أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - كيف تنتصر الحكومة في الرمادي














المزيد.....

كيف تنتصر الحكومة في الرمادي


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1582 - 2006 / 6 / 15 - 11:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لفت نظري في الترقب المتوجس لحرب جديدة على الرمادي ما ذكره احد البرلمانيين انه سينسحب من البرلمان ان سمحت الحكومة للجيش الأمريكي بشن هجوم عسكري كبير على الرمادي, قائلاً ان لديه التزامات تجاه ناخبيه من السنة بحماية ارواحهم وممتلكاتهم.
ليس السبب في انتباهي الى الخبر هو ان تصريح عضو البرلمان غريب, بل الغريب هو ان لايشترك برلمانيون اخرون بمثل هذا التهديد. فالمفروض بحكومة وطنية وبرلمان وطني ان يحرص كل اعظاؤهما على حياة الناس الأبرياء في المدن المهددة في الوطن, وليس فقط من انتخبهم ابناء تلك المدن.

من المفهوم ان البرلمانيين يمثلون ناخبيهم في مواقفهم السياسية العامة ومصالحهم المالية والإجتماعية وغيرها من القرارات التي تصب في مسيرة الحياة الإعتيادية. لكن الأمر هنا مختلف تماماً فحياة الناس ليست موضوعا انتخابياً, فهل ان على كل مدينة تنتخب ممثلاً ليحميها من الموت؟ وماذا عن اقليات لامقعد لها في البرلمان؟
كيف لاينتخب الناس طائفياً إذن ان كانت حياتهم تتوقف على وجود ممثلين لطائفتهم في البرلمان العراقي؟ أولا يكن منافقاً من يدعوا الناس الى نبذ الطائفية في بلد لايحس اعضاء البرلمان فيه بشعور بالمسؤولية عن حياة الناس ما لم يكونوا من طائفتهم؟ اليس جديراً اولاً بالبرلمانيين "غير الطائفيين" ان يثبتواعراقيتهم وانسانيتهم قبل مطالبة الناخبين بها؟

هل ان الرئيس مسؤول عن حياة السكان في كردستان فقط بإعتبارهم ناخبيه؟ وهل ان رئيس الوزراء مسؤول من ناخبيه الشيعة فقط؟ وهل هناك برلماني معفي من تقصيره في منع الحكومة, او محاسبتها ان اقترفت جريمة في مكان غير الذي انتخب فيه؟ رئيسنا الطالباني قال ان شعوره بالمسؤولية المهنية والإنسانية سيمنعه من توقيع الإعدام ان صدر على صدام حسين, فهل يقبل شعوره بالمسؤولية بإعتباره رئيساً ان يقتل ابرياء في الرمادي كما حدث في المرة السابقة؟ فهل ان صدام اكثر براءة من اطفال الرمادي, وهل حياته اهم من حياة طفل واحد يقتل بلا ذنب؟

أنا لا أنساق مع خلف العليان, رئيس مجلس الحوار الوطني, في قوله "ان الهدف من هذا (الهجوم) هو القضاء على اهل الانبار", ولاشك ان للحكومة اسبابها التي لا علاقة لها بالطائفية للجوء الى التفكير بمثل هذا الإجراء الشديد, إلا انه ومهما كانت الإسباب فان عملية عسكرية كبيرة في مدينة ستكون لها اثار مدمرة هائلة تفوق مكاسبها مهما حدثت.

وماذا ستفعلون ان ثارت مدن اخرى غداً خاصة وأن الجيش الأمريكي ماض في اثارة المزيد من الناس ضده وضد الحكومة التي تدعمه؟ الم تقصف الرمادي بعنف قبل سنتين, وهاهي تعود كما كانت, فهل سيكون القصف هذه المرة اعنف ام اكثر فعالية؟ افليس في هذا الفشل درس للوقوف عنده والتمعن في النتائج قبل التصرف؟ اسيقصف العراق مدينة مدينة كلما حصل المسلحون فيها على موطئ قدم؟ أهناك استراتيجية للتعامل مع مثل هذه التطورات ام ان الأمر متروك لوقته؟
الحرب على مدينة، مهما كانت نتائجه العسكرية، فشل ذريع للحكومة وتمزيق لمصداقيتها ولفرص توطيد الثقة بينها وبين الناس الذين هي بأمس الحاجة الى مساندتهم, وبالتالي الدفع بها الى الإستسلام التام لضغوط الإحتلال لتتحول الى حكومة عمالة كلاسيكية, تغرق العراق في حرب لا نهاية لها.
اليس المالكي من قال انه "لايمكن لاي طائفة او قوة لوحدها تحقيق الامن ووقف سفك الدماء وانما بمشاركة جميع القوى العراقية والمواطنين الذين تعول عليهم السلطات للتعاون معها." فما هو تأثير حملة عسكرية جديدة على الرمادي على فرص نجاح هذه السياسة؟

لقد بقي الإرهاب في بريطانيا عشرات السنين, إلا ان طائرة واحدة لم تقصف ايرلندا. لكن قصف مدن الآخرين امر اخر وقتل الأبرياء من الشعوب الأخرى اسهل قبولاً.
الكلام الذي جاء في بيان «الحزب الاسلامي» يطالب بما هو معقول تماماً حين يشير الى انه «لا بد من التريث ليتسنى للحكومة الوليدة والهيئة السياسية للأمن الوطني درس الوضع الأمني عن كثب للخروج باستراتيجية أمنية جديدة تعتمد محاور اقتصادية وسياسية وإعلامية بدل من اعتماد القوة المفرطة والتي ساهمت (من قبل) في تأزم الوضع"

فهل اعطيت الفرصة الكافية للوصول الى حل سلمي تفاوضي, وهل اعطي الوقت اللازم لذلك والحكومة مازالت في اول خطواتها؟ لايجب ان نتخبط بسبب عنف الإرهاب فلا نعرف اين نضرب ومن نصيب, فلا نزيد الإرهاب الأ ارهاباً ولانقتص منه بل نزيد شعبيته. وعندما اتحدث عن "فرصة كافية" فأعني ان لاتترك طريقة لم تجرب قبل التفكير بالحرب. أن تدرس مطالب المسلحين في الرمادي, ان تدرس تشكيلاتهم والخلافات بينهم, ان تقدم عروض قد يقبلها البعض منهم على الأقل, ان تثبت الحكومة حسن نواياها وحزمها وعزمها على طرد الإحتلال بنفسها لتكسب المترددين والناس الأبرياء اولاً. وقد يكون تجميد الوضع العسكري وبطريقة لاتسمح بأن يصدر المسلحون عنفهم الى مدن اخرى هدفاً مؤقتاً ممتازاً, وتقوم بإنقاذ الناس من الفقر الشديد والجوع الذي يأكل سكان الرمادي اليوم كما يشير محافظ الرمادي السابق الذي وصف الوضع المأسوي الذي تعيشه المدينة بأنه «اكثر بؤساً من دارفور».

إن اعطاء الوقت والجهد لإحتواء المشكلة, حتى ان فشل في الوصول الى نتيجة فهو مؤشر هام على حرص الحكومة على ارواح الناس الأبرياء الذين فشلت الحكومات السابقة بإثباته.

لا نصر في هذه الحرب, ولن تحقق الحكومة ما يمكنها الفخر به إلا في إنتصارها لمواطنيها والنجاح بتجنب هذه الكارثة القادمة.



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصدمة: انتبه فأنت تساهم في الإرهاب!
- الزرازير والحساب
- دروس في الأخلاق, ولكن لمن؟ مجزرة حديثة ومجازر اخرى
- القراءة كترفيه عنيف, والمقالة كحلبة ملاكمة
- أيان حرسي ماكان:قصة فضيحة ديمقراطية عريقة
- القاء اللوم على البيادق: الى اين نوجه انظارنا في العراق؟
- لذة الحلول المسمومة
- حكومة تولد في قفص الإتهام
- إعادة الإعتبار للإنحطاط: رد على (الدكتاتور الرائع) لعلي الصر ...
- أفضل مفاوضي الحكم في العراق: متابعات في الوضع العراقي الراهن
- برج الحرباء يمر على سماء بغداد
- لو حكم سليمان الحكيم لأعطاها للجعفري فوراً
- الكرامة مسألة اعتبارية
- العامة والسادة في حافلة نقل الركاب: خيار بين الإمام علي ومعا ...
- تحذير عاجل من حملة غش بالإنترنيت على العراقيين
- الحمد لله ليس ما في العراق حرب اهلية!
- أيها الجعفري لاتنسحب
- المصباح الوحيد في الشارع
- مبدأ مقهى ابو فاتح
- ما ايسر بيت قلته؟ هدية مشاغبة الى الحزب الشيوعي العراقي بعيد ...


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - كيف تنتصر الحكومة في الرمادي