أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - السلفيون : فيما يفكرون ؟ ومن ورائهم ؟ ثقافة الحياة وثقافة الموت !!















المزيد.....

السلفيون : فيما يفكرون ؟ ومن ورائهم ؟ ثقافة الحياة وثقافة الموت !!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1630 - 2006 / 8 / 2 - 11:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1. السلفيون : فيما يفكرون ؟ ومن ورائهم ؟
السلفية مصطلح من أخطر المصطلحات التي يتم تناولها يومياً وباستمرارية في كافة المجالات السياسية والدينية علي السواء , وهي تعني في أبسط الصور علي المستويين الديني والسياسي تقديس الماضي وتقديس زعاماته وقياداته التي كان لها دور فاعل في مجتمعات الماضي ومحاولة إستعادة هذه النماذج التاريخية بأشخاصها وذواتها في نفس الأفكار والمعتقدات والتصورات , والطرق والأساليب والأدوات القديمة التي كانت تتم بها معالجة المشاكل المنظورة في مجتمعات الماضي بما تحمله من هموم وأحزان أو أفراح ومباهج , ويتعدي الأمر في السلفية إلي محاولة التمسك بكل صغيرة وكبيرة كانت النماذج التاريخية متمسكة بها أو كانت تفعلها دون إدراك أو وعي سواء في اقوالها أو أفعالها أو إسلوب حياتها من مأكل أو مشرب أو ملبس أو أسلوب الحياة والمعيشة والسكن , وهذا الأمر يتم تجاوزه بالنسبة للسلفية السياسية اما بالنسبة للسلفية الدينية فهو قمة الأزمة والمأساه , فالسلفية السياسية تقدس الشخص التاريخي من ناحية المنهج والأسلوب الذي كان يتبعه في الوصول بالمجتمعات والشعوب عبر التحرر والخلاص من التبعية وإستقلال الأوطان من كل ما يعكر إرادتها ويحول بينها وبين ثقافتها ونهضتها , واليسار به بعض الفصائل التي يمكن أن تتصف بالسلفية ولكنها سلفية سياسية لاتكفر ولاتخرج من دين أو ملة وهمها الوحيد حياة الإنسان وسعادته ورخاؤه ورفاهيته في الدنيا حسب مجموعة من البرامج السياسية أو الأطروحات التي يمكن من خلال تنفيذها ببرنامج سياسي يصل بهم للحكم والسلطة يسعوا في تنفيذه.
أما السلفية الدينية فهي تلخص أزمة الفكر الديني أعظم تلخيص , لأنها سلفية منعزله عن الواقع والحياة والمجتمعات وكأنها تريد أن يظل المجتمع علي ماهو عليه من عصر النبوة حتي الآن بل وييتمنون لو كان الأنبياء والمرسلون موجودون مقيمون معهم حتي هذه اللحظة , وهذه السلفية تسعي كل السعي الحثيث معتقدة أنها بإمكانها إعادة الحياة المعاصرة علي أسلوب وطريقة ونظام الحياة في العصر الأول للدين والسلف فكأنهم يريدون للخيام سكناً , وللحمير والبغال والإبل وسائل مواصلات , ومن القديد وكسر الخبز والثريد مطعماً , وأن يفترش الناس الأرض ويلتحفوا بالسماء , لأن كل وسائل الحياة الحديثة من البدع والمنكرات بل من المحرمات التي تدخل مرتكبها ومن رضي بها النار إنطلاقاً من كونها بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار , فالسلفية هي سجن الماضي وتحريم الإندماج في الحاضر , وكراهية التحدث عن المستقبل لأنه من التزيد علي الله من باب : يا بن آدم لاتسألني عن رزق غد مادمت لم أسألك عن عمل غد !!
ومن ثم أصبحت السلفية هي الجلباب والبنطال والسروال والعمامة والعدبة , وهي اللحية والشارب المحلوق , وهي المسواك وزجاجة العطر وخاصة المسك من باب : حبب إليَ من دنياكم النساء والطيب . وأصبحت السلفية هي النقاب وليس الخمار أو الحجاب فمن ترتدي غير النقاب لباساً لها فهي كافرة ومحادة لله والرسول ومن لم يطلق اللحية ويقص الشارب فهو من العصاة المذنبين وعليه الرجوع لحظيرة الطاعه وتجديد إيمانه بالله والرسول , وكانت السلفية وكأنها هي المجسدة للمظهرية الشكلية في التدين والإلتزام فكانت دائماً هي الشكل والشكل فقط قضيتها الأساسية , أما جوهرها فهو قمة المأساة من رفضها للمجتمع المعاصر , ورفض أشكال وأنماط الحياة جملة وتفصيلاً لأنها علي غير غرار الحياة الإسلامية التي كان يعيشها الرسول والصحابة والسلف الصالح أجمعين , وكانت الحياة بالنسبة لهم تدور وجوداً وعدماً بين حدين إثنين فقط وهما حد الحرام وحد الحلال وتقاس كل الأمور والمسائل والمشاكل علي مسطرة الحلال والحرام وكأن المندوب والمباح والمكروه لم يوجد لهم أبواب في الفقه الديني , ,ان الجنة والنار هما القائم وجودهما في كل تصور وتخيل , وأن قضية التكفير هي قضية القضايا وعماد الدعوة السلفية أنه من يكفر الكافر فهو كافرفالولاء والبراء عقيدتهم الغالبة علي علي كل الأفعال والأقوال والتصورات , وأن قضية المرأة هي من اعظم المسائل فالسلفية تحرم عمل المرأة وخروجها للعمل التحريم المطلق لأن في خروجها للعمل إختلاط بالكفار المنافقين الذين من الممكن أن يؤثروا عليها ويؤذوا مشاعرها الإسلامية .
السلفية أيضاً هي بإختصار شديد هي المتمسكة بالنص المقدس دون نظر أو فكر أو إعتبار لتغير الزمان أو تغير المكان وتغير ظروف البشر وموائماتهم المعيشية والحياتية والتغيرات الحضارية المهولة في عالم النقل وعالم المواصلات والإتصلات وشبكة الإنترنت وتجاوز أعماق الفضاء الكوني والوصول إلي مواقع في السماء , وعالم الحرب والصواريخ العابرة للقارات والقنابل الذكية و الحرب الكيماوية والبيولوجية والصواريخ النووية والحروب الإليكترونية التي تدار من مسافات بعيدة عن أرض العدو , والعمران والحضارة وتطور أنظمة الحكم والسياسة والإدارة , والعلوم والفنون , والسينما والمسرح , والكومبيوتر المحمول الذي يحمل علوم وأفكار وثقافات وحضارات ومكتبات العالم كله وبمفهوم السلفية مؤمنه وكافره !! تغيرت الأشكال الحياتية والثقافية وظهرت الأطباق اللاقطة لإشارات الأقمار الصناعية في الفضاء الرحيب , لتبث آلاف من القنوات الفضائية بخيراتها وشرورها لمن أراد ومن يريد ورغماً عن الجميع , أصبحت أجهزة التليفون المحمول تجعلك علي إتصال بكل من في الكون والفضاء بالصوت والصورة , ناقلة للأحداث والمشاهد بالصوت والصورة في لحظة وقوع الحدث أكيد تفعل ذلك التليفونات المحموله والكاميرات المتصلة إتصال مباشر بالأقمار الصناعية , فماذا فعلت السلفية ؟ وماذا فعل السلفيون ؟
بل ماذا يمكن أن يفعل السلفيون وماهي أطروحات السلفية ؟
وماذا قدمت السلفية للعلم والحضارة والثقافة والفنون والآداب والمخترعات والإبتكارات الحديثة ؟
أعتقد أن السلفية المدعاة الهاربة من المجتمع والمتقوقعة علي نفسها والمنطوية علي ذاتها لم تقدم للدين ولا للمنتسبين للدين أي شئ يذكر فيه نفع للناس أو الحضارة أو التقدم بل كل ماهو متخلف ورجعي لابد وأن يكون من الباب الضيق للسلفية لأنها ليست لها أبواب واسعة علي الإطلاق فبول البعير هوالعلاج والحجامة هي علاج لكل داء والطب النبوي الذي كتبه إبن القيم الجوزية هو الطب الناجع الناجح , والأبواب الواسعه للسلفية هي أبواب التجهيل والتكفير , وإبواب القتل والتخريب والتدمير والإتلاف , واللعب بالدين ألعاب قذرة سافلة ومنحطة بواسطة علماء خونة لنصوص الدين المقدسة , فما تفسيراتهم لهذه النصوص وسجنها في أزمان ماضية وأماكن لاتبرحها هذه النصوص إلاقمة الخيانة والغدر بالنصوص الدينية المقدسة , وما فتاوي السنة والبدعة والحرام والحلال في أمور خائبة الأثر في المجتمعات !!
وفي السعودية التي تزكي هذه التيارات السلفية التي تهتم بكتب ومؤلفات محمد بن عبد الوهاب , وإبن تيمية , وإبن القيم الجوزية , وإبن الجوزي , وغيرهم من المشايخ المحدثين الذين يدعون كذباً وزوراً وبهتاناً أنهم سلفيون وهم مابينهم وبين السلفية في إسلوب المعيشة المترفة ورغد الحياة السافر المتحدي لواقع المجتمعات لهو الدليل الحي علي ذلك فمنهم من هو متزوج بالأربع نساء , ومنهم من يمتلك السيارات الفارهة التي يقدر ثمنها بالمليون ريال ويزيد , ومنهم من يسكن أفخم المساكن في الداخل والخارج بخلاف أن المملكة العربية السعودية تشتري ذمم بعض من هؤلاء أدعياء السلفية والتدين المغلوط والمنقوص عن عمد حتي يبتعدوا عن الفتيا في أمور السياسة والحكم !!
وإلا فما هو حكم الإسلام في نظام الممالك ؟
وهل المملكة العربية السعودية تطبق الشريعة الإسلامية كما كان يطبقها الرسول والصحابة والسلف الصالح ؟
أنا أتحدي أي عالم من العلماء المزيفيين المزورين أن يفتي ويجيب عن هذين التساؤلين , فهل علماء السلف ومشايخهم علي قدر من الجرأة والشجاعة في الدين والتدين علي أن يجيب عن ذلك ؟
أعتقد لا أحد يقدر علي الفتوي مطلقاً وأتحدي وما زلت أتحدي ولن تكون هناك إجابة علي الإطلاق!!
السلفيون هم عبدة النصوص , فبدلاً من التعبد بالنص , لا , يتم عبادة النص من حيث الشكل والرسم , والإختلاف في مسائل حول إطلاق اللحية وقص الشارب , وعمل المرأة , والصلاة في مسجد به مقبرة , والتبرك بالأولياء والصالحين , والولاء والبراء , وحكم الموسيقي والغناء , وحكم الفأرة تقع في السمن , وتقصير الثياب ,وأسباله للنساء , والأدعية والتمتمات وعبادة الله علي الآله الحاسبة , في الأذكار والأدعية , ولم نسمع عن أحد العلماء والمفكرين والأطباء والمهندسن أو المحامين أن له شأن ومقدار في عمله , لم نسمع عن ذلك أبداً !!!!, بل معظمهم من بائعي المسك والعطور , والمسواك , والكتب التي تتحدث عن النقاب , والجنة والنار رأي العين , وعذاب القبر ونعيمه , والقيامة رأي العين , وصفة صلاة النبي , وكتاب ففروا إلي الله لأبي ذر القلموني , ومجموعة من الكتب المنفصلة عن الواقع وعن الحياة .
فالسلفيون هم الهاربون من الحياة , الهاربون إلي الآخرة , الفارون إلي الله بسب من إنفصالهم عن المجتمع وقلة خبرتهم بالحياة الدنيا وضيق أفقهم وخداع مشايخهم لهم بسبب الريالات السعودية التي يقبضونها كرواتب من الملك والأسرة الحاكمة لتغييب العقول وتغييب الوعي بأزمات الواقع ومن ثم كانت عمارة الآخرة هي أفضل من عمارة الدنيا , وثقافة الموت هي أعظم من ثقافة الحياة , فهم لايحسنوا غير هذه الثقافات الهروبية التدميرية الخرابية الدموية , فكان التكفير وكان القتل بإسم الله وبإسم الرسول , وهكذا تكون السلفية , وهكذا يكون السلفيون , وهكذا تكون المملكة العربية السعودية من وراء هذه التيارات السلفية !!!!!!
محمود الزهيري



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خانة الديانة : هل من ضرورة ؟
- غربة الأوطان
- هل من مستقبل لمصر ؟
- في المعادلة : الدين أم المصلحة : السنة أم الشيعة ؟؟
- الشرق الأوسط الكبير : خروج العرب من التاريخ
- تفسير الأحلام وتفسير الواقع : هيكل والشعراوي : مالفرق ؟
- الجماعات الدينية : الأزمة الفلسطينية / اللبنانية: أين ؟
- فضفضة : في ذكري ثورة23 يوليو
- والشعوب أيضاً متهمة : فهل نحن خير أمة ؟
- حزب الله : المقاصد الثلاثة : لماذا الآن ؟
- من سيحل المعادلة ؟ : أمطار الصيف أم الوعد الصادق؟
- منع أمسية شعرية نسائية : أين ؟ ومن صاحب قرار المنع ؟
- الوعود الرئاسية: من المخطئ الرئيس أم الشعب ؟
- جلعاد : فاضح أمة
- جمال مبارك : الإخوان المسلمين / الأقباط / الولايات المتحدة ا ...
- الشأن المسيحي : شنودة / مكسيموس / أقباط المهجر : لماذا جهاد ...
- إلي حسني مبارك : ماذا تفعل لوكان موتك غداً ؟
- الوطن : بين المستعمر الأجنبي والمحتل الوطني
- حماس : بين الجنة الآنية والجنة المؤجلة
- إلي عدلي أبادير : لماذا لم تفعلها ؟


المزيد.....




- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - السلفيون : فيما يفكرون ؟ ومن ورائهم ؟ ثقافة الحياة وثقافة الموت !!