احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 6588 - 2020 / 6 / 9 - 17:01
المحور:
الادب والفن
دوَنتُآنفًا ما يجانس النعي للرواية، العصرية المبنية على ما سُمي عند بعض العرب الطارئين، بالنص الروائي!! وهو تعبير يخون الرواية الكلاسيكية، التشخوفيةوالغوغولية، ونبهت إلى موت الرواية الشعرية، والنصية والتقريرية، وبقاء الرواية في سجيتها الدرامية الكلاسيكية الممتدة من عصر الرواية الزولية (زولا) وعصر الرواية الروسية، تشيخوف، غوغول، ثم مرورًابالأمريكية، هيمنجواي وتشاينبك إلى الكولومبي غارسيا ماركيز، وأخيرًا التركي أورهانباموق، هذا التسلل الكلاسيكي، حفظ الرواية من السقوط والانهيار، بسبب كثرة التجريبيين الذين دأبوا التجريب تحت مسميات مفبركة منها التجريبية والشعرية والنصية، ورواية الغموض، على وزن قصيدة الغموض، بل هناك من فبرك أعمق باسم الرواية القصيدة!!!كل هذه الأشكال، فقاعات، وُلِدتْ وماتت وظلّت الرواية في أصلِها التشيخوفي.
وعن الرواية ذاتها، فهي الخلق الكوني، للحدث والشخوص، بناء المكان والزمان، ثم خلق الشخوص، أنه ذات الخلق الكوني الكبير...وهذا يذكرني بشيءٍ من الغرابة في تجربتي الشاقة مع الرواية، حين قَفزتُ ليلة من النوم ظلّلتُ بعدها ليالٍ أخرى بأرقٍ وتوتر كتابي، لأنني اغْتلتُ احدى الشخصيات الرئيسية، قبل الأوان!! ولم أنَمْ لأنني أدركتُ أنني اغتلتُ الرواية برمتها قبل أن تنتهي، هل أعيد احياء الشخصية؟ ذلك خارج المدار، وغير عقلاني؟ ولكن متى كان التأليف عقلاني؟!
صحيح ترسمهم وتقوم بخلقهم ولكنك بعد ذلك تفقد السيطرة عليهم فأنت لست إله يتحكم في خلقهِ أنت مبدع تبني رواية قائمة على حدث وشخصيات سواء كانت واقعية أو خيالية فهي في النهاية حياة لها مسارها الذي لا يمكن التنبؤ به وإلا أصبحت الرواية مجرد حكاية عادية غير مقنعة. ومن ثم تنتحر الرواية عندما لا تسعف مضمونها، الرواية هي من تكتبك ولست أنت من تكتبها.
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟