أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد حبش كنو - فلسفة الوجود واللاوجود














المزيد.....

فلسفة الوجود واللاوجود


محمد حبش كنو

الحوار المتمدن-العدد: 6573 - 2020 / 5 / 25 - 11:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعرفنا على شخصية دونكيشوت عبر أفلام الكرتون في طفولتنا و كان منتهى فهمنا له أنه شخص أهبل يصارع طواحين الهواء فنضحك عليه ملأ الأشداق .

عندما كبرت وقرأت الرواية الأصلية فهمت أنه يجسد رمزية العبثية التي تتواجد في الكثير من الناس .. الشخصية التي تعيش الوهم كأنها تصارع طواحين الهواء والحقيقة أن هذه الشخصية ربما تمثل البشر جميعا فكلنا نصارع الرياح .

نصارع الرياح لأننا لا نعرف حقيقة الوجود بل نعيش قوانين الوجود كما هي وفي كل مرحلة نحتاج لملهاة لكي تستمر الحياة .

في الطفولة ملهاتك هي اللعب وفي المراهقة ملهاتك هي الطرف الآخر ذكرا كنت أو أنثى وبعد الزواج ملهاتك الأولاد وهكذا يخلق لك الكون دافعا دائما حتى تصل إلى الفناء .

في مفهوم علم الأحياء هي طاقات محفزة لتنتقل الجينات وتستمر الحياة و لولا هذه المحفزات والشهوات لإنقرضت كل الكائنات وفي مفهوم الدين أنت مجرد آلة للعبادة خلقك الله لدنيا أخرى غير هذه الدنيا الفانية أما حقيقة الوجود فتظل لغزا عصيا على التفكير .

التفكير .. ذلك الشيئ المزعج الذي لا بد منه والموصل إلى الحقيقة أو الجنون والذي ينصح به أهل العلم جميعا لتتطور الحياة إلا الأطباء النفسيون فإن أول ما يواجهونك به عندما تشكو من القلق أو قلة النوم أو الصداع أو أي شيئ آخر هو قولهم لا تفكر كثيرا .

في الحقيقة كلامهم منطقي جدا لأن الدراسات أثبتت أن أي إنسان خلال حياته كلها لا ينفذ واحدا من الألف مما يفكر فيه بمعنى أوضح فأنت تفكر قبل النوم عدة ساعات كل يوم و ربما لا تنفذ جزءا صغيرا مما فكرت فيه أو قد لا تنفذه أبدا وهكذا يصبح أكثر تفكير الإنسان عبثيا أو عبئا عليه بدل أن يكون فائدة له .

يقول ديكارت أبو الفلسفة الحديثة ( أنا أفكر إذا أنا موجود ) والحقيقة يخطئ الكثيرون في فهم مغزى هذه العبارة فيعتقدون أن الرجل يشجع على التفكير ويصبح المعنى هنا رمزيا لا ماديا أي أنا أفكر إذا أنا موجود معنويا ويصبح نقيض الجملة حسب علم المنطق وكذلك المجاز في البلاغة ( أنا لا أفكر إذا أنا غير موجود ) ويصبح المعنى مجازيا من لا يفكر كأنه لا وجود له أوجوده كعدمه لكن ديكارت لم يكن يقصد المعنى المجازي .

ديكارت كان يقصد المعنى المادي ردا على الفلسفة اللاوجودية و هي فلسفات ومذاهب فمنهم من يربط الوجود بالوعي بمعنى ما دمت تعي الوجود فالوجود موجود وإن كنت لا تراه وتعيه فهو غير موجود والبعض يقول بأن فهمنا للوجود هو حسب إدراكنا بحواسنا وليس كما هو على حقيقته وهناك مذهب أكثر تعقيدا ينفي الوجود أصلا و يزعم أصحاب هذا المذهب أن لا شيئ موجود أساسا وهنا يأتي رد ديكارت أنا أفكر إذا أنا موجود وقد سبق مقولته بقوله أنا أشك إذا أنا موجود وفي كلا الحالتين يكون قصده ما دمت أشك في وجودي أو أفكر فيه فهذا يعني بالضرورة أنني موجود .

بهذا المعنى ليس هناك جملة عكسية لهذه الجملة أي لا تستطيع القول أنا لا أفكر إذا أنا غير موجود لأنها تفقد المعنى المادي وتدخل في الإطار المعنوي ولكننا نستطيع أن نأخذ جملة ديكارت في إطارها المعنوي ونقول بأن من لا يفكر فوجوده كعدمه .

الأمر ليس كذلك أيضا كما أسلفنا فماذا نستفيد من التفكير إذا كنا لا ننفذ منه شيئا بل يصبح عبئا علينا وعلى صحتنا والأهم من ذلك أننا لا نستطيع أن نفهم به سر الكون والوجود و تمر السنين والقرون ونحن نفسره وفق الأهواء أو وفق اللغة التي اخترعناها وهي قيد أيضا تحشر الحقيقة في إطارها النسبي .

نظرية اللاوجود غير منطقية ونظرية الوجود المطلق أيضا غير منطقية ولذلك ظلت نزاعا فلسفيا لكن ما لم يفكر فيه أحد ماذا لو كان هناك خيط رفيع بين الوجود واللاوجود ..؟؟؟؟

ماذا يعني ذلك ..؟؟؟؟

ما اقصده أن الفلاسفة حشروا أنفسهم بين الثنائيتين الوجود واللاوجود ولكن ماذا لو كنا في منطقة وسطى بين الوجود واللاوجود .. فيزيائيا ليس شيئا غريبا فهو أشبه بالثقوب السوداء في الكون التي تبتلع كل شيئ و يختفي فيها كل شيئ ويصبح لا شيئ أي يصبح غير موجود رغم أن الثقب نفسه موجود ..!!!!!!

مجرد تفكيرنا في نهاية الكون من الممكن أن تدعم نظريتنا في الوجود واللاوجود فمن المستحيل تخيل نهاية للكون أي وجود جدار نهائي ويصبح من المنطقي التساؤل وماذا بعد ذلك الجدار ومن المنطقي أن يكون الجواب أنه لا شيئ خلف الجدار أي اللاوجود وهذا أيضا مستحيل فلا بد أن يكون هناك فراغ والفراغ وجود وهكذا نصبح أمام اللانهائية وهنا نستطيع أن نمسك الخيط الرفيع بين الوجود واللاوجود .

القضية أشبه بتفكيرنا في الله الذي كان ولم يكن شيئ ولكن أين كان .. لا أحد يعلم فالكينونة تستلزم وجود مكان فإذا كان ولم يكن الكون ولم تكن صفاته موجودة كالرحمة و العدل فإنه كان شيئا أجوف فإذا قلنا بأن صفاته كانت موجودة فهو إذا متأثر بصفاته وما دام متأثرا فهو ليس كاملا وبالتالي فمن المنطقي أن يكون هناك كون ملازم له قديم قدم الله .

في المحصلة كثرة التفكير لن تؤدي بك إلى نتيجة .. فقط ستحرمك من النوم العميق وتجعلك أمام حقيقة ( أنا أفكر إذا أنا تائه ) وستعبر هذه الحياة كأي زائر مثلك مثل من لم يتعب دماغه في التفكير ففي الآخر كلنا عابرون .



#محمد_حبش_كنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن كورونا والسياسة والقمح والشعير
- حرب المعابد
- الأزمة السورية وملاحم آخر الزمان
- معركة إدلب الكبرى بين الوهم والحقيقة
- حتى لا يتحول الكرد إلى السمكة الثالثة
- دراسة عن تنظيم القاعدة والعمال الكردستاني كنموذجين في الحرب ...
- تناقض الصراعات الداخلية الأمريكية تلقي بظلالها على مشاريعها ...
- وداوها بالتي كانت هي الداء .. عفرين وآخر أوراق الكرد
- ماذا وراء سقوط الطائرات في سوريا ..؟؟
- حين تلمع الفاتيكان وجه القاتل
- موناليزا الكرد بارين كوباني
- نواة الحماية الذاتية .. الإستراتيجية الرابعة لإقليم كردستان
- تصحيح مسار الإعلام .. الإستراتيجية الثالثة لإقليم كردستان
- إصلاح هيكلية البيشمركة .. الإستراتيجية الثانية لإقليم كردستا ...
- ليس للكردي إلا المكر والدهاء .. الإستراتيجية الأولى لإقليم ك ...
- حين سيطر الإخوان في غفلة من الزمن
- دراسة عن إستفتاء كردستان من وجهة نظر أعمق
- مئة عام تأخر الإستفتاء فمتى يكون وقته مناسبا ..؟؟
- هل خالفت تونس حقا شرع الله ..؟؟
- هل تستطيع الهروب من الله ..؟؟


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد حبش كنو - فلسفة الوجود واللاوجود