أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - وفاء البوعيسي - أسلمة كورونا














المزيد.....

أسلمة كورونا


وفاء البوعيسي

الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 1 - 14:56
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


عندما ذاع خبر كورونا تحول عدد من المسلمين إلى القرآن، للبحث عن آيات يمكن لي عنقها أو شدها من طرفيها حد الانقصاف للعثور على أثر صغير يثبت أن مكة الوحي عرفت بفيروس ووهان الصناعية منذ 1450 سنة. وهذا يدخل في حمى أسلمة الحوادث والوقائع المعاصرة ومنها المنجزات العلمية، بمعنى إضفاء طابع إسلامي عليها بإعادتها جميعاً للنص الديني، ما يعني أن كل الاكتشافات لها أصل في القرآن. وما حدث أنه قد تم مط وشد سورة المدّثر وتحوير مفرداتها عن تطهير الثوب (كناية عن التعقيم) واعتزال الرجز (كناية عن الحجر المنزلي) لتكون هي الروشتة التي صرفها الله للبشر للوقاية من الفيروس!

هنا يستحق الأمر وقفةً عقلانيةً تتصدى لنوبات الإعجاز العلمي التي تنتاب شريحة واسعه من المسلمين من حين لآخر.

أولاً؛ دارسو الفقه يعرفون أن كثيرا مما ورد بالقرآن كان نتيجة لواقعة أرضية استدعت التدخل الإلهي، فهل الآيات أعلاه - أو غيرها - نزلت بسبب مرض أو حاجة صحية لإنسان؟ وهل ثبت في الأثر أنه تم تجريب أي آية منها فحققت نفعاً أو دفعت ضرراً؟ الجواب قولاً واحداً هو لا وسيرد السبب.
ثانياً؛ تفسير الآيات على طريقة الاعجاز العلمي اليوم يعني بالضرورة أن الآية ذاتها لم يكن من الممكن تفسيرها على هذا النحو بالأمس، فالمعنى الجديد أملاه العلم، وبهذا يظهر أنه لم يعد للقرآن معنى محدّد بعد الآن!
ثالثاً؛ المكتشفات العلمية عموماً، أحرزها أناس غالباً لم يقرؤوا القرآن، أو لعلهم قرأوه لكنهم لا يعتبرونه مرجعاً علميّاً، إذاً فهم توصلوا للإكتشاف عبر البحث العلمي والتجربة المعملية، وهذا يعني أن العقل البشري هو الذي أحرز الإكتشاف، وهو قادر على ذلك سواء ورد بالقرآن أم لم يرد.
رابعاً؛ إن وجود الإعجاز المزعوم بالقرآن، لم يسعف المسلمين للتوصل للإكتشاف حين كان يجب عليهم أن يتوصلوا إليه قبل غيرهم، ما داموا يتلونه ويتدبرونه ليل نهار، والحقيقة هنا أننا لسنا أمام أي إعجاز بل أمام مرواغة للغة القرآن والعبث بآياته وتغيير معانيها لأجل فرض هيمنة أيديولوجية شمولية، تجهز على الفضول العلمي وتقلب البحث العلمي الصارم إلى بحث لغوي مشط في شكليته، وهو تصرف يعزز رذيلة التواكل والسطو على جهود العلماء وتجييرها للمسلمين.

تعالوا نتكلم بصراحة الآن عن سبب أنه ولا آية من آيات الإعجاز المزعوم جربت تاريخياً.
إنّ أهم ما أنجزته معارفنا العربية الإسلامية حول الصحة والمرض أصوله الفقه الإسلامي، فالجسد كان موضوعاً رئيسياً للفقهاء الذين كانوا نجوم كل العصور بعد أن تخلصوا من العلماء والفلاسفة، والمسلم اليوم بفضلهم إنما يعرف جسده الفقهي لا جسده العلمي (الفيزيولوجي والنفسي) والسبب أن الفقهاء ربطوا المرض دائماً بالنجاسة فهو يدفع لـ "القيء النزيف السيلان الإنتان الدود الروائح الكريهة القيح ...." وربطوا الصحة بـ "الطهارة الصدقة كثرة الاستغفار التكبير التوبة ......" ولكم في محاضرات أكذب علماء العصر وأكثرهم انتهازية مصطفى محمود خير دليل، فمن أين إذاً جاء الإعجاز بسورة المدثر او غيرها مما قد يلفقه زغلول النجار؟

والخاتمة القاسية لمرتزقة الإعجاز العلمي ومن يصدقهم من مثقفي الصدفة هي " لقد توصل العقل البشري إلى كل ابتكاراته الحديثة في مجال الطب وغيره دونما أدنى حاجة لقول إله"



#وفاء_البوعيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوكب الرجال
- المثقف الملفق (محمد شحرور نموذجاً)
- الأنوثة من الطبيعة إلى الثقافة
- هل الرجل الشرقي حر؟!
- المسلمون والأمن المائي
- في السعودية الثورة بالمقلوب
- كلام في الذكورية (2)
- كلام في الذكورية (1)
- إلى مدينة نرجسية اسمها بنغازي
- ما أُخذ بالقوة يُسترد أسرع بالسلام
- الهولوكوست الفلسطيني
- لماذا يعارض الليبيون حقي في التعبير؟!
- كيف نُنهي الإرتزاق بالإسلام؟!
- نظرة في الشذوذ الجنسي
- الإقطاع الإلهي في أورشليم
- خديجة تكشف أزمة الإسلام
- محمد ينقلب على خديجة
- مفاهيم سيئة السمعة (6) الإسلام صالح لكل زمان ومكان الجزء الث ...
- مفاهيم سيئة السمعة (6) الإسلام صالح لكل زمان ومكان الجزء الث ...
- مفاهيم سيئة السُمعة (5) الإسلام صالح لكل زمان ومكان


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - وفاء البوعيسي - أسلمة كورونا