أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصطفى محمد قاسم - نحنُ شعبٌ جبَان














المزيد.....

نحنُ شعبٌ جبَان


مصطفى محمد قاسم
(Mustafa Mohammed Kassim)


الحوار المتمدن-العدد: 5890 - 2018 / 6 / 1 - 14:23
المحور: المجتمع المدني
    


نحنُ شعبٌ جبَان
فعلاً هي كلمة مزعجة تتداولها الألسن يومياً، وبشكل متكرر في يوميات العامة واشغالهم، في الطرقات، في المحال التجارية، في الباصات، ومواقع التواصل الاجتماعية، وأينما وجد عراقيان أثنان على الأقل، وصفوا أبناء بلدهم (بالجبن).
وكأنها أصبحت صفة متلاصقة لأبناء وادي الرافدين، فالشاطر من يكيل التهمة هذه لأبناء بلده (احنة شعب جبان، ياهو اليجي نصفكلة، نستحق اللي يجرانة والله....) ومن أشباه هذا العيّ، وهو أمراٌ فعلاً مستهجن وغريب.
قد يطلق الكثيرون_ سواء كان هؤلاء من الطبقة المثقفة أم من عامة الناس_ لفظ جمعي على بلد من البلدان، أو مجتمع من المجتمعات بشتى الألفاظ والنعوت، الجيدة منها والسيئة على حد سواء، إلا أنه يبدو بأن هنالك اتفاقاً غريب بين عامة الناس على هذا المصطلح، هو أمرٌ يدعو إلى الوقوف والتسائل، ما الذي يدفعنا إلى قول مثل هذا الكلام، وهل هو حقيقة فعلاً؟
أعتقد شخصياً بأن عملية (جلد الذات) هذه تقف خلفها الكثير من مكنونات الكبت والقمع والاضطهاد المتراكمة طوال قرون عاشها العراقيين، وهي كلما وجدت وقتاَ مناسباً لكي تظهر إلى الساحة، ظهرت بعنف وقوة، لتعبر عنما في داخل العراقيّ من محن ومعاناة، وألم حسرة مخبؤةً تحت كمً هائل من الكتمان.
ولا أرى سبباً آخريدفعهم لقول ذلك سوى حجم الفشل والاخفاقات الكبيرة والبطالة، وتردي حال الأمن والخدمات،وغيرها الكثيرمن منغصات الحياة التي يعيشها المواطن العراقي الفقير.
كل هذا كفيل في تفجر حالة من الغضب والاستياء العارم، تدفع الناس لقول هذا الكلام، أو ماهو أبعد من ذلك، كشتم البلاد مع الأسف.
وضاهرة الانتقاد هذه أو غيرها مما عُرف به العراقي، حيث يقول الدكتور علي الوردي في كتابه (طبيعة الفرد العراقي) ما نصه:- (أن العراقي مشهور لكثرة انتقاده لغيره، كل منا ينسب خراب الوطن إلى الآخرين، ناسياً أنه هو مساهم في هذا الخراب العام قليلاً أو كثيراُ، والغريب أن موظفي الحكومة ينتقدون الحكومة، وكأن الحكومة مؤلفة من غيرهم، وكل فردً من الناس ينتقد الناس كأنه ليس من الناس).
ويضيف البروفيسور الوردي:- (المنتقد منا لايهمه أي شخص ينتقده، هو يريد أن ينفه عن مكبوتات نفسه، فيوجه الضربات هنا وهناك، هدفه في الضرب وليس في المضروب).
ولست هنا في معرض الدفاع عن العراقيين، والإشادة بهم وبشجاعتهم المعهودة، في مواجهة وتحديّ الصعاب، فيكيفيني وإياكم، مواقف العراقيين في التصدي للأرهاب الداعشي، الذي ضرب نصف العراق، فقتل من قَتل، وهجّر من هجّر، ودمّر من دمّر، إلا أن الموقف الصارم، وبعزيمة وإرادة قل نظيرها ، استطاع العراقيون الوقوف على قدمهم من جديد، ودحر ذلك الأرهاب الأعمى، وجعل بوصلة التعاطف والمساندة من المجتمع الدولي والشعوب على حد سواء تتجه نحونا بشكل كبير.
أحبوا أنفسكم بارك الله فيكم، ولاتصتصغروا من شأنكم، فهذا ليس من شيم الشعوب المتفوقة؛ ولا الدول المتطورة، فصلاحُ أمركم بيدكم أنتم، فلن ينفعكم التململ ولا الشكوى في شيء.
والسلامُ عليّكم ورحمة اللهِ وبركاته.



#مصطفى_محمد_قاسم (هاشتاغ)       Mustafa_Mohammed_Kassim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين خيارين، المشاركة أو المقاطعة
- ماذا يعرف الشعب العراقي عن العلمانية؟


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصطفى محمد قاسم - نحنُ شعبٌ جبَان