أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- عندما نرى الجهل علما














المزيد.....

بدون مؤاخذة- عندما نرى الجهل علما


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6493 - 2020 / 2 / 17 - 10:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"علِمَ / علِمَ بـ يَعلَم، عِلْمًا، فهو عالمٌ والجمع: علماء، والمفعول معلوم
عَلِم الشَّخصُ الخبرَ / علِمَ الشَّخصُ بالخبر: حصلتْ له حقيقة العِلْم، عرفه وأدركه، درى به وشعر ". هذا هو معنى العلم حسب قواميس اللغة العربية.
يُجمع فقهاء الإقتصاد والسّياسة في العالم جميعه على أنّ سبب الفقر والهزائم التي تعيشها بعض الشّعوب، ومن ضمنها شعوبنا العربيّة هو الجهل. لكنّ ثقافتنا العربيّة المتوارثة والسّائدة لها رأي آخر، وهو أنّ سبب المصائب التي نعيشها هو بعدنا عن الدّين! دون الإلتفات إلى أسباب نهوض وتقدّم دول وشعوب لا دين لها، أو أنّها تؤمن بمعتقدات وثنيّة -حسب مفهومنا للدّين، أو أنها لا تؤمن بالدّيانات السّماوية مثل اليابان، الصّين والهند وغيرها. وثقافتنا تقول بأنّ الدّين هو أساس العلوم كلّها، دون التفريق بين "العلوم الدّينيّة" و "العلوم الدّنيويّة" مع الإلتباس في مفهوم "العلوم الدّينيّة" والذي يطرح تساؤلات بحاجة إلى إجابات ومنها: هل الدّين والتّشريع علم أم عقيدة؟ في حين أنّ العالم جميعه يعتبر الرّياضيات أساس العلوم، وبغضّ النّظر عن هذا الفهم للعلم وللعلوم، إلا أنّ الكوارث والهزائم التي تعيشها أمّتنا العربيّة والإسلاميّة تدعونا للتّوقّف عند ثقافتنا العربيّة ومفهومها للعلم.
في ثقافتنا العربيّة نطلق على كلّ من يطلق ذقنه ويحفّ شاربيه ويرتدي الجبّة ويضع العمامة "عالما" ولو كان أمّيّا أو شبه أمّيّ، ومع الاحترام العالي لعلماء الشّريعة المتعلّمين والعالمين حقّا بأمور الشّريعة والدّين ويحترمون علمهم ويفهمون الدّين بشكل صحيح، إلا أنّنا نجد بيننا "علماء ودعاة" يسيئون للإسلام والمسلمين، ويتحمّلون العبء الأكبر في المسؤوليّة عن الكوارث التي نعيشها كشعوب وكأمّة. وإلا كيف يمكننا أن نفهم الدّين فهما صحيحا، عندما نقرأ ونسمع ونرى على الفضائيات فتاوي ما أنزل الله بها من سلطان، مثل فتاوي جهاد النّكاح، وفتاوي هدم تراث الأمّة كالمطالبة بهدم الأهرامات والتّماثيل الفرعونيّة في مصر، ومن هدموا ودمّروا بابل وتدمر وغيرها في العراق وسوريّا؟ وفتاوي إرضاع الكبير، وفتاوي نكاح البهائم، وفتاوي الجهاد ضدّ الفرق الإسلاميّة كالشّيعة والعلويّين، وفتاوي إعادة استرقاق غير المسلمين كما فعلت داعش وأخواتها مع الأيزيديّين والمسيحيّين في العراق وسوريّا، واستباحة دماء غير المسلمين من شعوب المنطقة...إلخ؟ وقد يقول البعض بأنّ هؤلاء عددهم قليل ولا يمثّلون الأمّة، وهذا التّساؤل في محلّه وفي مكانه الصّحيح، لكن لا يمكن تجاهل ما يجري على أرض الواقع وهو أنّ هؤلاء اعتمدوا على فتاوي من "علماء" يتبوّؤون مناصب رفيعة، ونجحوا في تدمير بلدان وقتل وتشريد الملايين من شعوبها المسلمة كما يحصل في العراق، سوريا، ليبيا، اليمن وغيرها. لكنّ هؤلاء "العلماء والمجاهدين" لم يعلنوا الجهاد ضدّ أيّ من الأعداء الحقيقيّين للأمّة!
وعودة مرّة أخرى "للعلماء"، فهل لدينا تعليم حقيقيّ يواكب العصر؟ وهل لدينا علماء في مختلف العلوم الدّنيويّة؟ وهل يتساوى في العلم إمام مسجد مع عالم ذرّة أو طبّ أو هندسة ....إلخ؟ وما مدى مساهمتنا في الثّورة العلميّة والتكنولوجيّة التي يشهدها العالم؟ وهل لدينا علماء لتطوير الزّراعة والصّناعة واستخراج الثروات الطبيعيّة؟ وهل نحن مع العلوم الحديثة أم ضدّها؟
لكنّ السّؤال الذي يطرح نفسه هو: هل نحترم حقّ المواطنة لمواطنينا من غير العرب ومن غير المسلمين؟ وكيف تتعامل حكوماتنا مع الأقلّيّات العرقيّة والدّينيّة في بلداننا؟ وإذا ما وقفنا على الحقيقة المّرة في الإجابة الصّحيحة على هذه الأسئلة فإنّها لن تكون لصالحنا. لكن يجب أن لا يغيب عن ذهننا دولة ماليزيا التي تبنّت العلم والعلماء ونهضت بشكل لافت وشعبها في غالبيّته مسلم لكنه ليس عربيّا، وإيران الفارسيّة المسلمة التي نهضت علميّا وزراعيا وصناعيا بطريقة هدّدت فيه المصالح الإمبرياليّة في المنطقة، لكنّ الدّول العربيّة في غالبيّتها اصطفّت بجانب أمريكا في عداء هذه الدّولة، ووجدنا من "علمائنا" من كفّروا الشّيعة ويدعون لمحاربتهم! تماما مثلما وجدنا من "علمائنا" من يحرّمون الإبداع كالفنّ التّشكيلي، والموسيقى والرّواية والقصّة إلخ. وهل ننتبه إلى أنّ حوالي 25% من شعوبنا العربيّة أمّيّون لا يجيدون القراءة والكتابة؟ وهل ننتبه إلى ترليونات الدّولارات من ثرواتنا التي تصبّ في خزائن الأعداء، وهناك ملايين الجياع والمشرّدين من أبناء الأمّة؟ والحديث يطول.
17-2-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -وجه آخر-لبدرية الرجبي والخيال الجامح
- بدون مؤاخذة- جاهليتنا المستمرّة
- بدون مؤاخذة- العرب لن يتعاطوا مع صفعة القرن
- بدون مؤاخذة- عندما يعيد التاريخ نفسه
- بدون مؤاخذة-ماكو عرب
- بدون مؤاخذة-صفقة نتنياهو
- رواية قلب الذئب والسيرة الذاتية
- بدون مؤاخذة- العلقمية والطوسيّة المعاصرة
- بدون مؤاخذة- جلد الذات فلسطينيا
- بدون مؤاخذة- صفقة القرن تفضح أمريكا والعرب
- رحلة القمر وحماس الشباب
- خيانة بالإكراه وتجارب الحياة
- رواية الخاصرة الرخوة والفكر التكفيري
- بدون مؤاخذة- مهندسو العنصرية
- حسين مهنا شاعر الإنتماء والحب والجمال
- بدون مؤاخذة- ترامب يقرع طبول الحرب
- بدون مؤاخذة-عام فارط وعام قادم
- بدون مؤاخذة-عندما تتبنى الجامعات العشائر
- بدون مؤاخذة-اتفاقية سيداو وشرفنا المصون
- قصّة البطة المستاءة وحماية القانون


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- عندما نرى الجهل علما