أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الزهيري - خانة الديانة : هل من ضرورة ؟















المزيد.....

خانة الديانة : هل من ضرورة ؟


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1629 - 2006 / 8 / 1 - 11:34
المحور: حقوق الانسان
    


خانة الديانة : من يخاف مِن مَن ؟!
تاريخ ميلادي , وإسمي , وديني , الجميع يوضع في خانات شهادة الميلاد , وإسمي وديني وتاريخ وفاتي , الجميع يوضع في شهادة الوفاة , ومابين الميلاد والوفاة مفارقات ثلاث من أخطر المفارقات وهي المتعلقة بالخانات الثلاث , وهذه المفارقات الثلاث مصيرية دون أن يكون للإنسان أي إنسان دخل فيها أو إرادة أو قرار فيها فأنا في مرحلة الميلاد ليس لي إرادة , وبعد الممات ليس لي إرادة , فمن الذي له دخل وله إرادة في هذه الأمور الثلاث ذات المفارقات المصيرية من إختيار للإسم وإختيار للدين ؟!!
أنا لم أختار ميلادي , ولم أختار إسمي , لم أختار ديني !!
الأب أو الأم أو أفراد الأسرة مجتمعين أو مختلفين هم الذين إختاروا الإسم لي وأنا حينما بلغت سن الرشد وأصبحت لي أهلية قانونية شعرت أن إسمي هذا يسبب لي الحرج وعدم الإرتياح ولدي رغبة في داخلي في تغييره إلي إسم آخر محبب لنفسي , والقانون يبيح ويتيح لي إتخاذ كافة الإجراءات القانونية لتغيير الإسم إلي الإسم الذي أريده دون أدني مشكلة !!
والميلاد ليس لي فيه دخل أو شأن أو إرادة وليس لي قرار في أن أولد أو أموت حين أولد , وليس لي شأن في إختيار أبي لأمي لتكون زوجة له , ولا لي رأي أو قرار في موافقة أمي علي قرار زواج أبي منها فهما اللذين وافقا علي ذلك , وأنا ليس لي شأن فأنا لم أكن موجود بعد !!
أما الدين فمن صاحب الإرادة والرغبة في إختياره لي ومن صاحب القرار في هذا الإختيار الذي ليس لي فيه إرادة وليس لي فيه قرار , وليس لي فيه رأي علي الإطلاق , فأنا مازلت وليداً صغيراً مشمول بعناية ورعاية الله الرؤوف الرحيم بي فهو الذي يرعاني ويحفظني وأنا لا أعلم الخير والشر أو النافع والضار من الأفعال , ولا الصحيح من الباطل من العقائد من الديانات .
فلماذا تصبح الديانة أو العقيدة مجرد صفة في خانة شهادة الميلاد أوشهادة الوفاة ففي الحالة الأولي وهي حالة الميلاد لقد إخترتم لي الدين والعقيدة وأنا لا أعلم ماهو الفرق بين الأديان وماهو الصحيح منه من الباطل , وماهو الدين الذي يرضاه الإله أو الرب حتي أتبعه وأسير علي نهجه ومنوال تشريعاته ومنظومته الإجتماعية / الحياتية لكي أنجو من عذابات الدنيا ونيران الآخرة وأنجو بنفسي من الشرور والآثام ؟ أنا لم أختار الدين أنتم الذين إخترتموه لي , النظام الإجتماعي / السياسي / الديني هو الذي أرادني كذلك , فأنا لم أختار هذا الدين أو ذاك ؟ ولم أختار أن أكون حتي أن أكون لاديني وغير منتسب لأي دين , فكذلك كان النظام الإجتماعي / السياسي / اللاديني هو الذي إختارلي أن أكون لاديني وغير منتسب لأي دين من الأديان السماوية , وحتي الديانات الأرضية المنتسبين لها لم يكن لديهم إرادة أو قرار في إختياراتهم للإنتماء لهذه الديانات الأرضية !!
فلماذا تجعلوا إختيارا لدين من الأديان لي أنا لم أختره لي ؟ ولماذا تصرون علي التأكيد علي ديني وأنتسابي لهذا الدين أو ذاك وتثبتون ديانتي في خانة من شهادة الميلاد بل وحتي شهادة الوفاة ؟ وماهو الغرض من ذلك ؟ وماهي الأهداف ؟ هل حصر عدد المنتسبين لدين من الأديان له دور في القرارات السياسية / الإجتماعية لمعرفة النسب والأعداد الصحيحة حتي يمكن توزيع الثروة القومية توزيعاً عادلاً علي المنتسبين لكل دين علي حدة ؟!! إذا كان الأمر كذلك فما هو نصيب اللادينيين من هذه الثروة ؟ أو نصيب المنتسبين للأديان الأرضية كالبوذية والهندوسية , والذرادشتية , والكونفوشية , أو حتي البهائية ؟
أو علي فرض من االفروض الجدلية التي يمكن أن تكون حقيقية هو التمييز بين المنتسبين للأديان حفاظا ًعلي الأعراف والتقاليد الدينية في أمور الزواج والطلاق والأسرة فخانة الديانة في شهادة الميلاد وشهادة الوفاة والبطاقة هي المميزة لصاحب دين عن صاحب دين آخر ؟
نقول وماذا نفعل مع مواطني الدول الأجنبية الذين يتوافدوا علي بلادنا ويختلطون بأهلها من غير أن يكون مدون في بطاقاتهم أو جوازات السفر الدين المنتسبين له ويريدون الزواج من بلادنا ؟ وماهي المعايير التي يتوجب العمل بها بخصوص هذا الشأن ؟
ومن المعلوم أن داخل كل دين من الديانات تتعدد الفرق وتتعدد المذاهب والنحل , وتتشعب طرق العقيدة وأساليب التعبد , لدرجة أن أصحاب الدين الواحد يكفرون بعضهم البعض علي خلفية مخالفة الدين والعقيدة في أمور قد تبدو من التفاهة بمكان في صلب الدين وأساسه .
فعلي سبيل المثال المسلمين : نجد منهم من سموا أنفسهم بالسنة ومن أسموا أنفسهم بالشيعة , فمن منهما علي حق ومن منهما علي باطل ؟ ومن منهم يتبع الدين الحق , ومن منهم مخالف للدين الحق ؟ ومن منهم ستكون الجنة من نصيبه في الآخرة ومن سيخلد في سقر وسعير , وجهنم ؟ .
بل داخل السنة والشيعة توجد فرق ومذاهب عديدة وإعتقادات متعددة والمصيبة أن الجميع يدعون أنهم علي الحق وأن معهم الدين الخالص وأن الجنات الواسعة من نصيبهم في الآخرة والآخرين هم أصحاب الباطل وعلي الكفر البين وأن جهنم وسقر وسعير من نصيبهم في الآخرة وسوف يلاقون العذاب الشديد جراء كفرهم الناتج من إعتقادهم الفاسد , بل والجميع يعتقدون أنهم هم أصحاب عقيدة الفرقة الناجية وغيرهم من الهالكين في الدنيا والآخرة , وليت الأمر يتعدي التكفير وإمتلاك الحقيقة المطلقة من وجهة نظر الجميع , ولكنه يتعدي حدود الأقول إلي حدود الأفعال المتمثلة في وجوب قتل المخالف في الدين والعقيدة الواحدة , فما بالنا بمن هم من أصحاب الديانات الأخري , أو اللادينيين ؟!! ماهو مصيرهم ؟ وماهو أسلوب حياتهم في المعيشة , وكيف يقبلهم المجتمع المنمط علي هذه العقيدة أو تلك ؟!!
بل بالنسبة لخانة الديانة وعلي هذا المنوال إذا كتب في خانة الديانة في شهادة الميلاد أن الديانة مسلم , لابد وأن يستتبع الأمر أن يكتب أيضاُ شيعي أو سني , ويكتب المذهب الديني أيضا سواء كان شافعي المذهب أو حنبلي , أو حنفي أو غيره من المذاهب كالزيدية أو الظاهرية أو الإمامية أو الإثنا عشرية , لأن هناك مفارقات بين هذه المذاهب ومخالفات عقيدية عميقة , وماينطبق علي المسلمين ينطبق علي المسيحيين سواء أكانوا مسيحيين أرثوذكس أو كاثوليك أو برتستانت , أو إنجيليين , أو حتي ماكسويين نسبة إلي ماكسيموس البطريق الجديد , ثم يتم التصنيف وذكر الملة وسواء أكان من اللاتين أم السريان أم السابينيون أو الأرمن أو أو إلي آخر مايمكن ذكره وكتابته في خانة الديانة!!
ثم ماذنبي أنا في إختيار دين إختاره لي أناس من خارج ذاتي ومن خارج رغبتي وعقلي ومن غير إرادتي أن أكفر أو أقتل أو أهان أو أنبذ من الناس بسبب دين لا دخل لي في إختياره ؟ ماهو الذنب الذي إقترفته , وماهو الجرم الذي صنعته ؟ وماذنبي أو ماجرمي أن أكون ملحداً أو لاديني , أو معتنق عقيدة دين من الأديان الأرضية فآبائي هم المختارون لي ذلك ؟!!
ثم حينما أفكر في الدين الذي أعتقده , أي دين !! , وحينما أحاول أن أغير هذا الدين أجد موجات من التكفير , والتهديد والوعيد بالخروج من الرحمة والطاعة بل والتهديد بالقتل بسبب محاولة تغيير الدين الذي لم يكن لي رغبة أو إرادة أو قرار في إختياره !!
والآن خانة الدين ماهو دورها أو ظيفتها في المعتقد الذي أعتقده ؟ وهل غيرت المجتمعات والعادات والتقاليد والأعراف هذه الخانة ؟ وهل خانة الدين هي التي تحافظ علي الدين وعلي المنسبين له والحفاظ علي بيضته من الكسر ؟ ومن تعاليمه من الضياع ؟ وما فائدة خانة الديانة في أنني مدون بها علي أنني من أتباع دين من الديانات وأنا في حقيقة الأمر لست مؤمناً بهذا الدين , بل وكافر به وأحارب مبادئه وأناهض عقيدته بالعداء ؟ مافائدة هذه الخانة ؟ ومادورها الفعلي والواقعي في الحياة ؟ ومن يخاف من من ؟ هل أصحاب الدين والمنتسلين له هم الذين يخافون علي الدين , من أصحاب الدين الآخر ؟
وهل من ضرورة لخانة الدين في مجتمعاتنا العربية ؟ وفيها العديد من المشاكل التي لاحصر لها ولانهاية من الأساس !! وماهو حال الأقليات الدينية والعرقية في بلادنا العربية مثل الأمازيغ , والبدون أي البدون وطن وجواز سفر وبطاقة شخصية في دول الخليج العربي , ومشكلة الأكراد وهم مثل البدون في ذلك , وغيرهم وغيرهم كثير هل لديهم بطاقة وهل لديهم خانة تسمي خانة الديانة ؟
بل إن خانة الدين في البطاقة هي مدعاة للتفرقة بين المواطنيين بسبب الدين , وهذه تتبدي في بلدان التخلف والرجعية والتعصب الديني , وتكفير الآخر في الدين والعقيدة , لأانها تعلي من شأن الدين والعقيدة علي الوطن , وكما قلنا أن الوطن وجد قبل وجود الدين و الإنسان وجد قبل وجود الدين وهذه مسألة تحتاج إلي جرأة وشجاعة ويقين كل صاحب دين في دينه وإحترام المخالفين في الدين بل وإحترام من هم من غير المنتسبين لأي دين فالإنسانية أولاً والمواطنة أولاً والدين والعقائد من الأمور التي يختص بها كل إنسان فمن شاء أن يؤمن بدين فليؤمن , ومن أراد أن لا يؤمن بدين فله مطلق الحرية , ودخول الجنة أو النار ليس بالبطاقة أو الهوية الدينية !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غربة الأوطان
- هل من مستقبل لمصر ؟
- في المعادلة : الدين أم المصلحة : السنة أم الشيعة ؟؟
- الشرق الأوسط الكبير : خروج العرب من التاريخ
- تفسير الأحلام وتفسير الواقع : هيكل والشعراوي : مالفرق ؟
- الجماعات الدينية : الأزمة الفلسطينية / اللبنانية: أين ؟
- فضفضة : في ذكري ثورة23 يوليو
- والشعوب أيضاً متهمة : فهل نحن خير أمة ؟
- حزب الله : المقاصد الثلاثة : لماذا الآن ؟
- من سيحل المعادلة ؟ : أمطار الصيف أم الوعد الصادق؟
- منع أمسية شعرية نسائية : أين ؟ ومن صاحب قرار المنع ؟
- الوعود الرئاسية: من المخطئ الرئيس أم الشعب ؟
- جلعاد : فاضح أمة
- جمال مبارك : الإخوان المسلمين / الأقباط / الولايات المتحدة ا ...
- الشأن المسيحي : شنودة / مكسيموس / أقباط المهجر : لماذا جهاد ...
- إلي حسني مبارك : ماذا تفعل لوكان موتك غداً ؟
- الوطن : بين المستعمر الأجنبي والمحتل الوطني
- حماس : بين الجنة الآنية والجنة المؤجلة
- إلي عدلي أبادير : لماذا لم تفعلها ؟
- آلااء : فاضحة فساد


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الزهيري - خانة الديانة : هل من ضرورة ؟