أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بوتين الساعي لإعادة كبرياء الروسي ...














المزيد.....

بوتين الساعي لإعادة كبرياء الروسي ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6481 - 2020 / 2 / 3 - 22:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ قراءات متفاوتة في خططها ومقارباتها ، لكنها في كل حال تظل شخصية بوتين تستحق التسليط الضوء عليها ، لأنها معقدة اولاً وغير عادية ثانياً ، أثبتت تجربة الشيوعي السابق والأرثوذكسي الحالي الرئيس بوتين بأن من السذاجة أن يعتقد المرء بأن الشيوعية الإلحادية يمكن لها أن تقضي على الإيمان ، لكن للروس خصوصية يختصون بها عن الشعوب الأخرى ، تختبأ في ثنايا الحياة الروسية سلسلة من النظريات والأفكار بالطبع اختلطت مع المذهب الأرثوذكسي الأوسع انتشاراً ، وبالرغم من ذلك فإن الشيوعية الإلحادية التى ألفت كتاب سفر الإلحاد وبالتالي حددت محدداتها بعدم وجود إله ولا حياة أخرى ولا خلق من الأصل بل الحياة وليدة الصدفة ، لكن في الوقت ذاته ، أشار لينين البلشفي عن شيء أساسي للتكوين القومي ، قد يساعد في تفسير كيف تتناقض السياسية الروسية إلى حد القمع وصنع المجازر احياناً وفي جانب آخر ، تفسر بأن الأرض الروسية لا يمكن لها أن تُحكم بنظرية واحدة وبالتالي تلغي الموروثات القديمة ، لقد خاطب لينين مسلمو بروسيا وسيبريا وتركستان بعد تمكن الثورة البلشفية بالإطاحة من القيصر والإمبراطورية ، فدعاهم من خلال خطابه لإعادة بناء مساجدهم التى هدموها القياصرة من أجل ممارسة عقائدهم وعاداتهم التى صارت حرة وبالفعل أقيم احتفال مهيب مازالت الذاكرة تحتفظه عندما الشيوعيون سلموا قرآن عثمان الشهير وأعلنت الحكومة يوم الجمعة عطلة رسمية في آسيا الوسطى .

نتفق مع ما قاله المعارض الروسي نافالنى حول خطبة بوتين السنوية والتى أعلن في شقها الثاني عن نواياه بإجراء تعديلات دستورية ، قال عبر تغريدةً له( خطبة بوتين ليست سوى تأكيد مدى غباء وحمق كل من يتصور أنه سيغادر السلطة ) وبالرغم أن الاتحاد السوفياتي قد تداول على حكمه ثمانية أشخاص ( لينين وستالين ومالينكوف وخروتشوف واندوربوف وتشيرنينكو واخيراً غورباتشوف ) ، إلا أن منذ استلام بوتين سدة الحكم تحولت روسيا إلى شبه قيصرية وهذا له تفسيرات عميقة لها علاقة بالجرح الوطني والقومي الروسي ، وبالفعل مع إنهيار الإتحاد السوفياتي تشكل اعتقاد لدى الأغلبية بضرورة عودة الوطنية الروسية إلى عهدها القوي لأن الوطنية جرحتُ جرحاً عميقاً وبالتالي وجدوا الروس في الرئيس بوتين ، الشخص الذي يسعى لإعادة الوطنية الروسية وقوة روسيا العالمية ، لكن شخص مثل بوتين لم يتوقف عند ذلك الحد ، باشر في إعادة القومية السلافية التى تشير عن تكوينيته وتأثيره بكتابات دوستويفسكي ، وبالفعل من يراقب سياسة وحياة الرجل يجدهما كأنه شخص من شخصيات الكاتب الروسي الشهير ، لأن رؤية دوستو العامة كانت قد بنيت على قيادة الإمبراطورية الروسية للسلافية في العالم ، وعليه يحاول بوتين ترسيخ الكبرياء الروسي العظيم كما فعل في جزيرة القرم أو في أوكرانيا وليس سوريا ، لأن الصراع في شمال اسيا يختلف عن جنوب غرب اسيا ، بل في أوكرانيا تتجاوز المسألة مسألة الجو سياسي ، لأنه صراع قائم على الدراما المترسخة في الروح الروسية ، وهذا كان بوتين قد تكلم عنه في إحدى خطبه عندما أكد على فكرة دوستويفسكي بضرورة توحيد كل الناس من قبائل التابعة للعرق الآري العظيم وضرورة سيطرة روسيا عليه وبالتالي يفسر فكر دوستو وخطاب بوتين أصل العلاقة الروسية الإيرانية التاريخية والهدف منها وصولاً إلى قيادته لحرب سوريا .

وعلى الرغم من افتتان الرئيس بوتين بأيام الشيوعية لكنه يختلف مع إلحاد الستاليني ويقترب ايضاً من إيمان دستو الذي يسعى لإعادة دور الكنسية الأرثوذكسية وانهاء الإلحاد الذي أنتجته الشيوعية ، بل يبتعد بوتين عن فكر تولستوي الذي نادى بتقرير مصير الولايات الروسية ، وهذا الفكر لا يحظى بقواعد شعبية ابداً لأن الأغلبية الروسية ترتكز بالفعل على الفكر الفلسفي والثقافي الذي أرساه دوستويفسكي ، وبالتالي عُرف عن بوتين مسألة غاية من الأهمية ، حرصه على نشر روايات دوستو في الأقاليم التابعة والمجاورة لروسيا ، بل خص بذلك الليبرالين والعدميين الذين ينغلون في أرباع الأراضي الروسية القديمة وبالتالي اصطفاف بوتين في خندق دوستو فكرياً ليس سوى دلالة كبرى على نواياه الصريحة بتوحيد السلافية العالمية ، وهو لا سواه يطمح أن يكون بطرس الأكبر في سوريا ، بالطبع لم تكن الأزمة السورية وليدة الصراع بين الاتراك والروس ، بل عمقه أبعد من ذلك ، فاليوم الروسي لا يقاتل من أجل الاستحواذ على سوريا فحسب بل عينه على تركيا أو على الأقل لجم الطموح التركي لصالح العرق الآري الايراني الذي يتمدد في كل الاتجاهات .

لقد أنتجت الحركة الثقافية الروسية العديد من الفلاسفة والمفكرين والكتاب ، تنافسوا جميعهم على تغير الانسان الروسي ومن ثم العالم ، لكن الذي استمر وانتشر بشكل أفقي وتسلل إلى عمق الآخر كان دوستويفسكي ، لقد ساهم في رفع وعي الإدراكى للبشرية من أجل إدراكهم باستحالة معرفة الإنسان ، كما أنه كشف عن محدوديته وايضاً عن اختلال أو اضطراب مشاعره وبالتالي لا يمكن فهم الآخر طالما الوصول إلى أعماقه تعتبر متاهة ، لكن يبقى البعد الأشد تميزاً بين الرجلين ، فدوستو كان يؤمن بالحرية التى حرم منها وذاق الويلات من النظام القياصرة ، في حين بوتين يرى بالديمقراطية عبارة عن زجاجة تمتلىء بالّخل وبالتالي تحصنه من الصدأ . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفارق بين من يستجدي تصريح يتيم وآخر يستجدونه لمشاركته باحتف ...
- قناة الجزيرة والأمير محمد بن سلمان ...
- تكّلِفة الرد وتكلفة السكوت ...
- تواصل الحركة الصهيونية تفكيكاتها ، التحالف الجديد للصهيونية ...
- الفارق بين من يسوق البحر وأخر يجدف في البانيو ..
- الانعطافات الكبرى لخروج الامريكي من العراق قبل تحقيق الدولة ...
- فلسفة رياض سلامة للذباب والدبابير ...
- سلطان قابوس أعتمد نظرية رأس النبعة ...
- الفارق بين بناء نظام حداثي وآخر يريده نظام ابتلاعي فقط ...
- سقوط الطائرة وسقوط الاستثناء ...
- خلطة من الجعفرية والغفارية والرداكالية ...
- القوة أمام من يريد حفظ ماء وجهه / ماء الوجه لا يقدر بثمن ..
- رفاق السلاح يختلفون على العراق / مآلات تجميد أو إلغاء الاتفا ...
- اللعبة انتهت حان وقت العمل ...
- المهمة الوحيدة ...
- الذكرى بين الماضي المجيد والحاضر المتعثر ..
- الضربات الجوية تحول الحمقى إلى حلماء ، سبحان الله ...
- على حين غرة تم إسقاط البروفيسور
- جينيفر كراوت الصوت الذي كان يكافح للظهور في موقع آخر ...
- بناء الجدار خطوة أولى لبناء الهيكل ...


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بوتين الساعي لإعادة كبرياء الروسي ...