أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - اختراق عابر أم إنذار حرب .. ؟














المزيد.....

اختراق عابر أم إنذار حرب .. ؟


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1599 - 2006 / 7 / 2 - 08:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الاختراق الإسرائيلي للأجواء السورية ، سواء ا ستهدف قصراً رئاسياً أم أصغر قرية سورية ، هو عمل عدواني يمس الكرامة الوطنية ، ويستدعي الرد عليه بالقدرات المتاحة ، واتخاذ الإجراءات الدفاعية والردعية الكفيلة بعدم تكراره . وإذ يأتي هذا الاختراق في الظروف المتوترة في الشرق الأوسط ، فإنه يثير أكثر من سؤال ، مثلما يرسل أكثر من رسالة إلى أكثر من بلد من طهران إلى لبنان . وهو يحمل أكثر من احتمال لتداعيات مختلفة عما سبقه من اختراقات ، ربما قد تشحن بمخاطر تفوق مستوى المتوقع من الاحتمالات ، فهذا الاختراق لم يأت رداً على عملية فلسطينية محددة ضد إسرائيل فحسب ، ولاهو رسالة إنذار لسورية لاستضافتها قادة فلسطينيين معينين فحسب ، وإنما جاء ، حسب ما تشي به معطيات جدية ، في وقت وضع فيه برنامج أميركي - إسرائيلي شرق أوسطي موضع التطبيق ، لإعادة الاعتبار للمشروع الأميركي المأزوم في العراق ، وتمكين إسرئيل من اسقاط حكومة حماس أو إجبارها على التنازل عن ثوابتها المعروفة ، وتحقيق إنسحاب أحادي الجانب من الضفة والقطاع ، وإحباط التحدي النووي الإيراني ، وإنهاء حضور المقاومة في جنوب لبنان ، وبلورة وضع سوري - لبناني ضمن الرسم الجديد للشرق الأوسط

وفي ضوء ذلك ، يجوز دون تردد ، اعتبار أن الهجوم الإسرائيلي الإجرامي المتصاعد على غزة وإعادة اقتحام مدن الضفة الغربية واعتقال وزراء ونواب فلسطسنيين شرعيين بقوة الديمقراطية ، هو المرحلة الأولى للبرنامج المشار إليه . وفي حال إنجازه كما هو مطلوب ، فإن مراحل أخرى لهذا البرنامج سوف توضع قيد التطبيق . وليس ببعيد أن يكون الهدف التالي هو سلاح المقاومة في لبنان ، ومن ثم توجيه ضربات موجعة مباشرة إلى المواقع العسكرية السورية لشل أية فاعلية لسورياعلى المستويين السياسي والعسكري في تفاعلات الشرق الأوسط ، ووضع الجولان المحتل في خانة النسيان ، ما سيؤدي إلى عزل إيران وا سقاط التحالف الإيراني - السوري الممتد إلى جنوب لبنان وحكومة حماس في فلسطين ، وفرض الشروط " الدولية " على إيران لوقف تخصيب اليورانيوم .. ووقف تخصيب دولة إيران العظمى

بكلام آخر ، لايمكن عزل الاختراق الإسرائيلي الأخير للأجواء السورية عن الأحداث الملتهبة شرق وجنوب سوريا . والمواطن السوري بحسه السياسي المرهف يجول بخاطره تخوف مشروع من أن يمر هذا الاختراق كما مرت الاختراقات الأخرى ، التي كان أبرزها العدوان على موقع عين الصاحب قبل عامين ، دون ردود تتناسب والكرامة الوطنية .. ودون أي انعكاس إيجابي على معادلات بناء القوة الرادعة للعدو وطنياً وشعبياً . وهذا التخوف المشروع مرده أن النظام بدلالة ممارساته القمعية والاستبدادية وتوجهاته بالامعان في تسلط حزب البعث على الدولة والمجتمع ، التي تلغي إمكنيات نشوء مقومات هذه المعادلات .. وقياساً على سياسته التي أبقت الجولان تحت الاحتلال حتى الآن .. غير وارد لديه مثل هذا الخيار من جهة .. ومن جهة أخرى ،مرده إلى أن العدو الإسرائلي ، الطرف الأقوى في ميزان القوى ، إذا لم تؤمن مقومات مواجهته بفعالية وطنية شاملة ، سوف يتمادى أكثر فأكثر ، ليس في متابعة انتهاكاته للأجواء السورية فحسب ـ وإنما سوف يستبيح الأراضي السورية أيضاً

وإذا ما تم ، كما نرى بالبصر والبصيرة ، اعتماد الدبابة لاعباً أساسياً مباشراً في حقول السياسة والإعلام والدبلوماسية الشرق أوسطية ، وغدت المدافع وسيلة الحوار والاقناع الأولى ، وبلغت الأمور هذا المستوى من التحدي في صراع المصالح والمشاريع والإرادات ، فإن كل البدائل .. المساومات .. الرهانات على الزمن .. الصفقات .. باتت مضحكة ونافلة ، والاعتماد على المؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن والأمم المتحدة والجامعة العربية .. والرأي العام الدولي .. .. في ظروف هيمنة القطب الواحد وتشابك المصالح على مستوى القارات هو سذاجة سياسية لامكان لها عندما تسخن الصراعات . وتصبح القوة هي المكافئ الوحيد للقوة .

ولتحقيق تكافؤ القوى ليس بالضرورة أن يقابل كم ونوع من السلاح كم مماثل ، إنه أولاً وقبل كل شئ الإرادة الوطنية ، التي وحدها من يعوض العجز والنقص في العتاد وتبدع المستحيلات ، وهذه الإرادة لاتتوفر إلاّ في مناخات الحرية والوحدة الوطنية والثقة المتبادلة بين الشعب والدولة . أما مناخات القمع والإقصاء والإرهاب الأمني .. اسوأ أشكال الاستبداد .. فهي توفر مقومات تحول الاختراق العابر إلى ضربة موجعة تفتح ثغرة في جدار الوجدان الوطني لينفذ منها قصد العدو للنيل من إرادة الوطن ، فكيف إذا كان الاختراق يجيئ ضمن ا ستراتيجية حرب

لامجال للنقاش حول المطامع والمخططات الإسرائيلية - الأمريكية تجاه سوريا وكافة بلدان المنطقة .. سواء كان عمر أو زيد في الحكم .. فالعدو هو العود منذ سايس بيكو حتى الآن بل حتى ا شعار آخر .. لكن لامهرب من النقاش حول مسؤولية استبداد وفساد النظام فيما أوصل إليه البلاد .. وفيما هو مطلوب من النظام من إعادة نظر جذرية ببنيته عامة وبعلاقاته مع المجتمع .. مع الآخر المعارض وفي مقدمتها انهاء عهد الاستبداد وتفاصيله المأساوية الكارثية ، ليتحمل الجميع المسؤولية الوطنية .. مراجعة تبنى عليها أسس سوريا موحدة ديمقراطية قوية عصية على العدوان والاخضاع
ولامهرب أيضاً من النقاش حول مسؤولية ودور القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة .. والنائمة .. في هذه الظروف المصيرية المتصاعدة الخطورة

لقد سقطت كل الخيارات .. لم يبق سوى خيار واحد .. إما الوطن .. وإما الوطن



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام في دائرة النار .. أي مؤتمر تحتاجه سوريا .. ؟
- مائة شكر وامتنان للحوار المتمدن
- من القمع السياسي إلى القمع الاقتصادي .. تحولات بالاتجاه المع ...
- الكواكبي يصارع الأفعى مرتين
- من هو قاتل الطفلة حنان المحمد ؟
- الطبقة العاملة تدق أبواب دمشق
- احتفاء ب - حفيد امريْ القيس
- إعادة إنتاج الاستبداد .. من قمع عرفي إلى قمع - قانوني
- المعارضة السورية ومفترق الطرق
- أول أيار .. نضالات ورؤى وأمنيات
- رحل كمال دون وداع ..
- انتصار اليسار الفرنسي .. تجربة وآفاق
- جنرالات الأرصفة
- من أجل الحرية .. والرغيف معاً
- النصر لجماهير فرنسا الشجاعة
- أما آن لليسار أن يتوحد .. ؟
- ضد حالة العار السياسي .. حالة الطوارئ
- مع المرأة .. الأم .. والحبيبة .. في عيدها العالمي
- أزمة الأزمة في الاقتصاد السوري
- حول قانون الأحزاب في سوريا


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - اختراق عابر أم إنذار حرب .. ؟