أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - ضربة اعلامية قوية














المزيد.....

ضربة اعلامية قوية


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6604 - 2020 / 6 / 28 - 18:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قالوا انها احسن دبابة في العالم وطفقوا يتكلمون عن مزاياها الخارقة وتفوقها على اية دبابة اخرى مشابهة. لكن قبل بضعة ايام نشرت صورا مثيرة. انها لمقبرة جماعية لدبابات الابرامز الامريكية في العراق. وقد سرب الخبر كما هو واضح في سياق الحوار الجاري مع الاميركيين (الرابط اسفل المقالة).

ودبابات الابرامز هي كما يمكن استنتاجه من الصورة في حال لا تحسد عليه. فهي تظهر تعرض بعضها للضرر في الهيكل، ما اخرجها عن الخدمة نهائيا. بهذه الصور تكون قد انتقلت احسن دبابة في العالم الى المقبرة سريعا جدا ولم يمض على شرائها بضعة سنوات. ولابد ان هذه السرعة هي السبب في الاوصاف التي اغدقت عليها. وكانت الدعاية الاعلامية الامريكية قد دأبت وما زالت على التركيز على تدمير صورة اسلحة المناشيء الشرقية لكي تفسح لنفسها المجال لاحتلال مواقعها. وقد لوحظ تركيزها على صور المعدات العسكرية العراقية المحطمة والمحترقة لتنشرها في اعلامها وعلى مواقع الانترنت. الآن حان وقت الرد على الدعاية لهذه الاسلحة باستخدام الصور التي تظهر حقيقتها حيث قد وصل الدور اليها الآن.

لقد اوصلت الدعاية الامريكية البعض لان يتصور وكأن الدبابة تكون قوية بسبب حجمها ووزنها والامكانيات الفائقة لقدراتها ومعداتها. بيد ان الحقيقة التي غيبها نفس هذا الاعلام المرتبك هو ان الدبابة القوية لا تكون كذلك إلا من خلال تهيئتها. فهي لا تحارب من تلقاء نفسها إذ لا بد من وجود طاقم عارف بها وقادر على اصلاح اعطالها حتى في الاوقات الصعبة. والاهم هو في استطاعته استخدام المركبة بحرية في كل الظروف. بيد ان الصيانة كانت متقطعة غير مستمرة وغير مضمونة المستوى بقرار من دولة المنشأ. فهذه كانت تنفذ تهديداتها بسحب خبراء الصيانة لاي سبب تافه. بالنتيجة مع تقطع فترات التدريب والاستخدام تأثرت الخبرة، ومعها تلاشت الثقة بهذا المنتج لينتهي الى المقبرة سريعا جدا. بهذا يكون الامريكيون قد جردوا سلاحهم هذا من اهم ما يمكن ان يشكل مصدر تفوقه بحيث تحول الى مركبة شبيهة باية اخرى من اي منشأ آخر إن لم تكن اقل، مما كان يستخدم العراق في السابق. ولتمسي بالتالي منتجا لا دليل على جودته مع غلاء سعره ومع الشروط المفروضة على استخدامه. وبانجازهم هذه الدعاية المضادة لسلاحهم هذا نكون ممتنين للامريكيين لتحملهم عناء القضاء على سمعته.

ولا يغفل عن احد عن كون السلاح الامريكي على عكس السلاح الشرقي، يستخدم دائما كرافعة ابتزاز. والشرقي يستخدم فعليا للحفاظ على امن بلد المستخدم. وهو على هذا يكون احسن سلاح في العالم كونه لا تفرض لاستخدامه الشروط المجحفة التي تأتي مع السلاح الامريكي والمصممة لتهديد امن البلدان بدلا من الدفاع عنها. كما يرى هنا كان يجب للمفاضلة حول الاسلحة ان تدور دائما حول الشروط التي تأتي معها.

ولم تكن الشروط المفروضة لاستخدام باقي الاسلحة الامريكية مختلفة عن شروط استخدام دبابتهم الفاشلة هذه. إذ قد طبقت نفس التصرفات حولها مثل الطائرات المقاتلة. فهذه الطائرات هي ما تملص الامريكيون من تسليمه للعراق في حزيران 2014 بعد هجمة داعش بعدما قبضوا اثمانها كاملة والتي فضحت مستوى مصداقية اتفاقيات التسليح الامريكية. بعدها صاروا يسلمونها بالتقطير على فترات طويلة على الرغم من اكتمال تدريب الطيارين. وفي احايين اخرى قاموا بسحب خبراء الصيانة من القواعد ايضا لاسباب تافهة، هذا إن لم يحاولوا فرض شروطا لتقييد استخدام الطائرات. وغير معروف باية سرعة ستقتفي هذه الطائرات اثر السلاح الآنف وتنتهي هي ايضا الى المقبرة. وسواء جرى استخدام هذه الطائرات مع الصيانة ام من دونها، او استخدامها قليلا او كثيرا، فلن يكون الامر إلا مسألة وقت قبل ركن هذه الطائرات عديمة القيمة جانبا والعودة الى المناشيء الشرقية للتسليح. ونكرر هنا ما قلناه سابقا من عدم جواز وضع رقبة الامن العراقي رهن المشيئة الامريكية.

إن ظهور هذه الدبابة في صورة في مقبرة الاسلحة الميتة هو النتيجة المنطقية لمحاولات استخدام السلاح المجهز كوسيلة لتحقيق مآرب جهة التجهيز فقط. ومع نجاح سقوط هذه الدبابة يكون قد نجح معها سقوط خيار التسليح الامريكي الذي كان خيارا سياسيا. لذلك تكون هذه الضربة الاعلامية قد اتت في الوقت الامثل لدعم استقلالنا.


رابط المقالة :

العثور على مقبرة جماعية لدبابات أمريكية حديثة بالعراق
https://www.mawazin.net/Details.aspx?jimare=104791



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش العراقي بعد الغزو الامريكي
- الحوار الاستراتيجي؟ اي حوار استراتيجي؟
- قانون تحديد شروط العمامة
- تضاعف الاجهزة الاستخبارية في العراق وتجاوزاتها وتخادمها
- على من يضحك عبد المهدي ؟
- المحمود وزيدان يخرقان الدستور والقانون
- مرة اخرى مع مهازل الشركات الوهمية
- الفوضى والتخبط واللا ابالية في مواجهة وباء الكورونا
- صادرات النفط إلى كردستان العراق تمنح الاكراد السوريين شريان ...
- مصير الحشد غير العراقي
- ماذا نعرف عن موارد تمويل الميليشيات المسلحة ؟
- اسئلة حول اسباب استمرار العمليات ضد داعش في المحافظات المحرر ...
- الاهداف الايرانية من المطالبة باخراج قوات الاحتلال الامريكية
- ديون الاقليم... كشف الاعيب ثامر الغضبان وزير النفط
- ما كان على الحكومة قبل استقالتها ايقافه.. مشروع انبوب العقبة ...
- مآل اعضاء مجالس المحافظات الملغاة ومواردها
- هاكم ما يقوله الدستور والقانون في الحريات العامة وجرائم الخط ...
- تعديل قانون البنك المركزي : اجتزاء وكذب وتضليل
- مقترح لمتظاهري التحرير
- يجب احالة رئيس الوزراء ووزرائه للداخلية والدفاع الى القضاء ل ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - ضربة اعلامية قوية