أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم محمد - ضربة الردع المحدودة














المزيد.....

ضربة الردع المحدودة


كاظم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1611 - 2006 / 7 / 14 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاءت عملية حزب الله في جنوب لبنان ، بأسر وقتل العديد من افراد الجيش الاسرائيلي وجرح العشرات ، كضربة ردع محسوبة في توقيتها ومؤثرة في مكانها ، في الوقت الذي تستفرد فيه اسرائيل بقطاع غزة وتقتل العشرات يوميآ وتشرد المئات وتنتهك كل الاعراف والقيم ، وتضرب عرض الحائط بجميع الالتزامات الدولية ، وهي واثقة من الدعم الامريكي ومطمئنة للصمت العربي المريب ، الذي يعكس مأزومية انظمة الحكم العربية وضعف قدرة بعضها حتى على اتخاذ الموقف الحيادي من الاحداث وتطوراتها .

فتحت ضغط الاحداث ومخافة الانفجار الشعبي وحفاظآ على مواقعها السلطوية ، تستسهل هذه الانظمة المأزومة التناغم والتوافق مع المواقف الصهيوامريكية وتتنازل وتتخاذل وتخنع للأملاءات الامريكية ولمتطلبات تمرير السياسات الأسرائيلية في انهاء (الاشكالية الفلسطينية ) كما يسميها بعضهم وتدفع عبر وساطاتها وتحث الفلسطينين على تقديم التنازل تلو الاخر .
ان الموقف الرسمي العربي يعبر بشكل صارخ ليس فقط عن شللية قياداته السياسية في مواجهة متطلبات السياسة الامريكية ، بل يشير وبشكل واضح الى انخراط القسم الاكبر منه في في تنفيذ وتكريس مفاصلها الاقليمية .
وبعيدآ عن التفصيلات واعادة التذكير بأحداث السنوات القليلة المنصرمة ، فأن لبعض الانظمة العربية دور رئيسي في المساعدة التقنية واللوجستية والمخابراتية في احتلال العراق ، وهذه الانظمة نفسها من قدمت خدماتٍ (جليلة) لأسرائيل ولازالت في محاولاتها الطويلة في تصفية القضية الفلسطينية وضرب مقاومتها الشعبية ومحاصرة وعزل حكومتها المنتخبة ، وها هي نفسها وتحت عناوين مختلفة تدعوا السودان للقبول بتدويل قضية دارفور ، وضغطت وهولت لسورية المخاطر التي تنتظرها وتدفع بها لتلين امام المتطلبات الامريكية بالأعتراف بحكومة الاحتلال في بغداد والتضييق على المنظمات الفلسطينية وضبط ايقاع حزب الله في لبنان ليكون مطواعآ تجاه خطط تشكيل لبنان الشرق اوسطي ، خاصة بعد نجاح السفارة الامريكية في بيروت ومن غرفة عملياتها الدائمة هناك في احتواء بعض الاجنحة السياسية ورموزها ودعمها سياسيآ ومعنويآ لتؤدي مهامها في الصياغة الجديدة للبنان بما يخدم محاصرة سورية وابلاغ ايران بخسارتها لأمتدادٍ مؤثر ٍ يكسر حاجز الجبهة الاقليمية ، والذي بدوره سيضعف الموقف التصادمي لايران في مواجهتها مع الولايات المتحدة .

ان قصم ظهر المقاومة ، وكسر ارادتها لدى الشعب الفلسطيي وتصفية قضيته ، وضرب المقاومة اللبنانية ونزع سلاح حزب الله ، ومحاولة القضاء على المقاومة العراقية وعزلها عن حاضنتها الشعبية وتشويه صورتها عبر عمليات الارهاب ومحاولات اثارة العنف الطائفي وتوسيعه ، يدخل في صلب الاستراتيجية الصهيوامريكية لاعادة ترتيب المنطقة ، خاصة وان النجاح قد عز على طغمة الحرب الامريكية في مشروعها العراقي ، حيث لم تكن حسابات وتوقعات ادارة الحرب تتماهى مع واقع الحال العراقي ، فغرزت عجلات الاحتلال الامريكي في وحل ارضه وتعثرت خططه التكتيكية بفعل المقاومة العراقية والرفض الشعبي للاحتلال ، فعمدت على اغراق العراق بدماء ابناءه ، تمهيدآ لحرب التقسيم الطائفية والعرقية ، ولتضمن اختفاء الخريطة العراقية لبلد كان العمق الاستراتيجي لقضايا الشعوب العربية وخاصة قضية فلسطين .

لذلك فأن كسر ارادة المناهضة والمقاومة واشاعة روح اليأس ، عبر ضرب كل مقومات الصمود النفسي والاجتماعي والسياسي ، هو ما تمارسه حكومة الاسرائليين في تل ابيب ، وهو ما تقوم به ادارة الحرب الامريكية في العراق ، وهو ما تحاول ان تفعله واشنطن في لبنان بأستخدام العصا الغليضة لمجلس الامن الدولي وقرارته، او من خلال تدخلها المباشر في نزع سلاح المقاومة ، لأبقاء الجبهة اللبنانية مكشوفة امام الالة العسكرية الاسرائيلية ، ومفتوحة في بيروت امام خطط ادارة الصراع وفك التحالفات اللبنانية واعادة حياكتها لخلق نظام سياسي يتوافق والمصالح الامريكية والاسرائيلية .

ان حجة الجندي الاسير لدى المقاومة الفلسطينينة ، تستخدمها تل ابيب للاستمرار في تصفية قضية الشعب الفلسطيني وضرب وتحطيم مقومات دولته البسيطة ومؤسساتها الفقيرة ، ان ضرب المجلس التشريعي ورئاسة الوزراء وتدمير وزارة الخارجية وقصف البنى التحتية وقتل المدنيين العزل يؤكد طبيعة الخطة الاسرائيلية باسقاط حكومة حماس وفرض سياسة الامر الواقع بكنتونات معزولة بعد ان التهمت وتلتهم اسرائيل اراضي واسعة من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس ومحيطها .
ان ضربة الردع الي وجهها حزب الله لاسرائيل تعكس بمدلولاها العسكري ، القدرة الكامنة في ايقاف العنجهية الصهيونية ، وهي رسالة سياسية مقاومة ومتضامنة مع الشعب الفلسطيني ارفقت باشارة واضحة الى تلازم المقاومة اللبنانية والعراقية والفلسطينية ، لقد كانت بلاغا واضحا للداخل اللبناني وبعض رموزه ، وجاءت انعاشآ وتذكيرآ بانتصاراتٍ ممكنة لو توفرت ارادة التحرير ، وحملت معها مضمون الرد القوي على التخاذل الرسمي العربي ، وهي اذ اربكت الحكومة الاسرائيلية ، فأنها اوجعت قادتها ، فكانت تصريحاتهم النارية والتي يعرف الكثير من المحللين ما مداها العسكري وابعادها السياسية ، والتي بالتاكيد ستنتقل بافعالها الى الجبهة الاضعف ، جبهة غزة ومحيطها والى ضرب البنى التحتية اللبنانية وخلق حالة من الضغط العسكري والنفسي مترافقآ مع تحركآ سياسيآ مدعومآ امريكيآ لخلخلة العلاقة وتعميق فجوة التعامل والفصل ما بين الحكومة اللبنانية وحزب الله .
ان تسخين الجبهة اللبنانية الاسرائيلية وتوسيع مدى القصف الاسرائيلي يفتح المنطقة على احتمالات عسكرية وسياسية ، تحاول الادارة الامريكية واسرائيل تجييرها لصالح اهداف سياستها الاقليمية في فلسطين ولبنان والعراق .



#كاظم_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوقيت الأمريكي لغياب الزرقاوي !
- الديمقراطيات الوطنية خيار اصيل لمجتمعات الشقاء
- حكومة دائمة لعراق مؤقت وموقوت
- المنتفضون ! ليس السُنة من يحابيهم زلماي خليل زادة !
- الحالة العراقية بين الواقع والطموح
- العراق الى اين ؟ سمات المشهد العراقي
- وانقلب السحر على الساحر
- المواجهة المؤجلة ومصير المشروع الامريكي
- مشروع ليبرالي عالمي ام ديمقراطية وطنية
- الترشيد الامريكي لتداعيات الانتخابات العراقية
- الليبرالية المسخ
- مأزق الأدارة الحاكمة
- المواجهة المؤجلة
- انهم يقرعون طبول الحرب الاهلية
- الجهد الوطني والغبار المثار
- ماهو قادم
- تماثل ومدلولات من التأريخ
- اخطر المراحل العمل الوطني المسؤوليات والمهمات
- يمين اليسار ويسار ه الوطني الاصيل
- سفر ومحطات / عرض


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم محمد - ضربة الردع المحدودة