أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - إنبعاث الغرور والعربدة والسماجة العثمانية .. مجدداً لتطال الكنائس والتُراث ..















المزيد.....

إنبعاث الغرور والعربدة والسماجة العثمانية .. مجدداً لتطال الكنائس والتُراث ..


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 19 - 18:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس مؤكداً لدينا ان رجب طيب اردوغان يقود تركيا منذُ عشرين عاماً وصاعداً الى الرفاهية والترف الإقتصادي والنمو المبهر كما يزعم مراراً اثناء جلسات المجلس النيابي او عندما يترأس مجلس الوزراء او حين استقبال مبعوثاً او سفيراً فوق العادة بعد الخضات المتكررة للأحداث ولتركيا سواء بصورة مباشرة او غير ذلك في ادواراً مهمة لما يجرى على مقربة من الجمهورية التركية و الإرث والتركة السمجة التي إستمدها في كامل سخريتها من ما يُسمىّ امجاد الحكم والزحف والتسلط العثماني السلطاني والإمبراطوري المغرور !؟. عزم مؤخراً على تبديل اسم الكنيسة او المتحف " آيا صوفيا " الذي يقع في اسطنبول كرمز تاريخي شاهد على الحضارات إن لم نقل او نسمى الحضارة البيزنطينية او التابعة للدين والمذهب المسيحي الأورثوذكسي . كانت الكنيسة صرحاً تاريخياً مُذهلاً في البناء والتصميم اثناء الفتوحات الاسلامية بإتجاه العمق الاوروبي بعد ما وصلت جحافل المعالم العثمانية الى ما وصلت اليه من الإحتلالات والهيمنة والسيطرة " بالسيف " لمساحة لا بأس بها من كل جوانب وجهات الحدودية الحالية لتركيا. حينها عُقِدت الإتفاقات والمعاهدات تحت الضغط وقبضة السيف المحكم على رِقاب الناس ، الاحتلال والعنف والقوة والنفوذ الهمجي والعسكري الذي ساد منذ بداية رؤية وتوسع السلطنة للخارج ذلك يعني حسب رؤياهم الموقره في الترهيب والترغيب والرعب الداخلي على اي معترض لأسلوب وطريقة ونهج فرض الحكم العثماني الذي يعود تيمناً بأسم الخليفة الثالث للإسلام " عثمان ابن عفان " وذلك مُتفق عليه من كل مراقب وباحث رافق النظرة الفوقية والتطلع للأمبراطورية الاسلامية او لعدد الهائل للحكام من ابناء واحفاد السلطنة الوراثية المخيفة. كنيسة او متحف ايا صوفيا تم نقل شعائرها وتحويلها الى مسجد اسلامي إعتباراً من " 24 تموز 2020 " الذي سوف يقوم ربما رجب طيب اردوغان بتمثيل دور " الإمام " وخطيب للمصليين الذين سوف يوافونهُ الى ردهات المتحف او الجامع ايا صوفيا.
لكن الواقع الزمني والتاريخي يُعيدُنا الى بداية عام " 1934" بعدما تم تحويل ونقل كل دروب الحكم التعسفي التركي انذاك وغداة نهاية عصر الفتوحات العثمانية بعد الحرب العالمية الاولى وصار مصطفي كمال اتاتورك الاب الروحي للأتراك . حيث نفذ كل ما تم من اتفاقات لكي يسمح لتركيا ونهجها الجديد والحضاري والحديث والتطور العلماني ان يبتعد كل البعد عن قرارات اسلافه من طراز "السلطان سليم والقانوني ، وَعَبَد الحميد " ، واللائحة طويلة ومعروفة . الذين يُعتبرون قد نظموا وحكموا ووسعوا الإمبراطورية من خلال نظرة " القرآن " الاسلامية وتطبيقه بحذافيره في سّن الشريعة السمحاء حسب التدرج والحاجة الماسة في تطبيق ما ورد في السور والأيات القرآنية التي تحضُ حسب المعاملة الإنسانية ورعاية البشر لبعضهم البعض !؟. على مبادئ واساليب "كونوا قبائل لتعارفوا" . يعني هنا رجب طيب اردوغان قد يعود بنا الى ما قبل الزمان الذي تم التوقيع المتبادل والاتفاق على إبقاء تركة بيزنطية وسط اسطنبول كنيسة ومتحف شاهد تاريخي على التعاون والاحترام المتبادل للحضارتين او للدينين المتخاصمين المسيحي والاسلامي ويبدو ذلك جلياً بعد الفضيحة التي اثارها اردوغان وتجاوزهِ كل الاعراف وإنتهاك وردم كل قديم وإعتباره في مصافٍ ورميه في سلة المهملات ولا يُعدُ ساريا في المفعول الان لرغبة في نفس الذئب المتعطش لشرب الدماء اردوغان وتبنيه نظرية الأبن المدلل لتركيا الكبرى .
في عصر القوة وفي عصر التحالفات وفي عصر الرئيس الاقوى والاعنف والاشرس والاوحد الذي يسندُ اليه الشعب التركي حرية الخيار للسلم والحرب معاً في سلة ينفرد في تطميس ارادة الشعوب. خاصة بعد المحاولات الانقلابية المتكررة وكان اخرها "16 تموز 2016 " بعد ضربهِ بيد من فولاذ وقبض على كل مكامن الدستور والشرائع والقوانين واصبح يُطول ويُقصرُ الفرمانات لإفتراضات رؤيتهِ السياسية العمياء واستيلائه على مدخرات تركيا تحت تغطية حزب الاخوان المسلمين " التنمية والعدالة " .
حسب التدرج المرحلي لنظرة اردوغان ومعاملته مع الحكم في تركيا وتغطرسهِ في خداع الشعب التركي وتظليل الموقف الدولي وتجييره لصالحه وتنصيب زعامته للإسلام .
برغم قرار اردوغان في تطلعه الى جذب الانظار نحو زعامته للإسلام الا ان هناك مرجعيات خارجية قد عارضت ضم الكنيسة مجددا معتبرين اردوغان ينتهز تلك الفرصة لذر الرماد في عيون الذين لا يتفقون مع توسعه وزج جيشه في تدخلاته وصراعاته على حدود سوريا والعراق وتصفيته المتكررة للقضية الكردية وإتخاذ التوجه نحو ليبيا بمثابة توسع وإستعمار تركي اصيل يزعمه اردوغان خدمة اسلامية وبطولة يتغني بها في وجه جيرانه .
مع ذلك اعلنت كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية كدول اسلامية كبرى عن رفضها ذلك التحريض واعادة نبش الأحقاد بين المسيحية والاسلام ويجب على اردوغان احترام التوازن الطائفي وان لا يستغل الصمت الدولي على توغله هنا وهناك نتيجةً إرتباط تركيا في معاهدات مشتركة مع الناتو و التبادل الديبلوماسي مع اسرائيل.
وان لا يتخذ اردوغان رضى الولايات المتحدة المبطن ذريعة في نشر اعادة سلطنته ونفوذه مجددا لذلك موضوع آيا صوفيا مهم ولا يجب ان تخطو تركيا وتندرج الى فتح جراح الكنائس والمساجد مجددا خوفا من الإرهاب المتربص بالجميع واول من يُغذيه ويُنميه وبنتهجه اردوغان .
لكن الترويج للقضية ودعم ائمة مساجد تركيا واصحاب الفتاوى والقرار المذهبي والعصبي قد يتم منح " صك براءة ذمة " ، من كل الظنون المخالفة والمعترضة على اعادة مجريات التاريخ كما يراه لمصلحة السلطنة والدولة العليّة . هكذا يكون رجب طيب اردوغان من الاوائل الذين يُفرطون في القضية العربية والاسلامية الاولى فلسطين وقبوله وتطبيقه نظام " صفقة القرن " الشهيرة التي تنص على صهينة "مسجد الاقصى " لذلك قد تكون دوافع إستخباراتية تورط بها السلطان الحاكم الفاجر الظالم اردوغان .
لتغطية ولتمرير وتهديم مسجد الاقصى واعتباره من اصحاب النفوذ . لأنه واحد منهم وهم يُجيدون كيفية التناول والتبادل للمواقف التي ليست من مصلحة الشعوب ؟!. والا كيف لنا ان نُصدق ان اردوغان مؤخراً قد هاجم مصر وسوريا وليبيا والاكراد ، وصولاً الى تهديد غير مبرر لترك جموع من لاجئى سوريا والعراق وفتح طريق العبور امامهم في البحر بإتجاه اليونان العدوة الاولى اللدودة للسلطنة العفنة تركيا ،
في المقابل لم نرَ اي توبيخ للعدو الصهيوني على ترتيبها ووضع خططها من صفقة القرن في قرع ودق طبول الفتنة مجدداً ، لا يبدو ان الرابح منها سوى صهاينة العصر . وإن كان اردوغان يُغرد مجدداً وملمحاً ومُصفِراً معلناً انطلاقة جديدة للعلاقات والحضارات لا تحدث الا اذا كان طابعها الاحتلال هو الجوهر والاساسي . توعية الشعوب لا تُصبحُ ناضجة ونافذة اذا ما تم إنزلاق القادة والزعماء وإعتبار انفسهم المنقذين الوحيدين للشعوب فلا داعي حينها الى توسيع النزاع لأنهُ بالتأكيد مدمراً وهذا ما يعمل عليه بدون ادنى شك اردوغان !؟.
اخرج منها وتراجع قبل ان يُداهِمُك الندم والفوضى التي تحوم في الافق وانت واجدادك واحفادك ومن يليهم يغدون خُداماً وحُراساً للصهاينة الذين يعرفون كيف يتعاملون مع المنافقين والدجالين امثالك واصحاب الاصوات التي تنعق وتُهزهزُ اذنابها لكي تغدو رديفةً لسرب لا مكان لَهُ في هذا الفضاء .
الزمن لا يتسع الى تحميل وتدوين وتسجيل اسمك كفاتح لا يدري من اين اتي والى اين يذهب تُصرُ على إرتداء غطاء المسجد ، او الكنيسة ، لا تحتاج اليك كحامي وممثل للإنسانية.



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاكم دار الباب العالي .. تحول الى سلطان بإسم الديموقراطية..
- لا سلام قبل الحرب .. ولا حرب إلا وبعدُها سلام .. أين نحنُ من ...
- الإتحاد السوفييتي السابق .. و روسيا اليوم ..
- عاصفة توبيخ السفيرة الأمريكية .. اعقبها مواقف مُبطنة تحتاجُ ...
- المشروع الصهيوني .. المحضون دولياً ..
- صِراع و نِزاع أحفاد عُمر المختار .. على إحتكار منابع النفط و ...
- خمسون عاماً .. ارنستو تشي غيفارا .. قابضاً على الزناد .. سعي ...
- جورج حاوي .. محسن إبراهيم .. ابو خالد فينا ..
- سيرة رحيل القومندانتا فيديل كاسترو
- أعظم دولة ملعونة تُقاصص و تُعاقب قيصرياً
- إجهاض ثورات .. الربيع العربي ..
- من جورج واشنطن .. الى جورج فلويد .. الدونية الوجه الحقيقي لل ...
- نكبة .. نكسة .. ثم هزائم .. ما زالت المقاومة
- خمسون عاماً على النكسة ونحنُ نُراوِحُ .. في المكان .. حتى تم ...
- إقفال مكتب واشنطن لا يُنهي حق .. فلسطين المشروع في إقامة الد ...
- حنين قبل حريق لبنان الكبير ..
- عودة حرب النجوم في الإعلام الغربي مع إلغاء .. الإتفاقات النو ...
- تعدُد الآلهة والإنسان واحد .. الشكوّك تتتالى والهوية غائبة . ...
- لماذا مناشير اسرائيل صدقت .. ومقاومة العرب إنقرضت ..
- ترقُب صامت لآثام فرنسا إتجاه حجز حرية .. الثائر اللبناني جور ...


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - إنبعاث الغرور والعربدة والسماجة العثمانية .. مجدداً لتطال الكنائس والتُراث ..