأولوية ( لجني النعم ) ، و( درء المفاسد ) آخر ألإهتمامات عند الفاسدين ، لأن تجارالخردة السياسية مازالوا يبيعون نثار الوطن لمغتصبي ألأعراض وفرق الموت ولكل وافد من دول العالم يريد شيئا منه ( للذكرى ) ، أو لتصفية حساب قديم أو جديد مع أعدائه القدامى أو الجدد على ساحة ( الخراب !!؟؟ ) الديمقراطي الممتدة على طول وعرض خارطة العراق حيث تعمل مباضع الطائفية والقومية العنصرية التي أنزلها بريمر لمريديه على تقسيمها إلى إقطاعيات خاصة بجناة الذهب على فرصة إنفلات المفاسد .
ومن ألأكيد أن لا أحداً من ( العراقيين الوطنيين ) الذين بحثوا عن العراق في مؤتمرات دول الجوار الحسن وغير الحسن ، واللقاءات العلنية والسرية حول ( الوطن الضائع ) ، قد راجع أغنية سعدون جابر وهو يقيم في المنطقة الخضراء ألآمنة من أبناء هذا ( الوطن المفقود ) ، بدلالة أن جميع ألأطراف المعنية ، فاعلة ومفعول بها وبين بين ، لم تجد العراق بعد وهي في العراق !! ولأنها مازالت تتعامى ، أو تتغابى ، عن السبب الحقيقي لغياب هذه الكينونة المقدسة : الوطن !! والسبب هو ببساطة لاتحتاج إلى تفرد في عبقرية : ( المحاصصة ) اللئيمة التي وقع هؤلاء يوم أقروا لبريمر فعلته الجريمة على شكل ( قانون إدارة الدولة العراقية ) فضاعت الدولة وضاع الوطن حالما بصم ألأتباع والمريدون على تضييع العراق بين أقدام العوائل التي ناضلت على ظهور الدبابات ألأمريكية .
حسنا !! . وظفتم كل ّ التسميات ، وخلقتم كل أنواع المرجعيات الطائفية والقومية ، وفقعت في ديمقراطيتكم أحزاب ، ونوّرت شخصيات كانت نكرات في تأريخ العراق ، ولم تبقوا نوعا ً من المؤتمرات ولا نوعا ً من المؤامرات ، لم توظفوه من أجل الحصول على ( الوطن ) !! . ولكن ماذا قبضت الحكومات ( الوطنية ) من المنطقة الخضراء وماذا قبضت من ( الوطن ) ؟! . لاشئ !! . لاشئ غير المزيد من المجازر البشرية متعددة الجنسيات !! وغير السقوط المستمر في وحل المرجعيات ، كل المرجعيات بما فيها مرجعية السيستاني والضاري والحكيم والصدر والدليمي والطالباني والبارزاني وغيرها ، التي غادرت ( الوطن ) وهي على أرضه منذ اللحظة التي عجزت فيها عن وقف حمام الدم العراقي على مذبح المحاصصة الطائفية والقومية العنصرية !! ومنذ اللحظة التي تآمرت فيها على فيدراليات تمهد لتقسيم العراق ، ومنذ اللحظة التي أقرت فيها هكذا نمط مشوه من الديمقراطية يستغبي المواطن العراقي بمسميات فارقت معناها على مبناها قبل مفارقتها لمعناها على ألأرض المفروشة بدماء ألأبرياء .
ولايمكن ألآن إلا أن ننصح هؤلاء ( الوطنيين ؟! ) ومن كل ألأطراف ، الفاعلة والمفعول بها وبين بين : إسمعوا أغنية ( الّلي مضيع ذهب .. ) وعوا المقطع الهام منها .
#جاسم_الرصيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فضائح مدرسة الديمقراطية العراقية
-
سنة رابعة مضحكات مبكيات
-
كشكول عراقي : القرود الثلاثة
-
كشكول عراقي : ياما جاب الغراب لأمّه
-
كشكول عراقي (10 ) : - قوّات الحسين
-
حكم أيراني بالاعدام على الثقافة العراقية
-
شلش العراقي
-
مابعد العولمة العراقية !! - مقطوعات في السخرية مما يجري
-
ما جناه ألإمام من المحاصصة
-
كشكول عراقي - 9
-
كشكول عراقي - 8
-
كشكول عراقي -7
-
كشكول عراقي - 6
-
كشكول عراقي -5
-
كشكول عراقي - 5
-
كشكول عراقي - 4
-
كشكول عراقي - 3
-
كشكول عراقي - 2
-
كشكول عراقي - 1
المزيد.....
-
وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف
...
-
-الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال
...
-
-باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
-
فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
-
مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
-
إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|