أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الفتنة صاحية















المزيد.....

الفتنة صاحية


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1591 - 2006 / 6 / 24 - 11:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد مهما من أيقظها..

في مقالة للكاتب نزار نيوف بعنوان [ حافظ الأسد ست سنوات..] يقول فيها : أن ممارسات السلطة، المذهبية، تندرج فيما أسميته بـ "الممارسة الطائفية لأسباب غير طائفية".
وهذا الأمر فيه جدة بالطرح وفكرة تستحق الاشتغال عليها معرفيا في الحقيقة. بالمقابل هو إمساك الممارس متلبسا في ممارساته داخل فضاء هذه الممارسات هو المهم برأيي لتحديد أين أوصل المجتمع بممارساته هذه. وهذا في الحقيقة ما كنا نعمل من أجل دخول الحوار فيه مع كافة المعنيين بالشأن السوري. وليس البحث لماذا هذه السلطة قامت بممارساتها الطائفية.
وأنا أؤيد الصديق نزار أن هنالك في الدستور السوري : تمييز ديني أيضا بخصوص المسيحيين. عندما يسن على أن دين رئيس الدولة هو الإسلام. وبالتالي يستثني المواطنين المسيحيين من التقدم للترشيح لمنصب رئيس الجمهورية. إذن الفتنة من كل الجهات صاحية أو تأخذ غفوة قصيرة !! والمهم الآن هو :
لم يعد مهما معرفة من المسبب في الممارسات الطائفية ولماذا سبب في قيام سلطة ذات ممارسات طائفية. الممارسات الطائفية قائمة إذن وشرخت ما يمكن أن يكون نواة قيام مجتمع مدني سوري. وعلى هذا الأساس نجد من الضروري جدا أن نعمل معا كمعارضة من أجل أن نعيد للمواطنة والمدنية حركيتها الصحيحة إلى المجتمع. لأن التهديد الدائم من قبل النظام في تفتيت المجتمع في حال تعرضت سلطته للخطر أمر بات واضح للقاصي والداني وعلى ذلك يترتب على قوى المعارضة وفعاليات المجتمع المدني من مكونات الشعب السوري أن تفوت هذه الفرصة على السلطة بأن تبث قيم التسامح والتعايش الحر الكريم. ولا يعني هذا التعامل مع هذه الظاهرة على مبدأ النعامة. وتركها وكأنها غير موجودة في السلطة أساسا وتحولت إلى لغة مجتمعية مواربة أو متوارية خلف عبارات وشبكة ملفوظات تؤكد دوما أن الفتنة صاحية عند فئة من الشعب السوري. ولا يعني بالمقابل أن كل من قال : هي الفتنة صاحية لديه هو مشروع عنف وإرهاب.
وهذه أيضا نقطة يجب التركيز عليها وقراءتها قراءة موضوعية ومحايدة نسبيا وإن كان هذا الأمر يبدو حتى هذه اللحظة بالنسبة لنا كسوريين ومهتمين : شبه مستحيلة. لأننا أصلا تربينا على قيم جمعية ما قبل مدنية وما قبل سياسية فكيف لنا أن نكون موضوعيين في قراءة ظاهرة هي على غاية من الحساسية التاريخية والدينية والمجتمعية. وفي هذا الأمر سأحاول المساهمة بقضية تبدو مغفلة من قبل الكثيرين في المعارضة ومن الذين قرءوا ممارسات السلطة السورية وهي :
أن يكون المرء طائفيا لا يعني بالضرورة أن يكون متدينا.. كما أنه ليس بالضرورة المتدين في أي طائفة هو طائفي ولا يقبل بالتعايش المواطني في وطن واحد حر وكريم. ولكون الحديث في سوريا وعنها يشكل محظورا حتى بالنسبة لكثيرين من المعارضة في الموضوع الطائفي والديني وغيره..فأنني يمكن أن ألجأ لأمثلة من الواقع اللبناني !! لذا ليعذرنا الأخوة اللبنانيون..وعلى سبيل الدعابة يبدو أنهم سيبقون [ ملطشة السوريين في السلطة والمعارضة !! أتمنى أن نتخلص جمعينا سوريين ولبنانيين من هذا الوضع الشاذ ]
ما الفرق بين نبيه بري والمرحوم محمد مهدي شمس الدين وبين الشيوخ حسن نصرالله وحسين فضل الله وصبحي الطفيلي ؟! وما الفرق بين العماد ميشال عون وسمير جعجع والبطرك صفير
كثيرة هي الأمثلة أو بين الشيخ سعد الحريري وبين الشيخ محمد رشيد قباني..الخ منهم من هو طائفي ولكنه ليس متدينا ومنهم من هو متدين لكنه ليس طائفيا..الخ
الإحساس الطائفي هو إحساس بالانتماء إلى كتلة بشرية في الغريزة وفقدان الإحساس بالانتماء إلى وطن أكبر من الطائفة أو من الظاهرة الدينية ويتطور هذا الانتماء ليعقد اتفاق معقد مع شبكة مصالح آنية واستراتيجية. ببساطة كلامنا هذا نقول أيضا هذه ثقافة أكبر من الثقافة الدينية والطائفية نفسها. هنالك جملة معقدة من القيم التي يتربى عليها الكائن الفرد في مجتمعاتنا لا يعلم بها إلا الله. هنالك من هو يرفض مبدأ إعادة السلطة للمجتمع في سوريا على أرضية طائفية متدينة وهنالك من يرفض ذلك على أرضية طائفية ولكنه لا يعير الدين أهمية. وبالمقابل هنالك من يريد إعادة السلطة للمجتمع على أرضية طائفية وهو متدين سني مثلا أو خلافه وهنالك من يريدها على أرضية إحساس بالظلم الواقع على ثقافته وقيمه التي تربى عليها وليس بالضرورة أنه يسجد كل صلاة أو يمارس الطقوس الدينية حتى. مرة أخرى سأضرب مثالا عن نفسي :
عندما كنت بعمر الثامنة عشر في أسبانيا كان لي أصدقاء لبنانيون وسوريون وعرب..الخ
عندما كانوا يمزحون معي على تخلف أهل حوران وأنهم [ أي أهل حوران يريدون قطارا يمشي على الجلة ـ روث البقر المجفف ويستخدم كوقود للطبخ ] كان وجهي يصبح أحمرا من الانزعاج والحمية على أبناء محافظتي !! وعندما أصدقائي اللبنانيون أو المصريون يمزحون على السوريين أيضا أصاب بنفس الحالة.. والمفارقة أيضا أنه عندما كان يزورنا بعض الأسبان أو الأجانب الآخرون ويتحدثون عن العرب بالطريقة ذاتها كنت أيضا أستفز كبقية العرب ممن كانوا يتهكمون مزاحا علينا كسوريين ونحن نبادلهم هذا التهكم أيضا، وأشعر بأنني أرد عليهم بنفس الطريقة دون أن أدري وأدافع بحماسة عن قضايا أشعر رغم ذلك أن ما يقولونه صحيحا رغم ذلك أنفي وأرد وأشاكس.
حتى في لحظات الآن أشعر بهذا عندما يتم الحديث بالغرب في لغة تصور كل مسلم كمشروع إرهابي ينتابني نفس الضيق ! وهذا الشرخ أو الشروخات من يتحمل مسئوليتها أليس غياب مفاهيم الانتماء الاجتماعي المدني ومفاهيم الحرية والديمقراطية..الخ عن الثقافة التي تربينا عليها.. هل يعني هذا أنني إنسان ديني أو متدين ؟
إذن الإحساس بالانتماء الماقبل سياسي أو الماقبل مواطني هو إحساس موجود وقائم برأيي عند غالبية السوريين من معارضة وخلافه ولكن كيف يتم التغلب عليه من أجل توظيفه لصالح سوريا حرة ديمقراطية ؟ وعلى ضوء المؤتمر الأخير لجبهة الخلاص الوطني الذي عقد في لندن أكثر ما لفت نظري تصريحا للسيد علي صدر الدين البيانوني في رده على أسئلة الصحفيين حين قال ["أننا لا ننهج منهج التكفير". وقال: "العلويون إخواننا وهم يشتركون في ذلك مع كل الطوائف التي تنتمي إلى الإسلام". وقال: "هم يقولون مسلمون ونحن لا نكفر أحداً.. على العكس النظام يحاول إشعال الفتنة". وأكد البيانوني أن "العلويين والطوائف الأخرى شركاؤنا في الوطن والمصير". وقال: "من الطبيعي أن يقوم النظام أو الأسرة الحاكمة بزرع الخوف في الطائفة بهدف زرع الفتنة".] الجديد في الأمر هو هذا المنطق اللا تكفيري سواء سيصدقه بعضهم أم لا أو يعتبره بعضهم مناورة ؟! هذا لم يعد مهما لأن التصريح قد أصبح في وسائل الإعلام على الأقل وما يترتب على ذلك من نتائج.. ولكنه يحرك شيئا مهما في المستنقع الراكد على غش.. غش الفتنة التي يهدد بها النظام وبإيقاظها إذا تعرضت سلطته للخطر.. ما أريد أن أقوله أن المعارضة عموما بدأت تعبر عن رغبة عميقة بالتعايش الحر في وطن حر الحكم فيه بين الفرقاء السياسيين هو صندوق الاقتراع..ولكن بقي همسة صغيرة في أذن الأستاذ أبو أنس البيانوني :
مفهوم أنه ولو لم تكن السلطة تنتهج هذا الأسلوب في الشحن الطائفي لما جاء تصريحكم هذا..وتهديد حياة المجتمع السوري وأبناءه.. ولكن بالمقابل لو كنتم لستم حزبا دينيا يأخذ بعدا طائفيا موضوعيا في الواقع السوري هل كان من الضروري أن تصرحوا أن الطائفة العلوية مسلمة !!؟ وهذه همسة لحوار أتمنى أن يفتح داخل الجماعة عندكم. وهذا لابد يذكركم بحواراتنا السابقة مع كتاب الجماعة..ومع ذلك هو خطوة متقدمة جدا في هذا التصريح لا بد من البناء عليها من أجل سحب البساط من تحت أقدام السلطة وعدم بقاء الطائفة العلوية رهينة المحبسين !! سلطة غاشمة وثقافة مجتمعية ما قبل مدنية عند الجميع بما فيها طائفة السلطة نفسها. إذن علينا ن نبدأ جديا بفتح الحوار الذي من شأنه إعلاء ثقافة مدنية حقيقية لا يبقى فيها مكانا لثقافة طائفية إقصائية متزمتة أي كان مصدرها لأن على ما يبدو فأن السلطة ماضية في غيها وقسم من معارضة ماضية في تأصيل سلطتها. وللحديث صلات...



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو ميثاق شرف للمعارضة السورية رأي
- رايتي بيضاء ..اعترافا مني بالهزيمة
- إعلان دمشق بيروت والاعتقالات الأخيرة
- صفقة في الأفق أم نجاح في القمع؟
- حماس إلى أين؟
- المثقف المعارض..رؤية بسيطة - تأملات .
- حماس تنع شهيدها الزرقاوي !!
- لليبرالية تاريخ..الليبراليون العرب بلا تاريخ
- الزرقاوي عميل للسي أي إيه وربما للموساد أيضا ؟
- السوريون بين السلطة والشرعية الدولية
- الشارع السوري مغيب أم غير معني؟
- الخامس من حزيران مشهد يومي
- ليبرالية بلا ليبراليين ..نص بلا حامل
- نكبة عائلة أم نكبة وطن
- رد على أسئلة صامتة لا تدفنونا أحياء
- إعلان دمشق وجبهة الخلاص
- رسالة من الخارج
- الديمقراطية في سوريا والرسملة
- رسائل من دمشق
- تصحيح معلومات فقط للقارئ العزيز وللمناضل نزار نيوف


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الفتنة صاحية