أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - الوباءُ موت .. و الفقرُ كذلك














المزيد.....

الوباءُ موت .. و الفقرُ كذلك


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6539 - 2020 / 4 / 16 - 13:22
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الوباءُ موت.
الإقتصادُ السيّءُ والضعيف .. موتٌ أيضاً.
الوباءُ يقتلُ الآلافَ .. عشرات الآلاف .. والإقتصادُ السيّءُ يقتلُ الملايين.
الحظرُ التام .. فشلٌ تام.
في كُلّ مكانٍ من هذا العالم .. الحظرُ التام ، يفتكُ بالناس ، أكثرُ بكثير، من الأوبئةِ المُستجَدّة.
في كُلّ مكان .. الآلاف يموتون .. ولكنّ الملايين يفقدون وظائفهم ، ومصادرَ رزقهم .. ومئاتُ الملايين من الفقراء يزدادونَ فقراً ، ويموتونَ أيضاً .. كما كانوا يموتون قبل الوباء ، وكما سيموتونَ بعده.
كُلُّ دولةٍ لا تقومُ بإجراءِ "مُقايضةٍ" محسوبةٍ بدقّةٍ ، بين موت مواطنيها بالوباء ، وموتهم بسبب فقدانهم لمصادر دخلهم .. هي دولةٌ فاشلة.
في كُلِّ الدول ، ولدى جميع الأُمم ، فإنّ الحظرَ الكامل على حركةِ الناسِ ، وشلِّ أنشطتهم العاديّة ، هو تجسيدٌ مُخزٍ لفشلِ النظام الصحيّ.
الطبُّ مشفى . والمشفى سرير.
فما بالكَ بدولٍ "عُظمى" ، وجدت أنّ مستشفياتها ناقصةُ التجهيز ، وأنّ لا أجهزةً تنفّسٍ كافيةٍ لديها ، ولا وحداتُ رعايةٍ مُركّزةٍ .. ولا أطباءَ كافينَ لدرءِ "الجائحةِ" ، ولا مُمرّضين؟.
ما بالكَ بدولٍ"دُنيا" .. لا مشافي لديها ، ولا أطباءَ كافينَ لدرءِ "الجائحاتِ" العاديّاتِ فيها (وما أكثرها)، ولا مُمرّضين ؟.
عندما تكونُ مسؤولاً عن كُلّ هذا ، وتُدرِكُ أنّكَ عاجزٌ عن توفير الحدّ الأدنى في مواجهته .. تلجأُ للحظر التام.
الإرهابيّونَ يجوبونَ المُدن .. تفرِضُ حظراً للتجوال.
لا تستطيعُ ضبط حركة الناس ، وتأمين سلامتهم .. تفرِضُ حظراً للتجوال.
لا تستطيعُ ضبطَ الشارع .. تقطَع الشارعَ بـ "الصبّات".
يهطلُ المطر بغزارة(ونادراً ما يهطلُ بغزارة) ، فتفيضُ المجاري على الناس .. تمنَحُ الناسَ عُطلةً ، إلى أن "تتبخّرَ" لوحدها ، مياهُ المجاري.
ترتفعُ درجات الحرارة(ونحنُ منذ الإنفجار العظيم ، بلدٌ شديد الحرارة) ، فتنقطِعُ الكهرباء .. تمنَحُ الناسَ عُطلةً ، إلى أن تنخفِضَ لوحدها ، درجاتُ الحرارة.
ونعودُ الانَ إلى دونالد ترامب.
لا تلوموا ترامب.
ترامب يعرف، أنّهُ إذا كان الوباءُ موتاً ، فإنّ الإقتصادَ السيّءَ والضعيفَ الأداء .. هو موتٌ أيضاً.
وترامب يعرفُ أيضاً أنّهُ يُديرُ أكبرَ اقتصادٍ في العالم ، وأنّهُ بالنسبةِ لإقتصادٍ كهذا، فإنّ موتَ الناسِ بالوباءُ ، هو موتٌ قصير الأجل ، وقابلٌ للتعويضِ بأدنى خسارةٍ ممكنة ، بينما الموتُ من خلال الأداء الإقتصاديّ السيّءَ والضعيفَ .. هو موتٌ طويلُ الأجل ، وباهض الكلفة.
وهكذا يا عزيزي"المسؤول"(باستثناء دونالد ترامب طبعاً) .. إذا كنتَ تُريدُ نصيحةً من مجنونٍ مثلي .. سأقولُ لك : دَعْ قِلّةً من الناس تموت .. وكُثرةً من الناسِ تحيا .
و لا تُكرِّرْ حماقةَ عجزك وفشلكَ عن حماية مواطنيكَ من فايروسٍ تافهٍ كهذا ، مرّةً أُخرى.
دَعْ قِلّةً من الناس تموت(إذا لزمَ الأمر) .. و أترُك الكُثرةَ الفقيرةَ من هذه الناسِ تحيا.
وإلاّ(إذا طالَ الأمرُ أكثر ممّا يجب) ، سيخرجُ عليكَ الجياعُ شاهرينَ قبضاتهم ..
ويسحلونكَ في الشوارع.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتَ لا تراهُم في الحُلم .. أولئكَ الذينَ تُحبّهُم
- العراق والنفط وأتفاق +OPEC
- ما عادَ النصرُ مُمكناً .. لم تعُد الحروبُ نزيهة
- ماذا نفعلُ بنفطنا .. الآن ؟
- كيف تعمل سوق النفط العالمية ما بين +OPEC و COVID 19
- صداقات وأصدقاء وطلبات صداقة
- النفطُ و حليمة .. وعاداتنا القديمة
- بلدٌ يخلو من الدهشة
- هذه ليست سياسة .. هذا اقتصاد
- الموازنة العامة والتمويل بالعجز ومحنة الإقتصاد والناس
- نيابةً عنهم .. وأصالةً عن نفسي
- تنظيرات كورونا المُميتات
- كورونا وأُمّي والصين والنضال القديم
- الأهداف الإجتماعيّة للإقتصاد في محنة كورونا الراهنة
- زوجات .. وأزواج .. و حصار كوروني
- عُزلة عاديّة .. لطفلٍ في السبعين من العُمر
- عن دور الدولة، ودور-الفئة-السياسية الحاكمة في العراق.. الآن
- واصِلوا تفجيرَ أنفسكم
- حربُ كورونا الراهنة ، وحروبها اللاحقة
- رئاسة الوزراء و دجاجة الحُصّة


المزيد.....




- رئيس وزراء الأردن يلتقي رئيس بعثة صندوق النقد الدولي
- أفضل هواتف اوبو الفئة الاقتصادية (يعيش لـ 5 سنين).. كاميرا و ...
- صحيفة: روسيا وجدت طريقة للاستفادة من أموالها -العالقة- في ال ...
- دراسة تظهر زيادة شعبية السياحة بالسيارات داخل روسيا
- خبير يرسم نظرة متفائلة لأداء الروبل الروسي
- رغم تراجع إيراداتها.. أرامكو توزع 31 مليار دولار أرباحا
- شراكة مع إسرائيل.. هل يقترب المغرب من إنتاج الطائرات المسيرة ...
- روسيا.. مصنع -تويوتا- السابق ينتقل إلى عهدة شركة -آوروس-
- -أدنوك للغاز- تسجل أرباحا مليارية
- نصف ذخائر إسرائيل في عدوانها على غزة أميركية


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - الوباءُ موت .. و الفقرُ كذلك