أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وفاء البوعيسي - هل الرجل الشرقي حر؟!














المزيد.....

هل الرجل الشرقي حر؟!


وفاء البوعيسي

الحوار المتمدن-العدد: 6015 - 2018 / 10 / 6 - 23:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحظى الرجل بمجتمعاتنا العربية ولا شك، بقدرٍ معتبر من الثقة والحصانة، فهو يملك صكاً على بياض في أن يكمل حياته مرفوع الرأس، رغم ارتكابه لجرائم تُدخله السجن لسنوات، كما أن تحرشه أو اغتصابه لامرأة ما، لا يُسقط هيبته ولا ينسف وجوده الاجتماعي، وهو يسافر وحده بلا رقيب، ويعمل بما يحب، ويملك حق الزواج والطلاق خالصين، لكن لو دققنا قليلاً بالأمر، سنصل إلى نتيجةٍ ملموسة، وهي أن حرية الرجل مراقبة ومحسوبة جداً من قبل المجتمع.

في بعض مدن جنوب ليبيا، والخليج وصعيد مصر، يجري إجبار كثير من الشُبان على الزواج بقريباتهم، بل وقد تُدبر للولد منذ طفولته زيجةً مستقبلية ببنت عمه أو عمته، كما أن مجتمعاتنا تعارض رغبة الرجل بالزواج من مطلقة أو أرملة، أو من ديانة أو طائفة أخرى ولو كان يهيم بها حباً، وكم من رجلٍ يعيش في جحيمٍ زوجي لا يستطيع التخلص منه، بسبب وطأة التقاليد، أو إرضاءً لأحد الأبوين أو خشيةً من معاقبة الدين.
وكثير من العائلات المحافظة بمجتمعاتنا، تستنكر على ابنها تعلم الموسيقى أو الرقص أو الرسم ولو كان يرغب فيه، لأنها ترى في ذلك عارًا يلحق بالعائلة وسمعتها، وتبتز عائلات أخرى فقيرة ابنها، وتمتنّ عليه بشقائها في تربيته، لتوجه ميوله قسراً لعلوم ومهن تدر مداخيل جيدة بالمستقبل، بالوقت الذي يرغب هو في دراسة وامتهان وظيفة أخرى.
ويصل الظلم إلى حد حرمان الرجل أحياناً، من الهجرة والإقامة ببلد آخر، حيث يبتز الأبوان ابنهما عاطفياً، ويلاحقانه بالتهديد بالغضب عليه، إن هو تركهما واختار مستقبله بعيداً عنهما.
أما الشاب الذي شاء القدر أن يكون وحيداً وسط عددٍ كبيرٍ من الأخوات، فيدفع ثمن مركزه هذا باهظاً من راحته ومتعته، حيث يُحكم عليه قسراً بالوصاية على أخواته، ولو كن ناضجات ومستقلات مادياً عنه، ولو كان هو نفسه كارهاً لهذه الوصاية أو عاجزاً عنها..
ولن أنسَى ما يعانيه الرجل من اعتباط السلطة السياسية، واستبدادها وتحكمها بحريته ومستقبله وخياراته الفكرية، وكثيرون جداً دفعوا ثمن معارضتهم للديكتاتورية والفساد، من حريتهم وكرامتهم وصحتهم في السجون لعقود طويلة، خرجوا بعدها محطمين ومهمشين لا تحترمهم مجتمعاتهم، ولا تعرف عن معاناتهم شيئاً.

ولعل أقسى أنواع الاستبداد، خوف الرجل من التعبير عن ميوله الجنسية المخالفة للميول المعتبرة بالمجتمع، أو اضطرابات تلك الميول، والأنكى من ذلك، حرمانه من المجاهرة بتغيير عقيدته، أو حتى مذهبه ضمن نفس الدين، حتى لا تتعرض عائلته لجلطات دموية، وصدمات نفسية، واشتعال حروب في محيطها الاجتماعي، ما يترتب عليه قتل ذلك المسكين أو هروبه من البلاد، وعيش حياته بمرارة وألم دائمين.
أما الغبن الحقيقي الذي أملاه المجتمع الذكوري على الرجل، فهو إلزامه بمراقبة المرأة، بزعم أنها كائن عاطفي قليل العقل، ستدوس شرفه مع أول عابر سبيل، تلك الثقافة جعلته حارساً مخلصاً ينام في زنزانة واحدة مع سجينته لمراقبتها طوال الوقت، لهذا بقي نصف مجتمعنا سجاناً بدوام كامل، وبقي النصف الآخر يعيش بسجن مؤبد يخشى الهرب، حتى لا يُقتل، وبقيت مجتمعاتنا متخلفة ومتعصبة وظالمة للطرفين.



#وفاء_البوعيسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون والأمن المائي
- في السعودية الثورة بالمقلوب
- كلام في الذكورية (2)
- كلام في الذكورية (1)
- إلى مدينة نرجسية اسمها بنغازي
- ما أُخذ بالقوة يُسترد أسرع بالسلام
- الهولوكوست الفلسطيني
- لماذا يعارض الليبيون حقي في التعبير؟!
- كيف نُنهي الإرتزاق بالإسلام؟!
- نظرة في الشذوذ الجنسي
- الإقطاع الإلهي في أورشليم
- خديجة تكشف أزمة الإسلام
- محمد ينقلب على خديجة
- مفاهيم سيئة السمعة (6) الإسلام صالح لكل زمان ومكان الجزء الث ...
- مفاهيم سيئة السمعة (6) الإسلام صالح لكل زمان ومكان الجزء الث ...
- مفاهيم سيئة السُمعة (5) الإسلام صالح لكل زمان ومكان
- مفاهيم سيئة السُمعة (6) الإسلام صالح لكل زمان ومكان
- مفاهيم سيئة السمعة (5) الإسلام هو الحل
- مفاهيم سيئة السمعة (4) الإسلام السياسي
- مفاهيم سيئة السمعة (3) ثوابت الإسلام


المزيد.....




- فيديو منسوب إلى عبدالرحمن السديس حول نزاع الهند وباكستان.. م ...
- مصر تحذر إسرائيل.. توسيع العدوان مرفوض
- الصومال: أمطار طوفانية في مقديشو تودي بحياة 10 أشخاص وتشرد ا ...
- رئيس الوزراء الباكستاني: الهند ارتكبت عدوانا صريحا لكننا صمد ...
- عيد النصر بعيون عربية
- الخارجية الهندية تتهم باكستان بانتهاك وقف إطلاق النار
- ماكرون: الهدنة لا تفترض وقف توريد الأسلحة إلى كييف من قبل ال ...
- خلال لقائه بوتين.. عباس يعرب عن رفضه خطة ترامب بشأن غزة
- ساويرس يُثير عاصفة.. سجال حاد بين علاء مبارك ومصطفى بكري في ...
- الشرطة السورية تنتشر على مدخل السويداء تنفيذا للاتفاق مع الح ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وفاء البوعيسي - هل الرجل الشرقي حر؟!