أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عبدالخالق حسين - الإجراءات الوقائية ضد كورونا أخطر من المرض نفسه















المزيد.....

الإجراءات الوقائية ضد كورونا أخطر من المرض نفسه


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 6547 - 2020 / 4 / 26 - 17:44
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


يقول الفيلسوف الأمريكي من أصل ألماني، إريش فروم (Erich Fromm): "إن الإرهابي لا يعتمد على الأضرار المباشرة من أفعاله فحسب، بل والأهم، يعتمد على نتائج ردود الأفعال". فردود الأفعال التي تتخذها الحكومات والناس هي الأخطر، إذ تشبه سلسلة التفاعلات النووية (Chain reactions)، وهذا القول ينطبق على وباء فيروس كورونا أيضاً.

نعم، أغلب الإجراءات الوقائية والاحترازية التي فرضتها الحكومات، بعد استشارة العلماء والأطباء، كانت ضرورية لتخفيف الأضرار من هذا الوباء الخطير الذي كشف عجز البشرية وهي في أرقى مراحل تطورها الحضاري في جميع المجالات. ولكن المبالغة في تطبيق هذه الإجراءات أدت إلى نتائج معكوسة. ومن هذه الإجراءات إيقاف العمل في معظم المؤسسات الاقتصادية، الإنتاجية والخدمية، وبمختلف أنواعها، وتوقف وسائل النقل، البرية والبحرية والجوية، وذلك للحد من نقل فيروس كورونا من مكان إلى آخر.

والأخطر، أن معظم المستشفيات والمراكز الصحية توقفت عن معالجة الحالات غير المسعجلة، بما فيها الحالات السرطانية، والتي تحتاج إلى عمليات جراحية، بل وحتى العيادات الخارجية توقفت عن استقبال المرضى، و ألغت المواعيد أو أجلتها، وذلك لفسح المجال أمام شغيلة المؤسسات الصحية لمعالجة المصابين بفيروس كورونا.

ولكي لا يساء فهم القصد، أقول أن الخطر ليس في هذه الإجراءات، بل في المبالغة في تطبيقها، وخاصة في إيقاف المؤسسات الخدمية مثل النقل، والتعليم والتشدد في التباعد الاجتماعي...الخ. إذ تفيد الحكمة ( كل شيء زاد عن حده انقلب ضده). فمع قناعتنا بضرورة هذه الاجراءات، إلا إنه يجب تطبيقها بمرونة وعقلانية، وحسب متطلبات الظروف المحلية، و مبدأ الربح والخسارة.

هناك أدلة تؤكد صعود أرقام الوفيات وخاصة في دور العجزة لأسباب لا تعود إلى مرض كورونا. كذلك توقف كثيرون من المرضى عن مراجعة الأطباء، أو المؤسسات الصحية في حالة تعرضهم إلى وعكات صحية، إما لصعوبة الاتصال بهذه الجهات، أو لخوفهم من عدم الاستجابة لهم، أو رغبة هؤلاء المرضى العاديين في فسح المجال لشغيلة الخدمات الصحية للتفرغ لمعالجة مرضى الكورونا. إذ تفيد الأنباء في بريطانيا مثلاً، أنه حتى مراجعي قسم الطوارئ (Accident and Emergency) قد انخفض بنسبة 50%. وحتى لو أخذنا انخفاض حوادث الطرق بالحسبان بسبب انخفاض استخدام السيارات وغيرها من وسائل النقل، إلا إن هناك انخفاض في المراجعة لحالات أخرى مثل الذبحة الصدرية وغيرها، إلا بعد تفاقم المرض، إضافة إلى إلغاء العمليات الجراحية للحالات غير المستعجلة.

كذلك أفادت الشرطة البريطانية أنه منذ بدء منع التجول، وفرض الإقامة الإجبارية في المنازل، وتوقف التعليم في المدارس والجامعات، تصاعدت حوادث العنف الأسري بنحو 25%.

أما الأضرار الاقتصادية فحدث ولا حرج، وأهم قطاع تضرر من هذه الاجراءات الوقائية، هو قطاع النفط، حيث انهارت أسعار النفط الخام إلى النصف أو أقل منه، أما في أمريكا فقط هبط سعر البرميل من النفط الخام إلى ما دون تكاليف إنتاجه، إضافة إلى معاناة شركات النقل، وبالأخص شركات الخطوط الجوية، والسياحة، والفنادق، والمطاعم وغيرها كثير. ولا شك إن الكثير من هذه المؤسسات الاقتصادية معرضة للإفلاس، وبالتالي تسريح الملايين من العاملين فيها ورميهم في أحضان البطالة، وحتى عجزها عن دفع رواتب المتقاعدين. لذلك هناك تحذيرات وتنبؤات من قبل الخبراء الاقتصاديين أن الانهيار الاقتصادي والكساد في العالم ما بعد كورونا، بسبب هذه الإجراءات، سيكون الأسوأ في التاريخ، أي أسوأ من الكساد الذي حصل في عام 1928 نتيجة للحرب العالمية الأولى.

ورغم أن الدول الكبرى مثل أمريكا وبريطانيا و الاتحاد الأوربي، واليابان وروسيا والصين الشعبية، وغيرها قد خصصت مبالغ فلكية تقدر بترليونات الدولار لمساعدة المتضررين من الشركات والأفراد العاملين، إلا إن هذه الاجراءات لن تحمي من الكساد، وانخفاض القوة الشرائية (Inflation) لجميع العملات بما فيها الدولار، والاسترليني، واليورو، والين الياباني، وغيرها. أما الدول الفقيرة في العالم الثالث فهي معرضة للنتائج الاقتصادية الوخيمة أكثر من غيرها بمرات. وبالتأكيد تكون أكثر الدول تضرراً هي الدول التي تعتمد في موازناتها على النفط مثل دول الأوبيك، وروسيا، والنرويج وغيرها.

ولو قارنا الدول التي لم تتشدد في العزل الاجتماعي مثل السويد وغيرها من الدول الاسكندنافية، لو جدنا عدد الإصابات والوفيات بسبب فيروس كورونا فيها أقل من تلك التي تشددت في هذه الاجراءات مثل أمريكا وبريطانيا وإيطاليا وأسبانيا وغيرها، وحتى لو أخذنا في الاعتبار نسبة الوفيات والإصابات لكل مليون نسمة من السكان(1). كذلك الصين الشعبية التي انطلق منها الوباء اكتفت بعزل مدينة ووهان فقط التي كانت مصدر الوباء، ولم تتشدد في هذه الاجراءات في بقية مناطق الدولة الواسعة، والآن عادت الحياة فيها بصورة طبيعية مع أقل الأضرار الاقتصادية، حيث حصل انخفاض في سوق الأسهم في الصين حوالي 10% فقط ، بينما اخفضت الأسهم في البلدان الغربية التي تشددت في إجراءاتها الوقائية إلى نحو 50%.(2)

كما تفيد الإحصائيات أن الوفيات بسبب كورونا في العالم أقل بكثير من الوفيات سنوياً بسبب الإصابة بالانفلونزا التي تتكرر سنويا ودون أخذ أي إجراء وقائي كما اتخذ في حالة كورونا.(3)

لذلك أعتقد أن المبالغة والتشدد في هذه الاجراءات مثل فرض العزل، والإقامة الاجبارية لنحو ثلث البشرية في العالم، يؤدي إلى نتائج وخيمة ومعكوسة، من بينها زيادة الوفيات بسبب إهمال معالجة المصابين بالأمراض الأخرى غير الكورونا، إضافة إلى إيقاف التعليم، و شل الحياة، والدمار الاقتصادي الشامل ما بعد كورونا، وتفشي البطالة، وما يرافقها من تصاعد الجريمة، وغيرها من الأمراض الاجتماعية، أي كارثة تلد كوارث أخرى أشبه بالقنابل العنقودية.
[email protected]
ـــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- WHO Coronavirus update
https://www.worldometers.info/coronavirus/

2- Spotted Corsham and Chippenham
https://www.facebook.com/Spottedcorshamandchippenham/posts/something-is-fishywuhan-to-shanghai-839kmwuhan-to-beijing-1152kmwuhan-to-milan-1/2584502175125204/

3- How does the new coronavirus compare to influenza?
https://fullfact.org/health/coronavirus-compare-influenza/



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا ثورة الطبيعة التصحيحية وتعزيز للعولمة
- في ذكرى جريمة انقلاب 8 شباط الأسود
- في وداع الشخصية الوطنية العراقية عزيز الحاج
- العواقب الوخيمة لقرار إخراج القوات الأجنبية من العراق
- مقتل سليماني والمهندس تصعيد إلى حرب كارثية
- الهجوم على السفارة الأمريكية يضر بالعراق
- شعب مغلوب على أمره!!
- إيجابيات تظاهرات تشرين ونتائجها المحتملة (غير المقصودة)
- حادثة ساحة الوثبة جريمة بعثية داعشية بإمتياز!
- لماذا هذا الدفاع المحموم عن السعودية ومندسيها؟
- متى كانت السعودية نصيرة لثورات الشعوب؟
- تجيير مطالب مشروعة لأغراض داعشية!
- هل تظاهرات تشرين..ثورة، أم ثورة مضادة؟
- (ثورة أكتوبر( وثياب الإمبراطور الجديدة!
- من المخدوع؟ اعرف الحق تعرف أهله
- العراق.. أين الخلل؟
- العراق يحترق
- تظاهرات سلمية أم حرب بالنيابة بين إيران وأمريكا؟
- من المسؤول عن الفساد في العراق؟
- العراق بين سندان أمريكا ومطرقة إيران


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عبدالخالق حسين - الإجراءات الوقائية ضد كورونا أخطر من المرض نفسه