أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باقر الفضلي - خطاب ألسلم أم خطاب ألحرب..!















المزيد.....

خطاب ألسلم أم خطاب ألحرب..!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1631 - 2006 / 8 / 3 - 11:09
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما ألذي يريده لبنان وما ألذي تبتغيه إسرائيل..؟!

عشرون يوماّ مضت على سعير ألنار ألمتقدة في ألأراضي أللبنانية، ولا من أحد من كتابنا ألمحترمين وأنا أحدهم، من أتعب نفسه وأجاب على تساؤلنا هذا بما يطفيء لوعة المواطن ، ألذي يحترق أساّ على ما يدور في لبنان، أو لوعة ألأم أللبنانية ألتي تشهق غضباّ وغيضاّ ألى ألسماء لفقد وليدها، أو لوعة ألشيخ ألذي قصمت ظهره شضايا ألموت ألمتطايرة في كل مكان، أو رجفة ألخوف ألتي تلصق ألأطفال في أحضان أمهاتهم في ألمخابيء..!

نحن ألكتاب ، إن قيض لنا ذلك، عزفنا عن ألبحث عن ألحقيقة، وأسدلنا ستر ألضياع وألضبابية على مشهد ألموت ألذي يجتاح لبنان فأحالها ألى أرض محروقة، ليس أبعد منها هيروشيما أو ناكازاكي..!
غير آبهين بما يدور في لبنان، ولم تشغلنا ألمحرقة ألتي تسعر نارها إسرائيل بألمزيد من حمم ألجحيم، بقدر ما نحن مشغولين ، بألحمم ألتي نتقاذفها بعضنا ضد ألآخر؛ من سعير ألكلمات ، وألشتائم ألنارية. فحربنا ألتي نخوضها ،نحن ألكتاب، وبأمتياز، أقسى وأمر من جحيم ألنار ألتي يستعر بلهيبها أطفال لبنان ونساءه وشيوخه ، وألدمار ألذي تتعرض له مدنه وقراه، وحضارته وضياعه. إنها حرب من نوع آخر؛ حرب من ألوضاعة، ما تأنف له ألنفوس، وترفضه ألقيم ألأنسانية..!
ألنار تستعر في كل لبنان ونحن مشغولون بألبحث عن مشعليها، تتقاذفنا أمواج ألأتهامات، ويشدنا سوء ألظن. لا نملك ألدليل ولكن تحكمنا ألشبهات..!
إختلافنا في ألرأي ، طريقنا ألى ألحقيقة، ولكن حيث تشتعل ألنار، مهددة ألبيت وأهله ، فلا سبيل ألى ذلك، إلا بإطفاء ألنار وإنقاذ ألحرث وألضرع وحماية أرثنا ومستقبلنا من دمار محقق، ليس بعده غير ألندم وألحسرة.
ألبيت يشتعل ويزداد إشتعالاّ، ونحن نغرق ونغرق أكثر وأكثر في دوامة خلافاتنا، محولين ألجهد لأخماد ألنار ألى حرب نجر بعضنا بعضا ألى وطيسها، ونجر وراءنا ألالاف من ألقراء ألمتلهفين لما نقول وما نعتقد وما نفكر، فلن يجدوا غير ألشتم سلاحنا وألكراهية محركنا..!؟

وما نعتقده من أن سليط ألكلام ضد بعضنا ألبعض، هو ألطريق ألى إطفاء النار ألمشتعلة في لبنان، سنكون واهمين مهما إختلفنا، فلا أجد فيه غير زيت نسعر فيه جحيم ألنار ونزيدها إشتعالا..وما تحويلنا بعض مواقع ألأنترنيت، وبعضها من يضع نفسه في ألصدارة، ألى ساحات للقتال و للنيل من ذواتنا ، مستخدمين غث ألكلام، إلا تعبير عن حربنا ألداخلية، ألتي لم يجن ربحها سوى تلك ألمواقع لما تدره عليها من أرباح ألإثارة وألتهييج ألعاطفي، أما ألقراء فليس لهم من نصيب غير خيبة ألأمل وضياع ألوقت ، وألأنسياق وراء عواطف لا تبصر غير طريق واحد، ولا تجد فينا غير قادة قد أضاعوا بوصلة ألطريق فأصبحوا يخبطون خبط عشواء ..!

ليوم مضى، خاطب رئيس ألوزراء ألأسرائيلي (أولمبرت) مواطنيه، داعيا إياهم ألى ألتماسك وألثبات، وطمأنهم بضمان سلامتهم وأمنهم من ويلات ألحرب. ولكن كيف وبأي طريقة..؟
ألمزيد من ألقتل، ألمزيد من ألدمار وسفك ألماء، ألمزيد من قتل ألأطفال. بهذا ألمنطق ألنيروني ، خاطب (أولمبرت) مواطنيه، موعداّ أياهم بألسلام وألطمأنينة، ولا يهمه بعد ذلك، كم ستلتهمه آلة ألحرب في لبنان أو في إسرائيل، وكم سيدفع أللبنانيون وألفلسطينيون وألأسرائيليون من ألضحايا، ثمناّ للسلام وألطمأنينة ألأسرائيليتين..؟! وما هي حدود ألموت ألتي يخطط لها (أولمبرت)، وأين منتهاه..؟!

بهذا ألخطاب ألداعي ألى ألمزيد من إراقة ألدماء وألتدمير، واجه رئيس ألوزراء ألأسرائيلي ألعالم، غير آبه بما تجره هذه ألحرب من ويلات ودمار وآلام ، ليس فقط على أللبنانيين و ألفلسطينيين وحسب، بل إنه بخطاب ألحرب هذا يدفع أطفال ألأسرائيلين وأمهاتهم وشيوخهم وكل ألشعب ألأسرائيلي ألى مطحنة ألحرب، ألتي لا تبقي ولا تذر، ثمناّ لغلواء ألقادة ألعسكريين وإرضاء لليمين ألأسرائيلي ألمتطرف..!

فألسلم وألطمأنينة لا يمكن أن يجدا طريقهما ألى ألوجود عن طريق ألحرب وألتطرف وألتطرف ألمضاد، ألعنف وألعنف ألمضاد..! إن ألطفل ألذي يسقط في (قانا) هو نفسه ألطفل ألذي يسقط في (حيفا) وكليهما يملكان ألحق في ألحياة..! وألقذائف ألتي تسقط في حيفا وعكا وألجليل، هي نفسها التي تسقط في صور وصيدا وبيروت، لا تميز بين دين ودين ، بين جنس وجنس، بين عرق وعرق، بين مذهب ومذهب، إنها جميعا تحمل علامة ألموت، إنها بكماء لا تعي ولا تبصر..!

إن وقف أطلاق ألنار هو ألطريق ألوحيد لدرأ ألحرب وتجنب ألأنزلاق أكثر وأكثر ألى ألهاوية، وإن شعار " ما أخذ بألقوة لا يسترجع إلا بألقوة" كما هو شعار "ألحرب ضد ألأرهاب" قد أثبت واقع ألحال في لبنان ومثله في أفغانستان وألعراق وفي مجمل ألحروب ألتي خاضتها ألدول العربية وإسرائيل، عن عقمهما، وقد تسببا ولا زالا يتسببان بإزهاق نفوس ألالاف من ألضحايا من جميع ألأطراف، ولم يوفرا ألسلم وألطمأنينة لأي من شعوب ألمنطقة، بما فيها شعب إسرائيل..!

إن خطاب ألحرب، أي كان مصدره، لا ينتج غير ألدمار وألموت، ولا يمكن أن يكون بديلاّ لخيار ألشعوب في طلب ألسلم وألأمان، أللذين لا يتحققان دون منطق ألحوار وألجلوس ألى مائدة ألتفاوض، وتفعيل دور ألشرعية ألدولية، وإقامة ألعدل من خلال إحترام حقوق ألآخرين، وإعادة ألحقوق ألمسلوبة لأهلها، وبعكسه، ستشهد شعوب ألمنطقة ومنها إسرائيل ولبنان وفلسطين ألمزيد وألمزيد من ألويلات وألآلام، وأي تأجيج لمشاعر ألكراهية وألأنتقام سيصب في هذا ألأتجاه..!

إن كتابنا ألعرب وكل ألمثقفين بما فيهم ألمناهضين للحرب في إسرائيل وألعالم على ألسواء، مدعوون ألى درء عملية ألتصعيد للحرب القائمة على قدم وساق، بالدعوة ألى وقف إطلاق ألنار ألفوري، من قبل ألطرفين ألمتحاربين، وممارسة ألضغط ألشعبي من خلال ألفعاليات ألجماهيرية ألسلمية على ألشرعية ألدولية لأداء دورها في وقف أطلاق ألنار وإدانة ألعدوان ودعوة جميع ألأطراف ألى ألجلوس وألتحاور، كما وأنهم مدعوون ألى فضح زيف ألأدعاءات ألتي تتستر وراء موافقة ألشعب ألأسرائيلي على ألأستمرار في ألحرب، حيث أن حكومة إسرائيل ألآن، هي ألطرف ألأكثر تمسكاّ بالحرب وألذي يدعو ألى استمرارها ومواصلة ألمجازر ألبشرية بحق ألأطفال والنساء وألشيوخ..! فألحكومة ألأسرائيلية، تدعمها ألولايات ألمتحدة ألأمريكية، لا زالت متعنتة في موقفها من رفض وقف إطلاق ألنار، وتعمل جاهدة، من خلال ديمومة ألحرب، على خلق حالة توازن جديدة في ألمنطقة تحقق ما تهدف أليه..!

إن ألعدل وألسلم وألطمأنينة لآ تستقيم إلا بخطاب ألسلم، وخطاب ألسلم وحده ، وأي خطاب عداه، سيكون دعوة للمزيد من إزهاق ألأرواح من كلا ألجانبين. أما من يريد ألأصطياد في مياه ألتطرف وألحرب ومن له مآرب في إدامة عجلة ألموت من أي جهة كان، فهو بعمله هذا ، إنما يهدف ألى تحقيق مشاريعه وأجندته ألخاصة، على حساب ألدماء ألمسفوكة وألأراضي ألمحروقة..!

وعسى أن لا نكون نحن ألكتاب، ضحية ألمصطادين في ألماء ألعكر، ولا نحسن غير خطاب ألآخرين بوعي منا أو بغير وعي، في ألوقت ألذي تحيط بنا ألنيران من كل حدب وصوب، وبيتنا تذروه رياح ألحرب كالهشيم..!

ألأمل أن لا يكون حالنا حال ألذين قالوا: " عثرنا على ألجثة وألمتهم هارب وألتعقيبات جارية" ..!



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألشرعية ألدولية وأساليب معالجة أزمة ألخليج..! -1
- قانا..لا توقظي ألأطفال..!
- ماذا يريده لبنان من ألمجتمع ألدولي، وما يريده ألمجتمع ألدولي ...
- لبنان وصراع ألمواقف..!
- أوقفوا ألعدوان ألأسرائيلي على لبنان..!
- ألفلتان، وما بعده ألطوفان..!
- ألعلمانية: منهج أم عقيدة..؟*ألقسم ألثاني
- ألعلمانية: منهج أم عقيدة..؟* ألقسم ألأول
- ألزرقاوي: ألأسطورة وألظاهرة...! ألجزء ألثاني
- ألزرقاوي: ألأسطورة وألظاهرة...! ألجزء ألأول
- قراءة سريعة في برنامج الحكومة المالكية..! 2/2
- البصرة: بين مطرقة العصابات وسندان المليشيات..!
- قراءة سريعة في برنامج الحكومة المالكية..!1/2
- الحكومة الجديدة: حكومة للوحدة الوطنية أم حكومة للتعهدات..؟
- هل هي صرخة في واد...؟
- العراق: ملامح الحكومة المرتقبة..!
- ألعراق: ألأول من آيار- مهام صعبة...!
- ألعراق: ألأشتباك ألأمريكي – ألأيراني..!
- هل كان ذلك فخا..؟
- ....عقلانية الخطاب السياسي


المزيد.....




- جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و ...
- -ورقة مساومة-.. الآلاف من المدنيين الأوكرانيين في مراكز احتج ...
- -مخبأة في إرسالية بطاطس-.. السعودية تحبط محاولة تهريب أكثر م ...
- -غزة.. غزة-.. قصيدة ألمانية تستنطق واقع الفلسطينيين وتثير ال ...
- بسبب هجومات سيبرانية.. برلين تستدعي سفيرها في موسكو للتشاور ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- بوتين للحكومة في اجتماعها الأخير: روسيا تغلبت على التحديات ا ...
- مصر.. اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح ويوجه ر ...
- تقرير: مصر ترفع مستوى التأهب العسكري في شمال سيناء
- بعد ساعات على استدعاء زميله البريطاني.. الخارجية الروسية تست ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باقر الفضلي - خطاب ألسلم أم خطاب ألحرب..!