أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - السندات السيادية المقومة بالنفط الخام: جدل التمويل في اقتصادات المواد الاولية.














المزيد.....

السندات السيادية المقومة بالنفط الخام: جدل التمويل في اقتصادات المواد الاولية.


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 1 - 23:59
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


السندات السيادية المقومة بالنفط الخام:
جدل التمويل في اقتصادات المواد الاولية.
مظهر محمد صالح

تعاني بلادنا من تسربات نقدية سالبة خارج الجهاز المصرفي الرسمي وباكثر من ٤٥ تريليون دينار من اصل الاصدار النقدي الكلي البالغ ٥٣ تريليون دينار حاليا ،ذلك بسبب العادات والتقاليد الموروثة في التعاطي مع الدخل والثروة النقدية . وتشكل في وجودها كأكتنازات نقدية سائلة بمثابة اقتطاع اساسي من دورة الدخل بكونها مدخرات معطلة واموال خاملة تعيش حالات قصوى من اللايقين uncertainty والخوف من المجهول في تحريكها او استثمارها . علما ان كلفة اقتراض الجمهور من تلك الاكتنازات عند الحاجة ومن خلال وساطة السوق النقدية غير المنظمة (او غير القانونية )المحركة لها عند الضرورة تعد عالية حقاً وتبلغ احياناً ٨٠٪؜ بشكل فائدة او ربا سنوي فاحش.
وفي إطار المصاعب المالية التي يمر بها العراق في الظرف الراهن ولاسيما عجز الموازنة العامة وسبل تمويلها من الفوائض المالية للقطاع الاهلي ،فقد طرح الكثير افكاراً (جديدة قديمة )لترويج آليات اقتراض حكومي بسندات وطنية مقومة بالنفط الخام اي الاقتراض باصل حقيقي مع توافر درجة عالية من التحوط لتقلبات اسعار النفط نزولاً وضمان الانتفاع من تصاعد اسعار النفط مستقبلاً عند تاريخ الاستحقاق maturity date مع ضمان حد ادنى من الفائدة المصرفية. اذ شهد التاريخ الاقتصادي القريب للعراق ابان الازمة المزدوجة (الامنية )وتعرض البلاد عام ٢٠١٤ الى موجة الارهاب الداعشي والازمة( المالية ) التي تدهورت خلالها عوائد النفط على غرار مايحصل اليوم من وضع ربما مماثل لحرب اسعار النفط oil price war والازمة الصحية العالمية Coronavirus وانتكاس الاقتصاد العالمي بموجة من الانغلاق والركود . فدنيا المال بزبائنها ومؤسساتها تتعاطى ومنذ عقود طويلة السندات والاصول المالية المضمونة الاصل والعائد والتي تحمي حائزيها من مشكلات انخفاض القيمة النقدية للاصل المالي وتعرض الدائنين (من حائزيها )الى خسائر قيمية بسبب التضخم الجامح .اوتحول الفائدة الاسمية الموجبة للسند المستقر القيمة وانقلابه بسبب التضخم الى فائدة حقيقية سالبة وعد السند وقت ذاك كاداة مالية متدهورة القيمة . فالاستقرار السعري في الاقتصاد الكلي يعد بابجدياته الكافل الضامن للاصول المالية من تقلب قيمة الاصول وعوائدها وخسارة الدائنين لاستثماراتهم المستقبلية. فالاقتراض بالسندات المقومة بالنفط الخام تمثل بجوهرها حيازة ورقة مالية مدعمة باصل حقيقي عبر اجراءات من التحوط hedging التي لاتسمح بتقلب قيمة الاصل المدعوم بالنفط وخسارته حسب تاريخ الشراء الا صعوداً .
‏‎ فهذا نوع من الاقتراض القائم عالمياً على اصدار السندات المضمونة والمحمية قيمتها من مشكلات التضخم وتآكل القيمة تسمى
‏‎بالسند المقيس)
‏(indexed bond
‏‎ ومارستها كوسيلة للاقتراض العام اغلب دول اميركا اللاتينية التي عانت من التضخم الجامح في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي .اذ قامت باصدار السند المقاس بالتقلبات السعرية وحمايته من تلك التقلبات على ان يتم تسلم مبلغ السند بالدينار مثلاً او مايعادله بالعملة الاجنبية ، بسعر صرف ثابت بعيداً عن تقلبات ومخاطر سعر الصرف نفسه او تحمل اية خسارة بسبب تقلب المستوى العام للاسعار او التضخم عند تاريخ الاستحقاق او الاطفاء .
‏‎وقد عرضت بعض المصارف العالمية على العراق قبل سنوات تقديم قرض لقاء قيمة النفط بسعر ثابت وقت الاقتراض يسمى:
‏Pre export finance
‏‎مفاده دفع قيمة القرض بقيمة النفط المتعاقد عليه بالسند ايهما اعلى مع فائدة عند الاستحقاق .... وهي وسيلة من وسائل الاقتراض المحمية باصل حقيقي وهو النفط الخام وبالسعر الاعلى وتجنب مخاطر تقلبات اسعار النفط نزولاً . كما سبق للبنك المركزي ان خاض تجربة قبل عامين او اكثر واصدر سندات عراقية مقومة بالدولار وبسعر صرف ثابت لحماية المقترض من مخاطر سعر الصرف وبفائدة سنوية ويمكن تحصيل قيمة السند وعائده عند الاستحقاق بالدولار او الدينار ولكن للاسف لم يتفهم الجمهور كثيرا بمثل هذه الادوات المهمة وعالية العائد المضمون فضلا عن قلة الثقة بالاوراق المالية وعدم وجود معرفة كافية في اساليب تداولها في السوق الثانوية للسندات في بلادنا ما جعل الشراء يقتصر على بضعة عشرات من الملايين تقدمت بها بعض المصارف الاهلية .بالرغم من ذلك ففي عالم المال الكل يبحث عن الضمانات قبل ولوج الصفقات ما يعني ان ثمة حاجة الى وقت وتوافر قدر عالٍ من اليقين والثقة كي تاخذ المؤسسات المالية دورها الفاعل حقا

‏‎من صفوة الكلام ، فيمكن القول ان اصدار
السندات المقومة بالنفط الخام تعني ابتياع وتداول سندات سيادية sovereign bonds يتم اصدارها بمبالغ معينة بقيمة النفط الخام المعادل يوم الاصدار IPO ويسدد الاصل عند تاريخ الاستحقاق بسعر برميل النفط وقت السداد maturity date ايهما اعلى وبفائدة سنوية على اصل المبلغ .



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدهور اسواق النفط: آليات الحاضر واستشراف المستقبل .
- الصراع الطبقي المميت : كورونا والقضية الاجتماعية .
- اسواق النفط :نحو اعادة ترتيب قواعد اللعبةوالنفوذ العالمية.
- المالثوسية والفائض الاقتصادي العالمي :من حرب العملات إلى الح ...
- توازن لعبة الحرب التجارية القائمة : الرابحون والخاسرون في ال ...
- ملامح الموازنة العامة الاتحادية للعراق ٢٠٢ ...
- رؤية في الإنقلاب الديمقراطي:
- سيناريو انتاج النفط الأمريكي :بداية امتصاص اقتصاديات الفائض ...
- من صراع المكونات إلى صراع الطبقات
- السوق الحمراء وتفكيك الصدمة الاقتصادية: الصين انموذجاً
- الصين و العراق : مرارات العقود الضائعة في التنمية.
- التهديد المالي والنفطي للعراق :هواجس واحاسيس
- البجعة السوداء :حقيقة في الجدل الاقتصادي
- ريعية المصارف الاهلية في العراق: السلوك والاداء!
- حماية اموال العراق في منطقة الولاية القضائية الامريكية/وجهة ...
- العراق بين مشهدين :وجهة نظر في الاقتصاد السياسي
- العقد الاجتماعي المالي الجديد للعراق
- إطلالة على تاريخ ديون العراق السيادية
- خريف الذكريات :الفرج بعد الشدة
- (الوجبة المجانية في المالية العامة للعراق)


المزيد.....




- حرب غزة تصرف صندوق بيزوس عن استثمار 30 مليون دولار في إسرائي ...
- وزير المالية الأوكراني يعترف بوجود صعوبات كبيرة في ميزانية ا ...
- تباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي وارتفاع معدلات التضخم بالربع الأ ...
- انخفاض أسعار مواد البناء اليوم الخميس 25 أبريل 2024 في الأسو ...
- نمو الاقتصاد الأمريكي 1.6% في الربع الأول من العام
- بوتين: الاقتصاد الروسي يعزز تطوره إيجابيا رغم التحديات غير ا ...
- الخزانة الأمريكية تهدد بفرض عقوبات على البنوك الصينية بزعم ت ...
- تقرير: -الاستثمارات العامة السعودي- يدير أصولا بنحو 750 مليا ...
- البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن ا ...
- معضلة الديون في فرنسا.. وكالات التصنيف قلقة ونظرتها سلبية


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - السندات السيادية المقومة بالنفط الخام: جدل التمويل في اقتصادات المواد الاولية.