أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مصطفى محمد قاسم - الانتفاضة وما تصنع














المزيد.....

الانتفاضة وما تصنع


مصطفى محمد قاسم
(Mustafa Mohammed Kassim)


الحوار المتمدن-العدد: 6558 - 2020 / 5 / 8 - 23:43
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الانتفاضة وما تصنع…
مايو 6, 2020
حين جاء تاريخ يوم الثلاثاء 1/10/2019، لم يكن يخطر لي على بال حينئذ أن تخوض البلاد هذا المخاض العسير والمؤلم من الأحداث الجسام.
وأن يؤدي بنا ضيق حال الشعب العراقي وصبره وامتعاضه من ما يمر به إلى انتفاضة شعبية وطنية بهذا الحجم لم يسبق للعراق منذ عقود أن مر بها.

كنت أخطط مع عائلتي لقضاء عطلة رأس السنة في أحدى دول الجوار، بعد عاماً مليء وحافل بالأحداث الشخصية والعمل المرهق طوال تلك السنة، ولسخرية القدر فالدولة التي اخترتها بيني وبين نفسي لزيارتها كانت إيران، الدولة التي ستصبح في نفوس معظم العراقيين في الأشهر اللاحقة للانتفاضة، مكروهةً أكثر من فترة الثمانينات، حين خاض البلدين حرباً طاحنة طوال ثماني سنوات، وأعني بها مكروهةً طبعاً كنظام لا كشعب ودولة.

سياسييّ ما بعد الاحتلال الذين دأبوا على اللعب بورق الطائفية والعنصرية والقومية، ظنوا واهمين بأن مصالحهم الضيقة النفعية لهم ولرجالات أحزابهم ستطول، وأن الأمر سيستقر لهم، أكثر من سبعة عشر سنة عجفاء من تاريخ بلادنا، إلا أن الأمر الذي غاب عن أذهانهم البليدة، بأن الشعوب وفكرها في حركة وديمومة مستمرة، وليست جامدة في مكانها لا تتحرك.

وأن الصبر مهما طال على الظلم، والغيبوبة الفكرية التي احاطت بنا مهما طال بها الأمد، فلا بد لليل أن ينجلي، ولابد للقيد أن ينكسر، كما قال الشابي يوماً.

فجأة وجدت نفسي بوعي أو بدونه، وبشيئاً من الخوف من الشغب والقناصين والمليشيات الإرهابية أنسل مع الآلاف من الشباب العراقي إلى سوح الاحتجاج الوطنية نصدح بحب الوطن ونهتف ضد نظام المحاصصة الطائفية والفساد في جميع محافظات العراق.

كانت لحظات عارمة مليئة بحب الوطن والتضحية من أجله، شباب يندفعون بأقصى طاقاتهم لعبور الجسر باتجاه المنطقة الخضراء غير مبالين بالرصاص الحي أو الغاز الحارق المسيل للدموع الذي لا شبيه له بكل قوى مكافحة الشغب بالعالم باستثناء العراق.

نساء يقمن بتوزيع لفات الطعام وأخريات يقمن بغسل ثياب المعتصمين في الخيام والمطعم التركي، وشابات وشبان في ريعان الشباب يجمعون النفايات من الشارع خشية تكدسها.

والوقفات الطلابية البيضاء الجميلة التي ملئت مدارس وومعاهد وكليات العراق اعلنت عن حظورها البهي بشكل واضح للغاية.

ولم يختلف المشهد في ساحة التحرير عن خارجها، فالاعلام التي بدأت ولأول مرة بهذا الشكل ترفرف على أسطح البيوت والسيارات في خطاب واضح من قبل المواطنيين في دعمهم الكبير واللامحدود للحركة الشعبية الشبابية التي ملئت العراق من اقصاه إلى اقصاه.

الانتفاضة العراقية الحالية سردية جديدة على الساحة السياسية والاجتماعية العراقية، خطاب وطني صرف خالٍ من مصطلحات الطائفية المسمومة والعنصرية المقيتة التي ملئت اسماعنا وأفكارنا طوال عقدً ونيف من الزمن بواسطة تلك الأحزاب الأسلامية والقومية الضحلة، هي عملية تشكل وتحول في فكر الأنسان العراقي الحالي الذي غيبته تلك الأفكار الغريبة والمريضة والدخيلة على مجتمعنا المتمدن منذ نشوء الدولة العراقية الحديثة وإلى غاية مجيء الاحتلال.

ولذلك أُطلقت على هذه الحركة الاحتجاجية عليها تسمية (انتفاضة) لأنها غيرت الكثير من المفاهيم السائدة والخاطئة التي عرفتها الساحة العراقية.

واليوم وبعد مرور أشهر عديدة على بدء الانتفاضة الشعبية العراقية، ومع حلول أزمة (كورونا) التي ضربت بأطنابها البشرية بأسرها، خلقت حالة من الجمود التي أصابت سوح الاحتجاج في المحافظات كافة، نتيجة الخوف الطبيعي من هذا الوباء، مضاف لها حظر التجول خشية انتشار هذا الفايروس.

والان يبدو بأن تحركات تنسيقيات التظاهر في بغداد وباقي المحافظات آخذة بالتوسع، بدا ذلك واضحاً في خروج العديد من المظاهرات والوقفات والاجتماعات وتشكيل أكثر من مجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي بمسميات ثورية استعداداً للمرحلة القادمة ما بعد (كورونا) ، وما ذلك كله إلا نتيجة تمادي الطغمة الحاكمة في غيها وفسادها وعمالتها وعدم انصياعها لرغبات الشارع العراقي.

الانتفاضة بوجها الجديد قادمة، ونأمل منها ومن أبناءها وبناتها هذه المرة أن تقتلع النظام الطائفي وزبانيته إلى الأبد.

هذه الانتفاضة التي من أبرز منجزاتها كما أراها بنظري المتواضع عبارتين على جدار نفق التحرير ألا وهي :- (الوعي قائد) والأخرى وهي الأهم (رايد وطن).



#مصطفى_محمد_قاسم (هاشتاغ)       Mustafa_Mohammed_Kassim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا يُعري الجهل والشعوذة
- الحاجة الملحة إلى التنوير
- أفراح العراقيون ببداية السنة الجديدة 2019
- فلاحة ملاجة !
- لعنة البابليين
- نحنُ شعبٌ جبَان
- بين خيارين، المشاركة أو المقاطعة
- ماذا يعرف الشعب العراقي عن العلمانية؟


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مصطفى محمد قاسم - الانتفاضة وما تصنع